قارورة العطر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • اماني مهدية الرغاي
    عضو الملتقى
    • 15-10-2012
    • 610

    قارورة العطر

    ولج محل العطور يكاد يتفتق كبرياء وترفعا
    - يا هذا هات أغلى ما عندك من عطور..
    - وعليكم السلام ورحمة الله
    حاضر سيدي..سأحضر لك خلطة تليق بمقامك
    اختفى البائع خلف رفوف المشتقات والزيوت العطرية وقتا غير قصير ,وعاد يحمل قارورة زاهية اللون
    - قال ...هذا العطر لا مثيل له في كل المتاجر..
    قاطعه
    - هات هات ولا تكثر الكلام أجابه بفظاظة ..هل يجعل هذا من وضعه يطير ؟؟
    مر طيف ابتسامة على شفة صاحب المحل
    - ستكون لك حظوة كبرى اليوم...
    نظر اليه شزرا
    رمى له ورقة نقدية ..لم ينتظر الفكة , وانصرف يتبعه حارسه الشخصي أسرعا بامتطاء
    الجاكوار فلديه اجتماع مع علية القوم .
    اخذ حماما وانتقى من دولابه الممتلئ عن آخره بأفخر ما أنتجته دور الأزياء الرجالية , بدلة كحلي لزوم الأبهة وربطة عنق بلون أخف درجتين,
    وضع ساعة في حجم الكف على رسغه, انتعل حذاء ثمنه يكفي لوحده إعالة اسرة من
    عدة أفراد لشهور ناهيك عن الطاقم كله ..نظر إلى نفسه في المرآة مزهوا تقلب أمامها
    يمينا وشمالا ..ظهرا و..وضع يده على بطنه النافر يحاول إلصاقه بظهره سدى
    طبطب عليه ..ابتسم وأعاد نفخه في اعتداد ..مسح على ما تبقى من شعره جامعا فوديه على أم رأسه في محاولة يائسة لتغطية صلعته اللامعة ..
    أخذ حبة الثوم التي يحتفظ بها في درج وحكها على جبهته فوق دينار كاد أن ينمحي ليدكن لونه ويظهر أثر سجود
    لا يعرف ما هو إلا اذا اضطر للصلاة في حشد من المستحيل التملص منه.
    قارورة العطر هناك بلونها الزاهي مصطفة في طابور القوارير الأخرى
    وقد استقطبت نور المصابيح كلها وأعادت توزيعها في سمفونية رائعة من الألوان
    استغرب كيف أنها زهرية بهذا اللون النسائي .. ربما البائع أراده
    أن يميزها من بين العطور ويجتدب حافظة نقوده ,ومن استعجاله لم يعرها انتباهه وكان يمكن ألا يقتنيها فلديه الكثير ..لولا توصية صديقة عزيزة بأن عطوره لا تقاوم.
    بسط راحته وصب فيها قطرات , ثم أضاف اليها أخريات ,وضع منه على رقبته وخلف أذنيه مصعدا الى ناصيته في حذر لتبقى خصلاته في نظام ,مسح ما تبقى تحت إبطيه اليد اليمنى للأيسر
    واليد اليسرى للأيمن ..ضمهما وفركهما ووضعها على خياشيمه يشم في نشوة واستمتاع...
    نزل درج البيت الفخم في خفة مفتعلة وركب السيارة راطما بالباب بشدة
    آمرا السائق بالاسراع فقد أزف موعد الاجتماع ...
    في أواسط الطريق ما بين البيت ومكانه , أوقف السائق السيارة دون استئذان ..
    وعلى قارعة الطريق أفرغ ما في جوفه ..نظر إليه من النافذة التي أنزلها
    رافعا يديه الى السماء
    وأطلق ساقيه للريح تاركا إياه مستغربا ثم غاضبا يتوعد بالويل والثبور
    انتقل في حنق إلى مكان السائق يكاد ينفجر..فكيف سيرونه من دون سائق ؟؟
    إنها سابقة في ممارسته السياسية ومعرة لشخصه السامي..
    عشق وسار يشق شوارع المدينة ومحجاتها وكلما توقف في إشارة حمراء
    انطلق من يحاديه قبل أن تمر للأخضر ,واضعا يده على أنفه زاما فمه زاويا ما
    بين حاجبيه.
    رفع أصبعه الوسطى لأحدهم شاتما إياه كونه من الرعاع لا يحترم قانون السير وهو المسؤول المفدى يقف .
    أعاد له الإشارة ماسكا أنفه ونافضا يده كأنما يلقي مخاطا..

    اختلط حين وصوله بالآخرين
    فصار الجمع ينشق من حوله كما انشق البحر لموسى
    عزا ذلك لاحترامهم وتبجيلهم وخوفهم من سطوته .. وتذكر الحظوة التي تنبأ له بها العطرجي ..فانتفخت أوداجه وكرشه وصار
    يمشي في الوسط كرئيس دولة مشيرا بأصابعه للحضور في تحية مقتضبة...عيناه مرفوعتان تتنزهان في النجف وزخاريف السقف فلم ير ما يجري ..

    حول طاولة اجتماع بقيت جل كراسيها شاغرة
    استهل الرئيس.. بإسم الله الرحمن الرحيم
    ثم أردف في عجالة..رفعت الجلسة لتعذر البدء في دراسة جدول الأعمال
    جراء انفجار مجاري الوزارة.

  • حسن لختام
    أديب وكاتب
    • 26-08-2011
    • 2603

    #2
    قص جميل، ووصف دقيق للشخصية وأفعالها في القصة. نهاية تهكمية،.. وتقابل ذكي وساخر بين العطر وانفجار مجاري الوزارة.
    دمت مبدعة راقية
    محبتي وكل التقدير، اماني

    تعليق

    • أم عفاف
      غرس الله
      • 08-07-2012
      • 447

      #3
      قصة رمزية
      ربّما تفيد أن الكبار يتوجب عليهم خلع أنوفهم قبل قطع تذكرة إلى القمّة ،قمّة الهرم الإجتماعي .
      وقد يعني ذلك أن حاسة الشمّ التي تحدّد الصلة بالآخرين إذا ضربت فقدت كل صلة .
      نعم قد تكون ثمّة مبالغة
      تلك المبالغة المشروعة من أجل تضخيم العيب كما يفعل الرّسّام الكاريكاتوري تماما
      يركز على العيب فيضخمه (انتفاخ البطن ،ضخامة الأنف والشفتين ،القصر وغير ذلك )
      إذن فالقصّة تخفي أكثر ممّا تبدي من كلام
      رغم أنّ الفضح مقصود
      تحياتي ومودة خالصة

      تعليق

      • عائده محمد نادر
        عضو الملتقى
        • 18-10-2008
        • 12843

        #4
        اماني غاليتي
        هل تعجلت هذا النص
        أجدك على عجالة فيه
        وحتى لا أتعجل أنا أيضا خاصة وأني مازلت متوعكة سأناقشك النص بعد شفائي
        يحتاج منك عناية لأن التقريرية شابته
        كل المحبة لك
        الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

        تعليق

        • جلال داود
          نائب ملتقى فنون النثر
          • 06-02-2011
          • 3893

          #5
          الأستاذة أماني
          تحياتي وتقديري

          فكرة النص جميلة ومضمون القصة يوحي بعشرات الأفكار.
          ترتيبك للأحداث ممتع ، ولكن كما قالت الأستاذة عائدة ، لم تراجعي بعض الكلمات وتركيب بعض الجمل فجاءت لتربك بعض أجزاء القص.
          دمتم

          تعليق

          • اماني مهدية الرغاي
            عضو الملتقى
            • 15-10-2012
            • 610

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة جلال داود مشاهدة المشاركة
            الأستاذة أماني
            تحياتي وتقديري

            فكرة النص جميلة ومضمون القصة يوحي بعشرات الأفكار.
            ترتيبك للأحداث ممتع ، ولكن كما قالت الأستاذة عائدة ، لم تراجعي بعض الكلمات وتركيب بعض الجمل فجاءت لتربك بعض أجزاء القص.
            دمتم
            شكرا لكل من شرفني بالتصفح
            ونبهني لهناتي او استعجالي في النشر...ويبدو اني فعلا
            لم اضبط هذه القصة كما يجب ...
            اخي جلال ...ارجوك بين لي ما شاب نصي من
            اخطاء ...ولو سمحت اشملني بكرمك وأعد كتابته
            بنفسك الجميل ... أنا تعبانة شيئا ما والله
            دعواتكم لي بالشفاء
            مودتي والتحايا
            اختك اماني

            تعليق

            • عقاب اسماعيل بحمد
              sunzoza21@gmail.com
              • 30-09-2007
              • 766

              #7
              فكرة رائعة وانتقاد لاذع في خاتمة القصة
              الجمال قي لمحات هادفة وتوجيه انيق
              لك تحية وعطر الياسمين من حديقة منزلي
              لاقاروره من عند العطاس
              لف هديه وناطرها = حتى يجبر خاطرها
              خيبة امل نافخ كيس = براس العبد وقاشرها

              تعليق

              • ريما ريماوي
                عضو الملتقى
                • 07-05-2011
                • 8501

                #8
                فعلا النص لذيذ وجميل .. بنهاية ساخرة ...
                حقق لي المتعة وجعلني افكر عن سبب الرائحة...
                هل هي يا ترى بسبب تفاعل الثوم الذي فركه على جبينه
                مع هذا العطر المركب... أم المجاري انفجرت فعلا؟!

                هنالك هنة مطبعية أو أكثر...

                تحيتي واحترامي وتقديري...


                أنين ناي
                يبث الحنين لأصله
                غصن مورّق صغير.

                تعليق

                • محمد الشرادي
                  أديب وكاتب
                  • 24-04-2013
                  • 651

                  #9
                  أهلا أختي اماني
                  كثيرون ممن يتقلدون المناصب و يتباهون بأنفسهم ما في الحقيقة سوى أكياس نتنة مملوء بالبراز.
                  إهانة ما بعدها إهانة ألحقها نصك بهذا المتعجرف.
                  شكرا على هذه السخرية .الجميلة.
                  تحياتي

                  تعليق

                  • اماني مهدية الرغاي
                    عضو الملتقى
                    • 15-10-2012
                    • 610

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة حسن لختام مشاهدة المشاركة
                    قص جميل، ووصف دقيق للشخصية وأفعالها في القصة. نهاية تهكمية،.. وتقابل ذكي وساخر بين العطر وانفجار مجاري الوزارة.
                    دمت مبدعة راقية
                    محبتي وكل التقدير، اماني
                    شكرا اخي حسن على تصفحك الراقي
                    وجودك اسعدني
                    مودتي والتقدير
                    اماني

                    تعليق

                    • اماني مهدية الرغاي
                      عضو الملتقى
                      • 15-10-2012
                      • 610

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة أم عفاف مشاهدة المشاركة
                      قصة رمزية
                      ربّما تفيد أن الكبار يتوجب عليهم خلع أنوفهم قبل قطع تذكرة إلى القمّة ،قمّة الهرم الإجتماعي .
                      وقد يعني ذلك أن حاسة الشمّ التي تحدّد الصلة بالآخرين إذا ضربت فقدت كل صلة .
                      نعم قد تكون ثمّة مبالغة
                      تلك المبالغة المشروعة من أجل تضخيم العيب كما يفعل الرّسّام الكاريكاتوري تماما
                      يركز على العيب فيضخمه (انتفاخ البطن ،ضخامة الأنف والشفتين ،القصر وغير ذلك )
                      إذن فالقصّة تخفي أكثر ممّا تبدي من كلام
                      رغم أنّ الفضح مقصود
                      تحياتي ومودة خالصة
                      الرهيفة الحس أم عفاف
                      كاركاتوريةللكبار.. يتوجب عليهم ان
                      ينظفوا دواخلهم..فكل اناء بما فيه ينضح
                      اعجبني كثيرا تحليلك الضافي الوافي
                      وبصمتك المائزة على النصيص
                      شكري وامتناني
                      وباقة ورد جوري احمر
                      اماني

                      تعليق

                      • اماني مهدية الرغاي
                        عضو الملتقى
                        • 15-10-2012
                        • 610

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
                        اماني غاليتي
                        هل تعجلت هذا النص
                        أجدك على عجالة فيه
                        وحتى لا أتعجل أنا أيضا خاصة وأني مازلت متوعكة سأناقشك النص بعد شفائي
                        يحتاج منك عناية لأن التقريرية شابته
                        كل المحبة لك
                        الغالية عائدة
                        إن شاء الله تكون صحتك تحسنت بإذن الله
                        اختي هذا النص مسخوط كبطله لا يريد ان ينعدل
                        ههههه...
                        انا انتظر تعديلات القراء مشكورين
                        مودتي وشتائل ورد
                        اماني

                        تعليق

                        • اماني مهدية الرغاي
                          عضو الملتقى
                          • 15-10-2012
                          • 610

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة عقاب اسماعيل بحمد مشاهدة المشاركة
                          فكرة رائعة وانتقاد لاذع في خاتمة القصة
                          الجمال قي لمحات هادفة وتوجيه انيق
                          لك تحية وعطر الياسمين من حديقة منزلي
                          لاقاروره من عند العطاس
                          لف هديه وناطرها = حتى يجبر خاطرها
                          خيبة امل نافخ كيس = براس العبد وقاشرها
                          مرحبا اخي ربيع هل الربيع علي
                          أتراني اقول لم الفراشات ترفرف والهمام يهدل
                          واشتم رائحة ياسمين ...
                          اسعدتني بمرورك الألق وكلماتك اللطيفة
                          مودتي والمحبة
                          اماني

                          تعليق

                          • اماني مهدية الرغاي
                            عضو الملتقى
                            • 15-10-2012
                            • 610

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة ريما ريماوي مشاهدة المشاركة
                            فعلا النص لذيذ وجميل .. بنهاية ساخرة ...
                            حقق لي المتعة وجعلني افكر عن سبب الرائحة...
                            هل هي يا ترى بسبب تفاعل الثوم الذي فركه على جبينه
                            مع هذا العطر المركب... أم المجاري انفجرت فعلا؟!

                            هنالك هنة مطبعية أو أكثر...

                            تحيتي واحترامي وتقديري...
                            انفجرت مجاري نفسه الخبيثة يا غالية
                            سارق ومنافق وخائن أمانة وضعها فيه الموطن البسيط
                            لما انتخبه وولاه تسيير أموره..
                            صححي هناتي اختي ارجوك
                            سررت بتصفحك الراقي
                            مودتي التي تعرفين
                            اماني

                            تعليق

                            • اماني مهدية الرغاي
                              عضو الملتقى
                              • 15-10-2012
                              • 610

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة محمد الشرادي مشاهدة المشاركة
                              أهلا أختي اماني
                              كثيرون ممن يتقلدون المناصب و يتباهون بأنفسهم ما في الحقيقة سوى أكياس نتنة مملوء بالبراز.
                              إهانة ما بعدها إهانة ألحقها نصك بهذا المتعجرف.
                              شكرا على هذه السخرية .الجميلة.
                              تحياتي
                              اخي سي محمد
                              اصبت صميم الفكرة...تحليلك دائما
                              مائز وعميق...صفع هذا النتن على قفاه
                              مودتي وورود بلدية عبقة
                              اماني

                              تعليق

                              يعمل...
                              X