زحام

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • زياد هديب
    عضو الملتقى
    • 17-09-2010
    • 800

    زحام

    البحر آلهةٌ من دوار
    يلدُ غيوماً كلما أعلنت الشَّمسُ المخاض
    في طلل الريح لا صفير
    على سجادة من قمح
    يصلي الصيف
    أكبُرُ كلما صَغُرَ الرِّداء
    تبيع الجواري الأغاني
    على طبق من نهدين فاجرين
    يقضم الليل أطرافنا البائتة
    حتى نتبين الأسود من أبيضَ نحلُمُ به
    الجريدة التي تعرف درجة حرارة الإبط
    يثيرها الصَّبيُّ المنكبُّ على حذاء
    يجمع أوساخ الرصيف
    يمد يده ....حين يترجل الحذاء عن صندوق الخشب الفاصل بين الطبقات
    أنت على الهواء
    في انتظار فاصل آخر
    الخوف وحده دليل الخطوة ما قبل مرآة مظلمة
    أنت على الهباء
    لا تنتصف الشمس بين ضلوعك النائمة تحت الجلد
    أعرف أن فائض الكلام ليس شعرا
    لكنه استرخاء
    ضروري
    إذا ما وقف الشعر على نافذة الناي....غريباً
    الترف المندفع من بوابة الشتاء
    لا يكفي لمدفأة خاوية
    اقرأ جريدتك
    ربما يشير المارة اليك
    كأنك فاصلة تقف منتظرة الحروف
    ابتسم لكل العابرين
    كرصيف غابر لا يصلح أن يكون وطنا
    الترجمة في هذه الحال
    تنقلك الى الهواء
    كالدخان
    فابتسم مرة أخرى
    لكاميرا تجدف بين صرختين
    لأمك
    وثديها المنهك
    انتظر
    ها هنا ولدتَ
    بين صخرتين فرتا من طود
    هما
    شاهدا قبر مليء بالكلام
    هناك شعر لم نقله بعد
  • بسباس عبدالرزاق
    أديب وكاتب
    • 01-09-2012
    • 2008

    #2
    تبيع الجواري الأغاني
    على طبق من نهدين فاجرين
    يقضم الليل أطرافنا البائتة
    حتى نتبين الأسود من من أبيض نحلم به
    الجريدة التي تعرف درجة حرارة الإبط
    يثيرها الصَّبيُّ المنكبُّ على حذاء
    يجمع أوساخ الرصيف
    يمد يده ....حين يترجل الحذاء عن صندوق الخشب الفاصل بين الطبقات
    أنت على الهواء
    في انتظار فاصل آخر
    الخوف وحده دليل الخطوة ما قبل مرآة مظلمة
    أنت على الهباء
    لا تنتصف الشمس بين ضلوعك النائمة تحت الجلد



    ..............

    نص قوي و عميق
    يبتلع القاريء بقوة
    يجبره على المكوث على جنبات النثرية الحداثية

    هذا الزحام
    و تلك الإلتقاطة الجميلة للحظة العبور بين المارة
    إنها لحظة تختصر الكثير و أعجبني كيف غصت في الصورة و جعلتها
    قصة لها بعد آخر
    فأنت لم تكتفي بحالة الصبي الذي تتعاطف معه الجرائد
    و هذا البحر المائج لا يعيره انتباها
    فهو لايصلح ليكون وطنا
    بل مجرد رصيف يتآكل

    مثل الفن أو الرسم التشكيلي شكلت لوحة مستعصية على ذوي القلوب المتحجرة


    تقديري و محبتي استاذ زياد هديب
    السؤال مصباح عنيد
    لذلك أقرأ ليلا .. حتى أرى الأزقة بكلابها وقمامتها

    تعليق

    • محمد الدمشقي
      أديب وكاتب
      • 31-01-2014
      • 673

      #3
      لوحة فنية أدبية راقية
      فيها جنون الشعر
      قوة الأسلوب
      عمق المعاني و الرموز و الإسقاطات
      مع استرسال حداثي بديع
      شكرا يا مبدع
      المكوث هنا مفيد جدا
      كلا إن معي ربي سيهدين

      تعليق

      • آمال محمد
        رئيس ملتقى قصيدة النثر
        • 19-08-2011
        • 4507

        #4
        .
        .

        أكبُرُ كلما صَغُرَ الرِّداء

        وحدها قصيدة
        كم بنت من معان بدقيق مدهش الوصف
        قالت ما تريد بحنكة شاعر
        وفصل عالم

        القصيدة .. بحر يغرق قارئه في جماليات تصويره
        كانت تصعد من فكرة بسيطة وتمسك الأرض وتنفضها
        وتحصدها كالقمح

        بدء من وجه الصبي الجالس على جنب الرصيف يحاول أن يفهم جوعه
        وحتى الشمس التي نامت على الظلم بين ضلوعك
        إلى فاصلة قارئة ساخرة تلقي بثقلها بين العبارة وبين القلب

        حقيقة تغيرت نكهة صباحي بهذه القراءة


        شكرا ... ولا تكفي


        تثبت

        تعليق

        • مالكة حبرشيد
          رئيس ملتقى فرعي
          • 28-03-2011
          • 4544

          #5
          أعرف أن فائض الكلام ليس شعرا
          لكنه استرخاء
          ضروري
          إذا ما وقف الشعر على نافذة الناي....غريباً
          الترف المندفع من بوابة الشتاء
          لا يكفي لمدفأة خاوية
          اقرأ جريدتك
          ربما يشير المارة اليك
          كأنك فاصلة تقف منتظرة الحروف


          لم ألحظ يوما حدا فاصلا
          بين المقدمات الغزلية
          الآيلة للسقوط
          وخواتم الشعر
          الغارقة في أوهام
          الجنات الموعودة
          أيهما أقوى =
          مقدمة مطرزة بنجوى؟
          أو خاتمة اغتال الترميز أبعادها
          لم يسمح لعبدة القصيد
          دخول مملكة التأويل
          كيما يكون ختم البيان
          سجدة خاسرة
          مهمازا تسمر
          في حنجرة التسبيحة الأخيرة؟


          كل علامات الترقيم جامدة
          مادامت النصوص رجس
          لا يستسيغه الوعي المحموم


          كل الشكر على نص يساعد على فك
          عقدة الشعر لنغادر رصيف الضياع
          نحو محطة يكون فيها القهر اكثر رقة

          تعليق

          • ربيع عقب الباب
            مستشار أدبي
            طائر النورس
            • 29-07-2008
            • 25792

            #6
            ترنح شاد
            بين طقطقة الصدر
            و الرصيف السابح في الظلمة
            بقايا ما خلفت رشفة الدفء
            في شتاء العمر
            حفر ضوئية ..
            تطارد تلافيف المدن القديمة
            و المدن التي قدت جلابيبها
            على نواصي الأمراء
            لا شيء .. سوى الفراغ
            يلتبس بقبضة تلقي بفارغ الوهم
            على امتداد خط الزوبعة الآنية
            في الزجاجة رشفة شاردة
            فـ رشّ الرصيف ببعضها
            ليتثاءب قليلا !

            كان الزحام بعض قمح زياد
            وهاقد أوتيت أكلي على عينيك !

            محبتي


            sigpic

            تعليق

            • محمد مثقال الخضور
              مشرف
              مستشار قصيدة النثر
              • 24-08-2010
              • 5517

              #7
              نص ساحر .. كالزحام
              كالأشياء التي تتراكم قبل علامات التعجب
              وكاللغة حين تكون متعبة

              نقرؤك .. فنتعلم الكثير
              أستاذنا الجميل الجليل
              محبتي

              تعليق

              • مهيار الفراتي
                أديب وكاتب
                • 20-08-2012
                • 1764

                #8
                لقطة اصطادتها عدسة الشعر باحتراف
                كان التصوير بارعا إلى الحد الذي أحاط بالمشهد داخلا و خارجا
                شارع الحياة و ماسح الأحذية و الجريدة و العدسة
                أتوقع أنه تمت الاستفادة التامة من كل عناصر الصورة
                لخدمة النثر الذي لم يقف عند الأخيرة بل تجاوزها
                ببصيرة العارف و تأمل الحكيم
                الشاعر الشاعر أديبنا القدير
                زياد هديب
                بوركت و دمت بخير
                أسوريّا الحبيبة ضيعوك
                وألقى فيك نطفته الشقاء
                أسوريّا الحبيبة كم سنبكي
                عليك و هل سينفعك البكاء
                إذا هب الحنين على ابن قلب
                فما لحريق صبوته انطفاء
                وإن أدمت نصال الوجد روحا
                فما لجراح غربتها شفاء​

                تعليق

                • ركاد حسن خليل
                  أديب وكاتب
                  • 18-05-2008
                  • 5145

                  #9
                  الأستاذ الرائع زياد هديب
                  رأيتك في النص تسبح في بحرك اللغوي وترتب لنا موجاته.. فاستقامت شعرا نابضًا وحسًّا مثقلاً بصورٍ تحكي انشغالات روحك
                  تحياتي لك وتقديري لقلمك
                  مودتي
                  ركاد أبو الحسن


                  تعليق

                  يعمل...
                  X