رفع القبعة
ذات مساء بارد و الشمس تلفظ آخر أنفاسها، أدخلني حنيني إلى مقهى فندق فاخر، كان الجو دافئا، يسبح في نعيم العطر و الابتسام.في الأمام، و فوق منصة مرتفعة قليلا، ظهر ساحر أبهر الناس، و قد تابعوا حركاته باهتمام و اندهاش، بمهاراته العجيبة، و ما يأتيه من أفعال مدهشة..فوق الجميع تتراقص الأضواء لتزيد المشهد قوة و تهبه الساحرية..
لفتت انتباهي حسناء وحيدة.. ترتدي فستان سهرة أسود ، ممتلئة الجسم، مدورة الوجه، ذات عينين عسليتين قلت : هي من ستكسر وحدتي..
وقفت أمامها وقفة ممثل، لم تعرني انتباها..
في تلك اللحظة، كان الساحر قد انتهى من تقديم وصلته، اقترب مني..وضع قبعته على رأسي، و سلمني عصاه،و زودني بخفين عجيبين، بمنقارين حادين رأيتهما ضاحكين ؛ ثم قال : ستكون ناجحا..
جلست إلى جوارها بكل ثقة،و اعتداد بالنفس لم أحس بهما منذ زمان، فضحكت من قلبها..شجعني الموقف و حمسني..فأدرت العصا فوق رأسها ثلاثا، ثم لمست كتفها. بنعومة فائقة و كأني أخاف أن يلحق بها مكروه. و أمام استغرابي، اختفت..نط قلبي من صدري و انتابتني الهواجس و أحاط بي الندم.
بقيت حائرا أقلب نظري، و قد ظهرت لي المقهى خاوية على عروشها، لأجدها في أقصى المقهى صحبة شاب وسيم و قد انخرطا في حديث حميمي..تحيط بهما غلالة ضوء كما لو كانت تمنع الفضول عنهما و تحمي سريتهما ، و تحرسهما من أذى العيون.
بقيت أتابع المشهد بعينين فارغتين و وجه بارد، متسمرا في مكاني للحظات ، جامدا كمن صب عليه سطل ماء بارد.. بعدها أحسست بيد حنين تسلمني للشارع..
نص للزميل القدير
عبد الرحيم التدلاوي
رفع القبعة
نص جميل ومرهف
مرهف وفيه ومضة مذهلة
ذات مساء بارد و الشمس تلفظ آخر أنفاسها، أدخلني حنيني إلى مقهى فندق فاخر، كان الجو دافئا، يسبح في نعيم العطر و الابتسام.في الأمام، و فوق منصة مرتفعة قليلا، ظهر ساحر أبهر الناس، و قد تابعوا حركاته باهتمام و اندهاش، بمهاراته العجيبة، و ما يأتيه من أفعال مدهشة..فوق الجميع تتراقص الأضواء لتزيد المشهد قوة و تهبه الساحرية..
لفتت انتباهي حسناء وحيدة.. ترتدي فستان سهرة أسود ، ممتلئة الجسم، مدورة الوجه، ذات عينين عسليتين قلت : هي من ستكسر وحدتي..
وقفت أمامها وقفة ممثل، لم تعرني انتباها..
في تلك اللحظة، كان الساحر قد انتهى من تقديم وصلته، اقترب مني..وضع قبعته على رأسي، و سلمني عصاه،و زودني بخفين عجيبين، بمنقارين حادين رأيتهما ضاحكين ؛ ثم قال : ستكون ناجحا..
جلست إلى جوارها بكل ثقة،و اعتداد بالنفس لم أحس بهما منذ زمان، فضحكت من قلبها..شجعني الموقف و حمسني..فأدرت العصا فوق رأسها ثلاثا، ثم لمست كتفها. بنعومة فائقة و كأني أخاف أن يلحق بها مكروه. و أمام استغرابي، اختفت..نط قلبي من صدري و انتابتني الهواجس و أحاط بي الندم.
بقيت حائرا أقلب نظري، و قد ظهرت لي المقهى خاوية على عروشها، لأجدها في أقصى المقهى صحبة شاب وسيم و قد انخرطا في حديث حميمي..تحيط بهما غلالة ضوء كما لو كانت تمنع الفضول عنهما و تحمي سريتهما ، و تحرسهما من أذى العيون.
بقيت أتابع المشهد بعينين فارغتين و وجه بارد، متسمرا في مكاني للحظات ، جامدا كمن صب عليه سطل ماء بارد.. بعدها أحسست بيد حنين تسلمني للشارع..
نص للزميل القدير
عبد الرحيم التدلاوي
رفع القبعة
نص جميل ومرهف
مرهف وفيه ومضة مذهلة
تعليق