حرفة اللاشئ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • زياد هديب
    عضو الملتقى
    • 17-09-2010
    • 800

    حرفة اللاشئ

    على قوس محني الوقت
    سألته: من يعرفك غير ما حناك؟
    قال: الشوكة التي خلطت دمي بتراب الأرض
    حين كنت أرقص بين السماء والحصى
    لم اقرأ بعد –آنذاك – نعي أبي
    ولا قداس جارتنا العجوز
    - فمتى عرفت عقارب الوقت؟
    - حين وصلت آخر الوقت
    هل تعلم أنهم وجدوا فستان الحبيبة صار راية حمراء تنتظر القصاص؟
    - قل وصل وجل
    باعوك أيها السابح في الضوء ،كلما أشعلوا قنديلا فقدوه
    ليتك يا أبي لم تمت
    فأنا الآن يوم هرم بدين
    لا أذكر كيف قبلي وما بعدي
    -فلم القوس على ظهرك؟
    - هي فراسة تشي بالجهل حيناً
    تصف الأشياء بعد رحيلها
    وتمضي كخرافة الحكمة
    - مت إذا
    - وماذا ترى أيها الماخرعباب الجنوب
    المفجَّعُ كلما غنَّت النوائبُ على بابك تتسول ريحاً لا يبطلها الوضوء
    لن أهبك اسمي
    فلم أولد
    ولن ألد
    أنا صيغة العدم الملفَّعِ ببياض العرس
    وشماتة الموت
    - أضحكت قلبي
    - أما أنا فلا طريق
    الأسود وحده
    كثبان القمح الذابل
    الرسائل التي ابتلعها الزاجل وقت العجاف
    ثم دفنها الجياع في بطونهم
    فأعدمهم الوالي
    بلا شهود
    - دعنا من البسوس التي تحرس حاجبيك
    - ودعنا من فتاوى النجوم
    - فأنت ميت ؟
    - وأنت ما زلت ميتا
    مات من لم يولد
    ومن يمشي على جبين الأرض ميت
    فلمن أرجوحة الريح؟
    من سيرث القصيدة النادفة ثلجاً على أسطح القرى؟
    تعبت كأني وجه الليل الوحيد
    مت سيدي
    كما تشاء
    فالموت بين قبضة من نجم يدور في قاع فنجان الصباح
    وبين شفتين ما تزالان تطبقان على الصمت

    هات يدك
    خذ يدي
    كل الجهات لنا
    والماء حي
    هناك شعر لم نقله بعد
  • أبوقصي الشافعي
    رئيس ملتقى الخاطرة
    • 13-06-2011
    • 34905

    #2
    و الله يا شاعرنا المبجل
    زياد هديب
    من أول سطر ثملت
    لله درك..
    منك نتعلم كيف نكتب شعرا لا ينحني
    تقديري الكبير و تحية تليق



    كم روضت لوعدها الربما
    كلما شروقٌ بخدها ارتمى
    كم أحلت المساء لكحلها
    و أقمت بشامتها للبين مأتما
    كم كفرت بفجرٍ لا يستهلها
    و تقاسمنا سوياً ذات العمى



    https://www.facebook.com/mrmfq

    تعليق

    • سليمى السرايري
      مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
      • 08-01-2010
      • 13572

      #3
      نص يقول الكثير ويستحق وقفة كبيرة أستاذي زياد هديب




      على قوس محني الوقت
      سألته: من يعرفك غير ما حناك؟
      قال: الشوكة التي خلطت دمي بتراب الأرض
      حين كنت أرقص بين السماء والحصى
      لم اقرأ بعد –آنذاك – نعي أبي
      ولا قداس جارتنا العجوز
      - فمتى عرفت عقارب الوقت؟
      - حين وصلت آخر الوقت


      لوحة عميقة أراد الشاعر من خلالها أن يؤسس وعياً بأنّ الإنسان يفكّر منذ بدايته في التواصل ويسعى إلى تجاوز هذا الوقت الذي ربما يوقفه لحظات ثم يمضي متحدّيا الزمن والوقت نفسه حين تضيق به العبارة لكنّه يزدادا امتدادا وتألّقا..

      تعيدنا الصورة إلى عفويّتها الأولى رغم التنهيدة الغائرة التي تلوح في النص ورغم الغربة التي نشعر بها في تموّجات القصيدة وكأنّ الغربة هنا، ولدت في الذات لتتسع أكثر بين الشاعر والوقت...

      هكذا يمضي بنا الشاعر زياد هديب وقد التصق أكثر بالنص حتى خلتهما واحدا فلم تكن القصيدة هنا منفصلة أو غريبة عنه بل هي مستسلمة لقدرها و لأفكاره ، طيّعة بين أصابعه فحلّقت به وحلّق بها ليستمرّ العناق الأبديّ .


      تقبّل شاعرنا وناقدنا الكبير هديب، مروري المتواضع

      نصّ يستحق التتويج في برنامج "اختيارات أدبيّة وفنّية" في الغرفة الصوتيّة.

      الإثنين 20-01-2014

      يسعدنا حضوركم الكريم.
      لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

      تعليق

      • زياد هديب
        عضو الملتقى
        • 17-09-2010
        • 800

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة قصي الشافعي مشاهدة المشاركة
        و الله يا شاعرنا المبجل
        زياد هديب
        من أول سطر ثملت
        لله درك..
        منك نتعلم كيف نكتب شعرا لا ينحني
        تقديري الكبير و تحية تليق
        الشاعر الدؤوب
        قصي الشافعي
        ما زال قمحك في المكان أيها الطيب
        شكرا لك على تقديرك الذي احترم
        هناك شعر لم نقله بعد

        تعليق

        • زياد هديب
          عضو الملتقى
          • 17-09-2010
          • 800

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة سليمى السرايري مشاهدة المشاركة

          نص يقول الكثير ويستحق وقفة كبيرة أستاذي زياد هديب




          على قوس محني الوقت
          سألته: من يعرفك غير ما حناك؟
          قال: الشوكة التي خلطت دمي بتراب الأرض
          حين كنت أرقص بين السماء والحصى
          لم اقرأ بعد –آنذاك – نعي أبي
          ولا قداس جارتنا العجوز
          - فمتى عرفت عقارب الوقت؟
          - حين وصلت آخر الوقت



          لوحة عميقة أراد الشاعر من خلالها أن يؤسس وعياً بأنّ الإنسان يفكّر منذ بدايته في التواصل ويسعى إلى تجاوز هذا الوقت الذي ربما يوقفه لحظات ثم يمضي متحدّيا الزمن والوقت نفسه حين تضيق به العبارة لكنّه يزدادا امتدادا وتألّقا..

          تعيدنا الصورة إلى عفويّتها الأولى رغم التنهيدة الغائرة التي تلوح في النص ورغم الغربة التي نشعر بها في تموّجات القصيدة وكأنّ الغربة هنا، ولدت في الذات لتتسع أكثر بين الشاعر والوقت...

          هكذا يمضي بنا الشاعر زياد هديب وقد التصق أكثر بالنص حتى خلتهما واحدا فلم تكن القصيدة هنا منفصلة أو غريبة عنه بل هي مستسلمة لقدرها و لأفكاره ، طيّعة بين أصابعه فحلّقت به وحلّق بها ليستمرّ العناق الأبديّ .


          تقبّل شاعرنا وناقدنا الكبير هديب، مروري المتواضع

          نصّ يستحق التتويج في برنامج "اختيارات أدبيّة وفنّية" في الغرفة الصوتيّة.

          الإثنين 20-01-2014

          يسعدنا حضوركم الكريم.


          الأستاذة سليمى
          يكفيني انك حضرت سيدتي
          كل التقدير لك على الثناء

          دمت بكل الخبر
          هناك شعر لم نقله بعد

          تعليق

          • مالكة حبرشيد
            رئيس ملتقى فرعي
            • 28-03-2011
            • 4544

            #6
            أيها المدجج بالحلم
            لا تحنِ رأسَك
            إذا ما الأبجديّةُ أناختْ سحنتَها
            لضَراوةِ الغصونِ الصّفراء
            على جدرانِ القهر ...
            تَنْحَتُ وحي العَتمةِ
            تضليلًا لسطوعٍ
            يأملُ تخطِّي
            حُماةَ الظّلام
            كُنْ منقارًا حادًا ...
            يُجيدُ تشذيبَ الجذوعِ
            من الدّيدانِ النّاخرةِ
            صمودَ الشّجر
            لا تسمحْ للرّياحِ
            المحمّلةِ بالخضوعِ
            العصفَ بمكنوناتِك
            حلّقْ بعيدًا ....
            في براحِ الحُلمِ
            فثمةُ عيونٌ بريئةٌ
            تُلاحقُ ما يجودُ به
            مخاضُ الحاضرِ ...
            من أوجاعٍ .. تلاقحتْ
            على أفقِ الغيابِ
            فأنجبتْ مدنًا
            أبتْ إلا أن تكسرَ أقفالَ المغارةِ
            حيث آلهةُ الموتِ تُخزّنُ
            البذورَ والغِلالَ
            في انتظارِ تصدّعٍ عارمٍ
            لعقولٍ لم تصبْهَا ترهُلاتُ الفوضَى
            ولا أسكتَ نشيدَها
            ضجيجُ الهوامِ
            كُن البَوْصَلةَ ...
            الّتي تقودُ النّوارسَ
            بعيدًا عن حتميّةِ الزّمان
            هناك ..حيث الانبعاثُ
            يحتفلُ باكتمالِ القصيدةِ
            يُطلقُ الآذانَ من منابتِ الاخضِرار!



            مازلنا نتعلم منك ايها القدير
            كيف نولد في جذوع الاشجار
            مهما شربنا من نجيع العقم

            تعليق

            • ربيع عقب الباب
              مستشار أدبي
              طائر النورس
              • 29-07-2008
              • 25792

              #7
              هذا نص فاره ..
              قال " زياد هديب " بعمق فلسفته
              كأنه يترجمك سيدي .. و يتكلم عنك إنسانا محملا بالكثير و الكثير
              من التواريخ و الثقافات !

              تمنيت أن أكتب تماهيا ؛ لأن نصك قادر على فعل تلك ، و ليس أنا
              أيها النص المعلم
              سنظل نفتش عنك حتى في دواخلنا
              لنرى أبن نحن .. و إليما وصلنا !

              كل الحب أيها الكبير
              sigpic

              تعليق

              • مهيار الفراتي
                أديب وكاتب
                • 20-08-2012
                • 1764

                #8
                حين بدأ الانحناء
                تغيرت معالم الأشياء
                و الوقت بين شفتين و فنجان
                نهب للحسرة و الشجن
                لغة نثرية رائدة أجادت
                في استخدام السرد
                لفتح أفضية جديدة
                و الولوج من فكرة إلى أخرى
                الاشارات كثيرة جدا تدعونا إلى التأمل مطولا
                الأديب المبدع أستاذنا
                زياد هديب
                شكرا لك و دمت بألف خير
                أسوريّا الحبيبة ضيعوك
                وألقى فيك نطفته الشقاء
                أسوريّا الحبيبة كم سنبكي
                عليك و هل سينفعك البكاء
                إذا هب الحنين على ابن قلب
                فما لحريق صبوته انطفاء
                وإن أدمت نصال الوجد روحا
                فما لجراح غربتها شفاء​

                تعليق

                • آمال محمد
                  رئيس ملتقى قصيدة النثر
                  • 19-08-2011
                  • 4507

                  #9
                  .
                  .

                  قبل الموت
                  قبل العبارة
                  قبل الحقيقة

                  كم كان الوقت أنيقا
                  وما أسفر إلا عن ناب
                  يأكل أعمارنا

                  لا آية أذن إلا الإسم... المعد هناك
                  اقبض عليه بكلتا يديك
                  ولا تدع الجوع يسلبه


                  الشعر لا يخفي حين يأتي بالعبارة الوليدة
                  يطعمها ما جادت به مائدة التجربة
                  ويعطي حارس الماء ما أخفى المعنى من بذور تنتظر البصيرة

                  الشاعر الجميل زياد

                  أسئلتك تفتح حوار الشعر
                  تعلقه على نعم أكيدة

                  بورك نبضك

                  تعليق

                  • مهتدي مصطفى غالب
                    شاعروناقد أدبي و مسرحي
                    • 30-08-2008
                    • 863

                    #10
                    نص مدهش جداً ...
                    و توظيف ذكي جداً و مبهر للحوار ..
                    و اللحظة الدرامية هي جسر عبور للنص إلى التألق ...
                    لك محبتي ... و دمت بخير

                    التعديل الأخير تم بواسطة مهتدي مصطفى غالب; الساعة 17-01-2014, 06:12.
                    ليست القصيدة...قبلة أو سكين
                    ليست القصيدة...زهرة أو دماء
                    ليست القصيدة...رائحة عطر أو نهر عنبر
                    ليست القصيدة...سمكة .... أو بحر
                    القصيدة...قلب...
                    كالوردة على جثة الكون

                    تعليق

                    • حكيم الراجي
                      أديب وكاتب
                      • 03-11-2010
                      • 2623

                      #11
                      أستاذي الغالي / زياد هديب
                      نصوصك فسحة للذائقة أن تستريح من عناء القصد ..
                      هات أكثر من سلة ( هناك شعر لم نقله بعد ) ..
                      محبتي وأكثـــر ..
                      [flash= http://www.almolltaqa.com/upload//up....gif]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash]

                      أكتب الشعر لا ليقرأه المهووسون بالجمال
                      بل أكتب لأوثق انهيارات القُبــــح ..



                      تعليق

                      • إيمان عبد الغني سوار
                        إليزابيث
                        • 28-01-2011
                        • 1340

                        #12
                        الحياة تفصيلاً آخر لمكان آخر, أما ما نعيشه الآن فهو موت مؤجل !

                        لست هنا بصدد التفتن بالقصيدة وذكر مواطن جماليتها
                        فالتنظيم الفكري دائماً نتوقعه منك
                        نبقى نتابع الفرق بين البيان والعرض
                        باحثين عن اللانمطية
                        ...حيث الدهشة هنا
                        سلمت وقلمك أستاذي الفاضل
                        كالماء به سيبقى الحرف الحي.

                        تحيتي
                        " الحرية هي حقك أن تكون مختلفاً"
                        أنا الهذيان وبعـض الوهم حقيقة!

                        تعليق

                        • شجرة الدر
                          • 18-01-2014
                          • 4

                          #13
                          هات يدك
                          خذ يدي
                          كل الجهات لنا
                          والماء حي

                          قصيدة هذه و المتن غائر أستاذي

                          لك زهر الرضا

                          تعليق

                          يعمل...
                          X