ذاهبة ألى الرصيف تحمل بيدها وردة حمراء قطفتها من حديقتها ، تختال بين النرجسيات
تتبادل بعض العناقيد يد تمنح زهرة و أخرى تقطف أخرى .
بين لحظة و أخرى تردد بعض التنهدات من عمق أنفاسها ، تراقب تحركات العصافير
و هي تتقاذف حبات الكرز ، لفت انتباهها ذلك الدوري الذي
يعانق دوريته و يكللان حياتهما بالفرح
يقترب من مدللته و يبتعد ثم يعود ، سحر وجمال ملأ العيون ،
اقترب مني عصفوري الجميل
أنا أبحث عنك بين زهرات النرجس
لماذا تختبئ؟؟؟
تفتحت أزهار القلب لك و نمت على براعمي الأوراق ، لا تهجر الدنيا
فبدونك تصبح الضياء عتمة ،
اقترب من سدرتي العالية فوق قمم الجبال
تجوب و تمر الساعات و عصفورها لم يظهر بعد ، حزن يغلف العيون و ارهاق وتعب يتسربل الجسد
بين هذا و ذاك ظهر طيف من بعيد
يحمل الأنوار
عساه طيف عصفوري الجميل
فتحت الذراعين و أغمضت برهة و تمسمرت الساقين بدون حراك
عساه يقترب و يقترب
دنا الصوت و الخرير من تحت القدمين و النبأ تحمله الريح
افتحي العينين
لقد أتيتك بنبأ من حبيب القلب
عصفورك المعذب جريح المعصمين
تكالبت عليه العاشقات من كل فج عميق
أرهقه التعب و لم يقوى على الطيران
ركضت باتجاه مصدر الصوت تترقب
و تتحسس الأخبار
ظهرت احداهن تكتسي ريشها الذهبي و مزين اكليلها بالياسمين
أين عصفوري الجميل
لقد فقدته مقلة العين
و أصاب العين بعض اعياء
هللت العاشقة بها و أخذتها إلى خدر عصفور
عسله مصفاة بكؤوس العاشقات
تحتسي منه ثمالتها
طرقت الباب
و دخلت و لكن رفرفة العصافير أفسدت لحظة ود تجمعها مع عصفور
عشش حبه خدر الفؤاد
و لصوته هديل صداه في الأرجاء
تعليق