الفائز بالذهبية الإولى ويبقى الحب للزميلة عبير هلال

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبير هلال
    أميرة الرومانسية
    • 23-06-2007
    • 6758

    الفائز بالذهبية الإولى ويبقى الحب للزميلة عبير هلال


    ممتشقة صهوة الانتظار .. تقلب صفحات الذكريات بين يديها .. يا إلهي متى سينطق بالحكم..؟ جاءها الصوت فجأة مدوياً حتى كاد يصم آذانها .. حكم على المتهمة مادلين بالسجن المؤبد .. لكن لتدخل شخص بمركز عالٍ سيتم وضعها في بيت محاط بالحراس.الدموع اصطفت حول شفتيها : أنا بريئة ، وأنتم تعلمون هذا .. أين العدالة التي وعدتموني بتطبيقها بمجرد أن أسلم نفسي لكم ؟ ما كان يجب أن أعود من الخارج .نظروا إليها بلا مبالاة وكأنها ترسم خطوطا وهمية في الهواء واقتادوها لبيت صغير .. همسَ لها أحدهم : هذا جل ما استطعت فعله لتأمين وسائل الراحة لك..لم أستطع تبرئتك بالكامل.. لكن أعدك أنني سأفعل المستحيل لأجلك..ستصلك باستمرار كتب وأقلام وألوان وأوراق وإن استطعت لوحات لترسمي عليها .. هذا وعد من رجل شريف ...لو تعلمين مدى أسفي لأنني أقف عاجزاً ..تباً لي ..لا أعلم كيف أصبحت مكبل اليدين هكذا ...!! اللعنة عليهم.. قد جعلوني أقدمك لهم على طبق من فضة..!! ستعانين الكثير بسبب غبائي وسذاجتي.. كنت أظنني خارق الذكاء..غادرها وهوَ يتمتم بكلمات مشفرة .
    هيَ الأن وحيدة ... بمكان ما وحولها الحراس .. لا تعلم ما مصيرها... لن تبكي حتى لا تعطيهم فرصة التشمت بها ... جلست على الكرسي الوحيد بالغرفة وطفقت تفكر بما عليها فعله لتتأقلم مع وضعها الحالي الذي يبدو سيضحي مستقبلها يا لسخرية القدر مستقبلها مكون من حجرة صغيرة مطلة على حديقة محاطة بسور عال للغاية لا يمكن رؤية ما يخفي خلفه.. سمعت صوتا من خلفها يقول لها يمكنك إن شئت العناية بالحديقة وسأزودك بالبذور هذا هوَ بيتك الآن وسنحضر لك باستمرار كل ما تطلبينه لمعيشتك .. هزت كتفيها بلامبالاة وأخرجت من حقيبتها ورقة وقلما وبدأت ترسم .. وقالت له : بإمكانك الإنصراف لست بحاجتك الآن.. تحركت شفتاه يخبرها أنها لم تعد الآمرة الناهية ولكنه لم يستطع فهيَ رغم كونها سجينة لكنها كانت وستظل الأميرة..
    - سأحضر لك لوحات وألوان زيتية لرسوماتك .. هل تريدين مني شيئا ً قبلَ انصرافي ؟
    - وهل أنت حضرتَ فعلاً.؟. أنت أكثر شخص وثقت به وهذا كان جزائي ..!! الثعبان أكثر أماناً منك.. غادر فوراً لا أود رؤيتك بتاتاً. نزعت خاتما كانت تضعه بإصبعها وسلمته له باحتقار : خذه، لا أريده .. لن أصفعك حتى لا أعطيك فرصة للشعور بأنك انسان فأنت لا تمت لهذه الصفة بشيء .. ابتلعه ُ إن شئت . أنت صداع تخلصت منه والحمد لله .
    أنهت الرسمة التي كانت بيدها ولم تكتف بالنظر من النافذة .. غادرت الغرفة متوجهة للحديقة تبحث عن مكان ما يمكنها من الهرب .. فكرة الهرب كانت تسيطر عليها بشكل كبير .. شعرت بأنها إن شدت الوتر قليلا فسينقطع .. عليها ملاطفة البعض لتحصل على مرادها حريتها . لا تود أن تصبح سمكة خارج محيطها، لا تود الاختناق والموت البطيء المعد لها .
    شعرت أنها تتنفس بصعوبة .. لا متنفس لها غير هذه الحديقة .. لن تسمح لهم العبث بأفكارها, وأعصابها وجعلها تتوتر .. عادت للداخل وابتدات ترسم بنهم ..
    شهر كامل وهي ما بين حديقة.. رسم ..طبخ ..ترتيب الغرفة ؛ شهر كامل والروتين يكرر نفسه . وكانت ذات يوم الصاعقة: خبر بخط كبير في الجريدة : تمَ العثور على جثة ابنة المليونير رزق في البحر .. تم انتشال الجثة وتحويلها للتشريح.
    جريدة أعطاها لها حارس بدون علم البقية رجل يبدو لم يتحطم ضميره على صخور الشره . استغلت موعد نوم الحرس وأشعلتها داخل الغرفة . أعدت خطة محكمة للهرب .. ستدعي أنها حاولت الانتحار.. يجدها الحارس ممدة على السرير.. يقترب منها لينقذها ..تضربه على رأسه وتهرب..بدأت بالصراخ : النجدة، النجدة..
    هرعَ الحارس لإطفاء الحريق واقتحم أحدهم الغرفة كالمجنون. لثكنة الجنود وحملها بين ذراعيه وانطلق بها نحوَ الخارج.
    - أريد أن أموت..دعني وشأني .. أنت لم تعد تعني لي شيئاً.
    - ستأتين لبيتي .
    - لا أريد.
    أصدر الرجل أوامره للحارس وأركب مادلين بالقوة بسيارته وانطلق بها بسرعة جنونية.
    -والدتي ستعنى بك .. والآن للأسف سيضحي بيتي تحت الحراسة المشددة.
    - دعني وشأني . كنت خطيبي ولكن كل ما بيننا انتهى.. كنا جماعة وأنت كنت معي المخطط كان واضحاً .. كلكم تخليتم عني وجعلتموني كبش الفداء .. أنتم بأمان .. دعني وشأني . يبدو أنها كانت خطة مدبرة مزدوجة لتجريد والدي من ممتلكاته واتهامه بالتواطؤ معي . خمس ملايين دولار سرقت ليلتها. أين اختفت؟ ومن أخذها ؟ ولماذا أعلن خبر وفاتي..
    - هذا غير صحيح .. لسنا من أخذ الأموال ..ستعرفين كل شيء بأوانه لكن تأكدي أننا وراء تبرئتك.. طيلة هذا الشهر ونحن نسعى لذلك وأخيراً نجحنا .. لكنك ستبقين فترة تحت حمايتنا حتى نتأكد أن الخطر قد زال عنك وعن عائلتك.والأن اصمتي أرجوك ودعينا نصل للبيت بأمان .قال بتوتر وعصبية .
    حاولت الهرب من السيارة فأوقفها فجأة حتى كاد رأسها يصطدم بزجاج السيارة الأمامي: حتى تكوني بالصورة ، شقيقتي تم قتلها من قبل حبيبها المتورط مع تلك العصابة التي سرقت الأموال حين اكتشفت لعبته القذرة .وحتى يتم قفل القضية قيل أنك الميتة.. الان أنت حرة . سنذهب لبيتي فقط لترتدي ملابس شقيقتي وتغادري البلد. قال
    والألم يعتصر فؤاده فقد خسر شقيقته وحبيبته للأبد.
    انطلقت الطائرة في الموعد المحدد . حاولت مادلين ألا تنظر لحبيبها ..قالت لنفسها : هو ماض وانتهى. ما إن هبطت من الطائرة حتى وجدت والدها بانتظارها ..لم تعلم هل تفرح للمفاجأة أم تصرخ من شدة حزنها على ما آلت إليه الأمور.
    ضمها والدها لصدره : سامحني والدي خسرنا كل شيء. ربت والدها على كتفها
    - المهم أنك لم تعودي سجينة ونحن معاً أخيراً .. خطيبك اشترى لنا بيتاً مع حديقة مذهلة .. سنزرعها بما نشاء ..هيا بنا والدتك وإخوتك بانتظارنا.
    مضى عام .. عام قضته مادلين في قلق دائم خوفاً من أن يتعرف أحد عليها .
    كانت تعمل بالحديقة حين أحست بذراعين تطوقانها من الخلف: سامحيني حبيبتي، لم أستطع البعاد عنك أكثر. أعلم أنك تكرهينني . ولكن شعرت بقلبك يناشدني بالحضور فجئتك . هل ستطردينني مرة أخرى كما طردتني يومها ؟
    ابتعدت عنه مادلين وركضت نحو بيتها . نظر لظهرها المغادر بحزن وألم كبيرين. توجه نحو سيارته التي استأجرها وهو يحمل بين ذراعيه قلباً ممزقاً . سمعَ صوتها يناديه وهي تركض نحوه بسرعة وبين يديها لوحة:إلى أين تذهب؟ ألن تشاهد اللوحة التي رسمتها.. ؟؟ نظر للوحة بدهشة : يا إلهي لقد رسمتني من الذاكرة.
    - نعم حبيبي الغالي فأنت كنت معي دوماً .. من أعماق قلبي أحبك..والدي أفهمني الحقيقة كاملة .. كنت بانتظارك لأنني وبصراحة سجينة هواك ..
    sigpic

  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    #2
    الزميلة القديرة.. عبير هلال.. جميلة بكل تلك الروح الطفولية البريئة.. أحب هذا الحب الذي يأخذنا لعالم كاد أن يفنى لولا فسحة صغيرة من الأمل.. أتدرين عبير والله كدت أخرج دون أن أكتب ردا لئلا تتصورين أني كتبت مداخلتي مجاملة لك لكن جمال روح النص وعفويته جعلتني أصر على كتابة المداخلة .. لك روحا معاندة لو أنك طيعتها قليلا نحو الكتابة ستكون لك مجاميع كبيرة من النصوص القصصية.. تكتبين بعفوية وخيال صرف وتميلين للصور الوردية وهذا جميل جدا..كل الورد لك زميلتي
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

    تعليق

    • علي رشاد
      أديب وكاتب
      • 20-07-2009
      • 77

      #3
      سيدتي ..

      مدهشة..مدهشة..مدهشة

      أصفق لك بحرارة

      ....

      صوتت لك للذهبية


      علي رشاد
      أَفَلَتْ شُمُوسُ الأوَّلِيْنَ وشَمْسُنَا
      أبَدَاً عَلى فَلَكِ العُلا لا تَغْرُبُ

      تعليق

      • ريما ريماوي
        عضو الملتقى
        • 07-05-2011
        • 8501

        #4
        فعلا ما ان انهيت الا وانا ابتسم...
        اعدتنا لروايات عبير يا أ. عبير...

        جميلة قصتك العفوية،
        المملوءة بالاكشن والتشويق...

        تحيتي لك...


        أنين ناي
        يبث الحنين لأصله
        غصن مورّق صغير.

        تعليق

        • بسباس عبدالرزاق
          أديب وكاتب
          • 01-09-2012
          • 2008

          #5
          أختي الفاضلة عبير هلال

          قرأت القصة البارحة عندما طرحتها مباشرة
          جميلة القصة و موحية في فضائها لشيء أرادته الكاتب أن يبقى غامضا
          و هو سبب سجنها و سبب تهريبها و تهريب الوالد.
          و هذا الحبيب من يكون بالضبط، هل هو عضو في منظمة سرية، و هي كانت معه مناضلة.
          هناك حركة كبيرة في النص.
          لفت نظري أيضا في النص تلك اللفتة الجميلة من الحارس.
          البطلة كانت فنانة هو أيضا لمحة و نقطة ارتكاز جميلة في النص ربما ساعدت أكثر في بروز شخصية البطلة بقوتها و تمردها.

          هذا بعض ما جال في رأسي اللحظة و اعذري تطفلي

          تقديري أستاذة عبير و جل احتراماتي
          السؤال مصباح عنيد
          لذلك أقرأ ليلا .. حتى أرى الأزقة بكلابها وقمامتها

          تعليق

          • غالية ابو ستة
            أديب وكاتب
            • 09-02-2012
            • 5625

            #6

            كما أنت عبير --استمتعت بما في القصة من ردهات
            الروعة والجمال
            والانتصار للحب والأمل يعجبني في قصك، أحييك
            محبتي وودي
            كوني بخير
            يا ســــائد الطيـــف والألوان تعشــقهُ
            تُلطّف الواقـــــع الموبوء بالسّـــــقمِ

            في روضــــــة الطيف والألوان أيكتهــا
            لـــه اعزفي يا ترانيــــم المنى نـــغمي



            تعليق

            • محمد الشرادي
              أديب وكاتب
              • 24-04-2013
              • 651

              #7
              الحب عاطفة نبيلة تلين الحديد و الصخر فبالأحرى البشر.
              تحياتي
              التعديل الأخير تم بواسطة محمد الشرادي; الساعة 18-02-2014, 06:58.

              تعليق

              • عبدالرحيم التدلاوي
                أديب وكاتب
                • 18-09-2010
                • 8473

                #8
                و لها صوتي
                مودتي

                تعليق

                • فوزي سليم بيترو
                  مستشار أدبي
                  • 03-06-2009
                  • 10949

                  #9
                  قصة تصلح أن تكون فيلما سينامائيا
                  لو كنت مخرجا لفعلت
                  تحياتي لك أخت عبير
                  فوزي بيترو

                  تعليق

                  • عبد السلام هلالي
                    أديب وقاص
                    • 09-11-2012
                    • 426

                    #10
                    و ينتصر الحب
                    نص وردي ينتصر للحب و للمتحابين، و سيناريوا يحتاج فقط مخرجا و ممثلين يحركونه.
                    تحيتي أختي عبير
                    كلمتك تعمر بعدك دهرا، فاحرص أن تكون صدقتك الجارية

                    تعليق

                    • منار يوسف
                      مستشار الساخر
                      همس الأمواج
                      • 03-12-2010
                      • 4240

                      #11
                      قصة أعادتني إلى عالم الرومانسية الجميل الذي كنا نقرأه في روايات عبير
                      لكن بما أني محامية و هذا قدرك أني أقرأ قصتك هههههه
                      استوقفتني هذه العبارة و سببت لدي ارتباك

                      ( ستعرفين كل شيء بأوانه لكن تأكدي أننا وراء تبرئتك.. طيلة هذا الشهر ونحن نسعى لذلك وأخيراً نجحنا )
                      هو يؤكد لها أنه تم تبرأتها و نجحوا في ذلك .. إذن فلم الحاجة لأن يهربوها منتحلة شخصية متوفاة ؟؟
                      حكم البراءة من المفترض أن يجعلها تعيش بشكل طبيعي
                      معذرة عبير استوقفني هذا التساؤل
                      لكن القصة جميلة و أسلوب سردها رشيق و شيق
                      و دمت دائما مبدعة كبيرة
                      محبتي و تقديري

                      تعليق

                      • محمد سلطان
                        أديب وكاتب
                        • 18-01-2009
                        • 4442

                        #12
                        نعم تماما كما قال دكتور فوزى .. وكأنني أتابع مسلسل أو مشهد من فيلم.

                        من أجمل نصوصك عبير.. رائعة وأكثر
                        صفحتي على فيس بوك
                        https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

                        تعليق

                        • حسن لختام
                          أديب وكاتب
                          • 26-08-2011
                          • 2603

                          #13
                          يبقى الحب ذاك اللغز، وذاك السر..وتلك القوة التي لن يستطيع أن يقف في وجهها كائن من كان
                          قص ممتع وشيّق
                          محبتي وتقديري، عبير

                          تعليق

                          • عائده محمد نادر
                            عضو الملتقى
                            • 18-10-2008
                            • 12843

                            #14
                            الزميلة القديرة
                            عبير هلال
                            مبروك الذهبية الإولى
                            نص جميل ورومانسي
                            كل المحبة لك
                            الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

                            تعليق

                            • غالية ابو ستة
                              أديب وكاتب
                              • 09-02-2012
                              • 5625

                              #15
                              ر الأديبة الرائعة عبير هلال
                              مليون مبارك على القصة الذهبية ذهبية عن جدارك فأسلوبك في القص
                              من سبائك الذهب--بنت القدس
                              وتستحقين -
                              تحياتي ألف--محبتي وودي -ودايماً
                              وللقدس من هنا تحية ولك تهنئة
                              ويارب يكتب لها كذلك تحقيق النصر
                              والعزة--ونفرح ونحتفي

                              [youtube]y94P0M73Jqg[/youtube]



                              يا ســــائد الطيـــف والألوان تعشــقهُ
                              تُلطّف الواقـــــع الموبوء بالسّـــــقمِ

                              في روضــــــة الطيف والألوان أيكتهــا
                              لـــه اعزفي يا ترانيــــم المنى نـــغمي



                              تعليق

                              يعمل...
                              X