شغف... / ريما ريماوي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ريما ريماوي
    عضو الملتقى
    • 07-05-2011
    • 8501

    شغف... / ريما ريماوي

    شغف


    هززت رأسي بحركة يائسة.. وأنا أتملّى الأحذية المعروضة، حتما لن أجد طلبي هنا. سمعت صوتا قويّا عذبا يحثني على الولوج قائلا:
    - تفضلي آنستي، هنالك أصناف أخرى في الداخل. تشجعت، ودلفت متخذة مكاني على أحد الكراسي في المحل، قلت للشاب الوسيم محذرة:

    - قدمي صعبة، هذا سابع محل ألجه بدون فائدة، أحتاج حذاء يريحني.

    - القدم اختصاصنا، وراحتها هدفنا، ستجدين طلبك عندنا، لا محالة، لا تقنطي. أمعن النظر في قدمي.. وكأنه يعاين تحفة أثرية، ثم ظهرت معالم الارتياح على وجهه، وأمر العامل أن يجلب عدة نماذج مصنفة حسب أرقامها، مضيفا أنه قد صنعها بنفسه. دسست قدمي في أحدها
    أجربه، فغمرني على الفور شعور بالراحة:

    - ما أجمله من حذاء، يناسبني تماما، سيساعدني فأنا أعمل ممرضة. أضاءت عيناه بوميض فرح، مبتسماً حثّني على تجربة المزيد، كلّ زوج أجمل وأحسن من أخيه. ما أروعه، صاحب الأنامل الذهبية، يحق له المفاخرة بمنتوجه المميز. امتدت حماسته إليّ، فانتقيت عدة
    منها، بعضها للعمل وأخرى تليق بالمناسبات الإجتماعية.

    اكتفيت، واتجهت نحو مكتبه كي أناوله النقود، دفع بكرسيه إلى الخلف لفتح الدرج، صعقني منظر ساقيه الضامرتين، لا حذاء ينتعله، جالسا على كرسي مدولب..

    اولفرق عنده ذلك الاعتزاز والشغف.


    أنين ناي
    يبث الحنين لأصله
    غصن مورّق صغير.
  • مهدية التونسية
    أديبة وكاتبة
    • 20-09-2013
    • 516

    #2
    الإنسان يبدع أكثر في أكثر شيء ينقصه
    ببراعة جعلتنا نرى هذا الإنسان الذي تفوق على عجزه
    نرى أنه عبر كل حذاء يقوم بتقييم قدم وكأنه يحدد سمات رجليه عبر
    مهارته كصانع للأحذية
    رائعة أقصوصتك
    كل الود والتحايا


    http://www.youtube.com/watch?v=RkH_701__k0











    لاتسأل القصيدة عن دمها عن حرفها المغدور بهجر المكان
    لاتسأل فويلها الكلمات حين يسيل دمعها على خد الورق!

    تعليق

    • حسن لختام
      أديب وكاتب
      • 26-08-2011
      • 2603

      #3
      نص جميل وممتع، ينطوي على مضمون ذي بعد إنساني..ويحمل بين سطوره رسالة عميقة...
      حتى العنوان اختارته صاحبة النص، بعناية فائقة..له علاقة وطيدة بمتن النص، ونهايته المفاجئة.
      شكرا لك، أيتها الجميلة، على متعة القراءة
      محبتي الخالصة، ريما ريماوي

      تعليق

      • عبير هلال
        أميرة الرومانسية
        • 23-06-2007
        • 6758

        #4
        نص جميل ريما

        ونهايته مفاجئة لنا


        محبتي
        sigpic

        تعليق

        • سلمان الجاسم
          أديب وكاتب
          • 07-02-2011
          • 122

          #5
          الأستاذة ريما ريماوي
          كلمات بسيطة جميلة ، كبيرة المعنى !
          اعتقد حب هذا الرجل لمهنته جعلته يبدع فيها ...
          وإخلاصه لها جعله يتقن فن التسويق ، وقد اثبت أنه يجيده ببراعة !!
          تجعلنا نفهم أن الانسان يمكن أن ينجح بعمله إذا كان مخلصا ومحبا له ..
          وجاءت قفلة النهاية .. لتوظيف لمستك ، لمسة الأستاذة المبدعة ...
          تقبلي مروري وكلماتي المتواضعة ...
          دمتي أستاذتي ..

          تعليق

          • أم عفاف
            غرس الله
            • 08-07-2012
            • 447

            #6
            ريما جلّ العباقرة نطلقوا من عقدة
            لذلك سيظل ما نكتب عاديا جدا
            وسنظل نماهي في كتاباتنا المبدعين
            إلى أن تنشأ بذواتنا عقد قد تفي بالغرض وقد لا
            أنت تكتبين نصا عاديا إذن أنت سويّة ههههه
            وأنت إنسانة تتمتعين بحياتك
            وتتذوّقين دقائقها وثوانيها
            محبّتي والمعذرة على الدعابة التي قد تكون ثقيلة الظل
            يومك عسل ونجاح

            تعليق

            • حسن لختام
              أديب وكاتب
              • 26-08-2011
              • 2603

              #7
              نص جميل يستحق أن يرفع
              محبتي

              تعليق

              • محمود عودة
                أديب وكاتب
                • 04-12-2013
                • 398

                #8
                نص رائع يضاف الى روائع الأستاذة ريما يتسم بالبساطة وعمق المعنى الأنساني
                مودتي وتحياتي لابداعك

                تعليق

                • عائده محمد نادر
                  عضو الملتقى
                  • 18-10-2008
                  • 12843

                  #9
                  ريما الغالية
                  نص جميل وإنساني
                  كنت تستطيعين أن تعطينا لمحة بسيطة وخفية من سرد عن حاله
                  كأن ذاك الحزن الدفين الذي لا يستطيع اخفاءه وهو الذي فقد القدرة على المشي، أو تساؤل عن عدم قيامه ( داخل نفس البطلة )
                  كانت لديك مساحة صدقيني وكنت ستنجحين بها لأنك تكتبين بكل انسانية وروح تلتقط لمحات الوجع
                  كل الورد لروحك الشفافة الرقيقة
                  الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

                  تعليق

                  • فاطمة يوسف عبد الرحيم
                    أديب وكاتب
                    • 03-02-2011
                    • 413

                    #10
                    العزيزة ريما
                    قصة شيقة وسرد يتصف بالسهل الممتنع
                    الهدف واضح والأمل مشرق حين يتحدى الإنسان الصعاب ليثبت أنه الأقوى
                    تحية وتقدير ليراعك

                    تعليق

                    • اسلام امين
                      منتسب
                      • 13-11-2013
                      • 60

                      #11
                      قصة رائعة ومؤثرة تبين لنا ان العجز
                      يكمن فقط فى طريقة نظرتنا للأشياء
                      فإذا اجتهدنا نحقق ما نريد


                      شكرا لك ودمتى دوماً بخير
                      تموت الأحلام وتعيش
                      وتصبح الذكرى من النسيان
                      وتمضى الحياة الى المنتهى
                      ويصبح الناس ذكرى أوهام



                      تعليق

                      • محمد الشرادي
                        أديب وكاتب
                        • 24-04-2013
                        • 651

                        #12
                        أهلا اختي ريما
                        نص طريف، و به حكمة بليغة.
                        على قصره قال الكثير.
                        تحياتي

                        تعليق

                        • منار يوسف
                          مستشار الساخر
                          همس الأمواج
                          • 03-12-2010
                          • 4240

                          #13
                          و فازت الأديبة الجميلة ريما ريماوي
                          بالمركز الأول في مسابقة أفضل تعليق ساخر
                          و هذا النص هو سعيد الحظ الذي تم تصميمه يوتيوب جائزة المسابقة
                          شكرا ريما للمشاركة معنا
                          و ألف مبرووووووووووووك غاليتي
                          كل المحبة و التقدير

                          تعليق

                          • محمود عودة
                            أديب وكاتب
                            • 04-12-2013
                            • 398

                            #14
                            وانا أقرأ قصتك الرائعة خطر على بالي اثنين من العظماء اولهم أديسون الذي كان فاشلا في دراسته فاخترع المصباح الذي انار ليل البشرية حتى الآن والثاني الأديب الرائع عباس محمود العقاد الذي لم يحصل من الشهادات الدراسية الا على الابتدائية فقدم روائع الأدب العربي واثرى المكتبة العربية بالكثير من التراجم .. وانت بقصتك اردت القول ان العجز ما هو إلا
                            بداية للتألق عند البعض اذا كان لديه اصرار على حياة سوية
                            تحياتي لابداعك الرائع

                            تعليق

                            • ريما ريماوي
                              عضو الملتقى
                              • 07-05-2011
                              • 8501

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة مهدية التونسية مشاهدة المشاركة
                              الإنسان يبدع أكثر في أكثر شيء ينقصه
                              ببراعة جعلتنا نرى هذا الإنسان الذي تفوق على عجزه
                              نرى أنه عبر كل حذاء يقوم بتقييم قدم وكأنه يحدد سمات رجليه عبر
                              مهارته كصانع للأحذية
                              رائعة أقصوصتك
                              كل الود والتحايا
                              والآروع حضورك البهي، وردك الثري ..
                              المبدعة مهدية التونسية...

                              شكرا جزيلا لك.. لكم سرني أنك هنا..

                              تحيتي واحترامي وتقديري.


                              أنين ناي
                              يبث الحنين لأصله
                              غصن مورّق صغير.

                              تعليق

                              يعمل...
                              X