جلست أمامي وهي تدير الملعقة في كوب الشاي، كانت تفعل ذلك ويدها متشنّجة مع أنّ ملامح وجهها كانت مهاجرة. إنتقل لي إحساس غريب منها، كأنّها كانت تحاول إذابة الأسى بتدويره في كوب الشاي. لم أقاطعها، كنت متأكداً إنّها ستقول شيئاً دون أن أسألها.....تنهّدت وهي تخرج الملعقة لتضعها جانباً. قالت
-لقد تعبت منه، لم أعد أستطيع التحمّل.
-بشائر...فكّري جيداً قبل أن تتخذي أي قرار.....سبحان الله، العام الماضي فقط كنت أراكما هنا على هذه الطاولة بالذات كعصفورين جميلين. لا يمكن لأحد أن يتخيّل حينها إلا أنّكما ستكملان رحلة العمر معاً بحب وسعادة.
-أرجوك سالم، لا تذكّرني.....عقلي لا يتحمّل شعرة واحدة من عفريت ذكرياتي معه وكذبه علي. هل تصدّق أنّه كان يخونني مع تلك العاهرة التي تعمل على بدّالة الفندق. وأنّها تتفاخر بعلاقتها معه وتقول إنّه يفضّلها عليّ، وأنّي لا أملك جزءاً صغيراً من أنوثتها...
تقاطرت دموعها كقطرات الألماس على خدّيها القمريين الرائعين، وأشعلت حمرة عينيها وارتجاف شفتيها جمالها الفتّان، ورحت أتسائل في نفسي...كيف له يمكن له أن يفضّل أحداً على هذه التحفة البشرية، هل هو أعمى أم ماذا؟!
حضرت للعمل في اليوم التالي وكلّي شوق لأرى عاملة البدّالة، تلك التي قالت إنّها الأكثر أنوثة. توجهت مباشرة لغرفة البدّالة القريبة، كان الباب نصف مفتوح وأمكنني رؤية كتفها وانسدال غطاء رأسها من مسافة، طرقت الباب ودفعته قليلاً....التفتت لي بعينين واسعتين ناعستين، كأنهما واحتين رسمتا على وجه القمر....حرّكت شفتيها قائلة
-نعم....تفضّل.
-أنا سالم، أعمل في قسم المحاسبة، لاحظت أن تحويلة الهاتف على مكتبي لا تعمل بالأمس، هل يمكنكِ التأكد منها.
-ما هو واضح أمامي هنا أن كل تحويلات قسم المحاسبة مضاءة.....أي أنها جميعاً تعمل. على كل حال اعطني رقم التحويلة واذهب لمكتبك وسأتصل بك لتتأكد أنها تعمل.
لا أخفي عليكم، وكأن نور الشمس المنبعث من نافذتها طبع ظلّها على صدري.... وتوالت اللقاءات في الممر الواصل بين المكاتب، وصرنا نتناول طعام الغداء سوياً في مطعم الفندق، حتى إذا أيقنت أن لا فكاك لي من هواها فاتحتها بأمر الزواج.....وكان لي ما أردت.
ولا أخفي عليكم أيضاً، أنّي رغم كل شيء، لم أفقد إعجابي القديم ببشائر، ولا هي تخلّت عنّي لأنّي تزوجت بغريمتها السابقة. سبب لي هذا الأمر نغصاً بسبب الغيرة والشك من زوجتي، ثم تطوّر الأمر بها لحد الجنون وطلبت الطلاق.
في صباح ذلك اليوم كنت سيء المزاج، قررت عدم الدخول للمكتب مباشرة وفضلت تناول الشاي في المطعم. حين اقتربت، ومن زاوية بين العمود وباب المطعم الزجاجي لمحت زوجتي تجلس مع زوج بشائر السابق، كان على خدّيها دمعتين، وكانت شفتاها ترتجفان.
-لقد تعبت منه، لم أعد أستطيع التحمّل.
-بشائر...فكّري جيداً قبل أن تتخذي أي قرار.....سبحان الله، العام الماضي فقط كنت أراكما هنا على هذه الطاولة بالذات كعصفورين جميلين. لا يمكن لأحد أن يتخيّل حينها إلا أنّكما ستكملان رحلة العمر معاً بحب وسعادة.
-أرجوك سالم، لا تذكّرني.....عقلي لا يتحمّل شعرة واحدة من عفريت ذكرياتي معه وكذبه علي. هل تصدّق أنّه كان يخونني مع تلك العاهرة التي تعمل على بدّالة الفندق. وأنّها تتفاخر بعلاقتها معه وتقول إنّه يفضّلها عليّ، وأنّي لا أملك جزءاً صغيراً من أنوثتها...
تقاطرت دموعها كقطرات الألماس على خدّيها القمريين الرائعين، وأشعلت حمرة عينيها وارتجاف شفتيها جمالها الفتّان، ورحت أتسائل في نفسي...كيف له يمكن له أن يفضّل أحداً على هذه التحفة البشرية، هل هو أعمى أم ماذا؟!
حضرت للعمل في اليوم التالي وكلّي شوق لأرى عاملة البدّالة، تلك التي قالت إنّها الأكثر أنوثة. توجهت مباشرة لغرفة البدّالة القريبة، كان الباب نصف مفتوح وأمكنني رؤية كتفها وانسدال غطاء رأسها من مسافة، طرقت الباب ودفعته قليلاً....التفتت لي بعينين واسعتين ناعستين، كأنهما واحتين رسمتا على وجه القمر....حرّكت شفتيها قائلة
-نعم....تفضّل.
-أنا سالم، أعمل في قسم المحاسبة، لاحظت أن تحويلة الهاتف على مكتبي لا تعمل بالأمس، هل يمكنكِ التأكد منها.
-ما هو واضح أمامي هنا أن كل تحويلات قسم المحاسبة مضاءة.....أي أنها جميعاً تعمل. على كل حال اعطني رقم التحويلة واذهب لمكتبك وسأتصل بك لتتأكد أنها تعمل.
لا أخفي عليكم، وكأن نور الشمس المنبعث من نافذتها طبع ظلّها على صدري.... وتوالت اللقاءات في الممر الواصل بين المكاتب، وصرنا نتناول طعام الغداء سوياً في مطعم الفندق، حتى إذا أيقنت أن لا فكاك لي من هواها فاتحتها بأمر الزواج.....وكان لي ما أردت.
ولا أخفي عليكم أيضاً، أنّي رغم كل شيء، لم أفقد إعجابي القديم ببشائر، ولا هي تخلّت عنّي لأنّي تزوجت بغريمتها السابقة. سبب لي هذا الأمر نغصاً بسبب الغيرة والشك من زوجتي، ثم تطوّر الأمر بها لحد الجنون وطلبت الطلاق.
في صباح ذلك اليوم كنت سيء المزاج، قررت عدم الدخول للمكتب مباشرة وفضلت تناول الشاي في المطعم. حين اقتربت، ومن زاوية بين العمود وباب المطعم الزجاجي لمحت زوجتي تجلس مع زوج بشائر السابق، كان على خدّيها دمعتين، وكانت شفتاها ترتجفان.
تعليق