البحث عن جيمي
كما تعلمون أنا إنسان مقهور من زوجتي ومغلوبٌ على أمري . مهما فعلتْ ، لا حمدا ولا شكورا .
أعيش كالخدم في بيتي الذي بنيته بجَدي ومن عرق جبيني . بسيطة ، كل هذا يهون أمام التسلّط
الذي مارسته علَيّ زوجة إبني .
كنا أنا وحرمي المصون في ضيافة المحروس . مكثنا عندهم شهرا بطوله . الحق أقوله لكم ، أنني
وزوجتي قضينا معهم وقتا ممتعا ، أغلبه تسكّعا في " المولات " ما بين المطاعم الفخمة ذات
الخمسة أرغفة ، وبين أسواق البالة للألبسة الجديدة والمستعملة .
أنا ولا مؤاخذة مًدّخّن . عندما تعن على بالي السيجارة ، لا يمنعني من اشعالها وتدخينها مكان
ولا زمان . تسقط جميع المقدسات أمام رغبتي في التدخين . لكن يافطات ممنوع التدخين تقف أمامي
سدّا من الكونكريت المُطّعَّم بالحديد . فصرت ألهث وأبحث عن مكان يُسمح فيه بالتدخين .
وجدته ويا ليتني لم أجده . مكان منزوي خارج السوق التجاري ، بالقرب من مصف السيارات .
هكذا يُعامل المدخن ككلبٍ ضال ليس له صاحب يرعاه ويلبي حاجاته .
نعود للتسلّط الذي مارسته علّيّ زوجة المحروس .
ــ لا تدخن داخل المنزل يا عمي ، عشان صحة الأطفال .
ففرضتْ على العبد الفقير الذي هو أنا ، الجلوس في البلكونة كالمُذَنَّب من " أبلته " .
بلكونة صغيرة بحجم زنزانة حبس انفرادي ، بلا سقف والهواء بيلعب فيها لعب .
ونحن في فصل الشتاء ، برد ومطر وساعات ثلج .
الله يسامحها . هل كانت ستفعل نفس الشيء مع والدها ؟!
ما علينا ، على العموم هذا ليس موضوعنا .
في يوم من الأيام ، وكانت الشمس في طريقها للغروب . عملت لنفسي فنجانا من القهوة
وانطلقتُ بخِفّة الأرنب نحو المقر . رشفت شفّة من فنجان القهوة ، وأشعلت السيجارة .
وإذ بجلبة وحركة غير عاديّة في الحديقة العامة التي تطل عليها البلكونة .
الجميع يصرخ وينادي بينما الجيران في البلكونات يتلفتون في جميع الإتجاهات .
جيمي جيمي جيمي ...
جيمي ! إنه طفلهم الصغير . على فكرة جيمي هو جيمس ، هو جاكوب ويعقوب عندنا .
كيف تركوه يخرج لوحده من البيت دون مرافقة الخادمة على الأقل ؟
مسكينة الأم ، ها هي تذرع الحديقة ذهابا وإيابا ، وأطفالها الثلاث يشدون ثوبها خوفا من أن يضيعوا مثل شقيقهم .
الضنا غالي يا أولاد . الأب ممسكا بيده مشعلا يبحث ويبحث لكن دون فائدة .
تدفق الدم في عروقي كسيلٍ جارف . الجار للجار . وهممت بالقفز عن البلكونة كي أساهم في البحث عن جيمي .
وإذا بسيارة شرطة النجدة تصل المكان . ينزل منها عدد من رجال البوليس بزيّهم الرسمي .
انتشروا في الحديقة وما جاورها .
ما هي إلا دقائق وعاد أحدهم يحمل بين يديه جيمي الصغير .
انشرحت الأسارير وانطلقت الزغاريد ، هرول الجميع ، الأم والأب والأطفال الثلاثة وأنا معهم نحو جيمي يقبلونه
وهو من فرط سعادته " يُهَوْهِوُ " نشوانا ويهز ذيله طربا .
كما تعلمون أنا إنسان مقهور من زوجتي ومغلوبٌ على أمري . مهما فعلتْ ، لا حمدا ولا شكورا .
أعيش كالخدم في بيتي الذي بنيته بجَدي ومن عرق جبيني . بسيطة ، كل هذا يهون أمام التسلّط
الذي مارسته علَيّ زوجة إبني .
كنا أنا وحرمي المصون في ضيافة المحروس . مكثنا عندهم شهرا بطوله . الحق أقوله لكم ، أنني
وزوجتي قضينا معهم وقتا ممتعا ، أغلبه تسكّعا في " المولات " ما بين المطاعم الفخمة ذات
الخمسة أرغفة ، وبين أسواق البالة للألبسة الجديدة والمستعملة .
أنا ولا مؤاخذة مًدّخّن . عندما تعن على بالي السيجارة ، لا يمنعني من اشعالها وتدخينها مكان
ولا زمان . تسقط جميع المقدسات أمام رغبتي في التدخين . لكن يافطات ممنوع التدخين تقف أمامي
سدّا من الكونكريت المُطّعَّم بالحديد . فصرت ألهث وأبحث عن مكان يُسمح فيه بالتدخين .
وجدته ويا ليتني لم أجده . مكان منزوي خارج السوق التجاري ، بالقرب من مصف السيارات .
هكذا يُعامل المدخن ككلبٍ ضال ليس له صاحب يرعاه ويلبي حاجاته .
نعود للتسلّط الذي مارسته علّيّ زوجة المحروس .
ــ لا تدخن داخل المنزل يا عمي ، عشان صحة الأطفال .
ففرضتْ على العبد الفقير الذي هو أنا ، الجلوس في البلكونة كالمُذَنَّب من " أبلته " .
بلكونة صغيرة بحجم زنزانة حبس انفرادي ، بلا سقف والهواء بيلعب فيها لعب .
ونحن في فصل الشتاء ، برد ومطر وساعات ثلج .
الله يسامحها . هل كانت ستفعل نفس الشيء مع والدها ؟!
ما علينا ، على العموم هذا ليس موضوعنا .
في يوم من الأيام ، وكانت الشمس في طريقها للغروب . عملت لنفسي فنجانا من القهوة
وانطلقتُ بخِفّة الأرنب نحو المقر . رشفت شفّة من فنجان القهوة ، وأشعلت السيجارة .
وإذ بجلبة وحركة غير عاديّة في الحديقة العامة التي تطل عليها البلكونة .
الجميع يصرخ وينادي بينما الجيران في البلكونات يتلفتون في جميع الإتجاهات .
جيمي جيمي جيمي ...
جيمي ! إنه طفلهم الصغير . على فكرة جيمي هو جيمس ، هو جاكوب ويعقوب عندنا .
كيف تركوه يخرج لوحده من البيت دون مرافقة الخادمة على الأقل ؟
مسكينة الأم ، ها هي تذرع الحديقة ذهابا وإيابا ، وأطفالها الثلاث يشدون ثوبها خوفا من أن يضيعوا مثل شقيقهم .
الضنا غالي يا أولاد . الأب ممسكا بيده مشعلا يبحث ويبحث لكن دون فائدة .
تدفق الدم في عروقي كسيلٍ جارف . الجار للجار . وهممت بالقفز عن البلكونة كي أساهم في البحث عن جيمي .
وإذا بسيارة شرطة النجدة تصل المكان . ينزل منها عدد من رجال البوليس بزيّهم الرسمي .
انتشروا في الحديقة وما جاورها .
ما هي إلا دقائق وعاد أحدهم يحمل بين يديه جيمي الصغير .
انشرحت الأسارير وانطلقت الزغاريد ، هرول الجميع ، الأم والأب والأطفال الثلاثة وأنا معهم نحو جيمي يقبلونه
وهو من فرط سعادته " يُهَوْهِوُ " نشوانا ويهز ذيله طربا .
تعليق