تفتحت الأزهار في ربيعها ، تعانق قطرات الندى و انتشر العبير
يحمله النسيم و سار به بين الأنفاس .
تركت بصمتها و وشمت خاصرته و تمادت في نثر
( البرفان) ، و أصبحت هائمة بالسحر الجميل .
تناقلت الأخبار و تبددت النبوءات ، فلا عصمة لأحد
خرج يبحث عن سنابل البستان ليقطف من حباتها لتشبع له نفسا ترامت بين طيات الهوى .
تآكلت مقلة العين و تهاوت الدمعات ، تتلظي باللجين
و تشتعل العيدان بالنار .
ينظر بإتجاه النور الذي سكن خدرا في عمق النفس
و نسج من العشق خيوطه اللازوردية التي نسج منها الرداء .
دورة الحياة تتجدد و يعود الربيع من جديد و الأزهار
لا تكل من معانقة الحسون وسماع اللحن الجميل .
فهو في حالة إدمان اسطوري بالموبقات التي
تؤدي الى سوء التقدير
كانت في وضع بهي تحتفظ بالشوق
فهي من الحيطة و الحذر ، فتعلمت من الحياة دروسا و عبر ،
فما يعطى بسهولة يفقد بسهولة
اقترب منها كعادته حاول أن يشم رائحة الشوق مقتربا من ناصيتها فلم يجده ،
توسل مرارا فصفعته بمنديلها المخملي على الجبين
فعاد القهقرى ،
و لكن مازال في النفس رغبة للعودة ثانيه و تكرر الصفع من جديد .
فلم تنجح الحيل و المراوغات , فهي شامخة أبية كالجبال
جن الجنون فراودته نفسه بالعبث بخيطها المتين
أيفتك بها و يحرمها الحياة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أم يتلاعب بجمالها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
إنها الحب الذي ارتسم في الذاكرة
يجمع من الخصال ما لم يتواجد في غيره .
عاد أدراجه و الدمعات تفيض من العينين
فبقاء الصورة الجميلة في ذاكرته تفوق أي جرح قد يسببه الإحتضان أو
استنشاق العبير و البرفان .
تمر السنون و هو مازال يشدو ليوم يجمعه بصاحبة ملكت منه القلب
و المشاعر رهينة تتقد ككوكب دري يضاء بروح الحياة.
خرج ذات يوم متنكرا ، يحمل أكاليل الورد ، و اقترب من الخدر
المزعوم يبحث عن ضالته
بين أشجار الزيتون و عروش الأعناب
و الشوق بإزدياد ، و لكن تناسى أن
هناك شوق متبادل بالخفاء .
وهن أصاب الجسد ، و لا يقوى على الحراك
اقتربت الخطى و تحسس الأخبار
و كانت كالصاعقة تباغت العقل
فالدافعية تزداد لرؤية من سكنت في خدر الشوق
فطرق الباب متمسمرا
ينتظر من يفتح الباب و يرد السلام
فجأة فتحت الباب بهدوء ، وظهرت مضيئة الوجه ناثرة الشعر
فهي تشبه بدرا اكتمل
فوجئ بما رأى
و سأل نفسه ماذا حدث لهذه الفتاة ؟
كانت زهرة برية تتسم بنقاء الخلقة
و عبيرها فواح كالنرجس
اقترب و لكن مازال يتذكر الصفعات
من المنديل المخملي
و لكن تغيرت الأحوال
بدأت الدموع تندف كحبات الثلج
مسك بيدها و تمتم ببعض الكلمات
و ردت عليه بمثلها
و كأن القدر ينتظر عودة تجمعهما من جديد
تعليق