الكتابة المغرضة: أسرارها و أساليبها (مقالة).

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسين ليشوري
    طويلب علم، مستشار أدبي.
    • 06-12-2008
    • 8016

    #16
    حديثي عن أنواع الكُتَّاب تجاه الحقائق يدخل ضمن نظرية كبرى حاولت التطرق إليها في موضوعي هنا ؛ و الكتاب الحقيقيون، أو الرساليون، أو الملتزمون، أو أصحاب القضايا الكبرى، لا يكتبون من أجل الكتابة أو للتنفيس عن مكبوتاتهم أو للتباهي، و إنما يكتبون ليجروا قراءهم إلى قناعاتهم، و قد أكدتُّ ألَّا كتابة تخلو من غرض أيا كانت قيمة ذلك الغرض كما ضربت مثلا، و لله المثل الأعلى، أن القرآن الكريم نفسه لا يخلو من غرض، أو أغراض، و ما أنزل إلا لغرض، أو أغراض، أو مقاصد أو أهداف أو غايات ؛ و هنا يتجلى ما أرمي إليه من أنواع الكُتَّاب إزاء الحقائق، فمنهم من يوردها كاملة غير منقوصة، و هذا نادر أو يكاد يكون مفقودا البتة، و منهم من يورد بعضها و يسكت عن بعض إما عن دراية إذ ليس كل ما يعرف يقال، أو عن جهالة ففاقد الشيء لا يعطيه، و منهم من يسكت عنها كلها لسبب من الأسباب، و منهم من يقلب الحقائق كلها أو بعضها لغرض ما كما هو شأن وسائل الإعلام في العالم كله عموما و في الوطن العربي خصوصا، و لا دخل للسياسة في حديثي لأنني أحاول "التنظير" هنا (؟!!!) لظاهرة إعلامية عالمية قد سبقني كثير من الناس إليها، فأحببت إشراك قرائي فيها، على أن الأمر أولا و أخيرا يرجع إلى "قانون": "إنما الأعمال بالنيات و إنما لكل امرئ ما نوى" فلينظر أحدنا لماذا يكتب ثم ليحكم على نفسه من خلال نياته أو مقاصده أو أهدافه أو أغراضه إنْ خيرًا فخيرٌ و إنْ شرًّا فشرٌّ.
    (نقلا من مشاركتي في موضوع "أي الجنسين الأصدق في الحب: الرجل أم المرأة ؟"، المشاركة رقم 708).
    http://almolltaqa.com/vb/showthread.php?126313--%BF&p=1070946#post1070946
    sigpic
    (رسم نور الدين محساس)
    (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

    "القلم المعاند"
    (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
    "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
    و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

    تعليق

    • موسى مليح
      أديب وكاتب
      • 15-05-2012
      • 408

      #17
      السلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته ..
      تلبية لدعوتك الكريمة طفت في جنبات بستانكم المورق وقطفت من بعض تمرانه وتوقفت تحت ظلال المراجع المؤطرة لمقالتكم هذه..وقد ابتدأت فقهية تقليدية ومرت بنظرية التواصل عند جاكبسون ثم انتقلت إلى النقد الوصفي في إشارة الميتالغة وبعض المقتطفات من تيارات نقدية متنوعة المشارب ومختلفة الأهداف ..لكن الرابط الجميل بين هذا التنوع هو الإيمان العميق بأن الكتابة الواعية لاتنطلق من فراغ ولا تسعى إلى فراغ ؛إنها كتابة هادفة ولتأكيد ذلك نعود إلى حصر دلالة القصيدة كمصطلح أدبي عربي والمشتقة من القصد والقصد مرتبط بالطريق المستقيم ..وكل طريق مستقيم له بداية ونهاية كغرض وغاية .لهذا اجتهد النقاد القدامى عند تحديدهم لأغراض الشعر في المدح والهجاء والنسيب والرثاء والوصف ..وتعارفوا على مجموعة من القيم والكلمات التي يستقيم بها كل غرض كاجتهادهم في تحديد عناصر عمود الشعر العربي المرزوقي كنموذج..لكن الأغراض في الشعرالعربي ستعرف هجوما يوازي الهجوم الذي تعرضت إليه البحور الخليلية ..فتحول الحديث من الغرض إلى التيمة انطلاقا من مفهوم الالتزام في الأدب كما قال به جون بول سارت في كتابه :ما الأدب ؟ووجد صداه في النقد الإيديولوجي الذي هيمن على الساحة العربية منذ منتصف الستينات إلى مطلع الثمانينات من القرن الماضي ..عندها ستبدأ البنيوية باتجاهاتها المتنوعة في ترسيخ مفهوم البحث عن أدبية الأدب وتعلن موت المؤلف ..لأنها تروم قراءة الأدب من الداخل كمعطى لغوي دون ربطه بالعوامل الخارجية التاريخية والاجتماعية والنفسية..لكن ما وجب التأكيد عليه أن لاكتابة بدون قضية ولاقضية بدون رؤية ..وأن كل كتابة هي مظهر لوعي معين تشبع به الكاتب وآمن به وعمل على نشره ولا توجد كتابة بيضاء بريئة ...
      هذه الكلمات السريعة تشاركك هم السؤال لماذا نكتب ؟ وتساهم في بناء ناقد النيت المستوعب لخصائص ما يعرف في النقد الحديث ب cyber texte ..أعتز بكل كلمة تكتبها لسبب بسيط :إنها كلمات صادقة ..تحية وتقدير

      مراكش/المغرب 07/06/2014
      التعديل الأخير تم بواسطة موسى مليح; الساعة 07-06-2014, 22:44.
      ستموت إن كتبت،
      وستموت إن لم تكتب ...
      فاكتب ومت .....

      تعليق

      • حسين ليشوري
        طويلب علم، مستشار أدبي.
        • 06-12-2008
        • 8016

        #18
        المشاركة الأصلية بواسطة موسى مليح مشاهدة المشاركة
        السلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته ..
        (...) لكن ما وجب التأكيد عليه أن لاكتابة بدون قضية ولاقضية بدون رؤية ..وأن كل كتابة هي مظهر لوعي معين تشبع به الكاتب وآمن به وعمل على نشره ولا توجد كتابة بيضاء بريئة ... هذه الكلمات السريعة تشاركك هم السؤال لماذا نكتب ؟ وتساهم في بناء ناقد النيت المستوعب لخصائص ما يعرف في النقد الحديث بـ cyber texte ..أعتز بكل كلمة تكتبها لسبب بسيط :إنها كلمات صادقة ..تحية وتقدير.
        و عليكم السلام ورحمة الله تعالى و بركاته.
        أهلا بك أخي الفاضل الأستاذ موسى مليح ذا المرقم الفصيح.
        إذن لقد صدق حدسي لما قلت عنك في بعض تعاليقي "و أخيرا أديب يعرف ماذا يفعل !"، فالحمد لله على توفيقه.
        شدتني عبارتك"
        لكن ما وجب التأكيد عليه أن لاكتابة بدون قضية ولاقضية بدون رؤية .. و أن كل كتابة هي مظهر لوعي معين تشبع به الكاتب وآمن به وعمل على نشره ولا توجد كتابة بيضاء بريئة" اهـ لأنها تصب في صميم "نظريتي" في الكتابة.
        قد يدعي بعض الكُتّاب أنهم يكتبون من أجل الكتابة و هذا ما يوهمون به أنفسهم و قراءهم لأن الزعم بأنهم يكتبون من أجل الكتابة فهو غرض في حد ذاته، "الكتابة البيضاء" تساوي ترك الورقة البيضاء بيضاء لا شِيَّة فيها و لا أثر مهما صغر.
        أما "اليسبر تاكست" أو
        cyber texte كما قلتَ، أو النص الافتراضي أو النص الرقمي إن صحت الترجمة و الموافقة الدلالية، فهو مصطلح جديد أكتشفه بفضلك، و أرى أنه مجال خصب للبحث و التقعيد، أو "القوننة"، حتى لا نضيع في متاهة خيوط الشبكة العنكبية الكونية و ما ينشر فيها من "نصوص رقمية/افتراضية" بمختلف أنواعها و أشكالها و ... أغراضها.
        أخي الفاضل و أنا أتشرف بعدك من أصدقائي المغاربة فلي في المغرب أصدقاء أعتز بهم و أقدرهم كثيرا لأن لهم عليَّ أفضالا لا يمكنني توفيتهم الشكر عليها.
        تحيتي و تقديري و شكري المتكرر.


        sigpic
        (رسم نور الدين محساس)
        (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

        "القلم المعاند"
        (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
        "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
        و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

        تعليق

        • سمرعيد
          أديب وكاتب
          • 19-04-2013
          • 2036

          #19


          يُسعدني ويشرفني أن أنضمَّ إلى ركب المارين بهذا الموضوع القيّم..
          الكتابةُ؛وهي فعلٌ إرادي ،لمالك فكر وقلم، لايمكن أن تولد وترى النور من دون غرض..
          وإن اختلفت الأغراضُ في نزاهتها وشفافيتها،سلبيتها وايجابيتها، ونسبية قراءتها، بشكل عام.
          فما أقيّمه أنا كتابةً مغرضة ،مخربة، لاتمت إلى الحقيقية بصلة؛
          يراها غيري صادقة بنّاءة،والله وحده أعلم بالنوايا..
          قد تكون الكتابة بدافع ذاتي،ليعبر عن شعورما ،أوإيصال وتوضيح فكرة ما،
          أو تقييم ظاهرة معينة ، أو تدوين تجارب وأفكار..
          وقد تكون لأغراض مادية أو معنوية..كالحصول على منصب أو سلطة أو مال..
          قد تكون لأهداف سامية، وطرح أفكار بنّاءة من بعد تشذيب أفكار سابقة..
          (كما هو الحال في كتابة الأستاذ حسين ليشوري)
          فمنذ نعومة أظفار الكتابة ،فتحت عينيها على نفس الأغراض ، والأهداف
          مع اختلاف الأسلوب والبيئة التي تطبع الافكار بطابعها..
          وأسوأ أنواع الكتابة تلك التي تقلّب الحقائق، رأسا على عقب،
          أو تلك التي تباع وتشترى، رخيصة لأغراض دنيوية مختلفة..
          الكتابة فن وذوق، والكاتب الصادق المؤمن بأفكاره، تصل أفكاره إلى غيره بسرعة ،
          لست ضدّ من هو ضدّنا في الأفكارطالما أنه مؤمن بها؛
          ولكل إنسان حرية التعبير والكتابة..
          لكني ضدّ من يغير قناعاته، ويبيع صدق أفكاره،
          للحصول والوصول إلى أغراض دنيوية مؤقتة..والله أعلم..

          مع أجمل وأطيب تحية إلى الكاتب القدير حسين ليشوري ؛
          والذي أقترح أن تجتمع أفكاره في كتاب
          (متعة الإبحار في روعة الأفكار)
          (متعة الإبحار في عميق الأفكار)
          كل التقدير والاحترام
          وخالص الشكر

          تعليق

          • حسين ليشوري
            طويلب علم، مستشار أدبي.
            • 06-12-2008
            • 8016

            #20
            و عليك السلام ورحمة الله تعالى و بركاته.
            أهلا بك الأستاذة المهندسة سمر عيد وعساك بخير وعافية.
            أعتذر إليك عن التأخر في شكرك على مرورك الزكي وتعليقك الذكي، بارك الله فيك.
            ثم أما بعد، لا توجد في رأيي الشخصي البسيط كتابة من أجل الكتابة أبدا، و إنما الكتابة ومهما كانت بسيطة ساذجة فهي لغاية أو لهدف أو لغرض ما ؛ فحتى عندما يكتب كاتب لنفسه شيئا ولا يخرجه إلى الناس إنما يكتب لينفس عن نفسه ما يعتلج فيها و من هذا القبيل ما يسمى "المذكرات الشخصية" أو "الجورنال آنتيم".
            بيد أن الأغراض تختلف من شخص إلى شخص و من مؤسسة إلى مؤسسة و من نظام سياسي إلى نظام، و حتى الكتابة التي تقلب الحقائق رأسا لعقب أو التي "تزور" الحقائق قد يكون فيها ما هو نبيل و شريف و هادف أو قد تكون ما جاءت إلا لهدف نبيل و شريف و هادف كما هو الشأن في أسئلة الاختبارات و الامتحانات و المسابقات و يحضرني هنا ما قرأناه عن اختبار العلماء للإمام البخاري، رحمه الله تعالى، صاحب "الصحيح"، لما اُخْتِير له عشرةُ علماء يحفظون الحديث النبوي و عرض عليه كل واحد منهم عشرة "أحاديث" مختلطة الأسانيد و المتون فاستمع إليهم جميعا و قال:"هذه الأحاديث لا أعرفها هكذا، و إنما هي كالتالي ..." ثم سرد عليهم مئة حديث بأسانيدها و متونها، فهذه القصة تظهر لنا أن "قلب" الحقائق من أجل العلم و الاختبار مفيد و نافع ؛ إذن، القضية كلها مرتبطة بالنية أو القصد أو الغرض من الكتابة، و إنما الأعمال بالنيات و إن الكتابة لمن الأعمال و إنما لكل كاتب ما نوى.
            هذه رؤيتي وهذه قناعتي و لقد نويت التحدث في هذا الموضوع الخطير حتى يعرف الناس أنهم مقصودون بما يكتب لهم أو يعرض عليهم من كتابات في كل مجال من المجالات: من الجرائد الورقية المحلية إلى الفضائيات التلفزيونة إلى المنتديات العنكبية.
            هذا ما أحببت تسجيله هنا و بسرعة حتى لا يذهب من ذهني كما ذهب غيره وهو كثير.
            تحيتي لك وتقديري الذي لا يتبدد، إن شاء الله تعالى، و شكري المتجدد.

            sigpic
            (رسم نور الدين محساس)
            (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

            "القلم المعاند"
            (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
            "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
            و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

            تعليق

            • حسين ليشوري
              طويلب علم، مستشار أدبي.
              • 06-12-2008
              • 8016

              #21
              نموذج من الكتابة المغرضة: رسالة مفتوحة إلى فخامة رئيس جمهورية تركيا.

              sigpic
              (رسم نور الدين محساس)
              (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

              "القلم المعاند"
              (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
              "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
              و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

              تعليق

              • حسين ليشوري
                طويلب علم، مستشار أدبي.
                • 06-12-2008
                • 8016

                #22
                موضوع له صلة.

                sigpic
                (رسم نور الدين محساس)
                (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                "القلم المعاند"
                (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                تعليق

                • رشا الشمري
                  أديب وكاتب
                  • 15-09-2014
                  • 268

                  #23
                  أسعد الله اوقاتك بالخير أستاذنا الكاتب الكبير ،
                  حسين ليشوري
                  فضاء رحب وعالم متكامل هو متصفحك
                  شكرا لهذا العطاء وبارك الله بك وجزاك عنا خير الجزاء لما تقدم من فائدة وتوضيح

                  كنت هنا لانهل من نهر كرمك سيدي
                  تحياتي واحترامي

                  في النهاية سأدرك , باني ماخلقت الا لاكون معك .



                  تعليق

                  • حسين ليشوري
                    طويلب علم، مستشار أدبي.
                    • 06-12-2008
                    • 8016

                    #24
                    موضوع ذو صلة: جدليّة اللّغة و الفكر عند "النّاصين" سلامةً و سقامةً.

                    جدليّة اللّغة و الفكر عند "النّاصين" سلامةً و سقامةً.
                    sigpic
                    (رسم نور الدين محساس)
                    (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                    "القلم المعاند"
                    (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                    "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                    و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                    تعليق

                    • حسين ليشوري
                      طويلب علم، مستشار أدبي.
                      • 06-12-2008
                      • 8016

                      #25
                      المشاركة الأصلية بواسطة رشا الشمري مشاهدة المشاركة
                      أسعد الله اوقاتك بالخير أستاذنا الكاتب الكبير،
                      حسين ليشوري
                      فضاء رحب وعالم متكامل هو متصفحك،
                      شكرا لهذا العطاء وبارك الله بك وجزاك عنا خير الجزاء لما تقدم من فائدة وتوضيح
                      كنت هنا لانهل من نهر كرمك سيدي
                      تحياتي واحترامي
                      أهلا بك رشا و شكرا لك على حضورك الطيب و تقديرك الكريم،
                      هذا من نبلك وكرمك.
                      تحيتي وتقديري.

                      sigpic
                      (رسم نور الدين محساس)
                      (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                      "القلم المعاند"
                      (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                      "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                      و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                      تعليق

                      • حسين ليشوري
                        طويلب علم، مستشار أدبي.
                        • 06-12-2008
                        • 8016

                        #26
                        sigpic
                        (رسم نور الدين محساس)
                        (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                        "القلم المعاند"
                        (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                        "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                        و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                        تعليق

                        • حسين ليشوري
                          طويلب علم، مستشار أدبي.
                          • 06-12-2008
                          • 8016

                          #27
                          تذكير بما قيل عن أسئلة الكتابة قبل الكتابة.



                          الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

                          ثم أما بعد، أثار فيَّ كلام الكاتبة عايده محمد نادر السابق (المشاركة رقم:
                          #15 في موضوعي"
                          فن القص و فن التلفيق القصصي") الرغبةَ إلى ضرورة العودة إلى قضية، أو مسألة، "أغراض الكتابة" كما بينتها في العديد من كتاباتي هنا في الملتقى.

                          الكتابة الأدبية، أو غيرها، ليست عبثا لتمضية الوقت، وليست لهوا لإزالة السآمة عن النفس فقط، وإنما هي، زيادة عن كونها "تنفيسا" عما يختلج نفس الكاتب من قلق بمسألة ما، تستهدف، أو تستغرض، التأثير في المتلقي، القارئ، ليشارك الكاتب في قلقه ذاك، وكما قال بشار بن برد:
                          "لابد من شكوى إلى ذي مروءة = يُوَاسِيكَ أَوْ يُسْلِيكَ أو يَتَوَجَّع"
                          والقراءة، أوالتفاعل مع الكاتب و كتابته، ضرب من ضروب المواساة أو التسلية أو ... التَّويجع والتّفجيع إن لم يكن توجُّعا و تفجُّعا.


                          وحتي تكون الكتابة هادفة هادية هادئة (الهاءات الثلاث التي تحدثت عنها مرارا) يفترض في الكاتب (ولا أقول يجب عليه) أنه سأل نفسه قبل إقدامه على الكتابة، من أي نوع كانت، الأسئلة التالية:
                          - ماذا أكتب ؟ (موضوع الكتابة)؛
                          - لمن أكتب ؟ (الفئة أو الشخص المستهدف بالكتابة)؛
                          - كيف أكتب ؟ (الأسلوب الذي نكتب به)؛
                          - في أي قالب أكتب ؟ (شكل الكتابة أو نوعها)؛
                          - لماذا أكتب ؟ (الغاية من الكتابة)."
                          اهـ بنصه وفصه من بعض مقالاتي المخصصة للكتابة،(تنظر مواضيعي:"مرتكزات الكتابة الأدبية الراقية"، و"ورشة لتعليم فنون الكتابة"، وينظر، كذلك، للاستئناس فقط "الكتابةُ "الثِّرِيدِيَّةُ"[أو"الكتابة الثّلبدية" نحو نزعة أدبية عربية جديد]"، و"رسالة الأديب بين الكاتب الصحيح و المخربش الكسيح").

                          وهذا السؤال الأخير (لماذا أكتب؟) هو، في نظري، الذي يحدد الغرض من الكتابة كلها، إذ يستحيل، في نظري دائما طبعا، أن يكتب كاتب أي شيء، حتى التعاليق السريعة في المنتديات، دون غرض ما، سواء أقر بهذا الغرض أم كتمه في نفسه لسبب من الأسباب هو وحده أدرى بها.

                          والإجابة الدقيقة والصريحة، بين الكاتب ونفسه، عن هذا السؤال (لماذا أكتب؟) تحدد مسار الكتابة وتحدد في الوقت نفسه الغرض، المعلن أوالدفين، من كتابته.

                          و"لماذا أكتب؟" متصل مباشرة بما يسمى في الفقه الإسلامي بـ "النية" وإنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى أدرك ذلك أم لم يدركه؛ والكتابة من الأعمال حتما إذ لو لم تكن كذلك لما ظهرت للوجود أصلا ولبقيت في غياهب النفس القاتمة وفي غياباتها العميقة.

                          ويستحيل تماما أن يكتب كاتب شيئا دون "نية" مبيتة صريحة واضحة في نفسه، أعلن ذلك أم كتمه، صدق فيه أو كذب، لسبب من الأسباب.

                          النفس البشرية هي أغور من جب "المارياناس (شرق جزر الفلبين) "[
                          المقالة الانشطارية]، وأعمق، وهي، كذلك، أعقد بكثير من ذنب الضب كما يقول العرب؛ ولذا، إن الكاتب نفسه لا يدري أحيانا لم كتب ما كتب، أو أنه "يكذب" على نفسه عندما يدعي أنه "يكتب من غير غرض"(؟!!!)، إذ لا كتابة بلا غرض ألبتة، الكتابة مغرضة "بالفطرة" إن صحت العبارة؛ وهذا ما حاولت بيانه المرة بعد المرة فعسى أن يرسخ كلامي في أذهان القراء، قرائي على الأقل، فنتجه جميعا إلى الصراحة الأدبية ولا نذكب على أنفسنا وندعي غير ما نكِنُّ في أعماقنا ونكتم في أسرارنا حتى وإن كان بريئا حسنا طيبا مقبولا عند الناس ظاهرا.

                          قراءة ممتعة للجميع وللحديث بقية إن شاء الله تعالى.

                          sigpic
                          (رسم نور الدين محساس)
                          (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                          "القلم المعاند"
                          (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                          "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                          و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                          تعليق

                          • حسين ليشوري
                            طويلب علم، مستشار أدبي.
                            • 06-12-2008
                            • 8016

                            #28
                            الكتابة المغرضة نوعان: إيجابية وسلبية.


                            الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

                            ثمّ أمّا بعد، دار بخلدي وأنا أتناول اليوم فطور الصّباح، منذ بضع ساعة، كلام أخي الفاضل الأستاذ فكري النّقّاد الّذي كتبه لي أمس في مشاركته الكريمة رقم#7 في الـ "هُدْهُدِيَّة" حيث قال:"تحيّاتي لك ولإبداعك وللتّوظيف المغرض" انتهى، فاستوقفتني عبارة "التّوظيف المغرض" هذه وأعجبتني أيّما إعجاب لأنّها ذكّرتني بموضوعي المغرض هنا ولأنّها دلّتني أنّ بعض كلامي محفوظ في أذهان القرّاء وهذه وحدها قمينة بالسّرور بها ولها.

                            نعم، الكتابة مغرضة بالقوة وبالفعل في الوقت نفسه فإن لم تكن كذلك كانت عبثا ولعبا ولهوا قد يُسأل الكاتبُ عنه وقد يأثم إن كان غرضه سيئا ومن هنا عنَّ لي الكتابة من جديد في القضية لأقول:"إن كتابة مغرضة عن كتابة مغرضة تفرق"؛ وبيانه أن الكتابة المغرضة نوعان: كتابة مغرضة إيجابية، وكتابة مغرضة سلبية، تماما كما في كل أعمال الإنسان فيها زوجان اثنان، وفي الخَلْقِ كذلك كما قال الله تعالى:{
                            وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَ‌لِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}(سورة الرعد: #3)، وقوله تعالى:{وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ}(الصافات:#96)، وأعمال الإنسان نوعان كلها: إما خير وإما شر، والكتابة المغرضة الإيجابية من الخير لأنها كتابة بنّاءة، والكتابة المغرضة السلبية من الشر لأنها هدّامة، هكذا بكل بساطة ووضوح.

                            وخلاصة القول، أن "المغرضة الإجابية" والتي تستهدف الخير وتنطلق منه من أعمال الخير التي يثاب المرء عليها لأنها تدخل ضمن النصح للناس، وأن "المغرضة السلبية" والتي تستهدف الشر، أيا كان ضئيلا وخفيا، وتنطلق منه من أعمال الشر التي يعاقب المرء عليها لأنها تدخل ضمن الإساءة إلى الناس و{فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره}(الزلزلة:
                            #7 و#8).

                            هذا ما عنَّ لي قوله إثراءً للموضوع وإحياءً له عساه يفيد وينفع، والله من وراء القصد وهو، سبحانه، يهدي السبيل، والحمد لله في الأول والأخير.

                            sigpic
                            (رسم نور الدين محساس)
                            (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                            "القلم المعاند"
                            (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                            "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                            و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                            تعليق

                            • فاطمة الزهراء العلوي
                              نورسة حرة
                              • 13-06-2009
                              • 4206

                              #29
                              سلام الله
                              موضوع قيم جدا من حيث ما يعتري القلم اليوم من ضبابية وتهجم باطني الغرض منه الواجهة الملعونة
                              فهناك واجهات ملعونة
                              هي ترسبات في باطن العقل يستخدمها جسر عبور الى الواجهة كي يكون بالقوة
                              وما علينا إلا أن نتصفح اليوم ما يكتب وينشر من إشاعات وأكاذيب وسرقات أحيانا مغرضة للمس بشخص ما بقلم ما
                              فينا جانبان أبيض وأسود وللأسف يملي علينا الأسود في كثير من الأحايين إنصاتا متهورا
                              شكرا أستاذي على هذه الورقة القيمة والمفيدة
                              لا خير في هاموشة تقتات على ما تبقى من فاكهة

                              تعليق

                              • حسين ليشوري
                                طويلب علم، مستشار أدبي.
                                • 06-12-2008
                                • 8016

                                #30
                                المشاركة الأصلية بواسطة فاطمة الزهراء العلوي مشاهدة المشاركة
                                سلام الله
                                موضوع قيم جدا من حيث ما يعتري القلم اليوم من ضبابية وتهجم باطني الغرض منه الواجهة الملعونة، فهناك واجهات ملعونة، هي ترسبات في باطن العقل يستخدمها جسر عبور الى الواجهة كي يكون بالقوة وما علينا إلا أن نتصفح اليوم ما يكتب وينشر من إشاعات وأكاذيب وسرقات أحيانا مغرضة للمس بشخص ما بقلم ما، فينا جانبان أبيض وأسود وللأسف يملي علينا الأسود في كثير من الأحايين إنصاتا متهورا.
                                شكرا أستاذي على هذه الورقة القيمة والمفيدة.
                                ولك مني أكمل السلام وأجمل الكلام أختنا الفاضلة الشاعرة فاطمة الزهراء.

                                أشكر لك تنويهك الكبير بموضوعي الخطير، نعم هو من الخطورة بمكان لأنه يبين أسباب الكتابة، الأدبيّةَ وغيرَها، إذ لا تخلو كتابة من غرض حتى وإن كان ساذجا بسيطا بريئا يوهم أ
                                نْ لا غرض منه لكننا لو فتشنا جيدا وجدنا أن كل كتابة تحمل غرضا وتسعى إلى غرض سواء اعترف كاتبها به أم لم يعترف، كبُر ذلك الغرض في ذاته أم صغُر.

                                إن الكاتب، أيا كان، لا يكتب من فراغ ولأجل الفراغ، فإن ادعى ذلك فهو إما كاذب دعي أو مجنون يهذي ولا يدري بما يهذي، أما الكاتب الحقيقي فهو يكتب لغرض نبيل إيجابي بناء، ليقول شيئا ما صغر ذلك المَقُول أو كبر ولذا تجدين كبار الكُتاب لا يكتبون إلا ليقولوا شيئا وحرصهم أن يكون مَقُولهم نافعا مفيدا يخدم فكرة أو قضية أو فئة أو أمة وهذه هي أغراض الكتابة المغرضة الإيجابية البناءة النبيلة؛ أما الكتابة المغرضة السلبية فهي كتابة خبيثة خسيسة هدّامة فإما أنها تهدم شخصا أو تهدم جماعة أو تهدم أمة وانظري الكتابات الصحفية، ولاسيما في وطننا العربي البائس، فهي كتابة في أغلبها هدامة غير بناءة تأتمر بأوامر الأسياد وأرباب المال الذين هم في الغالب تحت إمْرة الأسياد بصفة أو أخرى.

                                أما الكُتَّاب الصغار فهم يكتبون لأغراض صغيرة مثلهم وهؤلاء لا يعمرون طويلا لأن أغراضهم الصغيرة ستذهب معهم لما يذهبون وتُنسى لما يُنسَوْن أو قبل أن يُنسَوا وانظري كتابات العمالقة من الكتاب كيف خلدت بعدما ثووا، هلكوا، وفنوا وغابوا عن الأنظار لكن أعمالهم بقيت حاضرة في الأذهان وفي الكتب والمكتبات.

                                نسأل الله التوفيق في كل شيء وأهمها أن تكون كتاباتنا إيجابية نافعة مفيدة نبيلة، اللهم آمين.

                                شكرا مرة أخرى على المتابعة الكريمة وقد أحييت موضوعا أعزه كثيرا وأعتز به كثيرا.

                                تحياتي إليك وتقديري لك واحترامي.

                                sigpic
                                (رسم نور الدين محساس)
                                (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                                "القلم المعاند"
                                (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                                "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                                و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                                تعليق

                                يعمل...
                                X