إياب...أبدية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سعاد محمود الامين
    أديب وكاتب
    • 01-06-2012
    • 233

    إياب...أبدية

    إيّاب(1)
    ذات ليلة ماجنة، سئم ذاته، وشعر بأنه بحاجة إلى الصلاة التي هجرها زمنا يعمه فى غيه.
    قبل أن تخلع الشمس معطفها دخل المسجد لاسترجاع إيمانه، ولكنه كلما خشع
    هاجمته الوساوس، وتراءت له المحرمات..
    ظن إن الله لم يقبل توبته فحزن.
    تقرب إلى الله زلفى..
    وظل يصلي الوقت ويصلي قبله ويصلي بعده.
    سكنت روحه الهائمة، واستعادت عيناه لمعانهما الكوني.
    ثم أشعلها حربا على شياطين الإنس ومازال!



    عبور(2)
    يسبح فى ملكوت آخر حين جذّ عنق الرجل.
    ينظر فى وجهه تتلاشى ملامحه الدنيوية!
    يركل الرأس المقطوعة، يدخل خنجره فى غمده منتشيا
    يتمتم:

    ــ إلى الجحيم...
    حين صفرت قاطرة النكاح..
    تهللت اساريره يريد أخري ليكمل دينه.
    والأرض المكلومة مخضبة بدماء ابنائها
    تئن تحت ثقل أقدامه الغريبة!

    الأبدية
    أغلقوا القبر بإحكام. تنفسوا الصعداء وانفضت الحشود المودعة، موقنة أن مهمته الدنيوية قد انتهت، وتركوه فى أبديته مغيبا، تمثاله يتوسط البلدة يمتد ظله أمامه. قد كسته الأتربة وانطفأت ملامحه. يمرون الآن من عنده يتبولون عند قاعدته. ويقذف الصبية المشردين الحجارة فوق جسده المهيب. ذات ظهيرة والشمس تجلد الأرض بسياط من لهب، سمعوا طقطقات رتيبة منتظمة عالية، تصدرمن جوف التمثال، ايقظ رعبهم، قبعوا فى خدر القيلولة ينتظرون الآتي !
    التعديل الأخير تم بواسطة سعاد محمود الامين; الساعة 31-01-2014, 16:26.
    مصر ومامصر سوى الشمس
    التي بهرت بثاقب نورهاكل الورى
    والناس فيك إثنان...
    شخص رأى حسنا فهام به
    وشخص لايرى!
  • حسن لختام
    أديب وكاتب
    • 26-08-2011
    • 2603

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة سعاد محمود الامين مشاهدة المشاركة
    إيّاب(1)
    ذات ليلة ماجنة، سئم ذاته، وشعر بأنه بحاجة إلى الصلاة التي هجرها زمنا، يعمه فى غيه.
    قبل أن تخلع الشمس معطفها، دخل المسجد لاسترجاع إيمانه، ولكنه كلما خشع
    هاجمته الوساوس، وتراءت له المحرمات..
    ظن إن الله لم يقبل توبته فحزن.
    تقرب إلى الله زلفى..
    وظل يصلي الوقت، ويصلي قبله، ويصلي بعده.
    سكنت روحه الهائمة، واستعادت عيناه لمعانهما الكوني.
    ثم أشعلها حربا على شياطين الإنس ومازال!



    عبور(2)
    يسبح فى ملكوت آخر حين جذّ عنق الرجل.
    ينظر فى وجهه تتلاشى ملامحه الدنيوية!
    يركل الرأس المقطوعة، يدخل خنجره فى غمده منتشيا
    يتمتم:

    ــ إلى الجحيم...
    حين صفرت قاطرة النكاح..
    تهللت اساريره، يريد أخري ليكمل دينه.
    والأرض المكلومة مخضبة بدماء ابنائها
    تئن تحت ثقل أقدامه الغريبة!
    نصوص رائعة،نسجت بأسلوب أدبي جميل..ونهاياتها جاءت مدهشة، هي خلاصة التعليق على الحدث
    نصوص ذكرتني بقصص العبقري، إدواردو غاليانو..تبدأ نصوصه بجمل عادية، وتنتهي بعبارات مباغتة، ومدهشة
    محبتي وتقديري، سعاد محمود الأمين

    تعليق

    • سعاد محمود الامين
      أديب وكاتب
      • 01-06-2012
      • 233

      #3
      شكرا لك أخى الأديب حسن
      يسعدنى مرورك دائما
      تعطى لنصوصي ألقا بقلمك الجميل..
      وآمل أن أكون عند حسن ظنك
      ودمت بخير
      مصر ومامصر سوى الشمس
      التي بهرت بثاقب نورهاكل الورى
      والناس فيك إثنان...
      شخص رأى حسنا فهام به
      وشخص لايرى!

      تعليق

      • أسرار شعبان
        أديبة وكاتبة
        • 18-12-2012
        • 55

        #4
        حينما تهدء الروح تسبح في مدار اخر
        فليهدء من ثورته ويستمر في طريقه الايماني
        ان الخوف دائما يصدر من القلوب البعيده عن الايمان

        تحياتي وتقديري لقلمك الجميل

        فرد النهار ضحكته..وقسمها جنه ونار
        قال القلم كلمته.. طلع الكلام أشعار
        والضي باس الأرض
        فأتمخضت أسرار

        أسرار شعبان
        [BIMG]https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-prn1/69227_221148271362992_1346416785_n.jpg[/BIMG]

        تعليق

        • سما الروسان
          أديب وكاتب
          • 11-10-2008
          • 761

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة سعاد محمود الامين مشاهدة المشاركة
          إيّاب(1)
          ذات ليلة ماجنة، سئم ذاته، وشعر بأنه بحاجة إلى الصلاة التي هجرها زمنا يعمه فى غيه.
          قبل أن تخلع الشمس معطفها دخل المسجد لاسترجاع إيمانه، ولكنه كلما خشع
          هاجمته الوساوس، وتراءت له المحرمات..
          ظن إن الله لم يقبل توبته فحزن.
          تقرب إلى الله زلفى..
          وظل يصلي الوقت ويصلي قبله ويصلي بعده.
          سكنت روحه الهائمة، واستعادت عيناه لمعانهما الكوني.
          ثم أشعلها حربا على شياطين الإنس ومازال!



          عبور(2)
          يسبح فى ملكوت آخر حين جذّ عنق الرجل.
          ينظر فى وجهه تتلاشى ملامحه الدنيوية!
          يركل الرأس المقطوعة، يدخل خنجره فى غمده منتشيا
          يتمتم:

          ــ إلى الجحيم...
          حين صفرت قاطرة النكاح..
          تهللت اساريره يريد أخري ليكمل دينه.
          والأرض المكلومة مخضبة بدماء ابنائها
          تئن تحت ثقل أقدامه الغريبة!

          الأبدية
          أغلقوا القبر بإحكام. تنفسوا الصعداء وانفضت الحشود المودعة، موقنة أن مهمته الدنيوية قد انتهت، وتركوه فى أبديته مغيبا، تمثاله يتوسط البلدة يمتد ظله أمامه. قد كسته الأتربة وانطفأت ملامحه. يمرون الآن من عنده يتبولون عند قاعدته. ويقذف الصبية المشردين الحجارة فوق جسده المهيب. ذات ظهيرة والشمس تجلد الأرض بسياط من لهب، سمعوا طقطقات رتيبة منتظمة عالية، تصدرمن جوف التمثال، ايقظ رعبهم، قبعوا فى خدر القيلولة ينتظرون الآتي !
          نصوص هادفة وممتعة

          دمتِ مبدعة سيدتي

          محبتي

          تعليق

          • سعاد محمود الامين
            أديب وكاتب
            • 01-06-2012
            • 233

            #6
            الأديبة أسرار
            عبورك من هنا اسعدنى كثيرا
            وشكرا على تعليق الجميل
            تحياتى القلبية
            مصر ومامصر سوى الشمس
            التي بهرت بثاقب نورهاكل الورى
            والناس فيك إثنان...
            شخص رأى حسنا فهام به
            وشخص لايرى!

            تعليق

            • سعاد محمود الامين
              أديب وكاتب
              • 01-06-2012
              • 233

              #7
              الأديبة سما
              تحياتي
              مرورك أسعدنى
              وشكرا لتعليقك البهي
              وآمل أن أكون عند حسن الظن
              ودمت بخير
              مصر ومامصر سوى الشمس
              التي بهرت بثاقب نورهاكل الورى
              والناس فيك إثنان...
              شخص رأى حسنا فهام به
              وشخص لايرى!

              تعليق

              يعمل...
              X