الفائزة بالذهبية الأولى "لست مجنونة" للمبدعة عائده محمد نادر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    الفائزة بالذهبية الأولى "لست مجنونة" للمبدعة عائده محمد نادر

    [align=justify]لست مجنونة !

    انتابت زوجي موجة ضحك هستيري..
    لما فاجأني مضطجعة فوق الأريكة، أأرجح ساقي في الهواء وأنفخ دخان سيجارتي، فارتمى على الكرسي يقهقه قهقهة خرقاء مخفوقة بصقيع الدهشة، ومسح بحنق شعري الذي صبغته باللون الأشقر الفاقع، بعد أن قصصته قصيرا، ثم خفتت ضحكته، وامتقعت سحنته تعلوها غيمة خيبة بدت لي ستمطر غضبا!
    ارتبكت..
    أخرستُ صهيل خجلي المجلجل، وكفنت وجهي بيدي عنه لما لمحته ينظر إلي بريبة، كأنه يحاول الولوج داخل بواطني ليكتشف كنه المخلوقة التي أمامه، تمنيت لو أننا أصبحنا شفافين مثل الزجاج لأرى مابداخله ولأختفي عن ناظريه، تمتمت بعناء كلمات مبهمة، لم تفض لشيء، وارتأيت أن أرتشف حماقتي على مضض وصمت ، وأنتظر ردة فعله، بدقات قلب خشيت ان يسمعها.
    صمت شاحبا برهة خلتها طالت، ثم غادر الصالة.
    ابتاع لي في اليوم التالي باروكة شعر طويلة، لأنه لا يحب الشعر القصير! رماها على الطاولة وخرج، دون أن ينبس ببنت شفة.
    وأشعره تاه عني أكثر في دوامه حياتنا الروتينة، يشرد بأفكاره فنأكل صامتين، ويهاتف صديقه المقرب في حديث طويل، أو نتبادل كلمات جوفاء يردد صداها قحط قفز على حياتنا الفاترة، وأحاديث كنا نسترسل بها عن حياته الصعبة هنا وسط بلد غربي غريب عن بيئته الشرقية، وبحثه عن زوجة، تصلح أن تكون أما لأولاده، تعوضه احساسه بالغربة، وعن صباي وعشقي للعب دور الفاتنات، فأتقمص رقة أودري هيبورن وسيجارتها، ووحشية نظرات شارون ستون وفتنتها، فأبقى أعيش الشخصية أياما طويلة حتى يأتي دور شخصية أخرى!
    - هل كنت مجنونة، أمازلت تفعلينها!؟
    فاجأني سؤاله بنبرته الحازمة، ونظرته المذهولة المحملقة بوجهي ألجمتني يومها، ففضلت توشح برقع الصمت.
    ساعات اليوم طويلة ومملة، أقضيها بين أعمال البيت المعتادة، وتحضير وجبة شرقية لاثنين، وأسرع بعدها لأروقة أفلامي التي ضمنتها ماكنت أود أن تكون حياتي عليه، أفلامي التي خبأتها بعيدا عن متناول يده لئلا أثير حفيظته التي استثيرت منذ ذاك اليوم المربك، فحفظت فيها كل لمحة ولقطة حميمة تجمع حبيبين، وأسأل نفسي لم لا يعشقني مثلما يغرم هؤلاء الرجال بزوجاتهم وحبيباتهم!؟ وهو الرجل الذي عاش خمس سنين هنا، لمَ يبادرني بفتور المشاعر كلما جئته ببراكين الشوق، لأستفيق على حقيقة مرة أني بت أعيش حياتي وحيدة ومنبوذة، في بلد غريب.
    فقررت أن ألغي لعبة الفاتنات من حياتي، وألبس ثياب الحداد عليهن لمرة أخيرة، وأن أفاتحه اليوم بالحقيقة، نعم سأفعلها فلا مجال للتهرب بعد الآن.
    دخل الردهة وهو يرتدي بزة سوداء وربطة عنق جهنمية اللون، يضع إحدى يديه في جيبه الأيسر، وتنام الأخرى داخل صدره، وسيما، رائعا، والأضواء الخافتة تصب على وجهه غموض آسر.
    أجفلتني عودته المبكرة، حتى أني لم أستطع التخلص من نقاب الدانتيلا الأسود الذي وشحت رأسي ووجهي به، رفعت رأسي رويدا رويدا، أرمقه من خلال القماش الشفاف.
    صعق !!
    فغر فاه..
    وضرب جبينه بيده وهو يتمتم ساخطا:
    - ياإلهي، أكان لابد أن تكوني اليوم، الأرملة السوداء!؟[/align]
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق
  • محمود عودة
    أديب وكاتب
    • 04-12-2013
    • 398

    #2
    معظم الأزواج تمر في حياتهم فترات من الفتور العاطفي وقد تؤدي بأحدهما الى خيانة الآخر وربما تؤدي الى اليأس والأفتراق وهنا وضعت صورة لهذه الفترة من الحياة الزوجية المضطربة بدون نهاية محددة تاركة ذلك للمتلقي
    مودتي وتحياتي

    تعليق

    • منار يوسف
      مستشار الساخر
      همس الأمواج
      • 03-12-2010
      • 4240

      #3
      ربما كان اليوم يستعد لأن يكون الحبيب الولهان لهذه الزوجة التي تعاني الفتور العاطفي في بلد غريب و تحاول قدر استطاعتها أن تحظى باهتمام زوجها
      لهذا كانت صدمته عندما رآها على هذا الحال بينما هو كان يستعد لحفلة حب تكون على شرفها
      سرد جميل و تصوير متقن و لغة كتبت بقلم شاعر
      رائعة عائدة الغالية
      سررت بمروري من هنا

      تعليق

      • محمد سلطان
        أديب وكاتب
        • 18-01-2009
        • 4442

        #4
        هاهاهاها
        يستاهل... لماذا لم يحاول أنه يبدأ هو بالتغيير ؟
        كنت أتوقع أن يأتي هو في شكل غير الشكل وحال غير الحال.. وحينها كانت الصاعقة تطولني أيضا

        يلة الحمد لله لم يفعلها..
        جميلة كما سابق عهدك.. وكاتبة شيقة لها متعة خاصة وإبداع فلسفته عميقة

        تحياتي عائدة الغالية ... وإلبسي الباروكة عيييب تمشي براسك عريانة هاهاها
        صفحتي على فيس بوك
        https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

        تعليق

        • رويده العاني
          أديب وكاتب
          • 08-05-2010
          • 225

          #5
          مساء الخير ماماتي ..انتبهت عليك وأنت تبتسمين حين كنت تكتبين وفي حالة أندماج لم أشهد لها مثيل ..شدني النص وأنا التهمه ,أراقب تصرفات تلك الحالمة ..كيف تلون وحدتها بنفسها تطبق مقولة أسعد نفسك بنفسك .. ههه الخاتمه كانت مذهلة وها أنا أتخيله بهيئه جيمس بوند جاء ليشاركها جنونها بدعوته لعشاء رومانسي فتصدمه بخاتمة شخصيتها وهي ..(الأرملة السوداء ) نص جميل سلس وسريع أحببت كل حرف فيه ..قبلاتي القريبة منك
          حتماً اليك, حتى بعد الفراق ..!

          تعليق

          • بسباس عبدالرزاق
            أديب وكاتب
            • 01-09-2012
            • 2008

            #6
            الأستاذة عائدة محمد نادر قصة جميلة و هي ترجمة لأغلب ما يجري في المنازل. فكثيرا ما يتوه الفرد في حياته سعيا وراء الحياة في حين يفقد أحاسيسه حتى ليغدو مثل آلة
            و كم انتظرت جديدك بلهفة حتى أتيتنا بهذه الرائعة
            تقديري أستاذة عائدة لهذا النص الجميل
            السؤال مصباح عنيد
            لذلك أقرأ ليلا .. حتى أرى الأزقة بكلابها وقمامتها

            تعليق

            • نادية البريني
              أديب وكاتب
              • 20-09-2009
              • 2644

              #7
              قرأتها عائدة الحبيبة
              اللغة متّمكّنة وشيّقة من كاتبة مبدعة
              أ تحتاج إلى تزييف شكلها لتتفادى فتور عاطفته أم تحتاج إلى رؤية جديدة لحياتها معه؟أليس مسؤولا عن هذا الفتور في بلد غريب؟كلاهما يحتاج إلى وقفة تأمّل ذاتيّة وثنائيّة...
              دوما مبدعة عائدة وتجعلين الذّهن يقلّب ما بين السّطور من معان حافّة
              دمت بخير وشكرا جزيلا على ما تبذلين من جهد في الملتقى للرقيّ بلغتنا العربيّة

              تعليق

              • عائده محمد نادر
                عضو الملتقى
                • 18-10-2008
                • 12843

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة محمود عودة مشاهدة المشاركة
                معظم الأزواج تمر في حياتهم فترات من الفتور العاطفي وقد تؤدي بأحدهما الى خيانة الآخر وربما تؤدي الى اليأس والأفتراق وهنا وضعت صورة لهذه الفترة من الحياة الزوجية المضطربة بدون نهاية محددة تاركة ذلك للمتلقي
                مودتي وتحياتي
                الزميل القدير
                محمود عودة
                نعم يحدث هذا الفتور لكن
                هل نستطيع قهر هذا الفتور بالإنتباه لحاجات الشريك أو البحث عن صلة وصل تجعلنا أقرب له
                لم لا نستعين بروحنا وشفافيتها وربما مرحها ايضا كي نخلق مثل هذه الأجواء
                أشكرك على ررؤيتك ( المقتضبة )
                أحببت أن أمنحكم بعض المرح والراحة
                كل المحبة والورد لك
                الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

                تعليق

                • منية الحسين
                  أديبة وكاتبة
                  • 22-02-2014
                  • 134

                  #9
                  نعم ليست مجنونة بل زوجة تريد أن تكون عاشقة لزوج يبادلها عشقاً بعشقٍ أكبر
                  ويحشو شقوق تغربها وغربتها بالأمان والدفء
                  هي محاولات لرش اللون في مساحاتنا الباهتة ..
                  قديرتي عائده محمد نادر
                  نص ممتع ، سلس كالماء الرائق ، مترابط الفكرة كالبنيان المرصوص
                  وجاءت المفارقة في النهاية لتتوج هذه القصة الرائعة
                  سلمت وسلم نبضك وروحك ..

                  تعليق

                  • ريما ريماوي
                    عضو الملتقى
                    • 07-05-2011
                    • 8501

                    #10
                    امرأة عرفت كيف تعيش حياتها وتعوض الفتور بالأفلام وبطلاتها...
                    القفلة رسمت البسمة.. وسط دهشة الزوج الذي
                    قرر أخيرا أن يصبح رومانسيا... على الله يكون
                    معها لا امراة جديدة ...

                    أعجبني نصك المرح، وكم صرنا نحتاج مثل هذا الجنون..

                    مودتي واحترامي وتقديري.


                    أنين ناي
                    يبث الحنين لأصله
                    غصن مورّق صغير.

                    تعليق

                    • حارس الصغير
                      أديب وكاتب
                      • 13-01-2013
                      • 681

                      #11
                      عاشت كل الأدوار ولما جاء الدور عليه قررت الاعتزال وتقمصت دور الأرملة السوداء
                      نص جميل ورائع انتظرته طويلا منك
                      بالأمس همست مع نفسي وهذا والله حقا: لم تكتبت المبدعة عائدة لنا منذ فترة.
                      وهاهي تعود بذلك النص الذي يحمل خفة الدم والفكاهة التي صيغت بقالب وسرد وحبكة معتادة منك.
                      بالطبع يرشح للذهبية دون تفكير
                      تحيتي

                      تعليق

                      • محمد الشرادي
                        أديب وكاتب
                        • 24-04-2013
                        • 651

                        #12
                        أهلا اختي عائده
                        هذا نص مائز، توغل في نفس البطلة بشكل عارف بخبايا النفس، التي تشعر بالوحدة و الهجر.
                        أبهرني بناء النص المتماسك، و لغته السلسة، و قفلته الموجعة.
                        دام الألق لقلمك الجميل.

                        تعليق

                        • ادريس الحديدوي
                          أديب وكاتب
                          • 06-10-2013
                          • 962

                          #13
                          نص مشوق و جميل يصف حالة اجتماعية تطغى على المشهد الأسري بشكل قوي ... و أظن أن الرسالة قد وصلت للزوج بطريقة فنية
                          مودتي

                          ما أجمل أن يبتسم القلم..و ما أروعه عندما تنير سطوره الدرب..!!

                          تعليق

                          • إيمان الدرع
                            نائب ملتقى القصة
                            • 09-02-2010
                            • 3576

                            #14
                            يا الله !!!
                            كنت أحتاج هذه المحطة فعلاً
                            لأبعد عن الحروف الدامعة ...الموشحة بالحزن
                            كم كنت رائعة كما عرفتك!!!
                            متجدّدة بمواضيعك
                            تخرجين دائماّ عن النمطي، المكرّر...
                            ترسمين وتلونين ..وتكتبين برشاقة تتقافز بين السطور
                            هل علينا يا عيوووود أن ندخل في متاهات من ظلال الوجوه كي نعبر عن ذواتنا!!!؟؟؟
                            يبدو هكذا ....
                            سلمت يداك نخلتنا الباسقة ...ذهبية القلم، والقلب.
                            محبتي...ومحبتي.

                            تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

                            تعليق

                            • شيماءعبدالله
                              أديب وكاتب
                              • 06-08-2010
                              • 7583

                              #15
                              الله ما أجملها من قصة

                              عطفا كان وبحثا عما سيؤول إليه حال البطلة
                              مشفقة عليها ومنغمسة أتابع جمال الست الشرقية وهي تبادر بعمل يجذبه إليها
                              بل وسر احتضانها للمسلسلات والأفلام جوابا لما أفاضت به قصتك
                              لتأتي القفلة وتجعلني أضحك من قلبي
                              لافائدة غاليتي المبدعة يبقى الرجل الشرقي يراها بسلبية دائما
                              كم كنت راقية ورائعة
                              لا أعرف ماهية الترشيح ولكني حتما أرشحها للذهبية
                              لك المحبة وشتائل ورد الغاردينيا لقلبك

                              تعليق

                              يعمل...
                              X