رسالة في بريد الملائكة/أبو شهد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حاتم سعيد
    رئيس ملتقى فرعي
    • 02-10-2013
    • 1180

    رسالة في بريد الملائكة/أبو شهد

    أمسكت قلمي في ذلك الليل و الكلّ نيام لأكتب رسالة أرسلها بضوء القمر عن طريق الملائكة إلى حبيبتي الغالية التي فارقتني دون أن تودّعني لعلّي أراها من جديد ماثلة بجانبي تتمنى لي نوما هنيئا .
    كانت أصابعي تخطّ الكلمات و الدموع تنهمر على المكتب و شريط من الصور المبعثرة لخيالات من الماضي ترتسم على شاشة الذكريات.
    خلف جدران هذه الغرفة كان لي ربيع دائم بوجودك فأصبح اليوم من دونك خريفا مبعثر الأوراق،
    صوتك الخفيف الظريف النحيف العفيف كنت أسمع لحنه فيهز مشاعر جسدي الضعيف ولكنك اختفيت دون أن تودعينني ،فماذا عساي أقول؟ .
    أيتها الأمّ الحنون، والصديقة الصادقة ، يا شمعتي الضاوية ،أشعر من بعدك أنّ حياتي خاوية .
    لازلت أشمّ عطرك في الأرجاء والزوايا الباقية ولكن خطواتي أضحت بعد رحيلك متثاقلة عبر كل هذه الأزقة التي اصبحت خانقة .
    إفتقدك ، فماذا أضيف ؟
    ربّيتني ، علمتني ،سرّحت شعري بمشطك ... وقفت بجانبي ، شجعتني و بكيت لدمعتي و أنا فوق صدرك أبوح بألمي فتكفكفين دموعي و تمسحين وجنتي بعطر يديك...
    أنا من أكون لولاك ؟ وانت وطني و جنسي و انت بيتي و قصائدي و شعري ..لو تعلمين كم أهواك يا أمّي ؟

    توقّف القلم فجأة عن رسوماته و حروفه ،لقد جفّ الحبر...معذرة يا أيها القلم ...
    هل تألمّت لألمي ؟ ، أم تريدني أن أنسى أمّي ؟
    سأواصل الكتابة بأدمعي حتّى تجفّ و إن جفّت فسأواصل رسالتي من حبر دمي و سأرسل رسالتي مع الملائكة لأقول لها ... كم أهواك يا أمي....
    التعديل الأخير تم بواسطة حاتم سعيد; الساعة 17-02-2014, 08:13.

    من أقوال الامام علي عليه السلام

    (صُحبة الأخيار تكسبُ الخير كالريح إذا مّرت بالطيّب
    حملت طيباً)

    محمد نجيب بلحاج حسين
    أكْرِمْ بحاتمَ ، والإبحارُ يجلبُهُ...
    نحو الفصيح ، فلا ينتابه الغرقُ.

  • اماني مهدية الرغاي
    عضو الملتقى
    • 15-10-2012
    • 610

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة حاتم سعيد ( أبو هادي) مشاهدة المشاركة
    أمسكت قلمي في ذلك الليل و الكلّ نيام لأكتب رسالة أرسلها بضوء القمر عن طريق الملائكة إلى حبيبتي الغالية التي فارقتني دون أن تودّعني لعلّي أراها من جديد ماثلة بجانبي تتمنى لي نوما هنيئا .
    كانت أصابعي تخطّ الكلمات و الدموع تنهمر على المكتب و شريط من الصور المبعثرة لخيالات من الماضي ترتسم على شاشة الذكريات.
    خلف جدران هذه الغرفة كان لي ربيع دائم بوجودك فأصبح اليوم من دونك خريفا مبعثر الأوراق،
    صوتك الخفيف الظريف النحيف العفيف كنت أسمع لحنه فيهز مشاعر جسدي الضعيف ولكنك اختفيت دون أن تودعينني ،فماذا عساي أقول؟ .
    أيتها الأمّ الحنون، والصديقة الصادقة ، يا شمعتي الضاوية ،أشعر من بعدك أنّ حياتي خاوية .
    لازلت أشمّ عطرك في الأرجاء والزوايا الباقية ولكن خطواتي أضحت بعد رحيلك متثاقلة عبر كل هذه الأزقة التي اصبحت خانقة .
    إفتقدك ، فماذا أضيف ؟
    ربّيتني ، علمتني ،سرّحت شعري بمشطك ... وقفت بجانبي ، شجعتني و بكيت لدمعتي و أنا فوق صدرك أبوح بألمي فتكفكفين دموعي و تمسحين وجنتي بعطر يديك...
    أنا من أكون لولاك ؟ وانت وطني و جنسي و انت بيتي و قصائدي و شعري ..لو تعلمين كم أهواك يا أمّي ؟

    توقّف القلم فجأة عن رسوماته و حروفه ،لقد جفّ الحبر...معذرة يا أيها القلم ...
    هل تألمّت لألمي ؟ ، أم تريدني أن أنسى أمّي ؟
    سأواصل الكتابة بأدمعي حتّى تجفّ و إن جفّت فسأواصل رسالتي من حبر دمي و سأرسل رسالتي مع الملائكة لأقول لها ... كم أهواك يا أمي....
    اخي حاتم
    تحية لقلمك الجميل وحرفك النابض واحساسك
    الرهيف ....واحتفائك الرائع بست الكل رمز العطاء والحب والعطف
    ابقاها لك الله دخرا ...
    امين
    مودتي وباقة ورد لوالدتك العظيمة
    اماني

    تعليق

    • ريما ريماوي
      عضو الملتقى
      • 07-05-2011
      • 8501

      #3
      جمبل هذا البوح الرهيف.. ولكم نحس بحبها حين فقدها...
      الأم الصدر الحنون ذات العطاء غير المحدود ودون أن تنتظر المقابل...

      رأيت نصك الجميل أقرب إلى الخاطرة...

      لكن أهلا بك وبروعة قلمك..

      بانتظار قصصك الأخرى...

      تحيتي وتقديري.


      أنين ناي
      يبث الحنين لأصله
      غصن مورّق صغير.

      تعليق

      • حاتم سعيد
        رئيس ملتقى فرعي
        • 02-10-2013
        • 1180

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة ريما ريماوي مشاهدة المشاركة
        جمبل هذا البوح الرهيف.. ولكم نحس بحبها حين فقدها...
        الأم الصدر الحنون ذات العطاء غير المحدود ودون أن تنتظر المقابل...

        رأيت نصك الجميل أقرب إلى الخاطرة...

        لكن أهلا بك وبروعة قلمك..

        بانتظار قصصك الأخرى...

        تحيتي وتقديري.
        صحيح ما ذكرت أستاذتي الكريمة هي أقرب إلى الخاطرة و لكنها قصة قصيرة جدا جمعت شكل القصة أو الرواية و تعبيرات أخرى ...هي محاولة لتجديد الشكل...أرجو أن تنال رضاكم و استحسانكم.
        ألف تحيّة و السلام

        من أقوال الامام علي عليه السلام

        (صُحبة الأخيار تكسبُ الخير كالريح إذا مّرت بالطيّب
        حملت طيباً)

        محمد نجيب بلحاج حسين
        أكْرِمْ بحاتمَ ، والإبحارُ يجلبُهُ...
        نحو الفصيح ، فلا ينتابه الغرقُ.

        تعليق

        يعمل...
        X