احلف بما شئت وكيف شئت ، فلست على الحق المبين .

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • الإدارة
    أديب وكاتب
    • 30-06-2007
    • 165

    احلف بما شئت وكيف شئت ، فلست على الحق المبين .

    - الحلف والقسم والأيمان المغلظة ... هي آحدى آليات الكفار والمنافقين فيما بينه الله تعالى عنهم في مواضع كثيرة بالقرآن الكريم .- من ذلك قوله تعالى ( فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ (" التوبة 55-56 " ... وتأمل نهي الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم بألا تعجبه أموالهم وأولادهم ، وهو نهي للمؤمنين أيضا بألا يغتروا بذوي السلطان والمجد والجاه ، فيتبعوهم أو يصدقوهم أو يركنوا إليهم أو يدافعوا عنهم . وقوله تعالى ( يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ ) التوبة 74 " ، وتأمل كذلك اغداق الله تعالى عليهم من فضله على الرغم من كفرهم وبغيهم في الأرض ، دليلا على أن المال والثروة والشهرة والسيادة والعلو .. هي بعض علامات البغاة في الأرض والمتكبرين . وقوله ( وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ) " التوبة 107" ، واتخاذهم المسجد يعني فيما يعنيه إدعاءهم كذبا وزورا أنهم من المؤمنين والصالحين وأنهم يبتغون فيما يفعلون وجه الله .وفي آية فاصلة بين الله تعالى أن سمات أعداءه وأعداء الدين هي الحلف حتى يوم البعث وأمامه جل وعلا ، فقال ( إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ... يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ )المجادلة ومن ثم حذر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين معه ومن بعده أن يصدقوا الحالفين به أو يطيعوهم مهما حلفوا ، فقال ( وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ ) " القلم10" .- ومن ديدنهم أيضا القسم ، والفارق بين الحلف والقسم ليس بكبير .فالحلف هو " إشهاد الله على ما يقوله الحالف أو يفعله كذبا وبسوء نية ليقضي في نفسه أمرا مخالفا للشرع أو غير طيب في ذاته ، وفي الحنث بالحلف تجب الكفارة.أما القســم فيكون في الأيمان الصادقة ، حتى بالنسبة للكفار والمنافقين إذا ما أقسموا صادقين جاهدين في قسمهم لا كاذبين بالنسبة لاعتقادهم ولما في قلوبهم ، ومثاله يوم يقسم المجرمون أمام الله تعالى يوم القيامة بأنهم لم يلبثوا إلا ساعة وهم بذلك صادقون في قسمهم ، وذلك في قوله تعالى ( وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ ۚ كَذَٰلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ ) " الروم 55 " ، لذا لا يستلزم في الحنث بالقسم كفارةقال تعالى ( أَهَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ ) " الأعراف 49" وانظر علام يقسمون ؟! على أن أهل _ الحق (http://www.7abaibmasr.com/vb/7abai4401/)_ وأهل الدين هم الذين على باطل وأن الله عليهم غاضب ، لذا تراهم يعكسون الأمور ويزيفون الحقائق ويدلسون على الهمج الرعاع . ومنه : قوله ( َأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ ۙ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَىٰ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ " النحل 38" ،وقوله(وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدَىٰ مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا) - وعلى حلفهم هذا وقسمهم يحسبون أنهم أهل الهدى وأهل الحق (http://www.7abaibmasr.com/vb/7abai4401/) وأنهم على الجادة والطريق المستقيم ومن خالفهم ضال ومضل ووجب استئصاله وإبادته والقضاء عليه ، فانظر مسلك سادتهم وأبائهم الغابرون الذي يقتدون بهم ويسيرون على دربهم ماذا كانوا يقولون لأنبياءهم !نوح عليه السلام(قَالَ الْمَلَأ مِنْ قَوْمه إِنَّا لَنَرَاك فِي ضَلَال مُبِين ) " الأعراف60"هود عليه السلام ( قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ) " الأعراف66" صالح عليه السلام ( إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُل افْتَرَى عَلَى اللَّه كَذِبًا ( " المؤمنون 38" شعيب عليه السلام ( قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ )هود87موسى عليه السلام ( وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَىٰ مَسْحُورًا ) " الإسراء 101 " ، وقوله ( وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ ) " غافر26" .وأما مواقفم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمشهورة ومعروفة حيث وصفوه بأنه ساحر وشاعر وكاذب ... وتعجبوا من دعوته بالإله الواحد الأحد ، فقال تعالى ( أَجَعَلَ الْآَلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ) " ص 5 - ورغم ذلك جميعه يخرج علينا كبير من أمثال هؤلاء وهؤلاء ممن ذكرت فيحلف ويقسم معا بكل صلف وكبرياء بأنه على الحق (http://www.7abaibmasr.com/vb/7abai4401/) المبين (http://www.7abaibmasr.com/vb/7abai4401/) ، فيغتر بقسمه الجهلة من المسلمين ممن يظنون مثله أنهم على الحق (http://www.7abaibmasr.com/vb/7abai4401/) المبين (http://www.7abaibmasr.com/vb/7abai4401/) .ووجه العجب أن الحق (http://www.7abaibmasr.com/vb/7abai4401/) بين والباطل بين ولا أحسب أن ثمة لبس بينهما أو متشابهات ، لذا حدد الله تعالى الحق (http://www.7abaibmasr.com/vb/7abai4401/) في قرآنه وعرفه ودل عليه بما لا يحتمل معه أي قدر من الشك ، فجعل منه : ذاته سبحانه وتعالى ودينه الإسلام ، فقال (يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّاللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ ) " النور 81 " ، ومنه القرآن في قوله تعالى ( فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ ) " الأنعام " ومنه العدل لقوله ( رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ ) " الأعراف " ، والآيات التي ذكرت الحق (http://www.7abaibmasr.com/vb/7abai4401/) كثيرة جدا وكلها واضحة ومحددة .ولهذا الوضوح وهذا التحديد بين الله تعالى أن ما دونه هو الباطل وهو الهوى المضل الذي يؤدي إلى الفساد العظيم ، فقال سبحانه ( وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ ) ، وقال ( بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمْ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ) " الأنبياء 18" ، وقال ( وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا ) "الإسراء81"ومن هنا وهنا فقط وجب أن نسأل من يقسم بالله أنه على الحق (http://www.7abaibmasr.com/vb/7abai4401/) المبين (http://www.7abaibmasr.com/vb/7abai4401/) : هل هذا الحق (http://www.7abaibmasr.com/vb/7abai4401/) الذي تزعمه يرضي الله تعالى ، وهل هو يوافق دين الإسلام ، وهل هو على منهاج النبوة ، وهل توافرت بشأنه شروط العدل ، وهل هو لا يؤدي إلى فساد وإفساد في الأرض ... ؟؟

    أكثر...
يعمل...
X