رصاصات حياة ........ قصة قلم وألم
في الريف الجزائري حيث مواويل الرونق والبهاء تغنى كل يوم بإمتزاج مشاهد الطبيعة العذراء بالهدوء الآسر لتشكلا معا صورة تجبر بسمات الربيع على الركوع ، والإستماع فقط لمعزوفة بديعة وتراتيل جنة غناء فوق الأرض ،في الريف الشمس لو انطقها الله لأرادت البقاء طول الدهر مشرقة فيه وأبت الشروق في باقي البقاع وإمتنعت أيضا عن ترك مكانها لليل يبسط رداءه الأسود .
رغم أن هذه سنة الحياة في يوم ربيعي من عام 1970 حين بدأت الشمس ترسل اوتار أشعتها ،سُمعت صرخة طفل رأى النور في بيت بإحدى دشرات الريف الجزائري . كانت فرحة كبيرة لعمي الغوثي بعد أن رزقه الله بطفل بعد أربع بنات طفل سيحمل إسمه ويخلده أسماه ياسين
في الريف الجزائري حيث مواويل الرونق والبهاء تغنى كل يوم بإمتزاج مشاهد الطبيعة العذراء بالهدوء الآسر لتشكلا معا صورة تجبر بسمات الربيع على الركوع ، والإستماع فقط لمعزوفة بديعة وتراتيل جنة غناء فوق الأرض ،في الريف الشمس لو انطقها الله لأرادت البقاء طول الدهر مشرقة فيه وأبت الشروق في باقي البقاع وإمتنعت أيضا عن ترك مكانها لليل يبسط رداءه الأسود .
رغم أن هذه سنة الحياة في يوم ربيعي من عام 1970 حين بدأت الشمس ترسل اوتار أشعتها ،سُمعت صرخة طفل رأى النور في بيت بإحدى دشرات الريف الجزائري . كانت فرحة كبيرة لعمي الغوثي بعد أن رزقه الله بطفل بعد أربع بنات طفل سيحمل إسمه ويخلده أسماه ياسين
أقيم عرس كبير وفرح ناس القرية لسبعة أيام بلياليها . تعلق قلب عمي الغوثي بياسين علمه كل شيء ركوب الخيل، الرعي، الرجولة ..... زرع فيه روحه المجاهدة حتى أصبح فتى وجه السماء الأزرق ملخص في وجنتيه يغني مع الشمس حين تشرق ويحاكي اوتار القمر في الليل، ظهرت علامات النبوغ منذ صغره حيث إنبهر لذكائه شيخ الزاوية التي حفظ فيها القرآن وقال لوالده {ياسي الغوثي بالبركة على وليدك راح يكون عندو شان كبير }
بقيت هذه الكلمات راسخة في ذهن عمي الغوثي حتى حاز ياسين على شهادة البكالوريا بأعلى معدل في ولايته وإنتقل لدراسة الصحافة حلم حياته وفتحت له الجامعة أبوابها على مصراعيها وحان موعد فراق الأب والأخوات لملم ببطء حقيبته وحاول ان يكتم دموعه ثم ودع اخواته في البيت وذهب مع والده لمحطة القطار وقبل ركوبه إستدار ياسين وعانق والده بحرارة شديدة لتنهمر دموع الأب ويطأطئ رأسه .قبله ياسين في جبينه وقال له
-ماتبكيش أرفع راسك يابا رايح نقرا باش نعيشك انت وخياتي احسن عيشة
ومرت الأعوام مر السحاب والشاب ياسين ينال المدح والإعجاب الكل أصبح يحبه حتى تخرج ونال شهادة بتقدير ممتاز وبدأ العمل بصحيفة في العاصمة وفي ذلك الوقت الجماعات الإرهابية لاتعرف شيئا إلا الذبح والقتل
وكان ياسين يعمل بكد حتى ذاع صيته كإعلامي شاب مكافح عمل بجهد حتى رقاه رئيس التحرير ومنح له عمودا يوميا أسماه بريق أمل كانت مهمته زرع الورود في كل البقاع ومكافحة رصاصات الإرهابيين برصاصة قلم
.وحين زار منزل والده للإطمئنان عليه بعد مدة من الغياب فكانت المفاجأة القاسمة للظهر وجد والده مذبوحا في بيته وعلقت ورقة على الخزانة كتب فيها سيكون دورك في المرة القادمة إن لم تتوقف عن كتابة العمود مزق ياسين الورقة بغضب وعزم ان يزيد في شدة كلماته إنتقاما لوالده وحين سار في جنازته كتم غيظه وحزنه ولم يظهر اي دمعة
وفي غد ذلك اليوم كتب ياسين { تبا لإسلام تتشدقون به، احيانا أسأل نفسي أين إسلام الجماعات المتطرف الإرهابية من إسلام عبد الحميد بن باديس والأمير عبد القادة والبشير الإبراهيمي وغيرهم من الشيوخ الأجلاء فتبا مرة أخرى لإسلام يجبرك على ان تقتل اخاك وتترك عدو دينك }
نصح رئيس التحرير ياسين بإلغاء المقال ولكنه أبى.. عزم على قصف الإرهابيين عبر عموده كان للعمود صدى كبير وأصبح إسم ياسين أيت احمد على كل لسان
حتى جاء ذلك اليوم اشرقت الشمس مضطربة وغربت حزينة وبسط الليل رداءه الكئيب الأسود وإنتشرت الغربان
أغتيل ياسين في إحدى ليالي الخريف الباهت وأطلق عليه الإرهابيون رصاصات حياة لم تقتله وإنما خلدته في قلوب جميع الجزائريين.
.وحين زار منزل والده للإطمئنان عليه بعد مدة من الغياب فكانت المفاجأة القاسمة للظهر وجد والده مذبوحا في بيته وعلقت ورقة على الخزانة كتب فيها سيكون دورك في المرة القادمة إن لم تتوقف عن كتابة العمود مزق ياسين الورقة بغضب وعزم ان يزيد في شدة كلماته إنتقاما لوالده وحين سار في جنازته كتم غيظه وحزنه ولم يظهر اي دمعة
وفي غد ذلك اليوم كتب ياسين { تبا لإسلام تتشدقون به، احيانا أسأل نفسي أين إسلام الجماعات المتطرف الإرهابية من إسلام عبد الحميد بن باديس والأمير عبد القادة والبشير الإبراهيمي وغيرهم من الشيوخ الأجلاء فتبا مرة أخرى لإسلام يجبرك على ان تقتل اخاك وتترك عدو دينك }
نصح رئيس التحرير ياسين بإلغاء المقال ولكنه أبى.. عزم على قصف الإرهابيين عبر عموده كان للعمود صدى كبير وأصبح إسم ياسين أيت احمد على كل لسان
حتى جاء ذلك اليوم اشرقت الشمس مضطربة وغربت حزينة وبسط الليل رداءه الكئيب الأسود وإنتشرت الغربان
أغتيل ياسين في إحدى ليالي الخريف الباهت وأطلق عليه الإرهابيون رصاصات حياة لم تقتله وإنما خلدته في قلوب جميع الجزائريين.
تعليق