قراءة في نص طلاسم كليوباترا للمبدعة :منار يوسف
النص
طلاسم " كليوباترا "
العالم يفور
في رأسي
و أناملي حُبلى بالجمر
تتمدد حروفي
كمركبة ورقية
على سطح ساخن
يشهد
انكسار البراعم
على صخرة الدم
مازالت المحيطات أسفل ذاكرتي
تطعمني لـ حيتانها
و مازلت أنا
أنحت طلاسم " كليوباترا "
على معابد الورد
و في دمي زعافها
لا شىء .. هذا المساء
إلا أنا .. و أنت
و رائحة البارود
لا شىء يجمعنا
إلا .. زحام الأسئلة
و غربة الأفكار
لم تخبرني جدتي
أن " الغولة " تُبعث
كلما نصبوا المشانق
للحروف
كلما تحولت الموائد
إلى منصة للعقاب
لم تعلمني
كيف أخنق قصائدي
عند كل صلاة
حافية أسير
إلى آخر ... الاشتعال
يرافقني التمرد
و
غريبة .. انصهر
تحت جدار ساخر
من العنوان "طلاسم كليوباترا " الذي يعد المفتاح الذي يرسله المبدع للمتلقي ليفك شفرة النص
تطالعنا الكاتبة بأول كلمة في العنوان "طلاسم " فالطلاسم ترتبط بالغموض عند المتلقي فهذه الكلمة تعني
باليونانية الألغاز والأحاجي فهل نحن أمام النص "اللغز" والسؤال الذي يطرح نفسه لمن هذه الطلاسم
لكن مبدعتنا لا تتركنا مع هذه الحيرة حيث نسبت الطلاسم ل"كليوبترا " آخر الحكام البطالمة في مصر كليوباترا
السابعة التي تفوقت على من سبقوها في الذكاء والحصافة وكان من طموحاتها اعتلاء عرش مصر فحكمت مصر
واعتلت عرشها لمدة عشرين عاما (51_وحتى 30 ق .م)وربما الغموض الذي أحاط مقتلها بين انتحارها بسم الافعى
وبين مقتلها في كتب التاريخ هو ما جعل مبدعتنا تقرن الطلاسم بكليوباترا
ثم تبدأ النص بقولها
العالم يفور
في رأسي
فقد جعلت من رأسها قدرا والعالم ماء يفور بداخله واختارت الفعل المضارع "يفور "لتدلل لنا على الديمومة هذا وإن دل على شيء يدل على شدة الألم والقلق الفكري الذي تعانيه المبدعة فطنجرة عقلها فارت من أحداث العالم من حولها فهذا العقل لم يتحمل تلك الأحداث وتفجر بركانا وتؤكد لنا على الألم النفسي الذي سيطر على حروفها بقولها :
و أناملي حُبلى بالجمر
فالصورة إلى الآن مقترنة بالنار فاختيارها للألفاظ "يفور _جمر " تجعلنا أمام لوحة خلفيتها من ألوان النار المتمثلة في "يفور _الجمر " فهذه الجمرات المستعرة رسمت لنا لوحة بركانية تملكت من أنامل الكاتبة وحروفها "تتمدد " وجاء الفعل المضارع هنا موفقا من الكاتبة ليؤكد على حالة الانصهار ثم تفاجئنا الكاتبة بقولها :
تتمدد حروفي
كمركبة ورقية
على سطح ساخن
فكيف تتمدد الحروف كمركبة ورقية وكيف تحتفظ بحالتها على السطح الساخن وتعود بنا الكاتبة لننبش في ذكرياتنا حين كان يصمم لنا الأجداد المراكب الورقية غالبا من الورق الأبيض الناصع وكأنها تريد تلوين اللوحة البركانية ببراءة الطفولة ولكن هذه البراءة لاتستمر
فتمدد الحروف كالمركبة الورقية على سطح ساخن يجعلنا نعود لحالة الانصهار مرة أخرى وكأنها انتشلتنا من البراءة لنصطدم بواقعنا المرير وتؤكد لنا على اصطدام البراءة بالواقع في قولها :
يشهد
انكسار البراعم
على صخرة الدم
فهذه البراءة تشهد على انكسار البراعم لتؤكد لنا على انكسار البراءة للمرة الثانية على صخرة الدم التي ترمز للقهر والارهاب والغدر ونجد اللوحة تزداد قتامة حين ارتطم المتلقي بصخرة الدم فلا مفر من بركان الغدر ثم تمسك بريشتها وترسم لنا لوحة القلق النفسي حين تقول :
مازالت المحيطات أسفل ذاكرتي
تطعمني لـ حيتانها
و مازلت أنا
أنحت طلاسم " كليوباترا "
على معابد الورد
و في دمي زعافه
ولكي تدلل على ديمومة الألم وفقت في اختيار الفعل "مازال" الذي تكرر في قولها "مازالت _ومازلت فهذا الفعل الناقص يدل على الاستمرارية فالمحيطات تقبع أسفل ذاكرتها وهنا يتداخل اللون الأزرق مع ألوان اللوحة البركانية المتشحة بحمرة الجمر وحمرة الدم لكن هل أتي هذا اللون ليدلل على الهدوء ..لا بل جاء يحمل لنا صورة الغول الذي يسكن أسفل الذاكرة ويطعمها لحيتانه فقد حولها لقرابين لكي تهدأ ثورة المحيطات وتدلل على حيرتها بقولها "ومازلت أنا " وقرنت الفعل "بالأنا " لتقصر الألم على ذاتها وكأنها تتمركز حول ذاتها
تنحت أحاجي كليوباترا على معابد الورود فقد جعلت للورود معابدا وكأننا أمام المستحيل وكأنها تريد للمتلقي أن يشاركها حالة الألم والقلق الذي تعانيه في اقرار منها من عدم قدرة حروفها على تصويره لنا فكليوباترا بآلامها وغموضها في هذا النص تعد المعادل الموضوعي لآلام الكاتبة لذلك كان التناص بين دم الكاتبة المضمخ بالزعاف وكليوباترا التي تقول كتب التاريخ :إنها انتحرت بسم الأفعى ...
ثم تنتقل بنا إلى المساء وهنا يترك المساء أثر الظلمة والكآبة والعتمة حين خاطبيته قائلة :
لا شىء .. هذا المساء
إلا أنا .. و أنت
و رائحة البارود
لا شىء يجمعنا
إلا .. زحام الأسئلة
و غربة الأفكار
فنلاحط اكتظاط المشهد بالمساء ورائحة البارود وكأن البارود تحول للهواء الذي تتنفسه الكاتبة فكان المساء محملا بالأسئلة المزدحمة التي تكالبت على رأسها وهذا يترك في نفس المتلقي أثرا نفسيا يعانق فيه آلام الكاتبة التي تحيا حالة من الغربة مع أفكارها
ثم تنتقل بنا للوحة ثالثة تعود بنا للماضي وللجدة وقصصها ولكن هنا استخدمت الكاتبة لغة العتاب لجدتها حين قالت :
لم تخبرني جدتي
أن " الغولة " تُبعث
كلما نصبوا المشانق
للحروف
كلما تحولت الموائد
إلى منصة للعقاب
لم تعلمني
كيف أخنق قصائدي
عند كل صلاة
فخطأ الجدة يكمن في انها لم تخبرها ان الغولة "تبعث " واختيار الكاتبة للفعل تبعث موفقا
فالبعث يكون للموتى فالغولة الأسطورية تبعث حين تنصب المشانق للحروف وقد رمزت للرأي والحوار بالحروف وحولت حرفها لعدسة ترصد حال الحوار بيننا قي وقتنا الراهن حيث تتحول "الموائد" فالموائد دائما تجمع الأقارب والأصدقاء فكيف تحولت لمنصة عقاب وأرى تأثر الكاتبة بمهنتها كمحامية في اخيتيارها للفط "منصة " فكيف تحولت هذه الموائد لقاعة محكمة ويتحول الحوار لعقاب ؟!!! ثم ألقت باللوم على الجدة للمرة الثانية في قولها "لم تعلمني "" كيف أخنق قصائدي " ترمز به للرأي الحر
وأكدت على نقاء هذا الرأي حين ألحقت به قولها "عند كل صلاة " فالجدة هنا رمز
للحكمة والنقاء الذي لم يدنس برهاب الفكر لذلك تركت
الكاتبة
حافية أسير
إلى آخر ... الاشتعال
يرافقني التمرد
و
غريبة .. انصهر
تحت جدار ساخر
تسير حافية إلى آخر الاشتعال فكما بدأت قصيدتها باللغة البركانية (تفور _ الجمر)
تختمها بالاشتعال ولكن مع هذا الاشتعال وهذا الألم تصر على التمسك بوجهة نظرها ورمزت لذلك بلفظ "التمرد" وهذا التمرد جنت من وراءه الغربة التي جعلتها تنصهر تحت جدار ساخر
فهذه القصيدة أتت بلغة بركانية مضمخة بالألم النفسي والاتقاد الفكري الذي تعاني منه الكاتبة كلما حاولت تتأمل ما يحدث من حولها فنحن أمام قصيدة نثرية رسمت لنا لوحة لواقعنا المرير بكل ما يحمله من تناقضات فتلونت اللوحة بالدم وظهر النقاء بها كحبة خردل التهمته الغولة التي ترهب الفكر وتقطف الأرواح وتخضب الموائد بالغربة فالكاتبة هنا تعاني من الغربة المكانية والزمنية وأكدت لنا ان الغربة هي ملاذها الأخير وهي ليست اختيارا بل هي الملجأ الأخير حين يفور العقل ويعجز عن فك طلاسم الأحداث فالعزلة في سبيل الإيمان بالمباديء أفضل من امتطاء جواد النفاق
هذه قراءتي للقصيدة غاليتي منار ولولا أن العنوان "طلاسم كليوباترا "لأصبح النص مفتوحا للتأويل ويمكن اسقاطه على ما يحدث في وطننا العربي وكليوباترا حكمت مصر فقد أغلق النص على ما يحدث في مصرنا الحبيبة من وجهة نظري
نص موفق من مبدعة تستحق التقدير
تحياتي.
نجلاء نصير 30_1_2014
النص
طلاسم " كليوباترا "
العالم يفور
في رأسي
و أناملي حُبلى بالجمر
تتمدد حروفي
كمركبة ورقية
على سطح ساخن
يشهد
انكسار البراعم
على صخرة الدم
مازالت المحيطات أسفل ذاكرتي
تطعمني لـ حيتانها
و مازلت أنا
أنحت طلاسم " كليوباترا "
على معابد الورد
و في دمي زعافها
لا شىء .. هذا المساء
إلا أنا .. و أنت
و رائحة البارود
لا شىء يجمعنا
إلا .. زحام الأسئلة
و غربة الأفكار
لم تخبرني جدتي
أن " الغولة " تُبعث
كلما نصبوا المشانق
للحروف
كلما تحولت الموائد
إلى منصة للعقاب
لم تعلمني
كيف أخنق قصائدي
عند كل صلاة
حافية أسير
إلى آخر ... الاشتعال
يرافقني التمرد
و
غريبة .. انصهر
تحت جدار ساخر
من العنوان "طلاسم كليوباترا " الذي يعد المفتاح الذي يرسله المبدع للمتلقي ليفك شفرة النص
تطالعنا الكاتبة بأول كلمة في العنوان "طلاسم " فالطلاسم ترتبط بالغموض عند المتلقي فهذه الكلمة تعني
باليونانية الألغاز والأحاجي فهل نحن أمام النص "اللغز" والسؤال الذي يطرح نفسه لمن هذه الطلاسم
لكن مبدعتنا لا تتركنا مع هذه الحيرة حيث نسبت الطلاسم ل"كليوبترا " آخر الحكام البطالمة في مصر كليوباترا
السابعة التي تفوقت على من سبقوها في الذكاء والحصافة وكان من طموحاتها اعتلاء عرش مصر فحكمت مصر
واعتلت عرشها لمدة عشرين عاما (51_وحتى 30 ق .م)وربما الغموض الذي أحاط مقتلها بين انتحارها بسم الافعى
وبين مقتلها في كتب التاريخ هو ما جعل مبدعتنا تقرن الطلاسم بكليوباترا
ثم تبدأ النص بقولها
العالم يفور
في رأسي
فقد جعلت من رأسها قدرا والعالم ماء يفور بداخله واختارت الفعل المضارع "يفور "لتدلل لنا على الديمومة هذا وإن دل على شيء يدل على شدة الألم والقلق الفكري الذي تعانيه المبدعة فطنجرة عقلها فارت من أحداث العالم من حولها فهذا العقل لم يتحمل تلك الأحداث وتفجر بركانا وتؤكد لنا على الألم النفسي الذي سيطر على حروفها بقولها :
و أناملي حُبلى بالجمر
فالصورة إلى الآن مقترنة بالنار فاختيارها للألفاظ "يفور _جمر " تجعلنا أمام لوحة خلفيتها من ألوان النار المتمثلة في "يفور _الجمر " فهذه الجمرات المستعرة رسمت لنا لوحة بركانية تملكت من أنامل الكاتبة وحروفها "تتمدد " وجاء الفعل المضارع هنا موفقا من الكاتبة ليؤكد على حالة الانصهار ثم تفاجئنا الكاتبة بقولها :
تتمدد حروفي
كمركبة ورقية
على سطح ساخن
فكيف تتمدد الحروف كمركبة ورقية وكيف تحتفظ بحالتها على السطح الساخن وتعود بنا الكاتبة لننبش في ذكرياتنا حين كان يصمم لنا الأجداد المراكب الورقية غالبا من الورق الأبيض الناصع وكأنها تريد تلوين اللوحة البركانية ببراءة الطفولة ولكن هذه البراءة لاتستمر
فتمدد الحروف كالمركبة الورقية على سطح ساخن يجعلنا نعود لحالة الانصهار مرة أخرى وكأنها انتشلتنا من البراءة لنصطدم بواقعنا المرير وتؤكد لنا على اصطدام البراءة بالواقع في قولها :
يشهد
انكسار البراعم
على صخرة الدم
فهذه البراءة تشهد على انكسار البراعم لتؤكد لنا على انكسار البراءة للمرة الثانية على صخرة الدم التي ترمز للقهر والارهاب والغدر ونجد اللوحة تزداد قتامة حين ارتطم المتلقي بصخرة الدم فلا مفر من بركان الغدر ثم تمسك بريشتها وترسم لنا لوحة القلق النفسي حين تقول :
مازالت المحيطات أسفل ذاكرتي
تطعمني لـ حيتانها
و مازلت أنا
أنحت طلاسم " كليوباترا "
على معابد الورد
و في دمي زعافه
ولكي تدلل على ديمومة الألم وفقت في اختيار الفعل "مازال" الذي تكرر في قولها "مازالت _ومازلت فهذا الفعل الناقص يدل على الاستمرارية فالمحيطات تقبع أسفل ذاكرتها وهنا يتداخل اللون الأزرق مع ألوان اللوحة البركانية المتشحة بحمرة الجمر وحمرة الدم لكن هل أتي هذا اللون ليدلل على الهدوء ..لا بل جاء يحمل لنا صورة الغول الذي يسكن أسفل الذاكرة ويطعمها لحيتانه فقد حولها لقرابين لكي تهدأ ثورة المحيطات وتدلل على حيرتها بقولها "ومازلت أنا " وقرنت الفعل "بالأنا " لتقصر الألم على ذاتها وكأنها تتمركز حول ذاتها
تنحت أحاجي كليوباترا على معابد الورود فقد جعلت للورود معابدا وكأننا أمام المستحيل وكأنها تريد للمتلقي أن يشاركها حالة الألم والقلق الذي تعانيه في اقرار منها من عدم قدرة حروفها على تصويره لنا فكليوباترا بآلامها وغموضها في هذا النص تعد المعادل الموضوعي لآلام الكاتبة لذلك كان التناص بين دم الكاتبة المضمخ بالزعاف وكليوباترا التي تقول كتب التاريخ :إنها انتحرت بسم الأفعى ...
ثم تنتقل بنا إلى المساء وهنا يترك المساء أثر الظلمة والكآبة والعتمة حين خاطبيته قائلة :
لا شىء .. هذا المساء
إلا أنا .. و أنت
و رائحة البارود
لا شىء يجمعنا
إلا .. زحام الأسئلة
و غربة الأفكار
فنلاحط اكتظاط المشهد بالمساء ورائحة البارود وكأن البارود تحول للهواء الذي تتنفسه الكاتبة فكان المساء محملا بالأسئلة المزدحمة التي تكالبت على رأسها وهذا يترك في نفس المتلقي أثرا نفسيا يعانق فيه آلام الكاتبة التي تحيا حالة من الغربة مع أفكارها
ثم تنتقل بنا للوحة ثالثة تعود بنا للماضي وللجدة وقصصها ولكن هنا استخدمت الكاتبة لغة العتاب لجدتها حين قالت :
لم تخبرني جدتي
أن " الغولة " تُبعث
كلما نصبوا المشانق
للحروف
كلما تحولت الموائد
إلى منصة للعقاب
لم تعلمني
كيف أخنق قصائدي
عند كل صلاة
فخطأ الجدة يكمن في انها لم تخبرها ان الغولة "تبعث " واختيار الكاتبة للفعل تبعث موفقا
فالبعث يكون للموتى فالغولة الأسطورية تبعث حين تنصب المشانق للحروف وقد رمزت للرأي والحوار بالحروف وحولت حرفها لعدسة ترصد حال الحوار بيننا قي وقتنا الراهن حيث تتحول "الموائد" فالموائد دائما تجمع الأقارب والأصدقاء فكيف تحولت لمنصة عقاب وأرى تأثر الكاتبة بمهنتها كمحامية في اخيتيارها للفط "منصة " فكيف تحولت هذه الموائد لقاعة محكمة ويتحول الحوار لعقاب ؟!!! ثم ألقت باللوم على الجدة للمرة الثانية في قولها "لم تعلمني "" كيف أخنق قصائدي " ترمز به للرأي الحر
وأكدت على نقاء هذا الرأي حين ألحقت به قولها "عند كل صلاة " فالجدة هنا رمز
للحكمة والنقاء الذي لم يدنس برهاب الفكر لذلك تركت
الكاتبة
حافية أسير
إلى آخر ... الاشتعال
يرافقني التمرد
و
غريبة .. انصهر
تحت جدار ساخر
تسير حافية إلى آخر الاشتعال فكما بدأت قصيدتها باللغة البركانية (تفور _ الجمر)
تختمها بالاشتعال ولكن مع هذا الاشتعال وهذا الألم تصر على التمسك بوجهة نظرها ورمزت لذلك بلفظ "التمرد" وهذا التمرد جنت من وراءه الغربة التي جعلتها تنصهر تحت جدار ساخر
فهذه القصيدة أتت بلغة بركانية مضمخة بالألم النفسي والاتقاد الفكري الذي تعاني منه الكاتبة كلما حاولت تتأمل ما يحدث من حولها فنحن أمام قصيدة نثرية رسمت لنا لوحة لواقعنا المرير بكل ما يحمله من تناقضات فتلونت اللوحة بالدم وظهر النقاء بها كحبة خردل التهمته الغولة التي ترهب الفكر وتقطف الأرواح وتخضب الموائد بالغربة فالكاتبة هنا تعاني من الغربة المكانية والزمنية وأكدت لنا ان الغربة هي ملاذها الأخير وهي ليست اختيارا بل هي الملجأ الأخير حين يفور العقل ويعجز عن فك طلاسم الأحداث فالعزلة في سبيل الإيمان بالمباديء أفضل من امتطاء جواد النفاق
هذه قراءتي للقصيدة غاليتي منار ولولا أن العنوان "طلاسم كليوباترا "لأصبح النص مفتوحا للتأويل ويمكن اسقاطه على ما يحدث في وطننا العربي وكليوباترا حكمت مصر فقد أغلق النص على ما يحدث في مصرنا الحبيبة من وجهة نظري
نص موفق من مبدعة تستحق التقدير
تحياتي.
نجلاء نصير 30_1_2014
تعليق