لم أستطع تحديد مكاني جيدا، الذي أعرفه أنني بداخل حلم مزعج، أصرخ مستنجدا بزوجتي لتوقظني، و لكن صوتي لا يستطيع مغادرة حنجرتي، كأنني في وعاء زجاجي، و ربما الفراغ يفصلني عنها.
أقف على رجليَّ و ألكزها:
-هياّ أيقظيني، إنّني أتألّم.
أحسّ بتنميل في كافّة جسدي، لا..هناك من يحاول خنقي، أواصل الحلم رغما عنّي، يرفع عنّي يديه، يزول الألم رويدا، لكنّه الآن يحمل السّياط و يجلدني:
-أنتِ، عندما أستيقظ سأجلدك.
تبدو راضية أشدّ الرّضا، و كأنّها الشّماتة في عينيها. أحلف لها بأنّني لن أهملها بعد اليوم و أكثر من ذلك سأستمع لجميع حماقاتها، لا ..بل سأشتري لها هدية تليق بعينيها، و سنتحدّث قبل النّوم طويلا.
همست لنفسي: خاصّة اللّيلة، لن أجرؤ، طبعا لابدّ أن أخلّص نفسي من الألم، سأكذب لو تطلّب الأمر.
أردّد آية الكرسيّ و كلّ الأذكار، و لكنّه لم يتوقف، يواصل الضّرب، بل يتفاقم الوضع، مع الشّعور بآلاف الإبر تخزني، في رأسي ،في يديّ ورجليّ، للأحلام طريقة غريبة في الإخراج،يغيّر المخرج المشهد تماما، مباشرة أمام تلّة عالية، دون إنذار.. نباح كلب خلفي.
كلب، ما هذا الحلم!؟ حتّى في الحلم أنا مطارد.
ألوذ بالفرار، أتعثّر و تتداخل خطواتي ، فأسقط.. أدركت عجزي عن الرّكض، لابدّ أن أزحف. أزحف ببطء شديد، نحو القمّة مثل سلحفاة معوقة. التلّة تصبح شاهقة جدّا، تبالغ في انحدارها حتّى أصبحت قائمة، لأتسلّق الجدار الآن.
لم أستطع التّمسّك جيّدا، أنزلق، إنها النّهاية و لا شكّ، و في محاولة منّي لمباغتة الحلم أتصوّر أنّني في قصر كبير و مملوء بالجواري، نعم هكذا الأحلام.
الآن لابدّ أن أوغل صدرها.
-موتي بغيضك الآن.
لا أعلم كم عددهنّ و لكنّ الأكيد هو سهولة التحدّث إليهنّ.
أعدّ شفاهي جيدا لأقبّل أقرب فتاة.. للأسف، هذه اللّيلة يبدو أنّها ستطول، يصرّ على تنغيص اللّيلة، و إذ بهنّ يتحوّلن إلى أفاعٍ. تلتفّ حول قدميّ و تلدغني، يتسلّل السمّ بجسمي.
أموت تماما، طبعا كنت أمثّل ليتركنني، و في غفلة يستقبلني القبر، أصرخ بأقصى ما أمتلك من قوةّ:
-أنتِ، إنّهم يشيّعونني، ألست حبيبك؟
لا شيء غير صوت التّنفس.
-أعرف أنّكِ تمثّلين، لن تنطليَ عليّ حيلك هذه.
من بعيد أسمع صوتا مبحوحا يقترب، يهمس في العتمة، حبيب قلبي.
أمّي، اقتربي أكثر، أنقذي ابنك من القبر، سأتصرّف كجنين لأعود داخل بطنها. أركل جدران القبر و لكنّ حيطانه متينة و قويّة صمّمت أن أبقى بداخله، يضّمني القبر ضمّة شديدة.
-أنت، باسم ما كان بيننا من الحبّ أنقذيني.
صوتي يراوح صدري، لا بدّ لي من الأنين ربما تستدركني:
-آ، آ آ آآ....
لن أتوقف من الأنين حتى أستيقظ، أحسّ بحركة تقلب، ستسمعني متأكّد أنّها ستسمعني.
لابدّ من أن أبالغ في الأنين:
-آ آ آآآآآآآآ...
يزداد وقع الحركة، و لكنّه ليس آت من زوجتي، يقترب منّي، لباسه أسود شديد، عيناه محمرّتان و كأنّه يريد بي شرّا، ثمّ ما هذه المطرقة التي يحملها معه:
-أنت، لا شيء بيننا، خلّينا ناس ملاح، ماذا فعلت لك؟.
ينظر نحوي مباشرة، آه ... أعتقد أنه لا يريد غيري، أنظر حولي ربّما أجد من يحوّل نظره، ألمح دودة متمسّكة بثوبي، أمسكها:
-أتعرف، الدّود مملّ جدّا.
كان مهمّا جدّا فتح الحديث بيننا، لخلق جوّ مناسب للحوار.
-من ربك؟
و أمسك بذراعي بحركة و كأنّه يريد شدّ انتباهي إليه.
: آآآآه
لفظتها مستريحا و كأنّني أتنفّس لأوّل مرّة، لأستيقظ على نظراتها و هي تضحك ممسكة ذراعي.
-لقد أشفى بوتليسة غليلي .
************************************************** ************
بوتليسة: حسب معلومة طبية، أثناء النوم بوضعية غير مناسبة يحدث للبعض أن تتوقف جميع الوظائف، حيث يتعطل أحد الأعصاب المهمة التي تنقل أوامر الدماغ، فيبدو للشخص أنه مستيقظ و لكنه لا يستطيع التحرك، و يحس بالقرص و العض و الضرب و أحيانا حتى الخنق، و يحتاج الإنسان في تلك الحالة لقوة خارجية لبعث الأوامر من جديد.
و في تقليد الجزائريين هو جني له أرجل ماعز، يمتطي الشخص النائم و يتسلى به حتى يوقظه أحد الذين بجانبه.
أقف على رجليَّ و ألكزها:
-هياّ أيقظيني، إنّني أتألّم.
أحسّ بتنميل في كافّة جسدي، لا..هناك من يحاول خنقي، أواصل الحلم رغما عنّي، يرفع عنّي يديه، يزول الألم رويدا، لكنّه الآن يحمل السّياط و يجلدني:
-أنتِ، عندما أستيقظ سأجلدك.
تبدو راضية أشدّ الرّضا، و كأنّها الشّماتة في عينيها. أحلف لها بأنّني لن أهملها بعد اليوم و أكثر من ذلك سأستمع لجميع حماقاتها، لا ..بل سأشتري لها هدية تليق بعينيها، و سنتحدّث قبل النّوم طويلا.
همست لنفسي: خاصّة اللّيلة، لن أجرؤ، طبعا لابدّ أن أخلّص نفسي من الألم، سأكذب لو تطلّب الأمر.
أردّد آية الكرسيّ و كلّ الأذكار، و لكنّه لم يتوقف، يواصل الضّرب، بل يتفاقم الوضع، مع الشّعور بآلاف الإبر تخزني، في رأسي ،في يديّ ورجليّ، للأحلام طريقة غريبة في الإخراج،يغيّر المخرج المشهد تماما، مباشرة أمام تلّة عالية، دون إنذار.. نباح كلب خلفي.
كلب، ما هذا الحلم!؟ حتّى في الحلم أنا مطارد.
ألوذ بالفرار، أتعثّر و تتداخل خطواتي ، فأسقط.. أدركت عجزي عن الرّكض، لابدّ أن أزحف. أزحف ببطء شديد، نحو القمّة مثل سلحفاة معوقة. التلّة تصبح شاهقة جدّا، تبالغ في انحدارها حتّى أصبحت قائمة، لأتسلّق الجدار الآن.
لم أستطع التّمسّك جيّدا، أنزلق، إنها النّهاية و لا شكّ، و في محاولة منّي لمباغتة الحلم أتصوّر أنّني في قصر كبير و مملوء بالجواري، نعم هكذا الأحلام.
الآن لابدّ أن أوغل صدرها.
-موتي بغيضك الآن.
لا أعلم كم عددهنّ و لكنّ الأكيد هو سهولة التحدّث إليهنّ.
أعدّ شفاهي جيدا لأقبّل أقرب فتاة.. للأسف، هذه اللّيلة يبدو أنّها ستطول، يصرّ على تنغيص اللّيلة، و إذ بهنّ يتحوّلن إلى أفاعٍ. تلتفّ حول قدميّ و تلدغني، يتسلّل السمّ بجسمي.
أموت تماما، طبعا كنت أمثّل ليتركنني، و في غفلة يستقبلني القبر، أصرخ بأقصى ما أمتلك من قوةّ:
-أنتِ، إنّهم يشيّعونني، ألست حبيبك؟
لا شيء غير صوت التّنفس.
-أعرف أنّكِ تمثّلين، لن تنطليَ عليّ حيلك هذه.
من بعيد أسمع صوتا مبحوحا يقترب، يهمس في العتمة، حبيب قلبي.
أمّي، اقتربي أكثر، أنقذي ابنك من القبر، سأتصرّف كجنين لأعود داخل بطنها. أركل جدران القبر و لكنّ حيطانه متينة و قويّة صمّمت أن أبقى بداخله، يضّمني القبر ضمّة شديدة.
-أنت، باسم ما كان بيننا من الحبّ أنقذيني.
صوتي يراوح صدري، لا بدّ لي من الأنين ربما تستدركني:
-آ، آ آ آآ....
لن أتوقف من الأنين حتى أستيقظ، أحسّ بحركة تقلب، ستسمعني متأكّد أنّها ستسمعني.
لابدّ من أن أبالغ في الأنين:
-آ آ آآآآآآآآ...
يزداد وقع الحركة، و لكنّه ليس آت من زوجتي، يقترب منّي، لباسه أسود شديد، عيناه محمرّتان و كأنّه يريد بي شرّا، ثمّ ما هذه المطرقة التي يحملها معه:
-أنت، لا شيء بيننا، خلّينا ناس ملاح، ماذا فعلت لك؟.
ينظر نحوي مباشرة، آه ... أعتقد أنه لا يريد غيري، أنظر حولي ربّما أجد من يحوّل نظره، ألمح دودة متمسّكة بثوبي، أمسكها:
-أتعرف، الدّود مملّ جدّا.
كان مهمّا جدّا فتح الحديث بيننا، لخلق جوّ مناسب للحوار.
-من ربك؟
و أمسك بذراعي بحركة و كأنّه يريد شدّ انتباهي إليه.
: آآآآه
لفظتها مستريحا و كأنّني أتنفّس لأوّل مرّة، لأستيقظ على نظراتها و هي تضحك ممسكة ذراعي.
-لقد أشفى بوتليسة غليلي .
************************************************** ************
بوتليسة: حسب معلومة طبية، أثناء النوم بوضعية غير مناسبة يحدث للبعض أن تتوقف جميع الوظائف، حيث يتعطل أحد الأعصاب المهمة التي تنقل أوامر الدماغ، فيبدو للشخص أنه مستيقظ و لكنه لا يستطيع التحرك، و يحس بالقرص و العض و الضرب و أحيانا حتى الخنق، و يحتاج الإنسان في تلك الحالة لقوة خارجية لبعث الأوامر من جديد.
و في تقليد الجزائريين هو جني له أرجل ماعز، يمتطي الشخص النائم و يتسلى به حتى يوقظه أحد الذين بجانبه.
تعليق