بالأمس كان الهلال يتوارى حينا بين طيات غماماتٍ شفيفة، فيبدو كحسناء تتوارى خجلا في خِدْرها، ثم تطل والحياء يكسو وجهها ، جلستُ إلى شهرزاد وقلت لها :
مال بال هذا الملك الشافعي يتحفنا بهذا البوح ثم ينطلق دون أن يفتح لنا أبواب هذي الأسرار؟
فتنهدتْ شهرزاد ، ثم قالت إليك بعض المراد، فالشافعي له يراع لا يجف عنه المداد ، يملك ناصية الأضداد ، تقرؤه فتظن أنك قد بلغت المراد ، ثم تعيد الكرّة فإذا بك كمن أخلف الميعاد وفاتك المحبوب في عتاب وعناد :
***
من عينيها سرقت حلما
صنعت وطناً
و لغة من زعفران
***
هذا فقط المسروق من عينيها ، فما بالك لو دَلَفَتْ إحدى غرف القلب ثم استوطنتْ به ؟
فكيف بالله تصف هاتين العينين ؟
بَقَرِيَّة؟
أم ينطبق عليها القول : بفتور عين ما بها رَمَدٌ وبها تُداوَى الأعين الرٌّمْدُ؟
فتخيل أيها الشهريار أن تتوسط بك عينان إلى معترك حلم
أوتنقلك عينان إلى وطن وأنت تنعم بحِمَى القبيلة
وأن تتحدث بلغة يفوح منها عطر ، بل تقطر زعفرانا.
ماذا تقول عن هاتين العينين أيها الشهريار ؟
فقلتُ وأنا أتحاشى تخيُّل هاتين العينين :
يَاغَافِياً بَينَ الْعَيْنْ والخَاطِرْ ومُسَافِراً مِنْ هَدبِ الْشَوقْ
لإغْمَاضَةِ جِفْنٍ يَحتضِنُ أَجْنِحَةَ الحُلْمِ الْصَغِيرَه .!
هَلَّ أَطْفَأتَ بـِإجْتِيَاحِكْ نِيرَانٌ تُسْعِرُهَا أَحْزَانِي
هَلَّ أَسْكَبْتَ بـِعَيْنَيْكَ أَقدَاحَاً تَتَدَفَّقُ مَطراً بـِالأمَانِي
***
ثم تمطّى الليل وتثاءب ، فقالت شهرزاد : لي عودة لك وللملك الشافعي
مال بال هذا الملك الشافعي يتحفنا بهذا البوح ثم ينطلق دون أن يفتح لنا أبواب هذي الأسرار؟
فتنهدتْ شهرزاد ، ثم قالت إليك بعض المراد، فالشافعي له يراع لا يجف عنه المداد ، يملك ناصية الأضداد ، تقرؤه فتظن أنك قد بلغت المراد ، ثم تعيد الكرّة فإذا بك كمن أخلف الميعاد وفاتك المحبوب في عتاب وعناد :
***
من عينيها سرقت حلما
صنعت وطناً
و لغة من زعفران
***
هذا فقط المسروق من عينيها ، فما بالك لو دَلَفَتْ إحدى غرف القلب ثم استوطنتْ به ؟
فكيف بالله تصف هاتين العينين ؟
بَقَرِيَّة؟
أم ينطبق عليها القول : بفتور عين ما بها رَمَدٌ وبها تُداوَى الأعين الرٌّمْدُ؟
فتخيل أيها الشهريار أن تتوسط بك عينان إلى معترك حلم
أوتنقلك عينان إلى وطن وأنت تنعم بحِمَى القبيلة
وأن تتحدث بلغة يفوح منها عطر ، بل تقطر زعفرانا.
ماذا تقول عن هاتين العينين أيها الشهريار ؟
فقلتُ وأنا أتحاشى تخيُّل هاتين العينين :
يَاغَافِياً بَينَ الْعَيْنْ والخَاطِرْ ومُسَافِراً مِنْ هَدبِ الْشَوقْ
لإغْمَاضَةِ جِفْنٍ يَحتضِنُ أَجْنِحَةَ الحُلْمِ الْصَغِيرَه .!
هَلَّ أَطْفَأتَ بـِإجْتِيَاحِكْ نِيرَانٌ تُسْعِرُهَا أَحْزَانِي
هَلَّ أَسْكَبْتَ بـِعَيْنَيْكَ أَقدَاحَاً تَتَدَفَّقُ مَطراً بـِالأمَانِي
***
ثم تمطّى الليل وتثاءب ، فقالت شهرزاد : لي عودة لك وللملك الشافعي
تعليق