قبور في السماء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد الشرادي
    أديب وكاتب
    • 24-04-2013
    • 651

    قبور في السماء

    لا مكان ألوذ به من عورات النساء،إلا أن أعتصم بجبل موحش لا تسمع فيه لاغية.لقد أصبحت المدينة معرضا مترامي الأطراف، تعرض فيه النساء أجسادهن العارية، إلا من أثواب شفافة...كاشفة...واصفة، حتى المحتجبات صرن يكشفن عن عيون تشعل النار في الجليد.
    ضحك صديقي حتى ظهرت نواجده:
    - تتحمل مرارة العزلة في مكان قصي، على أن ترى النساء متبرجات.بينما الحل لا يقتضى هذه التضحية كلها.عليك فقط، أن تغض بصرك...
    قاطعته ساخرا:
    - هه... غض البصر! ذلك من رابع المستحيلات، أينما وليت وجهك، فثمة جسد عار يثير الفتنة،و يحرض على ارتكاب الفواحش.
    - آه، مازلت كما انت، رجل يدعي أنه حمل عفيف، و ملاك طاهر، يبحث عن ضحية يضعها في قفص الاتهام، ليبرر انسياقه خلف نزواته المتوحشة. حتى عندما كانت المرأة مسجونة حلف ستار من حديد، كان الرجل يعتبرها شرا مستطيرا، و شيطانا آثما...
    قبل أن يكمل صديقي حديثه، مرت أمامنا شابة في مقتبل العمر، جسدها شبه عار. اقتنصت المشهد لتعزيز موقفي:
    - انظر إلى عريها المستفز. جسدها يناديك ( هيا قم، إن كنت رجلا اركبني الآن ) ألا تجد المشهد فيه الكثير من قلة الحياء.
    - أنت الذي تحتل قارعة الشيطان...تحتلها عنوة، لتملأ عينيك بهذه المشاهد، لأنك تجد فيها متعة. تجري خلفها و تدينها. ألا تبا لكل فضيلة مفعمة بالنفاق. ألم تسمع بالحادثة الشنيعة التي وقعت في نهاية الأسبوع المنصرم. آه، نسيت كنتَ مسافرا. قبل أن أشرع في الحكي، يجب علي أن أحذرك أن القصة موجعة، يحتاج فيها السامع إلى قلب من صخر. و مع ذلك سأحكيها لك، ليس لتعزيز موقفي، بل لأمنحك زاوية أخرى للنظر، ربما تعيد النظر في هذه المواقف المتعالية. اسمع يا صديقي (الطاهر) قصة امرأة لم تغر أحدا،لكنها لم تسلم من الشهوة المنحطة للرجل:
    أثار انتباهي شبه امرأة تقف على الرصيف. تخلى عنها الحظ ، و تكالبت عليها صروف الدهر. و قفت ساهمة ، تتأبط مجلد حزنها، و تلوك موال غربتها. تحدج المارة بعينين أشبه بعيني بقرة سقيمة. تغطي شعرها المنفوش بقبعة من الدُّوم. تستر جسدها النحيل الذي رمت به الظروف بين براثن الشيخوخة المبكرة بأسمال فقدت ألوانها.
    تضاربت الروايات حول المكان الذي قدمت منه. زعم البعض أنها تسكن أحد أحياء الصفيح في المدينة المجاورة. و أكد آخرون أنهم شاهدوها في أحد الأسواق القريبة تبيع أشياء قديمة جمعتها من المزابل.لكن الجميع اتفق على أن قدومها شكل علامة فارقة في تاريخ تلك المدينة الصغيرة.
    حنان !؟ هكذا بات الناس يسمونها. هادئة...ودودة...بشوشة.أصبحت جزءا من حكايات المدينة. تعبر الشارع وهي تحاور شخصا تراه،أو تحسه بجانبها.تتعب من الكلام. تتوقف. على صفحات مرآة تتخيلها في كفها،و من علبة مساحيق وهمية ، تضفي على وجها جمالا مزعوما. تلقي نظرة أخيرة إلى مرآة كفها. تلتفت إلى الشخص الذي كانت تحدثه،أو تحسه بجانبها:
    - انظر...متع عينيك...ألست وسيمة ؟ ألست جديرة ...؟
    تذرف دموعا تسيل في اتجاه فمها... تتجرع ملوحتها. ثم تجري إلى غير غاية كغزالة بلا قطيع،و لا مرعى. صارت حنان كثيرة القيء...تغيرت عاداتها في تناول الطعام... بات يلوح على وجهها قلق شديد،و تتصرف بعدوانية غامضة. تمر ببائع الفواكه الجافة...تطلب منه حبات لوز مرة... تقضمها متلهفة ، وتشرع في هرش جلدها حتى ينز الدم.
    خلف هذا التغير المفاجئ علامات استفهام كبيرة لدى الناس. لم تتبدد إلا بعد أن شرع بطنها الضامر ينتفخ تدريجيا ، إلى أن كشف ثوبها الماحل عن تكور بطنها.تضغط عليه بكفيها. تحس الجنين يتحرك داخل رحمها. تدغدغها حركاته ، فتضحك ضحكات بريئة.
    - ما أصعب أن تتنكر لك الدنيا!فتسقط سقوطا تراجيديا بين مطرقة الملاجئ الصحية الشبيهة بالسجون،أو سندان الشارع بكل قسوته.
    تعشق حنان الحمام.قضت الصباح كله في الساحة التي تتوسط المدينة مع أسرابه ، تقلده في هديله. صرخت حنان صرخة قوية.سقطت على الأرض تتلوى من الألم... داهمها وجع الطلق. نظرت إلى الحمام الذي عاد يهدل بجانبها،بعيون كسيرة مفعمة بالأسى. لم تعد تدري أتقلد هديله،أم تصيح من شدة المغص ؟
    يوم مشهود. لن تنساه المدينة أبدا.لفرط ما انهمرت خلاله من دموع حارة. حرقت الخدود... صهرت القلوب...هزت الضمائر...و ضعت الناس جميعا عراة أمام مرآة بشاعتهم.
    - الله !؟ الله !؟ أيوجد تحت سمائك رجل بهذه الخسة،و القذارة!؟ذئب جائع تمتد شهوته لبلهاء بريئة.أيكون قد ارتعش فوقها دون أن تميد به الأرض ؟ أتكون فهمت معنى أن يتأوَّه كلب مدنس على مداخل اللذة في جسدها المثخن بالجراح ؟
    غرابة البشر لا حدود لها، و مفاجآته الصادمة لا حصر لها، و سعيه خلف الشهوة، جعله يبحث عنها في أماكن لا يتصورها العقل، و يعمل على جنيها بطرق مقززة. تارة يكون ضبعا يجدها في الجثث، و تارة تتصابى شهوته، و تنحدر به إلى الدرك الأسفل من الخسة، فيجعل من صبية موضوعا لنزواته،و أخرى يجنيها من جسد منهك، لا يؤشر شيء على أنه مازال حيا سوى حركاته البلهاء، التي لا معنى لها. صعب ، صعب على المرء أن يتحمل خواءنا الروحي، و التحلل المهول لقيمنا النبيلة. أحسست بالحرج. وددت لو كنت أنتمي إلى أي جنس في هذه الدنيا غير البشر.إذ كلما ارتقينا في سلم التطور، و الحضارة ، و حرصنا على تقديم صورة مشرقة عن أنفسنا ، إلا و طفا على السطح أصلنا الحيواني ، ليخدش تلك الصورة ، و يكشف زيفها ، و ما ترسب خلفها من همجية ، و وحشية لا تطاق.
    تمزقني الحيرة، إذ لا يمكنني أن أحسم إن كانت لعنة أصلنا المنحدر من أولئك القردة، هي التي تلاحقنا، لتذكرنا بماضينا السحيق، لأننا بتنا نعتقد أنفسنا كائنات متفوقة، لمجرد أننا نملك جلدا محلوقا، و نمشي بقامات منتصبة. أم ترانا ورثنا جينات جدنا قابيل، و صارت الجرائم النكراء جزء من شخصيتنا، و لم تفلح الديانات،و لا الأخلاق في تهذيبها، و نحن اليوم، نناضل بكل ما أوتينا من قوة كي تسود تلك الجينات المدنسة العالم، و تكون السمة الغالبة في طبع الأجيال القامة. أم أننا نبالغ في جلد أنفسنا، و نتطرف في تعميم الأحكام القاسية، لأن الأمر يتعلق بحالات شاذة، لسبب من الأسباب جنحت بسلوكها عن جادة الصواب. أم اننا صرنا رهينة لمزاعم النظريات التي تجرم الإنسان بالفطرة، و اتخذناها ذريعة، لكي نلوم الضحية، ونبرئ أنفسنا، و نشعر براحة الضمير إزاء ما تقترف أيدينا من بشاعة.
    هل من رجل عارف جريء يمنحني جوابا يشفي غليلي... يبدد حيرتي... و ينتشلني من بين نيران الأسئلة الحارقة.
    وددت لوْ أشهق شهقة واحدة،فتخرج روحي لتلتحق بخالقها. و أغيب عن هذا المشهد الذي يذبح القلوب، أو يبادرنا ربي بطوفان عظيم يطهر الأرض من قذارة البشر نهائيا.
    تصيح حنان من شدة الوجع. تتلوى على الأرض.حفَّها الناس بثوب داكن لستر محنتها،أو ربما لإخفاء توسلاتها التي تدين الجميع...عشرات الهواتف تستغيث:
    - ألو الشرطة...!؟ ألو الوقاية ..!؟ ألو المستشفى...!؟ ألو...؟ ألو...؟
    الأفواه تستغيث،و العيون تنضح بالحزن ، و اليأس، وطاحونة الانتظار القاسية تحرق الأعصاب. في اللحظات العصيبة،كاللحظة التي نعيشها الآن، يضع المواطن نفسه في الميزان، فيكتشف كم هو رخيص بالنسبة للبلدان التي تعتبر الناس مجرد رعايا خلقوا ليهتفوا باسم الحاكم، و ليكونوا عبيدا تستنزف سواعدهم في الضيعات المترامية الأطراف، و في المصانع الضخمة، ليكتنز الأسياد الثروات الطائلة، و يشيدوا القصور الفاخرة. و عندما تنتهي الفاجعة، و يتفرق الجمع، سيحضر المسؤولون للتعبير عن أسفهم لوقوع هذا الحدث المزلزل، و ليدينوا الفاعل بأشد العبارات، و ليرفعوا، في الأخير، أكفهم إلى السماء لقراءة الفاتحة على الأرواح الزكية، التي أزهقت تحت أعين الجميع.ما أتعس الناس، ما أتعسهم!حين يكونون أضيع من الأيتام، في وطن اللئام!
    أطلقت حنان صيحة رهيبة و صل دويها سهيلا، و السهى، بل تجاوز صداها سدرة المنتهي.أعقبتها صرخة ثانية. كان ثمرة هذه اللذة الملعونة توأمان سقطا غدرا في ساحة الحمام. خيم على الجميع صمت كثيف كدم الشهيد... ثقيل ككلمة الإخلاص. تناهت إلى مسامعنا دقات أجراس حزينة من كنائس بعيدة...سمع الجميع الآذان يرتفع في مساجد المدينة كلها.
    ناء المشهد بكل ثقله على صدور الحاضرين. ارتفعت الحناجر بدعاء مخنوق ...ممزوج بالمرارة و الدموع.
    حلقت فوق الرؤوس أجسام نورانية. حطت قرب الجثث الثلاث. كفنتها بأكفان ناصعة البياض.حنطتها بحنوط تفوح منه رائحة الفردوس. حملت الأجسام النورانية الجثث الثلاث، ثم اختفت خلف السحاب، و أذكار حزينة تساقط على ساحة الحمام من السماء.
  • شيماءعبدالله
    أديب وكاتب
    • 06-08-2010
    • 7583

    #2
    نص مر من قسوة هذا العصر وتأزمه وانكشاف عورات الناس لدناءة وقسوة البعض
    ذلك الوحش استغل تلك الصبية البلهاء إشباعا لرغباته الدنيئة
    والأفضع من ذلك سكوت الناس لمثل هذا المتوحش
    جريمة ارتكبها كل الشهود في ساحة الحمام
    قصة موجعة
    ومميز هو القلم قاصنا المكرم
    سلمت وبوركت
    تحية تليق مع جل التقدير

    تعليق

    • محمود عودة
      أديب وكاتب
      • 04-12-2013
      • 398

      #3
      الله استاذنا الأديب المبدع قصة رائعة من واقع معاناة الأنسان العربي اليومية من خلال معاناة هذه الفتاة المعوقة نتيجة جرائم بشرية تنتفي منها الأخلاق والمثل وتنحط الى أسفل سافلين من الفساد المطقع والمستشري في قلوب ظاهرها انساني وباطنها حيواني مفترس
      تحياتي ومودتي

      تعليق

      • حسن لختام
        أديب وكاتب
        • 26-08-2011
        • 2603

        #4
        القاص كائن هش، تؤثر فيه المشاهد الحياتية بكل أصنافها وأشكالها..تراجيدية كانت أم كوميدية
        قص سلس و قوي ، بطعم المرارة..مرارة هذا الوجود، القاسي أحيانا.لكن، علينا كذلك أن نرى الكأس من نصفها الممتلىء، في آحايين كثيرة. وإلا ستزهق أرواحنا، كمدا ومرارة
        نص مؤلم، ترك أثره في النفس
        محبتي وتقديري، صديقي المبدع الشرادي

        تعليق

        • محمد الشرادي
          أديب وكاتب
          • 24-04-2013
          • 651

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة شيماءعبدالله مشاهدة المشاركة
          نص مر من قسوة هذا العصر وتأزمه وانكشاف عورات الناس لدناءة وقسوة البعض
          ذلك الوحش استغل تلك الصبية البلهاء إشباعا لرغباته الدنيئة
          والأفضع من ذلك سكوت الناس لمثل هذا المتوحش
          جريمة ارتكبها كل الشهود في ساحة الحمام
          قصة موجعة
          ومميز هو القلم قاصنا المكرم
          سلمت وبوركت
          تحية تليق مع جل التقدير
          أهلا أخي شيماء
          هو العصر الذي نعيشه بكل أوجاعه...انحرافاته...قسوته. عصر انهيار قيمي خطير نعاني منه.
          تحياتي

          تعليق

          • محمد الشرادي
            أديب وكاتب
            • 24-04-2013
            • 651

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة محمود عودة مشاهدة المشاركة
            الله استاذنا الأديب المبدع قصة رائعة من واقع معاناة الأنسان العربي اليومية من خلال معاناة هذه الفتاة المعوقة نتيجة جرائم بشرية تنتفي منها الأخلاق والمثل وتنحط الى أسفل سافلين من الفساد المطقع والمستشري في قلوب ظاهرها انساني وباطنها حيواني مفترس
            تحياتي ومودتي

            هو الواقع المر الذي بتنا نعيشه، في انحلال أخلاقي خطير.
            شكرا على مرورك المحفزصديقي.
            تحياتي

            تعليق

            • عائده محمد نادر
              عضو الملتقى
              • 18-10-2008
              • 12843

              #7
              الزميل القدير
              محمد الشرادي
              نص بنكهة الوجع الكبير
              أنا شخصيا أسقطت النص على واقعنا بصورة عامة وإلى أي حد بتنا نحتاج لملائكة تحررنا من كل هذا العهر
              رأيته محاكمة تنصب لكل الجرائم المرتكبة بحق مجتمعاتنا ولو شابته بعض الإطالة وقليل من التكثيف سيجعله أكثر قوة وتأثيرا
              لك بصمة زميل محمد لا يستطيع القاريء إلا أن يعرف أنك كاتبها
              النهاية كانت أكثر من رائعة وأعطت النص بعدا روحيا وملائكية محببة
              كل الورد لك
              الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

              تعليق

              • عاشقة الادب
                أديب وكاتب
                • 16-11-2013
                • 240

                #8





                لقد عريت المدينة الفاضلة
                ووضعت قدارتنا امام اعيينا لنشم رائحتها النتنة التي فاحت فازكمت انوف الاخرين .

                اننا فعلا حفدة قابيل
                و جينات الشر طغت
                لتكون نسمة قهوة صباحياتنا اخبار بشعة لاترتكبها حتى حيوانات الغاب .
                والعجب ان الذكر يعتلي اعلى ثلة
                في كل مناسبة ليلقي اللوم على جنس الانثى وانها سبب خراب الدار .
                لن اعلق اكثر لان فعلا لم استطع ان احبس دمعتي من النزول
                على مشهد قد رأيت مثله بام عيني بلهاء شوارع حامل
                استغربت فعلا كيف حدث هدا، لكن تناسيت الامر الى أن ذكرتني قصتك به.
                قصة ليست بعيدة عن واقعنا المرير
                لكن السؤال المطروح الى متى ونحن نفسد في هذه الارض
                نحرق الزرع والشجر ونقتل ونسفك ونغتصب
                وبعدها نعتلي المنابر لنعلن اننا احسن امة اخرجت لناس
                متى ينتهي هذا
                لقد فاض الكأس.

                تعليق

                • اماني مهدية الرغاي
                  عضو الملتقى
                  • 15-10-2012
                  • 610

                  #9
                  اخي السي محمد
                  لا يسعني امام هذا الرقي في السرد
                  والعمق في التحليل واللغة الرصينة الباذخة
                  الا ان اقول لك رائع رائع
                  نص في منتهى الجمال يستحق الرفع الى أعلى
                  مودتي والتقدير
                  اماني

                  تعليق

                  • رسوان بشرى
                    أديب وكاتب
                    • 06-12-2013
                    • 35

                    #10
                    مساءك ورد



                    "
                    - الله !؟ الله !؟ أيوجد تحت سمائك رجل بهذه الخسة،و القذارة!؟ذئب جائع تمتد شهوته لبلهاء بريئة.أيكون قد ارتعش فوقها دون أن تميد به الأرض ؟ أتكون فهمت معنى أن يتأوَّه كلب مدنس على مداخل اللذة في جسدها المثخن بالجراح ؟
                    غرابة البشر لا حدود لها، و مفاجآته الصادمة لا حصر لها، و سعيه خلف الشهوة، جعله يبحث عنها في أماكن لا يتصورها العقل،
                    "

                    غرابة البشر لا حدود لها

                    اصبت

                    حرفك عابق سيدي

                    من الواقع المر الى روحك الطيبة الى ضمائرنا الميتة

                    (أوجعت قلبي)


                    سلمت

                    تعليق

                    • محمد الشرادي
                      أديب وكاتب
                      • 24-04-2013
                      • 651

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة حسن لختام مشاهدة المشاركة
                      القاص كائن هش، تؤثر فيه المشاهد الحياتية بكل أصنافها وأشكالها..تراجيدية كانت أم كوميدية
                      قص سلس و قوي ، بطعم المرارة..مرارة هذا الوجود، القاسي أحيانا.لكن، علينا كذلك أن نرى الكأس من نصفها الممتلىء، في آحايين كثيرة. وإلا ستزهق أرواحنا، كمدا ومرارة
                      نص مؤلم، ترك أثره في النفس
                      محبتي وتقديري، صديقي المبدع الشرادي
                      أهلا اخي حسن
                      أشكرك صديقي الذي لم يسبق ان التقبته إلا في العالم الافتراضي. فكان نعم الصديق.
                      طبعا أخي حسن أتجنب دائما ان أحسم في أمور كثير و أطرح الأسئلة و لكل قارئ أن ينتخب لنفسه الموقف الذي يناسبه.
                      أما أنا فأنظر إلى كل شيء نظرة متفائلة رغم ما يلفنا من سواد.
                      تحياتي

                      تعليق

                      • محمد الشرادي
                        أديب وكاتب
                        • 24-04-2013
                        • 651

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
                        الزميل القدير
                        محمد الشرادي
                        نص بنكهة الوجع الكبير
                        أنا شخصيا أسقطت النص على واقعنا بصورة عامة وإلى أي حد بتنا نحتاج لملائكة تحررنا من كل هذا العهر
                        رأيته محاكمة تنصب لكل الجرائم المرتكبة بحق مجتمعاتنا ولو شابته بعض الإطالة وقليل من التكثيف سيجعله أكثر قوة وتأثيرا
                        لك بصمة زميل محمد لا يستطيع القاريء إلا أن يعرف أنك كاتبها
                        النهاية كانت أكثر من رائعة وأعطت النص بعدا روحيا وملائكية محببة
                        كل الورد لك
                        أهلا أختي عائدة
                        شكرا على مواكبة ما أكتب، و شكرا على إطرائك الجميل.
                        يحز في النفي ان نكون نحن أمة الإسلام أصحاب الدين الحق على ضلال كبير. فنأتي من الأفعال الشنيعة ما يشيب لها الولدان. و نقدم أسوء نمودج للمسلمين.
                        نعم أختي هذه الأرواح الطاهرة لا يمكن أن تدنس بدنس أرض يمشي عليها أناس أقرب إلى الوحوش و الشياطين. حري بهم أن يكون في السماء بعيد عمن أساء لحرمتهم.
                        تحياتي
                        التعديل الأخير تم بواسطة محمد الشرادي; الساعة 24-01-2014, 11:21.

                        تعليق

                        • فاطمة يوسف عبد الرحيم
                          أديب وكاتب
                          • 03-02-2011
                          • 413

                          #13
                          [align=justify]الأستاذ الشرادي
                          تملك ملكة نقدية خارقة لواقع اجتماعي مؤلم ،
                          سرد شيق وقد أتى على شكل حوار طويل مؤلم بعض الشيء وجارح
                          اللهم استر نساء المسلمين
                          مع تقديري[/align]

                          تعليق

                          • محمد الشرادي
                            أديب وكاتب
                            • 24-04-2013
                            • 651

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة عاشقة الادب مشاهدة المشاركة





                            لقد عريت المدينة الفاضلة
                            ووضعت قدارتنا امام اعيينا لنشم رائحتها النتنة التي فاحت فازكمت انوف الاخرين .

                            اننا فعلا حفدة قابيل
                            و جينات الشر طغت
                            لتكون نسمة قهوة صباحياتنا اخبار بشعة لاترتكبها حتى حيوانات الغاب .
                            والعجب ان الذكر يعتلي اعلى ثلة
                            في كل مناسبة ليلقي اللوم على جنس الانثى وانها سبب خراب الدار .
                            لن اعلق اكثر لان فعلا لم استطع ان احبس دمعتي من النزول
                            على مشهد قد رأيت مثله بام عيني بلهاء شوارع حامل
                            استغربت فعلا كيف حدث هدا، لكن تناسيت الامر الى أن ذكرتني قصتك به.
                            قصة ليست بعيدة عن واقعنا المرير
                            لكن السؤال المطروح الى متى ونحن نفسد في هذه الارض
                            نحرق الزرع والشجر ونقتل ونسفك ونغتصب
                            وبعدها نعتلي المنابر لنعلن اننا احسن امة اخرجت لناس
                            متى ينتهي هذا
                            لقد فاض الكأس.

                            أهلا أختي عاشقة الأدب
                            منظر يجرح الضمير، ان ترى بلهاء حامل في شوارعنا نحن أمة الإسلام الدين العظيم، الأمر فعلا يشير إلى أزمة مركبة. أزمة أخلاقية...أزمة دينية...أزمة إنسانية.
                            مضاهر تشوش على مدينتنا الفاضلة، و تضعنا امام قذارة أنفسنا.
                            مؤسف مؤسف أن نكون على هذه الشاكلة.
                            تحياتي

                            تعليق

                            • محمد الشرادي
                              أديب وكاتب
                              • 24-04-2013
                              • 651

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة رسوان بشرى مشاهدة المشاركة
                              مساءك ورد



                              "
                              - الله !؟ الله !؟ أيوجد تحت سمائك رجل بهذه الخسة،و القذارة!؟ذئب جائع تمتد شهوته لبلهاء بريئة.أيكون قد ارتعش فوقها دون أن تميد به الأرض ؟ أتكون فهمت معنى أن يتأوَّه كلب مدنس على مداخل اللذة في جسدها المثخن بالجراح ؟
                              غرابة البشر لا حدود لها، و مفاجآته الصادمة لا حصر لها، و سعيه خلف الشهوة، جعله يبحث عنها في أماكن لا يتصورها العقل،
                              "

                              غرابة البشر لا حدود لها

                              اصبت

                              حرفك عابق سيدي

                              من الواقع المر الى روحك الطيبة الى ضمائرنا الميتة

                              (أوجعت قلبي)


                              سلمت
                              و سلم قلبك أختي،و سلمت من كل مكروه.
                              هو فقط مظهر من وحشيتنا لا غير.
                              تحياتي

                              تعليق

                              يعمل...
                              X