حياتَك من غيري ...

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • جلال داود
    نائب ملتقى فنون النثر
    • 06-02-2011
    • 3893

    حياتَك من غيري ...



    بلا مقدمات .. تغيرتْ معاملة زوجها لها.
    تحوُّلٌ مباغت وانعطاف حاد يشبه الصفعة على الوجه من شخصٍ لم تكن تتوقع منه غير ابتسامة ودودة أو عناق حميم أو كلمة ترقد في خاطرها لحين عودته من عمله..
    بدأ يدخل عابساً، ويخرج مقطب الجبين وينتقد كل صغيرة وكبيرة.
    فارقت الابتسامة وجهه ، وحلتْ محلها تقطيبة وجه مستديمة.
    إمتنع عن الأكل في البيت وظل يأتي وقد تناول كل وجباته خارج المنزل، وهو الذي كان يمتدح ما تصنعه يديها.
    تجلس بجانبه وهي في حيرة من أمره، فيبعدها بتلويحة من يده ..
    فتبتعد عنه والحزن يذبحها ويزلزل كيانها ..
    تسأله فلا تجد إجابة ..
    أيُعْقَل أن يكون هذا هو زوجها وحبيبها ..؟
    أهذا هو الذي كان يدخل ويخرج خلفها كطفل مدلل، من المطبخ إلى غرف الأطفال، إلى الصالة، يتبعها كظلها وهي تقوم بأعباء المنزل يبثها النجوى ويحكي لها كل أحداث يومه، ويشاورها في كل صغيرة وكبيرة ؟..
    كانت تعاتبه ضاحكة : ( خليني أشوف شغلي بالأول) ..
    ولكنه كان يصر على تتبعها كظلها ..
    أما الآن .. فسبحان مغير الأحوال من حال إلى حال، إنه حال لا يُصدّق.
    وهو الذي تعرف تعلقه بهم، بدأ يصرخ في وجه الأطفال إن علا صوتهم في صخبِ لعبهم.. فيهرعون إلى حضنها فزِعين .. وتمتد يده بالضرب إن جاءه أحد أطفاله شاكياً .. وهو الذي كان تدمع عيناه إن رأى طفلاً يبكي.
    ثم جاءت الطامة الكبرى ..
    يأتي قبيل الفجر ويتسلل إلى غرفة نائية ويغط في نوم عميق ...
    بينما هي ساهرة تتجاذبها الشكوك والظنون قلقا عليه..
    صارحتْ صديقة عمرها وغصة تقف في حلقها ودمعات عصية تقف على أطراف المآقي.
    ارتمت على كتف صديقتها الحميمة وانفجرت باكية.
    صديقتها المحنكة وفي نبرة الواثق همست في أذنها: أتريدين نصيحتي؟
    قالت كالمتشبثة بقشة بين أمواج متلاطمة : طبعا بلا شك.
    فقالت صديقتها بنبرة الخبيرة : أتركيه .... امتصي كل غضبه ولا تناقشيه... رددي إثر كل خلاف جملة واحدة ( أنا غلطانة .. حقك على ) .. وحاولي أن تبعدي الأطفال عنه .. ولا تسأليه لم تأخر أو أين كان؟
    قالت وصورة زوجها المتغيرة تتراقص أمامها : حسنا ... سأصبر وأرى و......
    فأسكتتها صديقتها بأن وضعتْ يدها على فمها : ليس لديك غير العمل بنصيحتي والصبر ..
    طبَقتْ نصيحة صديقتها بحذافيرها ... وضعتْ كل أعصابها في ثلاجة .
    وهو يزداد ثورة وهيجاناً و كأنه يريد سبباً لينفجر غضبا .
    تمتص غضبه في صبرٍ وأناة، وتمد له حبال الاعتذار بالرغم من أنها لم تخطيء..
    تتلقى إهاناته .. وكأنها لم تسمع شيئاً ..
    تسهر الليالي .. ثم تغمض عينيها إن سمعتْ صوت المفتاح يدور في الباب كأنها غارقة في سباتٍ عميق.
    لمدة طويلة لم تسمع منه كلمة تخفف عنها هذا العذاب اليومي ..
    والحيرة تكبر في دواخلها ..
    تيأس أحياناً من نصيحة صديقتها وتفكر في ترك البيت .. فيصيبها الهلع لهذه الفكرة المجنونة القاتلة ..
    تارةً يشدها حبها له ولأطفالها .. فتلوك الصبر وتبلعه مع مرارتها صباحا ومساء ..
    تصالحتْ مع حالتها .. وتيقنَتْ أن حياتها السابقة أصبحت ذكرى طواها النسيان.
    قبعت منزوية في إحدى أركان بيتها تنتظر أوامره اليومية .. وتفلُّـتاته المستمرة ..
    خَدَرَها الألم تماماً .. وفقدتْ الأمل ..
    يبِستْ روحها ...
    وذبلتْ زنابق كثيرة كانت تزين قلبها ..
    جفَتْ ابتسامتها .. ونضب معين ضحكاتها التي كانت تملأ أرجاء البيت.
    ليلتها ..
    نام الأطفال .. واطمأنت على مرقدهم .. وأطفأتْ الأنوار ..
    وهجعتْ إلى مخدعها تتلو آيات الصبر في ظلام غرفتها .. ودمعات حارة تبلل خديها ..
    وراحت في غفوة .. ما بين النوم واليقظة ..
    تتقاذفها حزم من الإحباط وبصيص من قبس الأمل المنزوي بين حنايا حبها له ..
    كادت الإغفاءة أن تنزلق إلى مراتب نومٍ تراوده الكوابيس ..
    سبحتْ ما بين اليقظة وأضغاث الأحلام ..
    أحسَتْ بيدٍ تربت على خدها برفق .. وتمسح عليه بتحنان ..
    إنتصب في داخلها إحساس قديم تعرف كنهه .. وتعرف أدقَّ خباياه.
    وحتى لا تصحو من هذا الحلم اللذيذ .. لم تفتح عينيها .. ولم تتفوه بكلمة ..
    بل استمرأتْ هذا الشعور اللذيذ وراحت هائمة بين موجاته الهامسة ..
    جعلتْ اليد تمشي على خدها ببطء جيئة وذهاباً ..
    ثم إنساب ذاك الصوت الدافيء ليغمر كيانها كله ..
    الصوت التي تستطيع أن تفرز حباله من بين آلاف الأصوات ..
    ثم سمعتْ إسمها في همسٍ ذكَّرها بأول ليلة لها معه .. عندما قال أحبك يا سنا الروح ..
    إنتفضتْ مذعورة لتجده بشحمه ولحمه جالساً على حافة السرير ..
    ورغم الظلام الدامس .. قرأتْ تعابير وجهه .. وأنفاسه المتلاحقة تلفح وجهها .. تكاد تسمع وجيب قلبه ..
    مدتْ يديها ولامست خديه .. فوجدتهما مبللتين ..
    وعندما قرّبته إليها برفق وتؤدة .. إرتمى بين أحضانها سريعاً ملبياً نداء الشوق الغامر.. فأحسًتْ ببكائه المكتوم .. وشهقاته المتقطعة .. فراحت تهدهده كطفلٍ جافاه النوم ..
    وراحا في عناق طويل ..
    عناق يختزل كل الكلام الذي كان لا بد له أن يقال للتعويض عن الشهور الفائتة ..
    أحستْ بأن جسدها وكأنه قد تحرر من ربقة إثمٍ كان مفروضاً عليها .. إثمٌ لم تقترفه ولكنه كان يدلق سمومه على روحها فيغلفه بغلاف داكن ..
    غسل بكاؤه كل صدأ روحها .. وحرر عناقه دواخلها من أسْر عبودية احباطاتها وكآبتها ..
    وتلاشى ألمها النازف ..
    وسكن جسدها طمأنينة محببة ..... فإرتعشتْ وأهتز كيانها ..
    لم تعرف ماذا تريد أن تفعل وقتها .. هل توقظ أطفالها ليشاركوها هذه اللحظة التي لن تنساها .. أم تطلق زغرودة وليحدث ما يحدث.
    لم ير عينيها وهما تبرقان في الظلام غير مصدقة أن الذي يرقد مستكيناً بين يديها هو زوجها الذي عاد إليها ..
    ولكنه أحس أنها سامحته .. بكل ما تحمل الكلمة من معنى ...
    ( أعرف أن قلبك كبير .. أرجوك ســامحيني ) .. وأختنق صوته بعبرة فتوقف عن الكلام فعاودت هدهدته وكأنها تقول ( أعرف كل شيء .. المهم إنك رجعت لي ) ..
    وشهدتْ نجوم تلك الليلة أروع مناجاة هامسة كزقزقة العصافير عند تباشير الفجر ..
    وعادت أهازيج الفرح تملأ أركان البيت ..
    سألتْ صديقتها : تُرى ما السبب الذي غيره ثم أعاده لي مرة أخرى ؟
    قالت لها صديقتها وابتسامة نصرٍ و ثقة على أطراف شفتيها :
    أولاً لا تسأليه عن السبب أبداً .. أتركية و هو بعد فترة سيحكي لك لا محالة، ثانيا : وهو المهم أنه الآن بات يعرف بأن حياته من غيرك .....
    وسكتت تاركةً لصديقتها إكمال هذه الجملة التي يمكن تكملتها بكلمات تملأ عدة صفحات...
    فتمتمت الزوجة بكلمة واحدة أكملتْ بها جملة صديقتها، ولكنها كانت كلمة بمثابة بلسم لكل أوجاعها.

  • محمود قباجة
    أديب وكاتب
    • 22-07-2013
    • 1308

    #2
    قصة تحاكي الواقع
    فهناك الكثير من الجفاء بين بعض الازواج
    قد تكون معلومة الأسباب او مجهولة السبب


    قد يكون الوضع المعيشي او معرفة بعض الصداقات





    ما نتمناه استقرار النفس


    دمت بخير
    تقديري

    تعليق

    • أم عفاف
      غرس الله
      • 08-07-2012
      • 447

      #3
      أستاذي الكريم جلال داود
      أهي دعوة لمعالجة مشاكل الهجر بهذه الوصفة التي تبدو سهلة ؟
      أم هي تصوير لواقع يدور في أسر عربية كثيرة ؟
      أم هو تصوير صادق قصده إلقاء مزيد الضوء عما يرتكب الزوج من حماقات ؟
      مع كل هذه الاحتمالات لم تستطع أن تكون محايدا وجعلتنا كقراء نتعرف إلى أنك متشيع لنصيحة الصديقة معزز لتصرف الزوجة المقهورة .
      وماذا بعد ؟
      ناقص فقط أن يشتكي لزوجته من لوعة الغرام وحرقة الحرمان .
      وأظنّ الأمر في غاية البساطة .
      ثم ماذا لو أصابت الزوج رصاصة هيام أخرى ؟
      أينقضي العمر وهو لاه متعكّر المزاج مضطرب السّلوك ؟
      ولماذا كل هذا ؟ فليفعل ما يريد بعيدا عن تنغيص حياة الأبناء والزوجة .
      حقيقة القصّة جميلة ولكن سلبية المرأة تحملني إلى ذلك الانسحاق البغيض إلى نفسي .
      أي حبّ هذا الذي سيسقيني الهوان فلأحرق القلب الذي سيجعلني أرشف العلقم دون امتعاض
      تحايا ورفقا بها رجاء

      تعليق

      • جلال داود
        نائب ملتقى فنون النثر
        • 06-02-2011
        • 3893

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة محمود قباجة مشاهدة المشاركة
        قصة تحاكي الواقع
        فهناك الكثير من الجفاء بين بعض الازواج
        قد تكون معلومة الأسباب او مجهولة السبب


        قد يكون الوضع المعيشي او معرفة بعض الصداقات





        ما نتمناه استقرار النفس


        دمت بخير
        تقديري
        الأستاذ محمود قباجة
        تحياتي
        أشكر لك المرور البهي
        تمر بلجة الحياة الزوجية كثير من التيارات ، وتمر بدروبها كثير من المنحنيات ، والسعداء هم من يتخطونها بالحكمة المغلفة بالحب والمودة
        دمتم

        تعليق

        • جلال داود
          نائب ملتقى فنون النثر
          • 06-02-2011
          • 3893

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة أم عفاف مشاهدة المشاركة
          أستاذي الكريم جلال داود
          أهي دعوة لمعالجة مشاكل الهجر بهذه الوصفة التي تبدو سهلة ؟
          أم هي تصوير لواقع يدور في أسر عربية كثيرة ؟
          أم هو تصوير صادق قصده إلقاء مزيد الضوء عما يرتكب الزوج من حماقات ؟
          مع كل هذه الاحتمالات لم تستطع أن تكون محايدا وجعلتنا كقراء نتعرف إلى أنك متشيع لنصيحة الصديقة معزز لتصرف الزوجة المقهورة .
          وماذا بعد ؟
          ناقص فقط أن يشتكي لزوجته من لوعة الغرام وحرقة الحرمان .
          وأظنّ الأمر في غاية البساطة .
          ثم ماذا لو أصابت الزوج رصاصة هيام أخرى ؟
          أينقضي العمر وهو لاه متعكّر المزاج مضطرب السّلوك ؟
          ولماذا كل هذا ؟ فليفعل ما يريد بعيدا عن تنغيص حياة الأبناء والزوجة .
          حقيقة القصّة جميلة ولكن سلبية المرأة تحملني إلى ذلك الانسحاق البغيض إلى نفسي .
          أي حبّ هذا الذي سيسقيني الهوان فلأحرق القلب الذي سيجعلني أرشف العلقم دون امتعاض
          تحايا ورفقا بها رجاء
          الأستاذة أم عفاف
          تحياتي وتقديري
          أسعدني مرورك الباذخ البهي ، ودعيني أمر على نقاطك الهامة والحيوية :

          ***
          أهي دعوة لمعالجة مشاكل الهجر بهذه الوصفة التي تبدو سهلة ؟
          ***
          لِم فهمتيها أنها دعوة ؟
          الوصفة لا تبدو سهلة ، بل بالعكس تماما ، مرة كالعلقم ولا تقدر عليها كل إمرأة، إلا إن كانت إمرأة تعرف زوجها كما تعرف راحة يدها ، تعلم علم اليقين أن لا هفوات تغيّره ولا نزوات تبعده ولا حتى عاصيات الأزمات تجعله هكذا إلا إن كان الأمر جلل والخطب عميق.
          إنها قصة قد تكون واقعية وقد تكون مخلوطة ما بين بهار الواقعية والخيال.
          الهجر ... أقسى كلمة بين زوجين تدخل في قاموس حياتهما ، أرى أن هذه الزوجة لها من الصبر الذي أدّى إلى رُسُو سفينة حياتها إلى بر الأمان ، كان بإمكانها أن تهجر عش الزوجية ، ولكنها آثرتْ أن ترى نهاية المشوار الصعب ، لعل ضوءا في آخر السرداب.
          فهل أخطأتْ إن صبرتْ ؟ وهل أخطأتْ إن إستمعتْ لنصيحة صديقتها المحنكة؟
          العبرة بالنتائج يا أستاذتنا
          ***
          أم هي تصوير لواقع يدور في أسر عربية كثيرة ؟
          ***
          هو كذلك تماما ، فكثير من الأسر تنحو نحو نصيحة بناتهن بالصبر ، خاصة إن كان هناك بينهما أطفال.
          ***
          أم هو تصوير صادق قصده إلقاء مزيد الضوء عما يرتكب الزوج من حماقات ؟
          ***
          تفلتات الأزواج هي كأنفلات البعير من عقاله ولا رادع له.
          تخيلي إن كانت الزوجة هي التي تبدلتْ معاملتها ، كيف كان ستكون ردة فعل الزوج. لك أن تتخيلي عدة سيناريوهات ، أقلها الطلاق.
          ***
          مع كل هذه الاحتمالات لم تستطع أن تكون محايدا وجعلتنا كقراء نتعرف إلى أنك متشيع لنصيحة الصديقة معزز لتصرف الزوجة المقهورة .
          ***
          لقد ذهبتِ بعيدا يا أستاذة ، القصة ليست مكانا للحياد أو التحيز ، هذه قصة من عمق الواقع ، لك أن تؤيدي موقف الزوجة ، ونصيحة الصديقة ، أو أن توافينا هنا برأيك بما كان يجب عليه فعله ، هل كان عليها أن تلملم أطفالها وتهجر البيت ، أم تمكث به منافحة ومناكفة ومناطحة ؟؟؟
          ***
          وماذا بعد ؟
          ناقص فقط أن يشتكي لزوجته من لوعة الغرام وحرقة الحرمان .
          وأظنّ الأمر في غاية البساطة .
          ثم ماذا لو أصابت الزوج رصاصة هيام أخرى ؟
          أينقضي العمر وهو لاه متعكّر المزاج مضطرب السّلوك ؟

          ***
          وهل بالقصة ما يثير شبهة لوعته وغرامه ؟ لم لا تُعْزِيها إلى أي مشاكل أخرى ؟ وما أكثرها
          ***
          ولماذا كل هذا ؟ فليفعل ما يريد بعيدا عن تنغيص حياة الأبناء والزوجة .
          ***
          الأغلبية الساحقة من الأزواج ينقلون منغصات حياتهم التي أسبابها خارجية ، ينقلونها إلى بيوتهم والضحية الزوجة والأولاد. وهذا شائع ومعروف
          ***
          حقيقة القصّة جميلة ولكن سلبية المرأة تحملني إلى ذلك الانسحاق البغيض إلى نفسي .
          ***
          القصة هي في النهاية قصة ، قد تشير إلى سلبيات المرأة الشرقية أو عنجهية الرجل الشرقي، والقصة ، أي قصة قد تدلق عليك سلبية المرأة أو ضعف الرجل، أما الإنسحاق الذي عايشته وتعيشه مثل هذه الزوجة ومثيلاتها ، فلهن مبرراتها وأسبابها ، تختلف من زوجة لأخرى ، ومن مجتمع لآخر، ومن ثقافة لأخري، وهذا الإنسحاق البغيض كان ويكون وسيكون، ولا يمكن تلافيه أو التخلص منه بجرة قلم أو شجْب أركانه أو إنتقاد المتسببين به، إستئصاله يحتاج إلى وقفات طويلة ومتشعبة.
          ***
          أي حبّ هذا الذي سيسقيني الهوان فلأحرق القلب الذي سيجعلني أرشف العلقم دون امتعاض
          ***
          يضرب الحب ، شو بيذل ؟ ( المقولة هذه لرجل )
          في إعتقادي الجازم بأن الحب بين زوجين ، أعني الحب الحقيقي ، بأنه يمر فيما يمر ، بعدة منحنيات وأشواك وهنّات وزلات إلخ ... ولا يصمد إلا إن كان بالفعل حقيقيا.
          ***
          تحايا ورفقا بها رجاء

          ***
          ولك الشكر على إتحافنا بهذه التعليقات التي أضافت للقصة بعدا آخر مفيدا
          همسة : إقرئي لي ، فأنا ممن يؤمنون بأن ( لا يكرمهن إلا كريم ولا يهينهن إلا لئيم ) .. وأنا من حزب الجزء الأول من الجمل
          دمتم بخير

          تعليق

          • محمود قباجة
            أديب وكاتب
            • 22-07-2013
            • 1308

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة جلال داود مشاهدة المشاركة
            الأستاذة أم عفاف
            تحياتي وتقديري
            أسعدني مرورك الباذخ البهي ، ودعيني أمر على نقاطك الهامة والحيوية :

            ***
            أهي دعوة لمعالجة مشاكل الهجر بهذه الوصفة التي تبدو سهلة ؟
            ***
            لِم فهمتيها أنها دعوة ؟
            الوصفة لا تبدو سهلة ، بل بالعكس تماما ، مرة كالعلقم ولا تقدر عليها كل إمرأة، إلا إن كانت إمرأة تعرف زوجها كما تعرف راحة يدها ، تعلم علم اليقين أن لا هفوات تغيّره ولا نزوات تبعده ولا حتى عاصيات الأزمات تجعله هكذا إلا إن كان الأمر جلل والخطب عميق.
            إنها قصة قد تكون واقعية وقد تكون مخلوطة ما بين بهار الواقعية والخيال.
            الهجر ... أقسى كلمة بين زوجين تدخل في قاموس حياتهما ، أرى أن هذه الزوجة لها من الصبر الذي أدّى إلى رُسُو سفينة حياتها إلى بر الأمان ، كان بإمكانها أن تهجر عش الزوجية ، ولكنها آثرتْ أن ترى نهاية المشوار الصعب ، لعل ضوءا في آخر السرداب.
            فهل أخطأتْ إن صبرتْ ؟ وهل أخطأتْ إن إستمعتْ لنصيحة صديقتها المحنكة؟
            العبرة بالنتائج يا أستاذتنا
            ***
            أم هي تصوير لواقع يدور في أسر عربية كثيرة ؟
            ***
            هو كذلك تماما ، فكثير من الأسر تنحو نحو نصيحة بناتهن بالصبر ، خاصة إن كان هناك بينهما أطفال.
            ***
            أم هو تصوير صادق قصده إلقاء مزيد الضوء عما يرتكب الزوج من حماقات ؟
            ***
            تفلتات الأزواج هي كأنفلات البعير من عقاله ولا رادع له.
            تخيلي إن كانت الزوجة هي التي تبدلتْ معاملتها ، كيف كان ستكون ردة فعل الزوج. لك أن تتخيلي عدة سيناريوهات ، أقلها الطلاق.
            ***
            مع كل هذه الاحتمالات لم تستطع أن تكون محايدا وجعلتنا كقراء نتعرف إلى أنك متشيع لنصيحة الصديقة معزز لتصرف الزوجة المقهورة .
            ***
            لقد ذهبتِ بعيدا يا أستاذة ، القصة ليست مكانا للحياد أو التحيز ، هذه قصة من عمق الواقع ، لك أن تؤيدي موقف الزوجة ، ونصيحة الصديقة ، أو أن توافينا هنا برأيك بما كان يجب عليه فعله ، هل كان عليها أن تلملم أطفالها وتهجر البيت ، أم تمكث به منافحة ومناكفة ومناطحة ؟؟؟
            ***
            وماذا بعد ؟
            ناقص فقط أن يشتكي لزوجته من لوعة الغرام وحرقة الحرمان .
            وأظنّ الأمر في غاية البساطة .
            ثم ماذا لو أصابت الزوج رصاصة هيام أخرى ؟
            أينقضي العمر وهو لاه متعكّر المزاج مضطرب السّلوك ؟

            ***
            وهل بالقصة ما يثير شبهة لوعته وغرامه ؟ لم لا تُعْزِيها إلى أي مشاكل أخرى ؟ وما أكثرها
            ***
            ولماذا كل هذا ؟ فليفعل ما يريد بعيدا عن تنغيص حياة الأبناء والزوجة .
            ***
            الأغلبية الساحقة من الأزواج ينقلون منغصات حياتهم التي أسبابها خارجية ، ينقلونها إلى بيوتهم والضحية الزوجة والأولاد. وهذا شائع ومعروف
            ***
            حقيقة القصّة جميلة ولكن سلبية المرأة تحملني إلى ذلك الانسحاق البغيض إلى نفسي .
            ***
            القصة هي في النهاية قصة ، قد تشير إلى سلبيات المرأة الشرقية أو عنجهية الرجل الشرقي، والقصة ، أي قصة قد تدلق عليك سلبية المرأة أو ضعف الرجل، أما الإنسحاق الذي عايشته وتعيشه مثل هذه الزوجة ومثيلاتها ، فلهن مبرراتها وأسبابها ، تختلف من زوجة لأخرى ، ومن مجتمع لآخر، ومن ثقافة لأخري، وهذا الإنسحاق البغيض كان ويكون وسيكون، ولا يمكن تلافيه أو التخلص منه بجرة قلم أو شجْب أركانه أو إنتقاد المتسببين به، إستئصاله يحتاج إلى وقفات طويلة ومتشعبة.
            ***
            أي حبّ هذا الذي سيسقيني الهوان فلأحرق القلب الذي سيجعلني أرشف العلقم دون امتعاض
            ***
            يضرب الحب ، شو بيذل ؟ ( المقولة هذه لرجل )
            في إعتقادي الجازم بأن الحب بين زوجين ، أعني الحب الحقيقي ، بأنه يمر فيما يمر ، بعدة منحنيات وأشواك وهنّات وزلات إلخ ... ولا يصمد إلا إن كان بالفعل حقيقيا.
            ***
            تحايا ورفقا بها رجاء

            ***
            ولك الشكر على إتحافنا بهذه التعليقات التي أضافت للقصة بعدا آخر مفيدا
            همسة : إقرئي لي ، فأنا ممن يؤمنون بأن ( لا يكرمهن إلا كريم ولا يهينهن إلا لئيم ) .. وأنا من حزب الجزء الأول من الجمل
            دمتم بخير
            نشد على يديك اخ جلال و اخت ام عفاف ........... فلا تستقيم الحياة الزوجية الا بالحب المتبادل بين الطرفين

            فلا يوجد ملك أو مملوك
            سواسية

            تعليق

            • جلال داود
              نائب ملتقى فنون النثر
              • 06-02-2011
              • 3893

              #7
              أستاذنا القدير محمود قباجة
              سلام وتحية
              وأشكرك على التعليق البهي
              ولا فض فوك :
              فلا تستقيم الحياة الزوجية الا بالحب المتبادل بين الطرفين .... فلا يوجد ملك أو مملوك

              تعليق

              • نجاح عيسى
                أديب وكاتب
                • 08-02-2011
                • 3967

                #8
                ليت الأمر بهذه السهولة يا صديق ..!
                وليت الرجل ..أي رجل يستطيع أن يعود لإتزانه ..وسابق عهدهِ ..
                إذا ما عصفت بهِ ذات مرة رياح النزوات ..وأغوتهُ الرغبة في التغيير ..تلك التي
                يحاولون بها كسر النمطيّة والروتين الذين يزعمون أنه يحيط بهم ..
                بسبب انشغال الزوجات بالعمل أو شؤون البيت ورعاية الأسرة ..
                وكأنهم هم فقط مَن يعانون ..ومَن يتعبون ومن يكدون ..!
                وليت المرأة ..أي امرأة تستطيع أن تكون تلك الزوجة الصابرة المتفانية ..
                الهادئة الأعصاب ..التي تتصرف كالملائكة ..وتتناسى الإساءة والتجاهل ..
                ..لكن الواقع لا ينطبق على مثل هذين الزوجين النادرين ..
                رغم أنها ( تحدُث) ولا أقول لك أن هذا شيء مستحيل ...
                لكن بنسب ضئيلة جداً ..لا يُعتدُّ بها ولا يُقاس عليها ..
                تحياتي استاذ (داود ) قص ماتع ..واسلوب رشيق حيك بطريقة
                السهل الممتنع ..
                كل التقدير ..\ودمت مبدعاً نتعلم منه .
                التعديل الأخير تم بواسطة نجاح عيسى; الساعة 26-02-2014, 11:13.

                تعليق

                • جلال داود
                  نائب ملتقى فنون النثر
                  • 06-02-2011
                  • 3893

                  #9
                  أستاذتنا الراقية نجاح
                  تحية وتقدير
                  ***
                  وليت المرأة ..أي امرأة تستطيع أن تكون تلك الزوجة الصابرة المتفانية ..
                  الهادئة الأعصاب ..التي تتصرف كالملائكة ..وتتناسى الإساءة والتجاهل ..
                  ..لكن الواقع لا ينطبق على مثل هذين الزوجين النادرين ..
                  رغم أنها ( تحدُث) ولا أقول لك أن هذا شيء مستحيل ...
                  لكن بنسب ضئيلة جداً ..لا يُعتدُّ بها ولا يُقاس عليها ..
                  ***

                  لا أملك إلا أن أقول : لا فُضّ فوك
                  دمتم

                  تعليق

                  يعمل...
                  X