ثرثرة حول عادات شخصية
.................................................. ............
إنها عادة غريبة حقًا.. بيد انني قد اعتدتها منذ سافرت بعيدًا عن أهلي بعد ان عشت نصف عمري المحسوب لليوم وحيدَ أبويَّ المدلل. ففي يوم اشتقت كثيرًا لطهو أمي.. وكنت قد تزوجت بأجنبية.. فلم أكن أطمع منها في أن تجيد طهو أمي. فدلفت إلى السوق واشتريت بعض العدس.. وعدت إلى البيت لأطبخ الكشري البلدي.. الذي لا تزعجه المعكرونة والشعرية.. وعندما نجحت في ذلك أكلت وهنئت بطبخ أمي. وصارت عادة.. لم أكن أطهو مثلها بالطبع.. ولكنني كنت كلما اشتقت إليها طهوت طهوها... أو ركبت الطائرة وقفلت راجعًا غلى جناحها. ثم ذهب اكثر من يحبني في الدنيا.. واشتقت إليهما كل الشوق.. وصارت عادتي تلك أسلوب حياة.. وكنت أعيش معهما من خلال ما أتذوقه من وقت لآخر.
ومرت الأيام.. وتزوجت بأخرى.. وأنجبت بنتًا وولدًا.. ثم شاء الله أن يبعدا عني قسرًا.. وضاقت بي الحال وتعرضت لأول مرة في حياتي للتشرد النفسي.. ومنعتني الظروف وطباع البشر حولي.. من أن أرى ولدَيَّ لفترة طويلة.. وعاودتني العادة نفسها.. ولكنهما بالطبع لم يكونا يطهوان.. فكنت أشتاق إلى مجالستهما ومداعبتهما .. وجرفني الشوق يومًا إلى مطعم دولي اعتادت ابنتي أكل البطاطس المقلية به.. وكانت تعشق ال "الكاتشب".. ولم أكن كذلك من قبل.. إلا أن عدوى ذلك العشق قد انتقلت إلىّ.. وبرغم أنني أعاني من السكري... مرض العصر.. إلا أنني لا أجد أفضل من تلك البطاطس المقلية طعامًا لي.. واحترفت طهوها.. وضممتها إلى قائمة الطهو الخاصة بأمي..
لست أجد المبرر الكافي لتلك العادة.. ربما حسبتها نوعًا من ال "طفاسة" كما نقول نحن المصريين.. ولكنني فقط لا أستطيع الإقلاع عنها... غريبة هي حقًا تلك النفس البشرية..
ولعلني أذكر من أغرب ما وجدت في البشر.. كانت من زوجي الماليزية.. وحدث ذلك عندما سافرت إلى مصر ومكثت قرابة الشهرين... وعندما عدت إليها وجدت إحدى "فانلاتي" الداخلية لم تغسل لمدة شهرين.. وكنت أعرف زوجي نظيفة دائمًا فعجبت للأمر... وللحق شككت قليلاً بطبعي العربي المعقد أحيانًا.. ودارت برأسي ظنون حول السحر وما شابه ذلك.. وبرغم معرفتي التامة بزوجي وشخصيتها الطيبة إلا أنني قررت أن أسألها.. خاصة بعد أن حذرني أحد المقربين من أن الآسيويين يعشقون أمور السحر. وتصنعت عدم الإهتمام وأنا أسألها.. لماذا لن تغسلي هذه ال "فانلة" بالذات، في حين غسلتي كل ما عداها من الملابس؟ وتوقعت أن تقول أنها سقطت سهوًا.. وما كنت لأقتنع بذلك لمعرفتي بدقتها مع طول المدة التي يصعب تحقق السهو على امتدادها.. وكانت المفاجأة التي أخجلتني من نفسي.. لقد أكدت أنها استبقتها عمدًا... لا لشئ إلا لأنها كانت تشتاق إلىَّ فتشمها.. أليست عادة أغرب من عادة الطهو عندي؟ ولكنني لا أنسى ذلك أبدًا... وبرغم أن الحياة فرقت بيننا إلا أنني لا أنسى أبدًا ذلك.. وربما كانت تلك الكلمات تزن عندي حياة بأسرها مع غيرها..
إنها عادات غريبة.. وتحتاج إلى التوصيف النفسي من خبير.. فهل عندكم مثلها؟
.................................................. ............
إنها عادة غريبة حقًا.. بيد انني قد اعتدتها منذ سافرت بعيدًا عن أهلي بعد ان عشت نصف عمري المحسوب لليوم وحيدَ أبويَّ المدلل. ففي يوم اشتقت كثيرًا لطهو أمي.. وكنت قد تزوجت بأجنبية.. فلم أكن أطمع منها في أن تجيد طهو أمي. فدلفت إلى السوق واشتريت بعض العدس.. وعدت إلى البيت لأطبخ الكشري البلدي.. الذي لا تزعجه المعكرونة والشعرية.. وعندما نجحت في ذلك أكلت وهنئت بطبخ أمي. وصارت عادة.. لم أكن أطهو مثلها بالطبع.. ولكنني كنت كلما اشتقت إليها طهوت طهوها... أو ركبت الطائرة وقفلت راجعًا غلى جناحها. ثم ذهب اكثر من يحبني في الدنيا.. واشتقت إليهما كل الشوق.. وصارت عادتي تلك أسلوب حياة.. وكنت أعيش معهما من خلال ما أتذوقه من وقت لآخر.
ومرت الأيام.. وتزوجت بأخرى.. وأنجبت بنتًا وولدًا.. ثم شاء الله أن يبعدا عني قسرًا.. وضاقت بي الحال وتعرضت لأول مرة في حياتي للتشرد النفسي.. ومنعتني الظروف وطباع البشر حولي.. من أن أرى ولدَيَّ لفترة طويلة.. وعاودتني العادة نفسها.. ولكنهما بالطبع لم يكونا يطهوان.. فكنت أشتاق إلى مجالستهما ومداعبتهما .. وجرفني الشوق يومًا إلى مطعم دولي اعتادت ابنتي أكل البطاطس المقلية به.. وكانت تعشق ال "الكاتشب".. ولم أكن كذلك من قبل.. إلا أن عدوى ذلك العشق قد انتقلت إلىّ.. وبرغم أنني أعاني من السكري... مرض العصر.. إلا أنني لا أجد أفضل من تلك البطاطس المقلية طعامًا لي.. واحترفت طهوها.. وضممتها إلى قائمة الطهو الخاصة بأمي..
لست أجد المبرر الكافي لتلك العادة.. ربما حسبتها نوعًا من ال "طفاسة" كما نقول نحن المصريين.. ولكنني فقط لا أستطيع الإقلاع عنها... غريبة هي حقًا تلك النفس البشرية..
ولعلني أذكر من أغرب ما وجدت في البشر.. كانت من زوجي الماليزية.. وحدث ذلك عندما سافرت إلى مصر ومكثت قرابة الشهرين... وعندما عدت إليها وجدت إحدى "فانلاتي" الداخلية لم تغسل لمدة شهرين.. وكنت أعرف زوجي نظيفة دائمًا فعجبت للأمر... وللحق شككت قليلاً بطبعي العربي المعقد أحيانًا.. ودارت برأسي ظنون حول السحر وما شابه ذلك.. وبرغم معرفتي التامة بزوجي وشخصيتها الطيبة إلا أنني قررت أن أسألها.. خاصة بعد أن حذرني أحد المقربين من أن الآسيويين يعشقون أمور السحر. وتصنعت عدم الإهتمام وأنا أسألها.. لماذا لن تغسلي هذه ال "فانلة" بالذات، في حين غسلتي كل ما عداها من الملابس؟ وتوقعت أن تقول أنها سقطت سهوًا.. وما كنت لأقتنع بذلك لمعرفتي بدقتها مع طول المدة التي يصعب تحقق السهو على امتدادها.. وكانت المفاجأة التي أخجلتني من نفسي.. لقد أكدت أنها استبقتها عمدًا... لا لشئ إلا لأنها كانت تشتاق إلىَّ فتشمها.. أليست عادة أغرب من عادة الطهو عندي؟ ولكنني لا أنسى ذلك أبدًا... وبرغم أن الحياة فرقت بيننا إلا أنني لا أنسى أبدًا ذلك.. وربما كانت تلك الكلمات تزن عندي حياة بأسرها مع غيرها..
إنها عادات غريبة.. وتحتاج إلى التوصيف النفسي من خبير.. فهل عندكم مثلها؟
تعليق