أردم التراب فوقي ..!!!!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عمر الصوص
    أديب وكاتب
    • 06-01-2010
    • 240

    أردم التراب فوقي ..!!!!

    اردم التراب فوقي ..!!!!


    قصة قصيرة


    اقرأها وإن طالت فإن برقت منك دمعة فتأكد أنها رسالة وليست مجرد قصة ))

    ترقبه بتوجّس وقلق من نافذة المطبخ التي تطل على تلك المساحة البسيطة التي يسميها هو الحوش ,تتابع في ذاكرتها صورته وهو في الثلاثين من عمره , ...بيت ما في حوش يا (مرة ) ما بشتريه .. ما بشتريه لو بنظل في غرفة في دار ابوي خمسين سنة وبصير معانا عشر اولا د !!؟؟

    بيت بلا حوش ما بشتريه .. تلسع ذاكرتها رغوة القهوة التي تعدها له ليشربها في حوشه الصغير ..تعيدها لقلقها وحيرتها .. ما باله يجول في الحوش على غير عادته , يتمتم , يسترق النظر الي بنظرة لم أعهدها فيه من ثلاثين عاما ,وذقنه التي كان يمضي ساعة وأكثر في حفها وتنعيمها طالت وتنافس بقايا الشعر في رأسه غزارة وطولا .. ما به ..لطالما صدح بتلك العبارة المشهورة القهوة الوسط يا مرة إنت بتسوي منسف ويردفها بضحكته المميزة ههههه هاه هههه... ما باله

    يلف ويدور ويسترق النظر إلي ..ما به

    تبادر هي تحمل اليه القهوة وقد أربكها المشهد الذي لم تعهده منذ زواجهما , معقول صار إشي مع محمود في ليبيا , بدو مصاري للدراسة .. معقول رجع حاتم للمشاكل هو وبنتنا ليلي..

    أنا داري .. مال الزلمة مش على بعضه ..وليش هالنظرة الغريبة إلي ...

    حطي القهوة واقعدي يا مرة ..بدي اسألك ذاكرة يوم الخطبة .. تجيب بدلال مضى عهده هو هذا يوم بنتسى يا بو محمود ..رجعتني لثلاثين سنة ..يقاطعها بازدراء وامتعاض انا ما بحكي عن يوم الزفت تبعنا .. بحكي يوم خطبة ابن ابو مروان

    قبل شهر .. ذاكريته..

    آلمتها عبارته .. يوم الزفت تبعنا ..ليش يا بو محمود ..

    الرجل اللي كان لابس قميص ازرق وبنطال أسود مذكريته ..

    لأ ما بتذكر .. ولو تذكرته ماله ..؟؟ّ!!

    ماله ..ماله .. ليش كان قاعد مقابلك ؟

    ليش كان قاعد مقابلي .. أنا داري .. كرسي فاضي وقعد عليه ..!!؟

    ها ها ... لا لا هيك حركات ما بتمشي علي ..يعني ترك كل الكراسي وقعد مقابلك هيك ..ها ها ها

    شو انت انجنيت مالك ..لشو بدك تصل ؟؟؟؟؟؟!!!

    احكي شو بينك وبينه .. احكي

    لا لا انت اكيد انجنيت , يا بو محمود بعمري ما اطلعت لغيرك وأنا صبية وطول عمري كاسرة نظري الحين وبعد هالعمر وصرت جدة .. انت شو بتخربط.. الله يهديك يا بو محمود بعد هالعمر بعد هالعمر .. هذا ظنك في ..

    ما بخربط .. أنا صحيت .. انا كنت مخدوع .. انتو النسوان مالكم آمان .. احكي مين هو من متى بتعرفيه ...!!

    لا لا هيك بكفي .. انا تاركيتلك الدار .. انت يا انجنيت يا الله وحده أعلم بحالك

    برّه برّه مع ستين قلعة ......

    تدق جرس الباب بحياء وتخفي خلف أطراف شالها دمعتها

    يمه يمه تفضلي ..تفضلي

    كيفك يا ليلى

    جوزك حاتم هون

    آخ آخ هيّو يمه ملقح جوّا لا شغلة ولا عمله...

    مين يا ليلى ...

    هاي أمي يا حاتم

    أهلا وسهلا بنغمة ( شو جابها هاي )

    تتلقف ليلى الموقف ها يمه اهلا وسهلا كيفك كيف ابوي شو اخباركم ..

    تتنهد الأم لا تدري ما تقول وتغالب دمعتها ..

    حاتم وهو مار باتجاه الحمام ..اهلين ام محمود (بنبرة ألطف من سابقتها لكنها لا توحي بالترحاب ) تلح ليلى على أمها .. يمه احكيلي شو في

    يمه احكي قبل ما يطلع ال ..... من الحمام

    تفضفض الأم بكل ما جرى بينها وبين والدها

    تصعق ليل من هول الموضوع

    حاتم وهو يغسل وجهه .. ساوي قهوة يا مرة

    حاتم وقد لاحظ تغير ملامح ليلى ..شو في ..شو في .. وتحت ضغطه وعلو صوته ..تروي له الموضوع

    ههههههه ها هذا انهبل الختيار

    خرخش ..ههههه هاااااااااااااا وان شاء الله امك حردانة عنا ... يا حبيبي انا ناقص

    لا ترفع صوتك امي تسمعك

    خليها تسمع انا بحكي في بيتي ...

    طيب اسكت اسكت .. اشرب قهوتك وروح دورلك على شغل أنا بشوف أمي ... يمّه يمّه....

    تدق جرس آخر بحياء وتخفي خلف أطراف شالها دمعتها

    كيفك يا اخوي

    مرتك لبنى هون

    آخ آخ هيّها يختي ملقحة جوّه نايمة

    مين يا فادي

    هاي أختي ام محمود يا لبنى

    أهلا وسهلا بنغمة ( شو جابها هاي )

    يتلقف فادي الموقف ها يختي اهل وسهلا كيفك كيف ابو محمود شو اخباركم ..

    تتنهد الأم لا تدري ما تقول وتغالب دمعتها

    لبنى تتمغط وهي مار باتجاه الحمام ..اهلين ام محمود (بنبرة ألطف من سابقتها لكنها لا توحي بالترحاب ) يلح فادي على أخته .. يختي احكيلي شو في

    يختي احكي قبل ما تطلع ال ..... من الحمام

    تفضفض أم محمود لأخيها بكل ما جرى بينها وبين زوجها ابو محمود

    يصعق أخوه من هول الموضوع ..طيب يختي مش معقول .. يطيب خاطرها ويقول هسا بحكي معاه بالتلفون ..عن إذنك يختي

    يدخل فادي غرفته ويدور حديثه مع ابو محمود على مسمع لبنى دون ان تحيط بتفاصيل الموضوع

    يغلق الهاتف يتمتم فادي هذا قليل حيا .. ما بستحي ..

    لبنى وقد لاحظت تغير ملامح زوجها وغضبه ..شو في ..شو في .. وتحت ضغطها وعلو صوتها ..يروي لها الموضوع

    ههههههه ها هذا جوز اختك انهبل

    خرخش ..ههههه هاااااااااااااا وان شاء الله اختك حردانة عنا ... يا حبيبي انا ناقص

    لا ترفعي صوتك امي تسمعك .. شو ارمي اختي بالشارع

    خليها تسمع انا بحكي في بيتي ... شو انا فاتحة فندق

    طيب اسكتي اسكتي .. خليها عنا بس شهر انا بدبر الموضوع .. هي ما بتقبل تظل عنا ..

    اتروح عند بنتها ليلى أو عند محمود ابنها في ليبيا عندي لأ لأ سامع يا محمود

    طيب طيب اسكتي خليني احكي مع محمود ..

    محمود والله يا خال ماهي خبرية... بس الوضع في ليبيا مش زي ما بتظن أنا مستأجر غرفة أنا ومجموعة من الشباب ويا دوب ساتر حالي .......

    ................................................

    طيب ماشي يا خال

    تفو عليك تفو عليك .. ويلقي بالهاتف..

    لبنى الله يرضى عليكي لا تفضحيني هاي اختي

    خليها عنا اسبوع بس لشوف الموضوع رح اعاود أحكي بالموضوع مع ابو محمود

    لبنى بصوت عالي ... ابنها وبنتها اولى فيها

    صوتك .. صوتك .. وطي صوتك

    يخرج للحوش ... يختي .. يختي .. وين راحت

    تدق جرس منزلها كأنه لم يعد بيتها الذي عاشت فيه مع ابو محمود تدقه بحياء وتدخل بانكسار وتخفي خلف أطراف شالها دمعتها

    .. الله لا كان جاب الغلا .. وين وين ..وين رايحة

    تهبط اسفل قدميه باكية .. والله يا بو محمود ظلمتني والله ...... بو محمود أنا ...... عمري ما ....... مشان الله ..... أبوس رجليك ...... يدفعها بقدمه

    اسمعي يا حرمة ... انت طالق ..طالق .. طالق ..

    لم تبق أجراسا ولا أبوابا تدقها تقودها قدماها ودموعها إلى الصحراء .. تحفر وتبكي تحفر وتبكي ...

    يلمحها على مسافة منها شاب في مقتبل العمر مارا بدراجته

    يا خالة .. يا خالة .. ماذا تفعلين

    يا ابني انا بحفر قبر لي ..

    برضاي عليك يا ابني ..أمانة وانت راجع بس اردم التراب فوقي ........
    عمر الصوص 29-1-
  • محمد الشرادي
    أديب وكاتب
    • 24-04-2013
    • 651

    #2
    انهيار تام لقيم التضامن العائلي جعل الأحباب جزرا متباعدة لا تربط بينها أية رابطة. صرنا نتنكر لبعضنا بطريقة فجة.
    نص جميل
    تحياتي

    تعليق

    • عبد السلام هلالي
      أديب وقاص
      • 09-11-2012
      • 426

      #3
      و ياله من تنكر!
      نص جميل رغم قساوته، و سرد سلس منساب. راقني صراحة و إن شوش علي طغيان اللغة العمية.
      أشكرك على نبل الرسالة و متعة السرد.
      تحيتي
      كلمتك تعمر بعدك دهرا، فاحرص أن تكون صدقتك الجارية

      تعليق

      • مهدية التونسية
        أديبة وكاتبة
        • 20-09-2013
        • 516

        #4
        نص رائع جدا
        اهنيك عليه رغم انك كتبت اغلبه بلهجتك
        لكنه كان اكثر من جيد
        تحيتي وتقديري


        http://www.youtube.com/watch?v=RkH_701__k0











        لاتسأل القصيدة عن دمها عن حرفها المغدور بهجر المكان
        لاتسأل فويلها الكلمات حين يسيل دمعها على خد الورق!

        تعليق

        • بسمة الصيادي
          مشرفة ملتقى القصة
          • 09-02-2010
          • 3185

          #5
          هذا هو المجتمع الّذي يتغنّى بقيمه وأعرافه وروابطه الأسرية
          وهذا المجتمع الذّكوري الذي يريد أن يرضي نرجسيته فقط
          قصة مؤثّرة
          حكاية حدثت وتحدث كثيرًا
          القبر لا يغلق بابه بوجه أحد ... على عكس القلوب التي تنسى العشرة الطويلة والمعروف
          أحببت اللّهجة ولكني أتمنى أن لا تطغى العامية .......
          وأن نعتني قليلا بالإيجاز ...فقط من أجل قصة قصيرة متكاملة العناصر
          أما بالنسبة للمشاعر والفكرة والقفلة ... كنت رائعًا
          دمت بود وسلام
          في انتظار ..هدية من السماء!!

          تعليق

          يعمل...
          X