تمتد الذكريات عميقا في أنفاس اللحظات لتحي معالم عفا الزمن عنها ودفن تحت ترابه تفاصيلها الغائرة
كنت هناك اختلس النظرات من الشرفة عساني ارمقه بعين تسرق أنفاس الخطوات في صمت الأزقة الحانية
ما إن تكتشفه عيوني الصغيرة حتى اخترق جدران الصمت بصياح عالي تضج منه ساحة المنزل وغرفه
يطرق صوتي مسامع إخوتي ،فلا تمر لحظة حتى أكون قد بسطت سطوتي على فوهة البيت ،أتعلق بنوره متى يخترق عيوني نوره الغامر
ثم امتطي بساط الأحلام وانطلق بعيدا عن العالم، يلفني في حركة سريعة يمنة ويسرة فأرى جناحين تحتويان ضعفي
أغادر الكون لأسكن أقصى نقطة من حلمي الصغير، كنت وحدي استرق غفلة إخوتي لأعيش حلمي وحدي
يستمر الحلم طوال لحظات أحسها عمر طويل ممتد بلا نهاية ولا بداية ،يحاول أخي الأصغر أن يسرق حلمي
بدموع يستجلب بها عطفه ويستجدي بها سطوته
في الاخير يستسلم أبي لتوسلات اخي الصغير، وينزلني عن جناحيه لكنه لا ينسى ان يمد يده السحرية ليخرج من
جيبه قطعة حلوة تذيب مرارة الابتعاد عنه ، في احد الأيام رفضت التخلي عن جناحيه وتعلقت بهمها
حلقت وحلقت وهو يلفني كنت وحدي احلق بعيدا عن كل العالم فجأة ..داهم خلوتي اخي الصغير و أخذ في الصياح دوري الان دوري الان أخيرا تعلق
به لم تستطع جناحاه التحليق بكلينا فتلاشت الأجنحة تطاير جسدي الصغير بقوة
وارتطمت بالحائط خلف الارتطام جرحا في راسي، أصبح أجمل ذكرى احتفظ بها بعد فقد رحل أبي بعيدا
محلقا بجناحيه وسكن الصمت بعده جدران البيت لم اعد انتظر اشراقة نور تنير عتمة الزقاق، حتى النافدة
توشحت بالقتام لم يبقى غير ذاك الجدار يبادرني الذكرى كلما نظرت إليه أحسه يكلمني ويسال عن صمت البيت عن
روحه التي غادرته ولم تعد عن لهو البراءة بين جدرانه عن الأحلام والحب عن دفئ القلوب أحس أن الجدار
يحن لكل ذالك أما جرحي فهو سطر من قصة عذبة تسقي صمت الليالي بذكرى تبرد عطش القلب كلما اشتاق إلى ضمة من جناح أبي البيضاء
تعليق