ابن الشيطان " فانتازيا من الواقع "
بقلمى "أحمدخيـرى "
تواترت الامواج بقوة ، وعنف " تحت ذاك العرش المرفوع فوق الماء " منذ دهرٍ ..
فقد بدت الامور واضحة .. انهم يعدون العدة لـ صحوة سيدهم من سباته المئوي..
ظهر ذلك جليا فى نشاط " الصبيان والعبيد " وهم ينفخون فى الكير " لـ يزداد المكان تأججاً .. ويعبقونه بـ أنتن الروائح .. دافعين بـ كرسيه النحاسي " ليكون بين النيران فى مجلسه الازلي .. مزينين ماحوله بـالدّماء ، والعظام ، وأشلاء الجثث ، والجماجم " حتى تسر روحه الاثمة برؤيا إنتصارات ذويه ، ومريديه ...
يمتلىء المكان بـالوافدين من أقاصى الخرائب ، والقفار وحتى من جوف الجحيم " فى انتظار صحوته لـيقدموا بين قرنيه " ما صنعت أياديهم عملا بـأوامره "
وبين هذه الأشباح الملتهبة " جاءت وفود آدمية " من سحرة و فجرة ، وتجار موت ، ورؤساء وقضاة " ربما لـيجدّدوا البيعة " ويخرّون تحت " حوافره " طاعة ، و ولاء ..
يتحوّل المناخ فجأة فـيحلّ ظلام قاتم تسبقه رائحة كريهة ، ورمال حصوية ملتهبة تدور فى فلك المكان معلنة عن يقظته ، وصحوته ...
فـ تلهج ألسنة الجموع بـسبابه ولعانه... ابتهاجا بـعودته بينهم ..
يتخذ " الْمُنْظَرِ" مجلسه فوق رؤوسهم ، " منتشياً " بـ سبابهم ولعانهم ..
" راضياً " بـ مكرهم و نفاقهم .. مفتخراً " بـ كفرهم ، وضلالهم "
ثم يعتدل ويقول فيهم " بصوت سحيق علاه الصّدأ"
- انبؤني بما فعلتم فى غيبتى وسباتي
فـتتقدم الشياطين والمردة من بني جلدته ،لـتحكي كم من غواية ووساوس صنعت، و جعلت
الجبابرة والطغاة وعبدة الظلام من بني البشر يـتّبعوها ، و لـتقصّ كم من كبائـر ، ومفاسد ارتكبت ..
وكبيرهم يستمع فى صمت ، وغضب .. لا يرضى ولا يرتضي بما حيك له ، وقصّ عليه ..
وما أن ينتهوا . حتّى يطلق العنان لـسبابه ولعناته عليهم فى سخط قائلاً :
" اهذا كل ما فى جعبتكم .. وساوس وغواية تعقبها بعض الكبائر والمفاسد .. !؟"
- أهذا حصادكم في مائة عام " بضعة ملايين من القتلة .. واضعافهم جرحى .. وثلة من الامم بين حروب وإحتلال ، ومجاعات وفقر وبؤس.
ــ ماذا فعلتم بـإيمانهم وبـعقائدهم ؟
- هل آمنوا بى وكفروا بـخالقهم ؟هل اعتنقونى وخرجوا على مللهم ودياناتهم ؟
-أولا تروا وكأنّ أفعالكم قد صنعت فيهم من المؤمنين رجالا قادرين على هزيمتكم.. وقريبا سـينالون مني ومن عرشي ..
" الأمر الآن لا يحتاج التأجيل فقد أثبتم فشلكم وغباءكم ..
" لابدّ أن يكون لي ولد بينهم " وابنا يستطيع ان يخرجهم عن هويتهم قبل ان يهزم عقيدتهم "
ظهر التوتر بينهم .. على ذكر هذا الولد وفى رؤوس الأقدمين منهم تذكروا مصائب هؤلاء الأولاد والأعمال الشاقة التى كلفوا بها لـ ترقيتهم ، وإعلائهم بين البشـر .
فقال أكثـرهم جراءة فى صوت مرتعش :
- مولانا العزازيل لعنة الله عليك .. هل نسيت ان بعض هؤلاء الاولاد تسببوا فى وجود مؤمنين فيما حولهم.. الا تذكر سيث ، وأريز فى اساطيرهم وكاليجولا ونيرون فى عهودهم القديمة ، والحاكم بـ امر الله ، وشارل مارتل ، وهولاكو فى عصورهم الوسطى ، و ...
يقاطعه فى زمجرة هادرة قائلاً :
" وهل نسيت انت باقى الابناء ؟عمرو بن لحي ، ومسيلمة ، وبن سلول ، هل نسيت راسبوتين ، وثيودور هرتزل ؟
" وقبل كلّ هؤلاء .. هل نسيت من تلبسوا بـ رداء الرهبان وتحدثوا بـألسنتهم وأمروا بقتل " هذه المرأة هيباتا " حتى يزداد الجهلاء جهلاً ، و يستشري الغباء بينهم ..؟
- ارى ان يكون ولدي الجديد فى بيئة سلفه المُحرف الدجال قاتل العلماء .. فـهذه البلاد ينتشر فيها من يحاربني ويهزمني فـلو سقطت لـسقطت هويتهم أجمعين.
انفضت الجموع بعد لقائهم بـه ، وإعلانه صحوته .. اختار منهم من يعمل على إعداد وتهيئة المجال لـلوليد الجديد .. حتى قبل أن ينشأ مضغة او يُحبل به جنيناً ..
وتنكر فى هيئة آدمية .. منزلا ناره فى جوف امراة تلبّس لها فى جسد زوجها وما إن حبلت في نطفته .. حتى عاد إلى عرشه ينتظر النتائج .
وكانت المسكينة فى حملها البغيض .. تئن من لفح النيران التى تستعر فى رحمها ..
حاولت التخلّص منه يوما وقد أنهك سعيره رحمها لكن الصّبيان والمريدين الذين التفوا من حولها فى صور بشرية صدوها عن فعلتها واجهضوا محاولاتها حتى كان يوم مخاضهـا لتهدر السماء معلنة غضبتها .. فـتتوالى ومضات البرق .. لـتصعق ما تناله مترجمة لـهذه الغضبة ..
ويخرج الولد إلى الحياة فـترتعب أمه من خلقته ، وقد ولد بـنابين ما إن لامسا ثديها للرّضاعة .. حتى اجتثه فصارت دماءها أول ما يتذوقه .
تطيـر الأخبار الأوّلية إلى السّيد فـينتشي بـوريثه الجديد ..
ويأمر بـترقيته والإعلان عنه للملأ ..
فـيجتمع المريدون والاتباع من حوله .. هذا يعلمه الكذب ، وآخر يعلمه النفاق ، وذاك يعلمه القتل ...
وتاتى الأوامر الصريحة من الأب لـخليفته :
" لا تظهر نفسك يا بنى حتى تتمكن منهم ، ويعلو شأنك بينهم ..
- تلبس بـالخضوع ، وأظهر التواضع ، وتحدث بـلسان لين..
- أظهر تدينا .. ومثّل العطف والرّحمة والحبّ .. وكن بينهم الفارس الذى ينشدون فـطبيعة هؤلاء القوم .. تقدس الأبطال ، وتعشق الفوارس .
وتكتمل تعاليم "الْمُنْظَرِ " في ولده ... والمريدون من حوله .. يصنعون الخرافة والوهم .. يسقطون أنداده .. اما بـالواقيعة أو الابعاد او الاغتيال ..
وآخيرا اقترب الهدف فمع إنتفاضة هولاء القوم يوما على أحد أتباع " الأب من الطغاة .. أمر تابعه بـالتنحي والتنازل .. تاركا الاتباع يزكون الغباء فيمن ثاروا يوما .
لتكتمل المأساة فى اعتماده سنداً ، وعونا من قبل الرجل الضعيف الذى اختاره هؤلاء حاكما عليهم
عندها قالها الأب آمرا :
" لقد حان الوقت لـتظهر ما أعددت له ...
وما ان تمرّ السّنة .. حتى أعلن الوريث عن نفسه .. بما تـقرّ به وتلتهب عين والده ..
فـتهدأ غضبته أخيراً
ويذهب إلى سباتٍ جديد
بقلمى "أحمدخيـرى "
تواترت الامواج بقوة ، وعنف " تحت ذاك العرش المرفوع فوق الماء " منذ دهرٍ ..
فقد بدت الامور واضحة .. انهم يعدون العدة لـ صحوة سيدهم من سباته المئوي..
ظهر ذلك جليا فى نشاط " الصبيان والعبيد " وهم ينفخون فى الكير " لـ يزداد المكان تأججاً .. ويعبقونه بـ أنتن الروائح .. دافعين بـ كرسيه النحاسي " ليكون بين النيران فى مجلسه الازلي .. مزينين ماحوله بـالدّماء ، والعظام ، وأشلاء الجثث ، والجماجم " حتى تسر روحه الاثمة برؤيا إنتصارات ذويه ، ومريديه ...
يمتلىء المكان بـالوافدين من أقاصى الخرائب ، والقفار وحتى من جوف الجحيم " فى انتظار صحوته لـيقدموا بين قرنيه " ما صنعت أياديهم عملا بـأوامره "
وبين هذه الأشباح الملتهبة " جاءت وفود آدمية " من سحرة و فجرة ، وتجار موت ، ورؤساء وقضاة " ربما لـيجدّدوا البيعة " ويخرّون تحت " حوافره " طاعة ، و ولاء ..
يتحوّل المناخ فجأة فـيحلّ ظلام قاتم تسبقه رائحة كريهة ، ورمال حصوية ملتهبة تدور فى فلك المكان معلنة عن يقظته ، وصحوته ...
فـ تلهج ألسنة الجموع بـسبابه ولعانه... ابتهاجا بـعودته بينهم ..
يتخذ " الْمُنْظَرِ" مجلسه فوق رؤوسهم ، " منتشياً " بـ سبابهم ولعانهم ..
" راضياً " بـ مكرهم و نفاقهم .. مفتخراً " بـ كفرهم ، وضلالهم "
ثم يعتدل ويقول فيهم " بصوت سحيق علاه الصّدأ"
- انبؤني بما فعلتم فى غيبتى وسباتي
فـتتقدم الشياطين والمردة من بني جلدته ،لـتحكي كم من غواية ووساوس صنعت، و جعلت
الجبابرة والطغاة وعبدة الظلام من بني البشر يـتّبعوها ، و لـتقصّ كم من كبائـر ، ومفاسد ارتكبت ..
وكبيرهم يستمع فى صمت ، وغضب .. لا يرضى ولا يرتضي بما حيك له ، وقصّ عليه ..
وما أن ينتهوا . حتّى يطلق العنان لـسبابه ولعناته عليهم فى سخط قائلاً :
" اهذا كل ما فى جعبتكم .. وساوس وغواية تعقبها بعض الكبائر والمفاسد .. !؟"
- أهذا حصادكم في مائة عام " بضعة ملايين من القتلة .. واضعافهم جرحى .. وثلة من الامم بين حروب وإحتلال ، ومجاعات وفقر وبؤس.
ــ ماذا فعلتم بـإيمانهم وبـعقائدهم ؟
- هل آمنوا بى وكفروا بـخالقهم ؟هل اعتنقونى وخرجوا على مللهم ودياناتهم ؟
-أولا تروا وكأنّ أفعالكم قد صنعت فيهم من المؤمنين رجالا قادرين على هزيمتكم.. وقريبا سـينالون مني ومن عرشي ..
" الأمر الآن لا يحتاج التأجيل فقد أثبتم فشلكم وغباءكم ..
" لابدّ أن يكون لي ولد بينهم " وابنا يستطيع ان يخرجهم عن هويتهم قبل ان يهزم عقيدتهم "
ظهر التوتر بينهم .. على ذكر هذا الولد وفى رؤوس الأقدمين منهم تذكروا مصائب هؤلاء الأولاد والأعمال الشاقة التى كلفوا بها لـ ترقيتهم ، وإعلائهم بين البشـر .
فقال أكثـرهم جراءة فى صوت مرتعش :
- مولانا العزازيل لعنة الله عليك .. هل نسيت ان بعض هؤلاء الاولاد تسببوا فى وجود مؤمنين فيما حولهم.. الا تذكر سيث ، وأريز فى اساطيرهم وكاليجولا ونيرون فى عهودهم القديمة ، والحاكم بـ امر الله ، وشارل مارتل ، وهولاكو فى عصورهم الوسطى ، و ...
يقاطعه فى زمجرة هادرة قائلاً :
" وهل نسيت انت باقى الابناء ؟عمرو بن لحي ، ومسيلمة ، وبن سلول ، هل نسيت راسبوتين ، وثيودور هرتزل ؟
" وقبل كلّ هؤلاء .. هل نسيت من تلبسوا بـ رداء الرهبان وتحدثوا بـألسنتهم وأمروا بقتل " هذه المرأة هيباتا " حتى يزداد الجهلاء جهلاً ، و يستشري الغباء بينهم ..؟
- ارى ان يكون ولدي الجديد فى بيئة سلفه المُحرف الدجال قاتل العلماء .. فـهذه البلاد ينتشر فيها من يحاربني ويهزمني فـلو سقطت لـسقطت هويتهم أجمعين.
انفضت الجموع بعد لقائهم بـه ، وإعلانه صحوته .. اختار منهم من يعمل على إعداد وتهيئة المجال لـلوليد الجديد .. حتى قبل أن ينشأ مضغة او يُحبل به جنيناً ..
وتنكر فى هيئة آدمية .. منزلا ناره فى جوف امراة تلبّس لها فى جسد زوجها وما إن حبلت في نطفته .. حتى عاد إلى عرشه ينتظر النتائج .
وكانت المسكينة فى حملها البغيض .. تئن من لفح النيران التى تستعر فى رحمها ..
حاولت التخلّص منه يوما وقد أنهك سعيره رحمها لكن الصّبيان والمريدين الذين التفوا من حولها فى صور بشرية صدوها عن فعلتها واجهضوا محاولاتها حتى كان يوم مخاضهـا لتهدر السماء معلنة غضبتها .. فـتتوالى ومضات البرق .. لـتصعق ما تناله مترجمة لـهذه الغضبة ..
ويخرج الولد إلى الحياة فـترتعب أمه من خلقته ، وقد ولد بـنابين ما إن لامسا ثديها للرّضاعة .. حتى اجتثه فصارت دماءها أول ما يتذوقه .
تطيـر الأخبار الأوّلية إلى السّيد فـينتشي بـوريثه الجديد ..
ويأمر بـترقيته والإعلان عنه للملأ ..
فـيجتمع المريدون والاتباع من حوله .. هذا يعلمه الكذب ، وآخر يعلمه النفاق ، وذاك يعلمه القتل ...
وتاتى الأوامر الصريحة من الأب لـخليفته :
" لا تظهر نفسك يا بنى حتى تتمكن منهم ، ويعلو شأنك بينهم ..
- تلبس بـالخضوع ، وأظهر التواضع ، وتحدث بـلسان لين..
- أظهر تدينا .. ومثّل العطف والرّحمة والحبّ .. وكن بينهم الفارس الذى ينشدون فـطبيعة هؤلاء القوم .. تقدس الأبطال ، وتعشق الفوارس .
وتكتمل تعاليم "الْمُنْظَرِ " في ولده ... والمريدون من حوله .. يصنعون الخرافة والوهم .. يسقطون أنداده .. اما بـالواقيعة أو الابعاد او الاغتيال ..
وآخيرا اقترب الهدف فمع إنتفاضة هولاء القوم يوما على أحد أتباع " الأب من الطغاة .. أمر تابعه بـالتنحي والتنازل .. تاركا الاتباع يزكون الغباء فيمن ثاروا يوما .
لتكتمل المأساة فى اعتماده سنداً ، وعونا من قبل الرجل الضعيف الذى اختاره هؤلاء حاكما عليهم
عندها قالها الأب آمرا :
" لقد حان الوقت لـتظهر ما أعددت له ...
وما ان تمرّ السّنة .. حتى أعلن الوريث عن نفسه .. بما تـقرّ به وتلتهب عين والده ..
فـتهدأ غضبته أخيراً
ويذهب إلى سباتٍ جديد
تعليق