كان ليلاً ثقيلاً
من ليالي الشتاء
مسني فيه البؤس والشقاء
طال حتى بدا عمراً كاملاً في سجن مظلم لا يعرف الضياء
قضيته متقلباً في فراشي مستجيرا أصلي عله ينجلي عن صباح مشرق وضاء
مستفسرا في نفسي
أيخرج من هذا الضرس الصغير كل هذا الألم
كأنه كف سخي يمنحه لكل عضو في الجسم
فللقلب الحصة الكبرى
ومثلها وميض للرأس
للرأس ؟.. للرأس نعم
أصابع اليد خذي هدية الضرس
وأنتِ لك ِ مثلها ياقدم
هل نسيت أحدا؟..
إذا خذو هذا الفتات تقاسموه وأزيدكم إن شئتم لن أبخل عليكم
فشيمتي الكرم ورثتها كابر عن كابر منذ القدم
وأخيرا وبعد طول انتظار
جاء الصباح
كورقة في يد سجين مظلوم دون فيها إطلاق سراح
فهمت على وجهي ابحث عن طبيب يقلع الضرس ومن والاه حتى ارتاح
ابحث في الطرقات
اقرأ الإعلانات
هذه عيادة اقترب إنها لجراح
تلك اخرى دنوت منهاأكثر أكثر عيون؟..
ويح نفسي أصبحت كتائه في الصحراء يتخيل كل سراب ماء قراح
ذاك ضرس كبير على إعلان دنوت منه آه وجدتها ارتاح قلبي كأنه هم وانزاح
اقتربت من الباب متعبا كعائد من حرب طاحنة مثخنا بالجراح
طرقت الباب طرق عاشق حزين
هيمن الشوق عليه وأدماه الحنين
ودقات قلبي تلحن أنغام الوجع فتخرجها آهات شجية وأنين
فتح الباب
وإذ طيف هيفاء كأنها من الحور العين
وسألت نفسي:
هل مت أنا وهذه الجنة التي أعدت للمتقين
أم هذه عشتار تلك التي قرأنا عنها في أساطير الأولين
أم هيلانة التي أهلكت فاريس حتى غدا في حبها كالمجانين
أو ربما آدون عادت لترمي بسهام العشق بين المحبين
من تكون؟ من تكون
دقق النظر
عيون كأنها عيون المها استقرت في وجه يشع كالقمر
بفتور ساحرٍ أنساني الألم بل كأنه لم يمسني الضرر
آه وآه هل ذاك ليل دامس أم سواد الشعر
كأنما اختارته من ملاين البشر
فمنه ماهو كالحرير ما أن يداعبه النسيم حتى ثار وانتثر
ومنه ماهو خفيف التجاعيد ثابت مستقر
وتلك الخدود لست ادري لهيب ام جلنار
لها شهوة تضرم في القلب نار
وشفاه لها وقع شقائق النعمان
تذهب العقل قبل مذاقها فيبدء بالهذيان
قالت تفضل بصوت هو العجب
مزجته ببحة ناي في لحن حزين
فما إن خرج من ثغرها حتى اصاب القلب وأرداه طعين
دخلت أمامي ولحقتها وأنا يتلبسني الذهول
والفؤاد يهمس بخفقاته للعقل ليت هذا اللقاء يطول
سألت
وما أروع ذاك السؤال
مالذي يؤلمك:
آه صحيح أين الألم
ولاح وميض في فمي آه تذكرت الضرس نعم وأشرت إليه هنا سيدتي
اقتربت مني وكأنها صورة للشمس
فاحترق الجسد وزاغ البصر
وارسلت سهما من مقلتيها عليهِ
فزال الألم وأصابه الخدر
فتراجعت بلطف كأنها غزال تاه في واحة متلفت حذر
وأشارت إلى مقعد طويل مغطى بجلد أسود كالديجور
فقلت في نفسي لا يجلس هنا إلا كل مغلوب ومقهور
وجنبه صنم له ذراع طويلة مدها فوق ذاك المقعد المذكور
همست بصوتها الرخيم
تمدد هنا
تمددت كمجهد يبحث عن موت رحيم
قربت مني ذاك الذراع وعجب لما لمسته فورا أضاء
وجاءت بمعدات رشت عليها سائل يشبه الماء
ثم قلبتها بأصابع من نور فدبت فيها الروح والتهب الأناء
أين الألم ارتبكت يدي من هول هذا المصاب
أين الالم وأشرت لكن أسفاه لم يكن الصواب
لم تجد شيء حين ادخلت مرآة صغيرة
وقالت بصوت خافت كوهج الشمس عند الغياب
لا شيء يذكر ربما قسوت عليه لست أرى سوى بداية إلتهاب
ثم قالت خذ مسكنا أن شئت وهذه بطاقتي فيها رقم الجوال
عد غدا أو بعد غدٍ أو اتصل وأخبرني عن الحال
غادرت العيادة أجر الخطا وطيفها لازال مرسوماً في الخيال
أثمل القلب وأثقل الرأس تاركا في النفس ألف سؤال
ولما ابتعدت وزال الخدر وجع صاح ووميض كوميض البرق
يمتد في كل الجهات فما عدت اعرف الغرب من الشرق
هل أعود إليها أخرجت البطاقة مزقتها ورحت ابحث عن طبيب ثانٍ
هذا هو أقرأ جيدا
الحمدلله رجل سيفهم ما أعاني
دخلت عليه شبه مغمض العينين واضعا كفي على أسناني
دكتور
رحب بي هون عليك وامنحني بضع ثوانٍ أفتح فمك أين؟..هنا..
نعم وجدته
قلع الضرس
فله الشكر
ريحني هو
واما هي فلم تمنحني إلا الأماني
كل الشكر للأديبة نجاح لتصحيح الأخطاء
من ليالي الشتاء
مسني فيه البؤس والشقاء
طال حتى بدا عمراً كاملاً في سجن مظلم لا يعرف الضياء
قضيته متقلباً في فراشي مستجيرا أصلي عله ينجلي عن صباح مشرق وضاء
مستفسرا في نفسي
أيخرج من هذا الضرس الصغير كل هذا الألم
كأنه كف سخي يمنحه لكل عضو في الجسم
فللقلب الحصة الكبرى
ومثلها وميض للرأس
للرأس ؟.. للرأس نعم
أصابع اليد خذي هدية الضرس
وأنتِ لك ِ مثلها ياقدم
هل نسيت أحدا؟..
إذا خذو هذا الفتات تقاسموه وأزيدكم إن شئتم لن أبخل عليكم
فشيمتي الكرم ورثتها كابر عن كابر منذ القدم
وأخيرا وبعد طول انتظار
جاء الصباح
كورقة في يد سجين مظلوم دون فيها إطلاق سراح
فهمت على وجهي ابحث عن طبيب يقلع الضرس ومن والاه حتى ارتاح
ابحث في الطرقات
اقرأ الإعلانات
هذه عيادة اقترب إنها لجراح
تلك اخرى دنوت منهاأكثر أكثر عيون؟..
ويح نفسي أصبحت كتائه في الصحراء يتخيل كل سراب ماء قراح
ذاك ضرس كبير على إعلان دنوت منه آه وجدتها ارتاح قلبي كأنه هم وانزاح
اقتربت من الباب متعبا كعائد من حرب طاحنة مثخنا بالجراح
طرقت الباب طرق عاشق حزين
هيمن الشوق عليه وأدماه الحنين
ودقات قلبي تلحن أنغام الوجع فتخرجها آهات شجية وأنين
فتح الباب
وإذ طيف هيفاء كأنها من الحور العين
وسألت نفسي:
هل مت أنا وهذه الجنة التي أعدت للمتقين
أم هذه عشتار تلك التي قرأنا عنها في أساطير الأولين
أم هيلانة التي أهلكت فاريس حتى غدا في حبها كالمجانين
أو ربما آدون عادت لترمي بسهام العشق بين المحبين
من تكون؟ من تكون
دقق النظر
عيون كأنها عيون المها استقرت في وجه يشع كالقمر
بفتور ساحرٍ أنساني الألم بل كأنه لم يمسني الضرر
آه وآه هل ذاك ليل دامس أم سواد الشعر
كأنما اختارته من ملاين البشر
فمنه ماهو كالحرير ما أن يداعبه النسيم حتى ثار وانتثر
ومنه ماهو خفيف التجاعيد ثابت مستقر
وتلك الخدود لست ادري لهيب ام جلنار
لها شهوة تضرم في القلب نار
وشفاه لها وقع شقائق النعمان
تذهب العقل قبل مذاقها فيبدء بالهذيان
قالت تفضل بصوت هو العجب
مزجته ببحة ناي في لحن حزين
فما إن خرج من ثغرها حتى اصاب القلب وأرداه طعين
دخلت أمامي ولحقتها وأنا يتلبسني الذهول
والفؤاد يهمس بخفقاته للعقل ليت هذا اللقاء يطول
سألت
وما أروع ذاك السؤال
مالذي يؤلمك:
آه صحيح أين الألم
ولاح وميض في فمي آه تذكرت الضرس نعم وأشرت إليه هنا سيدتي
اقتربت مني وكأنها صورة للشمس
فاحترق الجسد وزاغ البصر
وارسلت سهما من مقلتيها عليهِ
فزال الألم وأصابه الخدر
فتراجعت بلطف كأنها غزال تاه في واحة متلفت حذر
وأشارت إلى مقعد طويل مغطى بجلد أسود كالديجور
فقلت في نفسي لا يجلس هنا إلا كل مغلوب ومقهور
وجنبه صنم له ذراع طويلة مدها فوق ذاك المقعد المذكور
همست بصوتها الرخيم
تمدد هنا
تمددت كمجهد يبحث عن موت رحيم
قربت مني ذاك الذراع وعجب لما لمسته فورا أضاء
وجاءت بمعدات رشت عليها سائل يشبه الماء
ثم قلبتها بأصابع من نور فدبت فيها الروح والتهب الأناء
أين الألم ارتبكت يدي من هول هذا المصاب
أين الالم وأشرت لكن أسفاه لم يكن الصواب
لم تجد شيء حين ادخلت مرآة صغيرة
وقالت بصوت خافت كوهج الشمس عند الغياب
لا شيء يذكر ربما قسوت عليه لست أرى سوى بداية إلتهاب
ثم قالت خذ مسكنا أن شئت وهذه بطاقتي فيها رقم الجوال
عد غدا أو بعد غدٍ أو اتصل وأخبرني عن الحال
غادرت العيادة أجر الخطا وطيفها لازال مرسوماً في الخيال
أثمل القلب وأثقل الرأس تاركا في النفس ألف سؤال
ولما ابتعدت وزال الخدر وجع صاح ووميض كوميض البرق
يمتد في كل الجهات فما عدت اعرف الغرب من الشرق
هل أعود إليها أخرجت البطاقة مزقتها ورحت ابحث عن طبيب ثانٍ
هذا هو أقرأ جيدا
الحمدلله رجل سيفهم ما أعاني
دخلت عليه شبه مغمض العينين واضعا كفي على أسناني
دكتور
رحب بي هون عليك وامنحني بضع ثوانٍ أفتح فمك أين؟..هنا..
نعم وجدته
قلع الضرس
فله الشكر
ريحني هو
واما هي فلم تمنحني إلا الأماني
كل الشكر للأديبة نجاح لتصحيح الأخطاء
تعليق