إمرأة من وراء زجاج . . !

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالله جمعة
    أديب وكاتب
    • 19-10-2008
    • 95

    إمرأة من وراء زجاج . . !

    [align=justify]جمالها يأخذ الرجل من لبه فيجعله وكأنّ العقل قد تبرأ منه ، إن وقعت عيناه فيها يضطرب فؤاده فتتقابض أضلعه بعضها فوق بعض وتتهيج أنفاسه وكأنّ عيناه خلقتا لتراها فتتمنى جوارحه أن تكون لها نصيب منها وتسكنها مع صاحبها بين جدرانه الأربع وإن سمع عن خلقها دون أن يراها لقال ؛ إن كانت اقبح النساء لتزوجتها ! ! فكم هم الرجال الذين قد تقدموا إلى خطبتها ، كلما سمع بها رجل بالبلدة التي تعيش فيها مع أسرتها الصغيرة يكاد ينخلع قلبه شغفاً ليحظى بالزواج منها . .

    دعونا نقرأ لها مما إرتوى منها القلم حباً وفرحاً وحزناً وشجناً ، فإن أردتم أن تعرفون من هي ، فهي التي تعانق قلمي ، فهوناً علي حتى أريكم إياها من خلف حروفه.

    >>>>
    [/align]
    لا تعلو بصوتك والأسْدُ من حولك تهمسُ
  • عبدالله جمعة
    أديب وكاتب
    • 19-10-2008
    • 95

    #2
    [align=justify]

    بادٍ ذي بدء

    * ها هي تنظر إلى المرآة لتصفف شعرها البهيم وكأن مشطها من طول فرعها يأبى أن يخرج من ذوائبٍ ناعمات لا يتجعدن ولا يتعقدن إن عصفت بهن رياح أو ماجهن ماء وكأنّ للعتمة رحم يتمخض ولداناً لتباهي به أضواء النهار، وقد يظن من يرى تلك اللوحة البشرية بأنّ عينها حين تفارق المرآة قد تستشف المرآة منها نسخة فتبقى زينةً لها ، وتلك التقاسيم التي تشكلت على محيّاها جعلت منه بدراً قد أُلصقت عليه نفائس اللآلي الغوالي ، فالأنف قد بُردت من كل جانب وكأنّ يد صائغ فنان قد صقلها باحترافٍ فلا هو بالناتئ ولا المنبعج وخدين كأرجوان مدهّن بالعنبر إلتقيا عند مبسم بالجمر يلتهب إن إنفـــرجـت شفتاه حسبت ما بالتنور لؤلؤاً مرصوصاً يُصقل وإن رُتقتا لوهلةٍ ظننت أنها أومأت لكل الورى بأنّ الصمت في حرم الجمال وقار ، إن سمعت حديثها أتتك الأطيار الشوادي من كل حدب وقالت لقد الهمنا هذا الثغر التغني ،ففي جملة وصفها مثل دجى يخترقه قمر ممسكاً بصلجان الجمال ، ولم ينتهي ذاك المجنون من همهمة الجمال وإستراق النظر من شق النافذة حتى سمع صوت من ينتهره:

    - ماذا تفعل هنا أيها الأحمق

    - أعذريني لقد سلبت فؤادي فلم أعد أدري ما بي !

    - ولكنها إبنة عمك وأنت في ضيافته ، فكيف تتلصص على عرض إبنته بهكذا حمق.

    - أنتِ تعلمين ما جئت زائراً معك لعمي إلاّ أنك تدركين ما أرمي إليه !

    - ولكنك أخبرتني أنك تريد الجلوس مع عمك بضعة أيام لأمور تجارية وأسمع منك الآن ما يصيبني بالقلق ، وأنت تعلم من يتحدث عنها ويريدها زوجةً له وكل أبناء البلدة يتحدثون عن هذا الحدث !

    - دعيك منهم ، فإنني أعلم بأنها لا يروقها ذلك الفتى الذي لا يدري كيف سيسعدها !

    - ما لك وماله !! وأنت تعلم بأنّ ما بين أيدي الرجال لا يعني لها شيئاً، وقد سمعت أنها ما زالت تفكر في قرارها مما يعني أنها لم ترفضه بعد وأنت تعلم وجهة نظرها فيك!!

    - لا تقلقي دعي الأمر لي وسترين ما يبهجك ويبهج أخاك.

    >>>>>>>>>[/align]
    لا تعلو بصوتك والأسْدُ من حولك تهمسُ

    تعليق

    • عبدالله جمعة
      أديب وكاتب
      • 19-10-2008
      • 95

      #3
      [align=justify]نزلت تلك الكلمات عليها من فيه أخيها ناراً وشهباً على صدرها وكادت عينها أن تقفز غضباً على وجه أخيها سِنان لتوشِّم عليه غضبها ما دام حياً يخطو على ظهر الثرى ، فأخذته من يديه لتتحدث إليه بمنحى من الدار قائلةً له:
      - ما هذا الجنون الذي أسمعه ، ألم يعد أبوك أباها بألاّ يجري إسمها بلسانك مرةً أخرى ؟! فكيف وأنت تتجرأ برسم نيتك في صدرك مخططاً لهذه الصفاقة التي أسمعها ؟! أتريد أن تسدل أجفان أبيك أمام عمك أو نسيت بأنّ أبي يكبره سناً ، فلا تهن أباك مع أخيه وأنت تعلم إن تعهد أبوك بحديث فأعلم بأن لا مرد له .

      - أراك في غالب أمري تفهمينني من حيث لا أريدك أن تفهمي ، أنت تعلمي بأنّ عمي لم يرفضني بل هي التي أبت نفسها مني بحجة أنني لا أناسبها ولم تبيّن بوضوح لماذا ترفضني .

      - لا تقل لي ذلك ! فهذا ليس مربط رفضها لك وأنت تعلم ذلك ، بل صفات فتوتك هي التي ترفضها ، إنك تقارع الخمر ، خليلٌ للنساء مُعارك للرجال ، مفزعٌ للصغار ، ولا تدخل يديك في جيبك لتخرج ما فيه ، غير ذي شكيمة إن طُلبت نخوةً ، سيفك لا يخرج من جرابه في النائبات، تجز الشجر فلا يستظل من يريد أن يستظل ، غير دامع لفراق من تحب ولا باسم حين تلقاه ، أحمق عند مواطن الحِكَم ، تخور وتثور إن خسرت مالاً . . .

      - كفى شماتةٌ يا ليلى هذا القول لا تقوله أختٌ لأخيها ، فلا تجعلي غضبي يتربصني وأنتِ تعلمين كم أنتِ عزيزة عليّ ، فلا تكن محبتك لجود تطغى على حبك لأخيك ، فكم تعلمي كنت مثابراً صابراً لأجمع كل هذه الثروة من أجل ابي وأمي وأنتِ وبقية إخوتي ولو لا شدتي هذه ما كان هذا المال تأبطه أبي وأنتِ تعلمين كيف إن تُرك المال بين يديه ! لجعله ماء يتسرب بين الأنامل .

      - ولكن برغم ذلك إنك لا تتقى الله في هذا المال ، الذي أراك تحتسي ببعض دنانيره خمراً ولا تزكي منه ولا تتصدق منه ولا تصرف على أولويات الدهر كما ينبغي ، فليس معنى أن يكون لك مالاً ، تكن شحيحاً جشعاً في حق الله وفي حق خلقه !

      - أرجوك ليلى دعيني وشأني وسأتحدث إليك بشان جود مؤخراً فإن أبي ها هو قادم نحونا ، يا ترى ماذا يريد مني ؟

      >>>>>>>>>>[/align]
      لا تعلو بصوتك والأسْدُ من حولك تهمسُ

      تعليق

      • عبدالله جمعة
        أديب وكاتب
        • 19-10-2008
        • 95

        #4
        [align=justify]- هيّا يا سنان فلنتقدم نحوه من العيب أن يكون قادم إلينا ونحن في إنتظاره فهذا أبوك وقبّل يداه فلا تنسى أنك لم تره منذ ثلاثة أيام واحذر أن تتجرأ له بالذي سلخت به فروة رأسي ، سيسلخ جلدتك وأنت حيّ !

        - تعالي إلىّ يا ابنة أبيها ألم تشتاقين إليّ ، لما لا تتصلين علي لتطمئنينني عليك وعلى أخيك هذا الذي ترك لنا فراغاً في فضاء المنزل إشتقنا لصريخه الدائم مع إخوته .

        - آسفة كنت منشغلة ليل نهار في مراجعة دروس صامد ونهال وكما تعلم ستبدأ إمتحاناتهم بعد ثلاثة أيام مما إضطرني أن آتي بهم معي ها هنا.

        - جيد ، جعلك الله أماً رضية مرضية ، وعسى أن يأتيّ يومٌ ترينهما وهما يقومان على أولادهما برد ثأرهما هذا على أحفادك.
        الحديث ما زال للأب:
        - ما لك يا سنان أرى في عيـنـيـك حديثاً تخفيه ! ألم تقل لي بأنك في حاجة لعمك لصفقة الخردة ومن ثمّ ترجع إليَّ في اليوم الثاني ، وها أنا أتيت لأخذك معي لصاحب البضاعة لإتمام الصفقة ، عمك أخبرني بأنك متشدد في سعرك الذي تريد أن تشتري به ولم يفلح في إقناعك ، فكر جيداً في الموضوع ، دعني ألقي التحية على عمك وأرتشف معه فنجان قهوة وسآتيك بعد دقائق تأهباً للذهاب .

        - حاضر أبي ما لك إلاّ أن تأمر.

        - ما شاء الله عليك ، تعرف كيف تتحدث عندما تبرق لك الدنانير أمام عـيـنـيـك، لذلك كنت أستغرب حينما أسمع من أبيك بأن أهل السوق يمتدحونك في بيعك وشراءك.

        - عرفتي هو ذا أخوك ذو سمعة طيبة ، ولكن أنت وإخوانك لا تعرفون كيف تقيمون الرجال.

        - صدقني أعرف بأنّ دواخلك طيبة وأعلم أيضاً بأنك لا تبخل على إخوانك وإخوتك ، ولكن نحن لا تكتمل رؤيتنا الزاهية الباهية إلاّ برؤية المجتمع لرؤيتك ورؤية أهل السوق لك لا تفي بحسن السمعة فغالبهم لا يهمهم إلاّ من يثقل جيبه المال وإن كان مالاً متسخاً.

        - لا تكثري من التنظير ليلى ، فكلما أتحدث لك في أمر تعطينني دروساً تنخر عظمي ، ليتك يوماً تتركين هذه الفلسفة وتقنعين جود بأن تكون لي وحدي، فهل نسيتي كيف أنني اقنعت والدتي بانّ يكون همّام زوجاً لك برغم بفارق التعليم الذي بينك وبينه.

        - لا تعيّرني ، يكفي أنه يحبني ويأتي لي بزهرة الشمس من قرص السماء لا من الذي تنبته الأرض ، وفوارس الرجال هم من يروا النساء هن حرائر العز والشرف ، فهو يراني عزّه وشرفه وعرضه ، فماذا تبتغي المرأة من الرجل غير ذلك؟

        ساخراً.....
        - محاضرة أخرى ، إذاً أخبريها بأنني سأكون لها مثل همّام معك ! علها توافق بضرب الأمثال .

        - لا أدري متى تغتال شبح الغرور الذي يتمسح بلسانه فوق أنفك ، ونصيحتي لك لا تكثر الحديث بهذا الشأن وحتى لا تلمح به ، فستغضب الكثيرين حولك ، أولهم من أخرجك من ظهره ، فكن لبيباً فطناً لا سيما في ظروف والدتها التي تعايشها.[/align]
        التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله جمعة; الساعة 25-01-2014, 07:08.
        لا تعلو بصوتك والأسْدُ من حولك تهمسُ

        تعليق

        • عبدالله جمعة
          أديب وكاتب
          • 19-10-2008
          • 95

          #5
          [align=justify]في تلك الأثناء كانت جود قد هيأت مجلس الجبنة تحت نخلة البيت وقت الأصيل حيث إعتادت والدتها أن تجلس مع بناتها الثلاث ومن يأتي من الضيوف من أهلها وجاراتها لحضور ذلك المجلس الترويحي ، وحين سمع سنان صوتها وهي تنادي أخته ليلى كاد خافقة أن يتسلل من بين ضلوعه وكأنه تمنى أن يناديه ذاك الصوت الذي يغازل أطيار الشجر ولكن أنّى له بهذا الحلم الذي يسمع فيه يوماً يناديه شوقاً ، حينها أدرك بهمسات إبتسام أخته من حاله بأنه في تيه خياله ، فذهبت من بين عينيه دون أن تتفوه بكلمة ولكن لربما بإيماءة منها أدرك أنه في بيت عمه وابيه في حضور ، فما أن سمع صوت أبيه وهو يستودع أخيه حتى لملم نفسه وذهب حيث عمه ليستأذنه مودعاً تأهباً للذهاب مع أبيه .

          جلسن النسوة والفتيات الثلاث وهن يتبادلن أطراف حديث الأنس وهنّ يضربن على طار شكوى حياة يومهن الروتيني وتبرمهن وسأمهنّ من غلاء الأسعار وسوء بعض القطاعات الصحية وعدم وفرة لإحتياجات في الأسواق وأخبار مجتمعهن وسلسلة من الأحاديث المتفرقة ، وكانت ثريا البنت الوسطى ذات نفس خفيف تجعل من حولها يتمايل من الفرح ، فلها من القفشات والطُرف ما يجعل مجلسها مرفأً لإفراغ هموم النفس بمغارف الضحك ، فكانت لجود الشقيقة المثالية والصديقة المقربة ، كانت ترى في جلستها تلك غير الوجه الذي تعرفه على وجه جود المشرق وكانت تنظر إليها ببعد نظرات تمتد حتى آفاق الصدور ولكن حتى لا يطول ذاك الشرود في وجه جود ، اخذت ثريا في سرد بعض الأحداث على الجالسات والتي كانت تحاول أن تسترقها من ذكريات طفولتها مع جود لبعض المواقف الطريفة ، ولكن جود كانت تقابل ذلك بإبتسامات يمزجها بعض الإبهام وبقية النسوة كانن منشغلات في ثرثرتهن والبنت الصغرى وليلى في أحاديث عابرة ، فما هي لحظات حتى تركت جود ذاك المجلس دون أن تكمل فنجانها الثاني ، لحقتها من بعد لحظات شقيقتها ثريا ، لعل وعسى تفضي لها ما يشوب بوجهها الوضاح ذلك النفور من الإرتياح.

          الجَبَنة: القهوة
          >>>>>>>>>[/align]
          التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله جمعة; الساعة 24-01-2014, 08:19.
          لا تعلو بصوتك والأسْدُ من حولك تهمسُ

          تعليق

          • محمود عودة
            أديب وكاتب
            • 04-12-2013
            • 398

            #6
            اسلوب سردي شيق
            مودتي وتحياتي

            تعليق

            • ربيع عقب الباب
              مستشار أدبي
              طائر النورس
              • 29-07-2008
              • 25792

              #7
              أتابع معك
              سوف نتحدث هنا كثيرا
              فض بما عندك .. و لا تتكاسل

              محبتي
              sigpic

              تعليق

              • عبدالله جمعة
                أديب وكاتب
                • 19-10-2008
                • 95

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
                أتابع معك
                سوف نتحدث هنا كثيرا
                فض بما عندك .. و لا تتكاسل

                محبتي
                لي الشرف أستاذنا ربيع ومن رياضكم نزهر أقلامنا

                سأفعل بحول الله

                تقديري
                لا تعلو بصوتك والأسْدُ من حولك تهمسُ

                تعليق

                • عبدالله جمعة
                  أديب وكاتب
                  • 19-10-2008
                  • 95

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة محمود عودة مشاهدة المشاركة
                  اسلوب سردي شيق
                  مودتي وتحياتي
                  تسلم يا أستاذ محمود

                  أشكرك الجزيل على هذا التحفيز
                  لا تعلو بصوتك والأسْدُ من حولك تهمسُ

                  تعليق

                  يعمل...
                  X