في سحر عينيك أرفرف كعصفور

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حارس الصغير
    أديب وكاتب
    • 13-01-2013
    • 681

    في سحر عينيك أرفرف كعصفور

    بسم الله الرحمن الرحيم
    في سحر عينيك أرفرف كعصفور
    ===========
    تراص التلاميذ في الفناء الواسع في طوابير منتظمة. عيونهم تلمع بالفرحة كيوم عيد. تعلقت أبصارهم بالرجل الواقف قرب ناصية العلم، والذي صاح بصوت عال دوى في الفراغ كميكرفون: " صفا" " انتباه". تبعت الأقدام صوته بحركات آلية.
    تحرك بعدها تجاه رجل يقف بشموخ واعتزاز، مرتدية بذلة بنية اللون، يضع على عينيه نظارة سميكة الزجاج، لون إطارها أسود. وقف بجواره، ثم بدأ الرجل بعدها بالكلام. خرج صوته متناغما كلحن أغنية عذبة. معتنيا بمخارج الألفاظ.

    أرهف الجميع-تلاميذ ومدرسين ومدرسات حتى العمال-أذنيه إنصاتا له، مشدودين بحصافته وحسن الإلقاء. ظل قرابة الخمس دقائق يلقي حديثه في ذكرى الحرب والانتصار، والكل غارق في الصمت كأجساد خرجت منها الأرواح إعجابا.أنهى كلامه، فدوى التصفيق كالرعد.
    ها أنا ذا أقف في الطابور، أصفق له بدوري بحرارة أكبر، أرنو إلى عينيه خلف زجاج نظارته، فأشعر كأنما شعاعا يسحبني إليه مسلوب الإرادة. لم تكن تلك اللحظة هي الأولى التي أحس بأني أنجذب إلى سحر عينيه.
    بدأ ذلك منذ اللحظة التي دخل فيها إلى الفصل حاملا حقيبته السوداء، كان ذلك أول يوم لي في الصف الأول الثانوي. كنت منتشيا بالفرحة والمدرسة العتيقة التي تطل أبوابها على النهر، والخضرة تلفها من كل الأنحاء.

    جلس على مقعده بعد أن حيانا ورددنا عليه التحية. عرفنا بنفسه بإيجاز: محمد السيد مدرس اللغة العربية. كتب بعدها على السبورة بالطباشير بخط عريض (الأدب الجاهلي).
    ألقى قصيدة لعنترة، فاستمعنا إليها، فتراءى لي عنترة بيننا بوجهه الأسود وأسنانه البيضاء كلؤلؤ يغازل عبلة. اختلط صوته بهبة نسيم أتت من النافذة المواجهة للنهر. اختلست نظرة عابرة إلى النهر، فامتزج لونه الفضي الشفيف بسمرة وجه المدرس، فغرقت في النشوة ثملا.
    توالت الحصص الدراسية، وتتابع معها انبهاري له. كنت مولعا بالأدب وقراءته، وأحيانا أنفرد بنفسي أكتب بيت شعر أو قصة.
    لمح في عيني هالة الإعجاب، فدنا مني، همس في أذني: تحب الأدب!
    خفضت رأسي من الخجل، وعجز لساني عن الكلام.
    وضع يده على كتفي، ثم قال بصوته الأجش: انتظرك في الفسحة.
    شعرت بالقشعريرة تسري في جسمي، لا أعرف لم؟ من الخوف ربما أو من الاحترام المجلل له كإله ربما. انتظرت حتى انقضت الحصتين قبل الفسحة، ودقات قلبي يكاد يسمعها كل من حولي.

    ذهبت إليه، وفيض من المشاعر المختلطة يجيش بها صدري. رأيته جالسا قرب الشباك يطالع كتابا في حجرة المدرسين. اتجهت ناحيته، وتردد يلوح في عقلي يحرضني على الرجوع. أشار إليّ؛ فتقدمت نحوه بأقدام متثاقلة.
    وقفت قبالته. حدق في وجهي مليا، وفي قميصي وبنطالي الباهتين اللون، والممزقين في أكثر من ناحية. كأنه أول مرة يلحظ، فأحسست بأني أغرق في بحر هادر الأمواج. شدني من ذراعي، وقال وهو يضع الكتاب جانبا على المنضدة: اجلس. لمحت عنوان الكتاب بطرف عيني: (نهج البلاغة).
    أعاد طرح السؤال ثانية مختلطا بابتسامة صافية من شفتيه: تحب الأدب!
    أعطتني ابتسامته دفعة ثقة، فخرج صوتي منسابا كخرير ماء: نعم. أحبه حد العشق!

    سألني عديد الأسئلة، وكل إجابة مني تنداح معها فرحة في صدري حتى بدت لي باتساع محيط. أعطاني مجموعة كتب وقال بتفاؤل لمع في عينيه: سيكون لك شأنا في يوم من الأيام.

    كالسحر تسلل كلامه إلى جسدي، فارتج منتفضا. حملت الكتب وعدت آخر اليوم الدراسي إلى بيتي فرحا وسط نظرات زملائي الحاسدة.
    مضت الأيام، وثقتي في نفسي تزداد يوما بعد يوم. كبرت أحلامي حتى صارت كعملاق يقف بجانبي أحتمي بخطواته مدفوعا إلى اليقين بالنجاح.
    لم يتوقف تشجيعه عند الأدب فقط. كان كأبي الذي فقدته صغيرا، وكان الصديق في كل حياتي. لم تعلو شفتيه ابتسامة إلا حين رآني في المدرسة انتظر نتيجة الامتحان. شملني حينها بسحر عينيه، وأفاضني بنفس الابتسامة الأولى، وقال بسعادة طفل صغير: مبارك. ترتيبك الأول.

    وقفت عاجزا كغارق في حلم لا أستطيع الحركة فيه. لم استفق منه إلا حينما عدت إلى البيت مصحوبا بالزغاريد التي ارتفع صداها حتى كاد يعانق السماء.

    لم يكن بوسعي الآن النظر إلى وجهه، وأنا قابع خلف مكتبي تحيط بي الكتب من كل مكان. تذكرت صورة قديمة جمعتنا مع بعض زملاء المدرسة قرب الرصيف المواجه للفصل. توسطنا في وقفته بذات الشموخ، ووقفت أنا بجوار شجرة نخيل من الناحية اليمنى.
    أخرجت الصورة من درج المكتب، ورنوت إلى عينيه السوداوين، فكانتا مليئتين بالسحر ذاته عند أول لقاء ونظرة.
    وقفت بعدها وتجولت في المكتب. درت ببصري أعاين الكتب التي دون فوقها اسمي. عديد الشهادات والجوائز تزين بها الجدار، وتراكمت بها الأرفف، وكل منها يشهد بأنه الملك المتوج على عرشها. لا اسمي الذي تغنت به الصحف والمجلات لنبوغي في سماء الأدب.
    قطع الصمت المهيب صوت طرقات على الباب. أذنت لصاحبه، فدخل سائقي، وقال: السيارة جاهزة يا دكتور.
    نظرت إليه، والأسى يتوهج في عيني. انسابت بعدها قطرات فوق خدي كحبات مطر.
    مشيت خلف السائق، وإحساس داخلي يعيدني إلى الماضي القريب حينما أنهى كلمته قائلا: عليكم أن تكونوا جنودا في كل حياتكم. تدفقت الفرحة المترعة تدفع أقدام التلاميذ يجرون في كل اتجاه إلى حجراتهم الدراسية.

    قاد السائق السيارة، وصدى الكلمات الأخيرة يتردد في أذني ملحا. جاءت الكلمات عبر الهاتف من أحد أبنائه: استاذك محمد السيد مريض ويطلب رؤيتك. كانت المرة الأولى التي أذهب إليه مدفوعا بالهزيمة والألم.
    كانت كل مرة أذهب محمولا بالسعادة. أندفع إليه كطفل صغير يرتمي في حجر أمه. يغبطني بالوجه الرائق، والابتسامة المعتادة التي يصفو بها الكون بعد الغمام. متيم أستمع إليه، وهو يوجهني ويصوب أخطاء كل قصصي وروايتي. لا يقبل مني ثناء امتدحه فيه شكرا لروايتي الأخيرة التي لاقت نجاحا لا نظير له. يشدني من كتفي، وينظر بتحد في عيني، ويقول بصوت صارم ممزوجا بالحب: لولا موهبتك ونبوغك ما كان شيء.
    قلتها يوما لنفسي وأكررها: أنه يحمل ألف قلب وقلب...!
    ولقد كانت أمي محقة حين عدت لها ذلك المساء، راكبا الدراجة التي أهداها لي، وأصر أن أخذها بصفعة خفيفة على خدي كانت كالبلسم وقت أن أبديت رفضا-قالت والسعادة تقفز من عينيها، وهي تستند على عامود من الطين، يحمل سقفا من جريد النخيل لبيتنا: لا أشعر بالغيرة أبدا من حبك الشديد له! عانقتها، وهمست في أذنها: وهل لا يستحق يا أمي؟!
    قالت بشفاف صدرها: وهل هناك في هذه الأيام من يعطي مثله بلا حدود!
    طفر الشكر الصادق في عينيها، فلم تعد بقرتها القابعة هناك خارج الدار تأكل البرسيم من قراطين أرض هي كل ما تركه لنا أبي، تكفي مؤنة ومصاريف أثقلت كاهلها، وكادت أن تقف عقبة في إكمال دراستي؛ لولاه!
    انحنيت وقبلت كفها، مرددا باعتزاز الطالب الفائق: أنه يري نفسه في.
    ردت بفلسفة عميقة: حتى مع نفسه الإنسان لا يفعل ما يفعله معك يا ولدي.
    أنهت حديثها بالكلمة العالقة في أذني أينما أسير: هذا الرجل لو طلب روحك لا تبخل عليه بها يا ولدي.
    ها أنا أقترب من البلدة أحاذي المدرسة التي ارتفعت قامتها كعمارة بدلا من البناء القديم، باسطة ذراعها أمام النهر كأنها حارسه. أمرُ بالشجرة العجوز التي طالما التقينا تحت ظلها كلما أتيت من العاصمة، أستريح في كنفها مدثرا بالعذوبة في صوته والبهاء في وجهه وظل سحر عينيه. هي الشاهدة الوحيدة على كل ما كان يضعه في جيبي خلسة، فأنظر إليه بخجل، فيربت على كتفي، قائلا بصوت يملأه الحنان: أنا مثل أبيك! مسك بعدها كفي، ووثقني بعهد: لن أسامحك إن احتجت لشيء ولم تطلبه مني.
    أعاد الكلمة ثانية ووجهه باديا كالقمر في السماء: أنا مثل أبيك.
    دفنت وجهي في صدره، قائلا له بحرارة الحب والبكاء: بل أنت أبي!

    اقتربنا من المنزل، فاستقبلني أبناؤه الذين هم أخوتي الذين حرمت منهم من أبي وأمي بهالة الترحيب ومسحة من الحزن تشملهم كرداء أسود.
    أشاروا إلى حجرة جانبية أول البيت، فتقدمت خلفهم محني الظهر موجوعا بالانكسار البادي في وجوههم.
    دخلت الحجرة، فوجدته راقدا على سرير مغطى نصفه الأسفل بملاءة بيضاء. حدقني بنظرة واهنة لا تخلو من فيض سحر عينيه. رميت بجسدي نحوه، ومرغت رأسي في صدره. مسدني بكفه، وقال بصوت ضعيف: يبدو أن الوثاق المعقود بيننا آن له أن ينفك!

    سمعت شهقات أبنائه، وتلتها شهقات التلاميذ الذين تراصوا خلفي في طابور الصباح ينتظرون خروج الصوت كاللحن، وأنا في سحر عينيه أرفرف كعصفور صغير. وحده لم يكن يقف بشموخه يلقي خطبة الحرب والانتصار.
    قنا في 8/04/2014

    التعديل الأخير تم بواسطة حارس الصغير; الساعة 13-02-2014, 14:38.
  • رويده العاني
    أديب وكاتب
    • 08-05-2010
    • 225

    #2
    يتركون بصماتهم على حياتنا ويغيرونها نص جميل أستاذ حارس الصغير وأنا تلميذة ولي نفس التطلعات فأستاذة مادة اللغة العربية تتعامل معي بحب وأنا أيضا..يجوز لأني أحب الأدب وأحب أن أكتب لأكون أديبه ودكتوره .. رويده العاني
    حتماً اليك, حتى بعد الفراق ..!

    تعليق

    • عبد السلام هلالي
      أديب وقاص
      • 09-11-2012
      • 426

      #3
      وما أجمل الوفاء في زمن التنكر، خصوصا لذوي الفضل علينا و الذين احترقوا لينيروا لنا دروب العلم.
      نص بنفس روائي، أعتقده طال بعض الشيء، و كان يمكن تكثيفه أكثر بالاستغناء عن بعض التفاصيل و الجزئيات.
      عدم وضوح مسار السرد، و عدم وضوح الفواصل بين السرد و الاسترجاع أرهقاني بعض الشيء في القراءة و الفهم.
      لي ملاحظة أخرى بخصوص الافراض في استعمال التشبيهات، إن رجعت للنص ستجد أنك تقحم تشبيها في كل جملة تقريبا معتمدا "كأن" ، و هو ما أثقل على النص في رأيي الذي ليس بالضرورة صائبا.
      أرجو ان تتقبل مروري ولك التحية و التقدير.
      التعديل الأخير تم بواسطة عبد السلام هلالي; الساعة 12-02-2014, 18:40.
      كلمتك تعمر بعدك دهرا، فاحرص أن تكون صدقتك الجارية

      تعليق

      • مهدية التونسية
        أديبة وكاتبة
        • 20-09-2013
        • 516

        #4
        قرأت النص
        ذكرني بأستاذة كان لها الفضل الكبير
        في حياتي الدراسية
        وفاء نفتقده في هذا الزمن
        نفتقد تلك الحنية التي قد نجدها في المعلم
        ونفتقد ذلك الاحترام وتلك النظرة التي تكون عند التلميذ
        ٱفتقدنا اشياء كثيرة في هذا الزمن
        اعجبني هذا التكريم الذي صغته بطريقة ادبية جميلة
        تقديري واحترامي اخي


        http://www.youtube.com/watch?v=RkH_701__k0











        لاتسأل القصيدة عن دمها عن حرفها المغدور بهجر المكان
        لاتسأل فويلها الكلمات حين يسيل دمعها على خد الورق!

        تعليق

        • بسباس عبدالرزاق
          أديب وكاتب
          • 01-09-2012
          • 2008

          #5
          أخي حارس الصغير

          نص جميل و كما قال الأخ عبدالسلام الهلالي هو نص بنفس روائي حقيقة

          و أعتقد أنه ما يزال يحتاج بعض العمل عليه، لأنني أظنك قد أسهبت في بعض المناطق و قد قلت الكثير. و يبقى مجرد رأي.

          و لكن ما أعجبني في نصك طول نفسك، و كذلك الفكرة الجميلة، ما خرجت به من النص ليس الوفاء وحده، ربما كان أخي حارس يقصد وفاء التلميذ لمعلمه، بالنسبة لي خرجت بفائدة أخرى، هي اكتشاف الموهبة و رعايتها و أكثر تشجيع تلك الموهبة، لو نظرنا لعالمنا العربي فسنجد كما هائلا من الموهاب لم تستغل و امكانيات جبارة أيضا و خير دليل العالم الفيزيائي المصري أحمد زويل الحائز جائزة نوبل و قد قرأت مقالة عن موضوع بحثه و الذي هو فعلا عمل جبار لا يمكن تحقيقه في عالمنا العربي لسبب و هو تحطيم الموهبة و عدم استغلالها.

          الفكرة نبيلة و العمل جميل و اللغة طيبة مع بعض العمل تصبح عملا كبيرا يليق بك أخي حارس


          محبتي و تقديري دائما
          السؤال مصباح عنيد
          لذلك أقرأ ليلا .. حتى أرى الأزقة بكلابها وقمامتها

          تعليق

          • حارس الصغير
            أديب وكاتب
            • 13-01-2013
            • 681

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة رويده العاني مشاهدة المشاركة
            يتركون بصماتهم على حياتنا ويغيرونها نص جميل أستاذ حارس الصغير وأنا تلميذة ولي نفس التطلعات فأستاذة مادة اللغة العربية تتعامل معي بحب وأنا أيضا..يجوز لأني أحب الأدب وأحب أن أكتب لأكون أديبه ودكتوره .. رويده العاني
            نعم أختي رويدة ما أقلهم من يتركون بصمتهم في حياتنا
            وأني أحب القول (ما أعظم أن تكون حاضرا وأنت غائب من أن تكون غائبا وأنت حاضر)
            سعدت بمرورك
            وفقك الله لكل ما تبغين وتحلمين
            وأرجو ان يأتي اليوم الذي أقرأ فيه اسمك نجما في سماء الأدب والعلم في ظل عراق تنعم بالرخاء وراحة البال والوحدة والصفاء والنقاء
            تحيتي لك
            وللقديرة أستاذتنا عائدة

            تعليق

            • حارس الصغير
              أديب وكاتب
              • 13-01-2013
              • 681

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة عبد السلام هلالي مشاهدة المشاركة
              وما أجمل الوفاء في زمن التنكر، خصوصا لذوي الفضل علينا و الذين احترقوا لينيروا لنا دروب العلم.
              نص بنفس روائي، أعتقده طال بعض الشيء، و كان يمكن تكثيفه أكثر بالاستغناء عن بعض التفاصيل و الجزئيات.
              عدم وضوح مسار السرد، و عدم وضوح الفواصل بين السرد و الاسترجاع أرهقاني بعض الشيء في القراءة و الفهم.
              لي ملاحظة أخرى بخصوص الافراض في استعمال التشبيهات، إن رجعت للنص ستجد أنك تقحم تشبيها في كل جملة تقريبا معتمدا "كأن" ، و هو ما أثقل على النص في رأيي الذي ليس بالضرورة صائبا.
              أرجو ان تتقبل مروري ولك التحية و التقدير.
              الصديق الوفي أخي عبدالسلام
              أشكر على صارحتك التي هي مرآة كاشفة لكل عيوبي.
              ما أجمل ان يكون الصديق مرآة أخيه.
              أصارحك وأقسم لك بالله أنني أفكر جديا في هذه الأيام في التوقف عن الكتابة، فأنا لا أمتلك رهافة الوقت.
              ظللت للفترة السابقة في مرحلة جلوس مع النفس أراجعها وسألتني نفسي كثيرا: لماذا أكتب؟ وما الأثر الذي تركته كتاباتك؟ وهل أنت تملك الموهبة أم أنك دخيل على الأدب؟
              ومازالت في مرحلة التفكير، فأنا لا أريد أن أكون ممن يكتبون بلا هدف. إما أن أكتب لأن يكون قلمي قيمته، وإما فهناك ما هو أفيد لي في الوقت المهدور في الكتابة.
              ربما يكون هذا الوقت هو بمثابة عنق الزجاجة التي أستوضح فيها نفسي.
              لقد راسلني أحد الأصدقاء الذين لهم كتاباتهم المعروفة منذة فترة قريبة جدا على الخاص بأن ما أكتبه بعيدا عن لغة الأدب وأنها لغة سطحية. وأن الكتابة تحتاج إلى عمق وفكر وبناء أدبيا أبتعد فيه فيما أكتب.
              ربما كان ذلك ما جعلني أفكر جديا فيما أسلفت
              فأنا لست مكابرا بإذن الله لن أكون يوما هكذا.
              وضعت هذا النص وكان فيه رهان داخلي كبير إما أن أكون أو لا أكون.
              شكرا لك
              وأرجو أن تكون دائما قريبا من القلب
              التعديل الأخير تم بواسطة حارس الصغير; الساعة 13-02-2014, 15:13.

              تعليق

              • عاشقة الادب
                أديب وكاتب
                • 16-11-2013
                • 240

                #8
                هذا من قيل فيه
                كاد المدرس ان يكون رسولا
                اين نحن من هؤلاء العضماء الاساتذة الاجلاء الدين لم اسمع بهم الا من ابائي
                اليوم الكل اخدته متاهات الحياة فلم يعد يمد يدا لهو ادب ولا لنابغة في اي علم بل اصبحو مجاديف صخورا تكسر مجاديف الاحلام وبات الربح المادي وراء كل تلميذ هو الصبغة العامة وما سيجمعونه من دزينة نقود في دروس خصوصية
                كم اختلف الوضع بين ماكان ومانحن عليه

                ابدعت لغة وسردا حملتنا بشوق بين كل سطر نلتهم احرفه التهاما لنجد انفسنا واقفين في طابور نتابع الخطاب كباقي تلاميذ هناك
                تحياتي وودي

                تعليق

                • محمد سلطان
                  أديب وكاتب
                  • 18-01-2009
                  • 4442

                  #9
                  أدمعتني.. سامحك الله

                  مشاهد كثيرة تزاحمت في رأسي وتذكرتها.. منها ما كان قريبا وليس ببعيد..
                  نص في غاية الجمال والإنسانية.. في مواضع كثيرة دمعت عيني دون قصد منك.. ولا مني..

                  أحييك أستاذ حارس.. مودتى
                  صفحتي على فيس بوك
                  https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

                  تعليق

                  • حارس الصغير
                    أديب وكاتب
                    • 13-01-2013
                    • 681

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة مهدية التونسية مشاهدة المشاركة
                    قرأت النص
                    ذكرني بأستاذة كان لها الفضل الكبير
                    في حياتي الدراسية
                    وفاء نفتقده في هذا الزمن
                    نفتقد تلك الحنية التي قد نجدها في المعلم
                    ونفتقد ذلك الاحترام وتلك النظرة التي تكون عند التلميذ
                    ٱفتقدنا اشياء كثيرة في هذا الزمن
                    اعجبني هذا التكريم الذي صغته بطريقة ادبية جميلة
                    تقديري واحترامي اخي
                    القديرة مهدية التونسية
                    شكرا على قراءتك
                    وكلماتك الجميلة
                    دام حضورك
                    تحيتي

                    تعليق

                    • عائده محمد نادر
                      عضو الملتقى
                      • 18-10-2008
                      • 12843

                      #11
                      الزميل القدير.. حارس الصغير أحببت أن ألقي التحية عليك.. سأراسلك كل المحبة والورد لك
                      الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

                      تعليق

                      • حارس الصغير
                        أديب وكاتب
                        • 13-01-2013
                        • 681

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة بسباس عبدالرزاق مشاهدة المشاركة
                        أخي حارس الصغير

                        نص جميل و كما قال الأخ عبدالسلام الهلالي هو نص بنفس روائي حقيقة

                        و أعتقد أنه ما يزال يحتاج بعض العمل عليه، لأنني أظنك قد أسهبت في بعض المناطق و قد قلت الكثير. و يبقى مجرد رأي.

                        و لكن ما أعجبني في نصك طول نفسك، و كذلك الفكرة الجميلة، ما خرجت به من النص ليس الوفاء وحده، ربما كان أخي حارس يقصد وفاء التلميذ لمعلمه، بالنسبة لي خرجت بفائدة أخرى، هي اكتشاف الموهبة و رعايتها و أكثر تشجيع تلك الموهبة، لو نظرنا لعالمنا العربي فسنجد كما هائلا من الموهاب لم تستغل و امكانيات جبارة أيضا و خير دليل العالم الفيزيائي المصري أحمد زويل الحائز جائزة نوبل و قد قرأت مقالة عن موضوع بحثه و الذي هو فعلا عمل جبار لا يمكن تحقيقه في عالمنا العربي لسبب و هو تحطيم الموهبة و عدم استغلالها.

                        الفكرة نبيلة و العمل جميل و اللغة طيبة مع بعض العمل تصبح عملا كبيرا يليق بك أخي حارس


                        محبتي و تقديري دائما
                        الصديق بسباس
                        أشكرك أخي علي كونك بجانبي دائما
                        لقد قمت بحذف بعص الزوائد
                        ومن وجهة نظري التي تقبل الرد أن حذف آخر سيخل ببنائه وفكرته
                        انتظر رأيك صديقي
                        تحيتي

                        تعليق

                        • ريما ريماوي
                          عضو الملتقى
                          • 07-05-2011
                          • 8501

                          #13
                          لقد نجحت فعلا بأن تدمعني أنا أيضا في نصك الجميل هذا...
                          وفقت بالعنوان الجذاب .. وهو يحمل نواة التص...

                          استمتعت معك، ومثله من الأساتذة الذين يحثون ويدعمون
                          ويشجعون.. ويدعمون المواهب .. يستحقون كل التقدير...

                          لا أراك إلا كاتبا جميلا.. أتمنى لك الاستمرارية في مسيرتك
                          الأدبية.. وأدعو لك بالنجاح الدائم والتوفيق...

                          تحيتي واحترامي وتقديري...


                          أنين ناي
                          يبث الحنين لأصله
                          غصن مورّق صغير.

                          تعليق

                          • حارس الصغير
                            أديب وكاتب
                            • 13-01-2013
                            • 681

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة عاشقة الادب مشاهدة المشاركة
                            هذا من قيل فيه
                            كاد المدرس ان يكون رسولا
                            اين نحن من هؤلاء العضماء الاساتذة الاجلاء الدين لم اسمع بهم الا من ابائي
                            اليوم الكل اخدته متاهات الحياة فلم يعد يمد يدا لهو ادب ولا لنابغة في اي علم بل اصبحو مجاديف صخورا تكسر مجاديف الاحلام وبات الربح المادي وراء كل تلميذ هو الصبغة العامة وما سيجمعونه من دزينة نقود في دروس خصوصية
                            كم اختلف الوضع بين ماكان ومانحن عليه

                            ابدعت لغة وسردا حملتنا بشوق بين كل سطر نلتهم احرفه التهاما لنجد انفسنا واقفين في طابور نتابع الخطاب كباقي تلاميذ هناك
                            تحياتي وودي
                            أختي عاشقة الأدب
                            أشكرك على كلماتك الرقيقة
                            وبما أنك عاشق للأدب فإن النص مهدى لك
                            تحيتي

                            تعليق

                            • حارس الصغير
                              أديب وكاتب
                              • 13-01-2013
                              • 681

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة محمد سلطان مشاهدة المشاركة
                              أدمعتني.. سامحك الله

                              مشاهد كثيرة تزاحمت في رأسي وتذكرتها.. منها ما كان قريبا وليس ببعيد..
                              نص في غاية الجمال والإنسانية.. في مواضع كثيرة دمعت عيني دون قصد منك.. ولا مني..

                              أحييك أستاذ حارس.. مودتى
                              الصديق المبدع محمد سلطان
                              والله كلماتك أعادت الروح إلى الجسد
                              خاصة عندما تكون من أديب جميل يعرف ماذا يكتب وماذا يقرأ
                              وأعتذر لك عن الدموع الغالية
                              لكنها دموع وإن دلت فإنما تدل على رهافة الحس والذائقة

                              تحيتي

                              تعليق

                              يعمل...
                              X