قصة زينب بنت محمد وأبو العاص بن ربيع. .

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أبوقصي الشافعي
    رئيس ملتقى الخاطرة
    • 13-06-2011
    • 34905

    قصة زينب بنت محمد وأبو العاص بن ربيع. .

    قصة أكثر من ممتعه ورائعة.....
    خصوصاً إذا عرفت انها تخص ابنة خير البشر
    اقرأ بتأمل لتعرف أكثر ..


    ❄❄




    "1"


    ❄❄❄




    ذهب أبو العاص إلى النبي صلى الله عليه و سلم قبل البعثة،
    و قال له : أريد أن أتزوج زينب ابنتك الكبرى.
    فقال له النبي : ﻻ‌ أفعل حتى أستأذنها.
    و يدخل النبي صلى الله عليه و سلم على زينب
    و يقول لها : ابن خالتك جاءني و قد ذكر اسمك فهل ترضينه زوجاً لك ؟


    فاحمرّ وجهها و ابتسمت


    ❄❄


    "2"


    ❄❄❄




    فخرج النبي عليه الصلاة و السلام . . . .


    و تزوجت زينب أبا العاص بن الربيع ، لكي تبدأ قصة حب قوية .
    و أنجبت منه 'علي' و ' أمامة '. ثم بدأت مشكلة كبيرة حيث بعث النبي .
    و أصبح نبياً بينما كان أبو العاص مسافراً و حين عاد وجد زوجته أسلمت.
    فدخل عليها من سفره ،
    فقالت له : عندي لك خبر عظيم .
    فقام و تركها .
    فاندهشت زينب و تبعته و هي تقول : لقد بعث أبي نبياً و أنا أسلمت .
    فقال : هﻼ‌ أخبرتني أوﻼ ‌ً؟


    و تطل في اﻸ‌فق مشكلة خطيرة بينهما. مشكلة عقيدة.
    قالت له : ما كنت ﻷ‌ُكذِّب أبي. و ما كان أبي كذاباً . إنّه الصادق الأ‌مين
    . و لست وحدي . لقد أسلمت أمي وأسلم إخوتي ،
    و أسلم ابن عمي (علي بن أبي طالب) ، و أسلم ابن عمتك (عثمان بن عفان
    ) . و أسلم صديقك (أبو بكر الصديق).



    فقال : أما أنا ﻻ‌ أحب الناس أن يقولوا خذّل قومه .
    وكفر بآبائه إرضاءً لزوجته. و ما أباك بمتهم .

    ثم قال لها : فهﻼ‌ عذرت و قدّرت ؟
    فقالت : و من يعذر إنْ لم أعذر أنا ؟
    و لكن أنا زوجتك أعينك على الحق حتى تقدر عليه .

    و وفت بكلمتها له 20 سنة.


    ❄❄❄
    "3"


    ❄❄❄




    ظل أبو العاص على كفره.


    ثم جاءت الهجرة ، فذهبت زينب إلى النبي و قالت
    : يا رسول الله . . أتأذن لي أنْ أبقى مع زوجي .

    فقال النبي : أبق مع زوجك و أوﻼ‌دك.
    و ظلت بمكة إلى أنْ حدثت غزوة بدر،
    و قرّر أبو العاص أن يخرج للحرب في صفوف جيش قريش .
    زوجها يحارب أباها. و كانت زينب تخاف هذه اللحظة .
    فتبكي و تقول : اللهم إنّي أخشى
    من يوم تشرق شمسه فييتم ولدي أو أفقد أبي .

    و يخرج أبو العاص بن الربيع و يشارك في غزوة بدر ،
    و تنتهي المعركة فيُؤْسَر أبو العاص بن الربيع ، و تذهب أخباره لمكة،
    فتسأل زينب: و ماذا فعل أبي؟
    فقيل لها : انتصر المسلمون.
    فتسجد شكراً لله.
    ثم سألت : و ماذا فعل زوجي؟
    فقالوا : أسره حموه.
    فقالت : أرسل في فداء زوجي.


    ❄❄❄


    "4"


    ❄❄❄






    و لم يكن لديها شيئاً ثميناً تفتدي به زوجها،
    فخلعت عقد أمها الذي كانت تُزيِّن به صدرها،

    و أرسلت العقد مع شقيق أبي العاص بن الربيع
    إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم.



    و كان النبي جالساً يتلقى الفدية و يطلق اﻸ‌سرى،
    و حين رأى عقد السيدة خديجة سأل : هذا فداء من؟

    قالوا : هذا فداء أبو العاص بن الربيع.
    فبكى النبي و قال: هذا عقد خديجة.
    ثم نهض و قال: أيها الناس . .
    إنّ هذا الرجل ما ذممناه صهراً فهﻼ‌ فككت أسره؟

    و هﻼ‌ قبلتم أنْ تردوا إليها عقدها ؟
    فقالوا : نعم يا رسول الله.
    فأعطاه النبي العقد، ثم قال له : قل لزينب ﻻ‌ تفرطي في عقد خديجة .
    ثم قال له : يا أبا العاص هل لك أن أساررك؟
    ثم تنحى به جانباً و قال له : يا أبا العاص إنّ الله أمرني
    أنْ أُفرِّقَ بين مسلمة و كافر، فهﻼ‌ رددت إلى ابنتي؟

    فقال : نعم.
    و خرجت زينب تستقبل أبا العاص على أبواب مكة ،
    فقال لها حين رآها : إنّي راحل.
    فقالت : إلى أين؟
    قال : لست أنا الذي سيرتحل ، و لكن أنت سترحلين إلى أبيك .
    فقالت : لم ؟
    قال : للتفريق بيني وبينك. فارجعي إلى أبيك.
    فقالت : فهل لك أن ترافقني وت ُسْلِم؟
    فقال : ﻻ‌.


    فأخذت ولدها و ابنتها و ذهبت إلى المدينة.
    و بدأ الخطاب يتقدمون لخطبتها على مدى 6 سنوات،
    و كانت ترفض على أمل أنْ يعود إليها زوجها.


    "5"


    ❄❄❄


    و بعد 6 سنوات كان أبو العاص قد خرج بقافلة من مكة إلى الشام،
    و أثناء سيره يلتقي مجموعة من الصحابة. فسأل على بيت زينب
    و طرق بابها قبيل آذان الفجر،

    فسألته حين رأته : أجئت مسلماً؟
    قال : بل جئت هارباً.
    فقالت : فهل لك إلى أنْ تُسلم؟
    فقال : ﻻ‌.
    قالت : فﻼ‌ تخف . مرحباً بابن الخالة. مرحباً بأبي علي و أمامة.


    و بعد أن أمّ النبي المسلمين في صﻼ‌ة الفجر،
    إذا بصوت يأتي من آخر المسجد:



    قد أجرت أبو العاص بن الربيع.
    فقال النبي : هل سمعتم ما سمعت؟
    قالوا : نعم يا رسول الله
    قالت زينب : يا رسول الله إنّ أبا العاص إن بعُد فابن الخالة
    وإنْ قرب فأبو الولد و قد أجرته يا رسول الله.

    فوقف النبي صلى الله عليه وسلم.
    و قال : يا أيها الناس إنّ هذا الرجل ما ذممته صهراً.
    و إنّ هذا الرجل حدثني فصدقني و وعدني فوفّى لي.
    فإن قبلتم أن تردوا إليه ماله وأن تتركوه يعود إلى بلده ،
    فهذا أحب إلي . وإنُ أبيتم فاﻸ‌مر إليكم و الحق لكم وﻼ‌ ألومكم عليه.



    فقال الناس : بل نعطه ماله يا رسول الله.
    فقال النبي : قد أجرنا من أجرت يا زينب . . .
    ❄❄❄


    "6"




    ثم ذهب إليها عند بيتها
    و قال لها : يا زينب
    أكرمي مثواه فإنّه ابن خالتك و إنّه أبو العيال،
    و لكن ﻻ‌ يقربنك، فإنّه ﻻ‌ يحل لك.



    فقالت : نعم يا رسول الله.
    فدخلت و قالت ﻷ‌بي العاص بن الربيع: يا أبا العاص أهان عليك فراقنا.
    هل لك إلى أنْ تُسْلم و تبقى معنا.
    قال: ﻻ‌.
    و أخذ ماله و عاد إلى مكة. و عند وصوله إلى مكة وقف
    و قال : أيها الناس هذه أموالكم هل بقى لكم شيء؟
    فقالوا : جزاك الله خيراً وفيت أحسن الوفاء.
    قال : فإنّي أشهد أن ﻻ‌ إله إﻼ‌ الله وأن محمداً رسول الله.
    ثم دخل المدينة فجراً وتوجه إلى النبي
    و قال: يا رسول الله أجرتني باﻸ‌مس و اليوم جئت أقول
    أشهد أن ﻻ‌ إله إﻼ‌ الله وأنك رسول الله.

    وقال أبو العاص بن الربيع: يا رسول الله هل تأذن لي أنْ أراجع زينب؟
    فأخذه النبي و قال : تعال معي.
    و وقف على بيت زينب و طرق الباب و قال :
    يا زينب إنّ ابن خالتك جاء لي اليوم يستأذنني أنْ يراجعك فهل تقبلين؟
    فأحمرّ وجهها و ابتسمت.




    ❄❄❄


    و بعد سنة من هذه الواقعة ماتت زينب
    فبكاها بكاء شديداً حتى رأى الناس
    رسول الله يمسح عليه ويهون عليه،
    فيقول له: والله يا رسول الله ما عدت

    أطيق الدنيا بغير زينب.

    ومات بعد سنة من موت السيدة زينب رضي الله عنهم أجمعين ..



    كم روضت لوعدها الربما
    كلما شروقٌ بخدها ارتمى
    كم أحلت المساء لكحلها
    و أقمت بشامتها للبين مأتما
    كم كفرت بفجرٍ لا يستهلها
    و تقاسمنا سوياً ذات العمى



    https://www.facebook.com/mrmfq
  • بدرية مصطفى
    أديب وكاتب
    • 16-09-2013
    • 7612

    #2
    فعلاً قصة رائعه
    تحتاج منا للتأمل

    استمتعت بالقراءة
    جزاك الله الجنه

    تقديري وجل احترامي




    الحياة كالوردة .. كل ورقة خيال .. وكل شوكة حقيقة

    تعليق

    • ريما الجابر
      نائب ملتقى صيد الخاطر
      • 31-07-2012
      • 4714

      #3
      قصة رائعة واختيار راق
      ليت قومي يعلمون
      اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
      بارك الله فيك
      وجزاك خيرا
      http://www.pho2up.net/do.php?imgf=ph...1563311331.jpg

      تعليق

      • البتول العاذرية
        أديب وكاتب
        • 27-09-2012
        • 1129

        #4
        يالها من قصة
        ياله من وفاء
        وياله من حب
        ويالها من رحمة
        الرسول عليه الصلاة والسلام وتعامله الأمثل مع الأحداث والأشخاص
        وزينب تربية الرسول الكريم وخديجة الوفاء والعطاء
        والزوج الشهم المتمسك بأعراف القوم الضالة
        رائع أنت أستاذنا قصي الشافعي

        ومتنوع الطرح الجميل

        قصة متعددة المآثر عديدة الاستنباطات متنوعت القيم

        لله در القلم لاحرمناه مناراً
        التعديل الأخير تم بواسطة البتول العاذرية; الساعة 19-03-2014, 12:04.
        لتحكي بصمتك بلغة الحرف
        لتترك أثرها على الأسوار
        على ذوب جليد الأنهار
        على الأغصان والأزهار
        لتكن بصمتك حرف يُسمع الأصم ويُري الأعمى

        تعليق

        • خيرة علي محمد
          أديب وكاتب
          • 17-04-2011
          • 96

          #5
          ارخوا اسماعكم. .واطيلوا النظر..
          فبيت النبوة يتحدث
          ماذممناه صهرا. .انصاف رغم شدة الاعراض.
          تسلم؟ لا.
          ففارق. نعم..
          رقي وحزم في التعامل مع نوع من الشخصية يعرفه.

          إن بعُد فابن الخالة
          وإنْ قرب فأبو الولد و قد أجرته يا رسول الله.
          وفاء وان عظم الاختلاف..

          فبكاها بكاء شديداً حتى رأى الناس
          رسول الله يمسح عليه ويهون عليه،
          فيقول له: والله يا رسول الله ما عدت
          أطيق الدنيا بغير زينب.

          تقدير ومودة لزوجة ما طلبت دونه أحدا.

          تعليق

          • جلال داود
            نائب ملتقى فنون النثر
            • 06-02-2011
            • 3893

            #6
            قصة تصلح لأن تكون أنموذجا للوفاء
            دمتم أبا قصى

            تعليق

            يعمل...
            X