البحث عن الشوق

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمود قباجة
    أديب وكاتب
    • 22-07-2013
    • 1308

    البحث عن الشوق


    تفتحت الأزهار في ربيعها ، تعانق قطرات الندى و انتشر العبير
    يحمله النسيم و سار به بين الأنفاس .
    تركت بصمتها و وشمت خاصرته و تمادت في نثر
    ( البرفان) ، و أصبحت هائمة بالسحر الجميل .

    تناقلت الأخبار و تبددت النبوءات ، فلا عصمة لأحد
    خرج يبحث عن سنابل البستان ليقطف من حباتها لتشبع له نفسا ترامت بين طيات الهوى .
    تآكلت مقلة العين و تهاوت الدمعات ، تتلظي باللجين
    و تشتعل العيدان بالنار .
    ينظر بإتجاه النور الذي سكن خدرا في عمق النفس
    و نسج من العشق خيوطه اللازوردية التي نسج منها الرداء .

    دورة الحياة تتجدد و يعود الربيع من جديد و الأزهار
    لا تكل من معانقة الحسون وسماع اللحن الجميل .

    فهو في حالة إدمان اسطوري بالموبقات التي
    تؤدي الى سوء التقدير
    كانت في وضع بهي تحتفظ بالشوق
    فهي من الحيطة و الحذر ، فتعلمت من الحياة دروسا و عبر ،
    فما يعطى بسهولة يفقد بسهولة
    اقترب منها كعادته حاول أن يشم رائحة الشوق مقتربا من ناصيتها فلم يجده ،
    توسل مرارا فصفعته بمنديلها المخملي على الجبين
    فعاد القهقرى ،
    و لكن مازال في النفس رغبة للعودة ثانيه و تكرر الصفع من جديد .
    فلم تنجح الحيل و المراوغات , فهي شامخة أبية كالجبال
    جن الجنون فراودته نفسه بالعبث بخيطها المتين
    أيفتك بها و يحرمها الحياة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    أم يتلاعب بجمالها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    إنها الحب الذي ارتسم في الذاكرة
    يجمع من الخصال ما لم يتواجد في غيره .

    عاد أدراجه و الدمعات تفيض من العينين
    فبقاء الصورة الجميلة في ذاكرته تفوق أي جرح قد يسببه الإحتضان أو
    استنشاق العبير و البرفان .

    تمر السنون و هو مازال يشدو ليوم يجمعه بصاحبة ملكت منه القلب
    و المشاعر رهينة تتقد ككوكب دري يضاء بروح الحياة.

    خرج ذات يوم متنكرا ، يحمل أكاليل الورد ، و اقترب من الخدر
    المزعوم يبحث عن ضالته
    بين أشجار الزيتون و عروش الأعناب
    و الشوق بإزدياد ، و لكن تناسى أن
    هناك شوق متبادل بالخفاء .

    وهن أصاب الجسد ، و لا يقوى على الحراك
    اقتربت الخطى و تحسس الأخبار
    و كانت كالصاعقة تباغت العقل
    فالدافعية تزداد لرؤية من سكنت في خدر الشوق
    فطرق الباب متمسمرا
    ينتظر من يفتح الباب و يرد السلام
    فجأة فتحت الباب بهدوء ، وظهرت مضيئة الوجه ناثرة الشعر
    فهي تشبه بدرا اكتمل
    فوجئ بما رأى
    و سأل نفسه ماذا حدث لهذه الفتاة ؟
    كانت زهرة برية تتسم بنقاء الخلقة
    و عبيرها فواح كالنرجس
    اقترب و لكن مازال يتذكر الصفعات
    من المنديل المخملي
    و لكن تغيرت الأحوال
    بدأت الدموع تندف كحبات الثلج
    مسك بيدها و تمتم ببعض الكلمات
    و ردت عليه بمثلها
    و كأن القدر ينتظر عودة تجمعهما من جديد


  • عبد السلام هلالي
    أديب وقاص
    • 09-11-2012
    • 426

    #2
    و انا أقرأ هذا البوح الشفيف، المنسوج بخيوط الكلمات الرومانسية الحالمة، ظل السؤال يلازمني:
    هل أقرأ قصة قصيرة أم خاطرة؟ أم هما معا.
    قد يكون سبب هذا اللبس أن النص مال بعض الشيء إلى أسلوب الخاطرة و البوح الذاتي بعيدا عن البناء القصصي. لكني أفضل ترك الامر عند "ربما".
    و لن أجازف بتصنيف أو جواب قاطع قد يكون مجانبا للصواب.
    أشيد مرة أخرى باللغة الجميلة.
    تحيتي
    التعديل الأخير تم بواسطة عبد السلام هلالي; الساعة 02-02-2014, 12:02.
    كلمتك تعمر بعدك دهرا، فاحرص أن تكون صدقتك الجارية

    تعليق

    • الحمصي مصطفى
      أديب وكاتب
      • 23-01-2014
      • 219

      #3
      سرد جميل تهنا بين طياته بين الوردود وأكاليل الربيع العابقة بالعطر ورائحة الزيزفون التي اكتنفت الحرف هذا الحرف المرصع بالماس والـ اعتاد أن يثملنا بانهماره العذب والدفيء فشكراً لشاعرنا الراقي محمود قباجة على هذا العزف الذي حملنا معه إلى السحاب ..


      كل الود

      تعليق

      • محمود قباجة
        أديب وكاتب
        • 22-07-2013
        • 1308

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة عبد السلام هلالي مشاهدة المشاركة
        و انا أقرأ هذا البوح الشفيف، المنسوج بخيوط الكلمات الرومانسية الحالمة، ظل السؤال يلازمني:
        هل أقرأ قصة قصيرة أم خاطرة؟ أم هما معا.
        قد يكون سبب هذا اللبس أن النص مال بعض الشيء إلى أسلوب الخاطرة و البوح الذاتي بعيدا عن البناء القصصي. لكني أفضل ترك الامر عند "ربما".
        و لن أجازف بتصنيف أو جواب قاطع قد يكون مجانبا للصواب.
        أشيد مرة أخرى باللغة الجميلة.
        تحيتي
        القدير الهلالي


        صدقا سعيد بردك
        رأيك اعتز به بخصوص النص
        لك مني اجمل باقة فواحة من الورد


        دمت بخير

        تقديري

        تعليق

        • محمد الشرادي
          أديب وكاتب
          • 24-04-2013
          • 651

          #5
          أهلا أخي قباجة
          نص جمع بين النثر و الشعر فاستحق بحق اسم الأقصودة.
          أقصودة تنساب كشلال من المتعة.
          تحياتي

          تعليق

          • محمود عودة
            أديب وكاتب
            • 04-12-2013
            • 398

            #6
            عشت لحظات داخل بستان الزهور استنشق عبيرها الفواح متنقلا بين اشجار السرو والسنديان بلغتك الرائعة التي شدتني لآخر حرف فلم اميز النص اهو قصة قصيرة ام قصيدة شعرية حالمة .. ابدعت
            مودتي وتحياتي
            التعديل الأخير تم بواسطة محمود عودة; الساعة 02-02-2014, 22:34.

            تعليق

            • محمود قباجة
              أديب وكاتب
              • 22-07-2013
              • 1308

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة الحمصي مصطفى مشاهدة المشاركة
              سرد جميل تهنا بين طياته بين الوردود وأكاليل الربيع العابقة بالعطر ورائحة الزيزفون التي اكتنفت الحرف هذا الحرف المرصع بالماس والـ اعتاد أن يثملنا بانهماره العذب والدفيء فشكراً لشاعرنا الراقي محمود قباجة على هذا العزف الذي حملنا معه إلى السحاب ..


              كل الود

              قراءة في العمق اخي الحمصي

              فقراءتك مميزه ينهمر منها الشهد

              اشكرك على رأيك بنصنا و ما اثريت به كلماتنا المتواضعة

              صدقا أعتز بوجودك دوما بين الحروف



              دمت بخير
              تقديري

              تعليق

              • محمود قباجة
                أديب وكاتب
                • 22-07-2013
                • 1308

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة محمد الشرادي مشاهدة المشاركة
                أهلا أخي قباجة
                نص جمع بين النثر و الشعر فاستحق بحق اسم الأقصودة.
                أقصودة تنساب كشلال من المتعة.
                تحياتي

                اخي محمد اشكرك على تصنيف النص
                ردك يسعدنا و يثرينا

                دمت بخير
                تقديري

                تعليق

                • محمود قباجة
                  أديب وكاتب
                  • 22-07-2013
                  • 1308

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة محمود عودة مشاهدة المشاركة
                  عشت لحظات داخل بستان الزهور استنشق عبيرها الفواح متنقلا بين اشجار السرو والسنديان بلغتك الرائعة التي شدتني لآخر حرف فلم اميز النص اهو قصة قصيرة ام قصيدة شعرية حالمة .. ابدعت
                  مودتي وتحياتي
                  القدير محمود عودة
                  لك مني جزيل الشكر على تواصلك و قراءة النص
                  ردك بمثابة شهادة نفتخر بها

                  دمت بخير
                  تقديري

                  تعليق

                  • محمود قباجة
                    أديب وكاتب
                    • 22-07-2013
                    • 1308

                    #10
                    اشكر الجميع

                    تعليق

                    يعمل...
                    X