ثرثرة رجل يحتضر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سالم وريوش الحميد
    مستشار أدبي
    • 01-07-2011
    • 1173

    ثرثرة رجل يحتضر


    (( أساتذتي الأفاضل مهما نأت المسافات لا بد للضال من عودة
    شكرا للأستاذة المبدعة عبير هلال و التي دعتني لأن أعود إلى أيك المبدعين ))
    سالم وريوش الحميد

    ثرثرة رجل يحتضر


    .
    .الحرب مجزرة تدور بين أناس لا يعرفون بعضهم البعض لحساب آخرين يعرفون بعضهم البعض –
    بول فاليري

    -
    `الأحلام كثيرة كثرة حبات المطر التي راحت تتلصص عليهما من تلك النوافذ المهشمة،عيناها مازالت ترنو إلى الشوارع الاسفلتية تلك التي أكلتها حمم اللهب الداكن ، باحثة عن أجساد غضة متناثرة هنا وهناك ، أو بارقة أمل ، أو صوت ضمير يصحو ، أصوات الرصاص لا تنقطع وكأنها زغاريد نساء ، قال لها وهو يغمض عينيه :
    (أخفضي رأسك حبيبيتي قد يكون هدفا لقناص أو رصاصة ضلت طريقها )،
    مست يده شعرها وراح يتحسس جيدها ينظر إليها وثمة ابتسامة على شفتيه
    (دعك من الخوف والتوجس وتعالي إلي )
    راح ينظر إلى فضاء جسدها إذ لا حدود لامتداد البصر في أفق عينيها حيث تطوف كل المجرات ، لا شيء يمنعه من التحديق بتلك المرآة ، فكل التضاريس مقروءة لديه ، هي الوحيدة التي تمنحه الوضوح والنقاء ، يرى فيها لذة الحياة ومفاتنها وبهجة الدنيا ، يسره ان يبحر في زرقة عينيها ، واخضرار الأشجار يراه على تلك الجفون جاثيا ، وعلى شفتيها يعتّق النبيذ ،بياض الصبح على تلك الروابي ،وظلمة الليل هنا مكامنها في سواد شعرها ،جموح الأنثى ، وسكون الريح ،تجمعت في كيانها كل الأضداد . وهو حائر بين أن يكون أو لا يكون كمركب تتقاذفه الأمواج ، الزمان يتوقف ،والمكان ينعدم حين يضمها إلى صدره وشفتاها تبوحان سرا لشفتيه ، لا صفاء يراه إلا في بضاضة جسدها بعد أن شوّه دخان الحرائق كل الأجساد فبدت كأعجاز نخل ...
    -امنحيني دفئا وأمنحك ما تحلم به كل النساء –
    _أيكتك جسدي ومتكأك نهداي .. سيظلان يبحثان عنك رغم عتمة الطريق ...!
    - جسدك بحر عظيم وأشرعة سفني ممزقة كيف لي الإبحار فيه ومجدافي محطم ،
    طبعت على خده قبلة و طوقت جسده النحيل بذراعيها ، برودة تسري في بدنه ، كما الأموات لاحت الصفرة على وجهه.. صرخ بأعلى صوته متأوها حاول أن يبعد جسدها المراوغ عنه برفق ، بدا يتلوى كأفعوان من شدة الألم .. اجتاحته نوبة سعال . احتارت كيف لها أن تكتم سعاله .. أحاطت رأسه بيديها .. سكنت نوبة السعال .. عب سؤر الماء من قدح مكسور ، غفا على ذراعها .. حلم بأن دارهما متأبطة الأحزان وهي تبكيه ، خالها تنتحب عليه كما الثكلى
    (تلك الدار مأسورة بالعشق منذ أن وطئتها أقدامهما )
    أرجعت رأسها للوراء ، بين استرجاع الذكريات وأحلام اليقظة تتزاحم الأفكار كانا يسترقان النظرات إلى بعض رغم حداثة سنهما يجتران الأحلام البريئة يلاحقها في منعطفات الأزقة ينتظرها بعد خروجها من المدرسة ، تأتي وأمها كل يوم لبيتهم الأم تنهمك بالحديث مع أمه ، وهما لاهيان عنهما بأحاديث الطفولة ، كل يوم يلتقيان يتسامران قتلا للفراغ وأملا بعودة الغائبين ،ينصتان إلى صوت المذياع ، علهما يسمعان اسم خالها بين أعداد الأسرى الذين تتلى أسماؤهم من إذاعة طهران وبغداد تذيع الانتصارات وأغاني الحروب، الصواريخ تدك المدن الآمنة ، أبوها وأبوه هناك في جبهات القتال يلتحفان السماء ويفترشان تراب الخندق ، قد يتجاذبان حديثا طويلا ، لكن لا سمر حين يحضر الموت ، تتجمد العواطف ويبقى الإنسان أسير خوفه، (لا انتصار في الحرب .. الكل فيها خاسر ) قالها أبوه ذات مساء .. ودارت الأيام، جثت على قبر أبيها ناحبة صارخة .. لم يفرحها أن يكون شهيدا
    ، رأت حبيبها يختلس النظر إليها دون عشرات النسوة وهي تهيل التراب على رأسها ، وتلطم خدها.. والأيام تغلي كبركان هادر .. والراحلون يزدادون عددا بازدياد عدد اللافتات التي تؤبن الموتى ، تضحك في داخلها كلما تذكرت نحيب أمها معاتبة الله وهي تبكي زوجها ( يا ترى لمَ لم يرق قلب الله لنا ..؟ )
    إن دارنا اليوم غريبة يكتنفها الوجوم باتت خلوا من نذور الأمهات، خلوا من قهقهة الأطفال وهم يتراكضون في صحنها ) عشر من السنين مرت وهما لا يفترقان، يبنيان صروحا من الأحلام ، بات حلما أن يكون أبا و أن تكون هي أما . تلصق صور الأطفال على الحائط كلما اشتاقت لنمو جنين في احشائها ،
    حين أتاها (بلوحة الطفل الباكي *)
    كي تضعها مع بقية الصور الملصقة على الحائط ، رمت بها قالت
    (لا أريد للأطفال أن يبكوا )
    عند المساء يدلفان غرفتهما يرتشفان كؤوس الحب وينتشيان حتى الثمالة ، ولكن ثمة سؤال يدور
    (لم غادرت البلابل الدار ، والأشجار ما عادت تحمل إلا ميت الثمار؟لم غادرها الشعراء ، وضاعت منها الدوواين ؟ لم غرب عنها الفرح ، وتركت تبوح آلامها لكل قادم؟ )

    (حبيبتي رتلي حروف الهجاء ،أسمعيني حداءك وأنا أكاد أغيب عن الوجود ، عيناي واجفة ،وشفتاي متيبستان وشبح الموت ينتهز الفرصة للانقضاض علي)
    (وهل يسمع الموتى المووايل )
    قالتها في سرها فيما اغرورقت عيناها بالدموع مسحت جبينه الذي راح يتصبب عرقا ، ورنت إليه:
    (إهدأ حبيبي لا تكثر الكلام )
    . تشابك جسداهما كأفنان متضافرة .مازال الرصاص يئز على الجدران ، مباغتا إياهما بين الفينة والأخرى ليحطم شيئا ما
    (دعيني أقبلك ، دعيني أمارس الحب معك )
    اقتربت منه أكثر جعلت من شعرها الأسود خمارا يغطي جرحه ، تدلت قلادتها ولامست فاهه ، شم رائحة نهديها
    ( إن الدماء تتدفق من صدرك، جرحك عميق )
    (ما نز من جسدي دما نزفت عشقا وألما)
    الدخان يملأ باحات الدور وسطوح المنازل
    (سأروي جسدك قبل أن يصير يبابا سأروي شفتيك برضابي،ودق من غمام روحي التي توسدت روحك لتركن إليها)
    آآآآآه يا جرحك، )
    اختنقت بالعبرات
    (لا تبكي حبيبتي أرى دموع الأطفال والصبايا تجف على مآقي عينيك، ألا تكرهين بكاء الأطفال غني لي حبيبتي كما كنا نودع الشمس ساعة الأصيل .) وبصوت ممزوج برائحة الخوف والحزن غنت له ..
    ( ها ... حبيبي )
    الفجر شقشق ، عرفا ذلك من الأذان الذي غزا سمعيهما دونما اسئذان.
    . عمره الذي ناهز الرابعة والثلاثين لم ير فيه غير الموت المباح بالمجان،
    ولم يسمع فيه غير أصوات المدافع وأزيز الرصاص و سنابك الخيل تغزو الأمان .
    رأى خنازير الثراء تنهش أرغفة الخبز من أيدي الجائعين،
    والجائعون يلوذون بصمتهم لا يشهرون سيوفهم على الجوع .
    (ما عادت سمائي ممطرة ربما يتصحر جسدك بعدي )
    استطرد قائلا (لكن إياك أن تبكي ) يشم عطرا غير عطرها، رائحة تراب معفر بحبات المطر والبارود والدماء ، يده تبحثان عن واحة أمان .. لازالت تطوف في أرجاء معمورتها تغور بين الوديان والنجود . أخرجا .. صوت جاء من البعيد الملثمون يحيطون بالدار كسروا الأبواب حطموا كل شيء، أقدامهم تكسر لحظة السكون ، جلبة تثار هنا ،و لغط يعلو هناك ، هرست الورود تحت أقدامهم مزقوا صور الأطفال
    ( تكبير ) (الله كبر )
    الانتصار العظيم على الحب يكبر له.. للموت يكبر ..
    لم يأبه الحبيبان لهم .. لم يهتما لأصواتهم . ولا وابل الرصاص كان يثنيهما عن ممارسة الحب .. وهو يدفن رأسه بين نهديها كانا غارقين في نشوة يتوسدان بعضهما بعضا يطوفان في عالم آخر ..حيث لا بغضاء ولا كره ولا قتل .. عالم من العشق السرمدي ... يسبحان في فضاء واسع من الأحلام و مع الفجر هدل اليمام ( يا ..قو .. قتي ) باحثا عن الأمان .. راحت ضحكاتهما تستفز زقزقة العصافير..)
    ----
    ----
    -----

    كيف مارسا الحب والموت كان محيقا بهما...


    12 / 3 / 2014 •

    *لوحة شهيرة رسمها الفنان الايطالي جيوفاني براغولين
    على الإنسانية أن تضع حدا للحرب وإلا فسوف تضع الحرب حدا للإنسانية.
    جون كنيدي

    الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية

  • حسن لختام
    أديب وكاتب
    • 26-08-2011
    • 2603

    #2
    عودة ميمونة، أخي العزيز وأستاذي الفاضل سالم وريوش الحميد
    أتمنى أن تكون بخير، وفي كامل الصحة والسعادة،وراحة البال.
    سررت بعودتك
    سأعود لأستمتع كالعادة بالنص
    مودتي وتقديري

    تعليق

    • عبير هلال
      أميرة الرومانسية
      • 23-06-2007
      • 6758

      #3
      نص مدهش أستاذي القدير

      سالم وريوش الحميد

      هيً الحرب تقتل كل جميل فينا

      وحولنا ..


      لكن هنـــاا نمت بذور االأمل

      والتشبث الواضح بتلابيب الحياة

      ° ولادة حب وفرح بجذور ثابتة

      وسط الحرب


      لا لليأس فالفرج بات قريبا

      الحياة تدعونا وتناشدنا

      ذكرتني قصتك البديعة

      بوداعا للسلاح

      ولكن هناك ماتت البطلة

      وهنا كان لا بد من سمو روحي

      محلق يدعونا لنحلق في سماء المحبة والسلام

      /farewell To Arms

      يجول بخاطري الكثير

      حول قصتك لكن أجدني

      غير قادرة عن التعبير عن الأفكار

      التي تجول بخاطري

      مرحبا بك بيننا أستاذي القدير

      منك كنا ولا زلنا نتعلم

      نور الملتقى بعودتك


      بوركت
      sigpic

      تعليق

      • أحمدخيرى
        الكوستر
        • 24-05-2012
        • 794

        #4
        حممية السرد تتغلب على الالام " مآساة وطن خاض 4 حروب فى ثلاثين عام ..
        انتهت بـ فتنة وتفكك وعنف وإرهاب .. او لم تنتهى بعد
        وبينهما كانت الاباء والاهل يسقطون فى الجوار او هنا ، وهناك
        راقتنى التشبيهات الحممية ، والايحاءية كذلك ..
        وربط العاطفة بـ الدماء والحروب " صنع تناغما " ذكرنى بـ روايات هيمنجواي ..

        استاذ " سالم الحميد "
        سرنى قراءة تحفتك الراقية
        وحمد لله على سلامتك .
        https://www.facebook.com/TheCoster

        تعليق

        • حسن لختام
          أديب وكاتب
          • 26-08-2011
          • 2603

          #5
          الانسان يتوجه إلى الموت والدمار بسبب "الأنا" من أجل السلطة.. إنه يمضي برجليه نحو الهلاك، نحو الموت .
          صارت الحضارة، حضارة شيطانية بسبب (الأنا والأنانية من أجل السلطة، التي تعادل الشر المستطر) تتعارض مع الطبيعة الانسانية ( الحب و رغبات الجسد و اللذة التي تعادل الخير)
          نص موجع مكتوب بالدم، يرصد العطب والتشوهات..وحماقات وتفاهات بني آدم في هذا العالم البئيس
          دوختني عبارة "كيف مارسا الحب والموت كان محيقا بهما"
          مودتي وكل التقدير، أستاذي الفاضل سالم وريوش

          تعليق

          • محمود عودة
            أديب وكاتب
            • 04-12-2013
            • 398

            #6
            روعة القصة في الأسقاط الرائع للحرب على مساحة الحب لتدوسه او تلفه بتلابيب الدمار لكنه ينتصر ويستمر مع استفزاز زقزقة العاصفير ابدعت في تصوير الحروب المدمرة مع شموس الحب العفوي والدائم للأنسانية مهما علت صرخات التشويش وانتشر اليباب تحت وهج القذائف الملتهبة ضياء الأمل بالحب يمزق كل رماد الحروب
            تحياتي لابداعك

            تعليق

            • نجاح عيسى
              أديب وكاتب
              • 08-02-2011
              • 3967

              #7
              كيف مارسا الحب والموت كان محيقا بهما)

              .......................
              من هنا أبدأ معك استاذي الكريم ...وأتساءل معك أيضاً ...
              نعم ...كيف ؟؟
              للحرب وقع رهيب ..وللقصف دويّ يشلّ كل ما في الوعي من قدرات ..ويفرز في مجرى الدم من الأدرينالين
              والرعب ما يوقف فيه أي نشاط سوى التشبث بالحياة ، ومحاولة النجاة بها من الموت المتربص ..!
              أقول هذا انطلاقاً من تجربة لا تقلّ رعباً عن تجربتكم في العراق ...أو غيرها من شرقنا المُستباح ..
              ففي اجتياح رام الله قبل سنوات قليلة ..رأينا مشاهداً رهيبة من قصف وقتل وسحق لكل ما يتحرك أو ينبض بالحياة
              ..وتدمير للبنيان ..والإنسان بصورة تعجز عن وصفها الأقلام ...سيّما وهي يبدٍ عدو الأرض والدين والقومية ..!
              لا يفوتني هنا أن أقول أن هذه الجزئية من نصّك الجميل ، تطرّق إليها شاعر نا الكبير ( محمود دوريش)
              في إحدى مؤلفاتهِ التي تحدث فيها عن معايشته لواقع الحياة أثناء ( حصار بيروت) حين كان فيها هو
              وأبناء المقاومة الفلسطينية ، وقد تحدّث بإسهاب وترميز وبأسلوب شيّق عن هذه اللحظات التي يهرب
              إليها الإنسان ..ليتناسى _ ربما_ ما يحيط به من أدوات الموت ومعداته ..وليعزز إحساسه بالحياة ..
              وبأنه مازال على قيدها ..ولو إلى زمن محدود ...
              قصة جميلة ..وأسلوب سلس رشيق ، يطرق أبواب تلك المواضيع الإنسانية ..الحساسة ..
              بكل حرص ..وشفافيّة تنم عن أدب جم وذوق رفيع ...
              سلمت يداك أستاذ سالم ..ودام لك هذا القلم المبدع
              تحياتي وكل التقدير
              وأهلا بك ... بعد غياب !

              تعليق

              • محمد الثاني
                عضو الملتقى
                • 25-02-2014
                • 107

                #8
                تحية للناقد سالم / النص يقدم لنا مشهد يحمل الكثير من التناقض إذا كيف تقنعني أنا القاريء برجل مصاب وينزف ولديه القدرة على مضاجعة أنثى؟؟ لا يمكن؟؟ أيضا السرد لم يدخلني في اجواء الحرب الساخنه ولا حتى اجواء الحب !!! لا تغضب مني أنا لن اجاملك ولو لم تكن رئيس القسم ما كتبت لك حرفا .. البداية فقط كانت رائعة ثم دخلنا في متاهة المتناقضات والصقيعالسردي /شكرا لسعة الصدر،،،،،،
                التعديل الأخير تم بواسطة محمد الثاني; الساعة 16-03-2014, 07:26.

                تعليق

                • سالم وريوش الحميد
                  مستشار أدبي
                  • 01-07-2011
                  • 1173

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة محمد الثاني مشاهدة المشاركة
                  تحية للناقد سالم / النص يقدم لنا مشهد يحمل الكثير من التناقض إذا كيف تقنعني أنا القاريء برجل مصاب وينزف ولديه القدرة على مضاجعة أنثى؟؟ لا يمكن؟؟ أيضا السرد لم يدخلني في اجواء الحرب الساخنه ولا حتى اجواء الحب !!! لا تغضب مني أنا لن اجاملك ولو لم تكن رئيس القسم ما كتبت لك حرفا .. البداية فقط كانت رائعة ثم دخلنا في متاهة المتناقضات والصقيعالسردي /شكرا لسعة الصدر،،،،،،
                  الأستاذ الرائع محمد الثاني ..
                  تحية طيبة ..
                  أحيي فيك هذه الروح النقدية التي تنم عن حرص أكيد على الوصول بكتاباتي إلى ما هو أحسن

                  في البدء أرجو أن يعذرني الجميع على تقديمي إياك عليهم .. ليس من باب (أني أردت الرد السريع للدفاع عن نفسي كوني كاتب جيد أو غير جيد أو إني كنت مبدعا في هذا النص أو فشلت به بل لتوضيح نقطة مهمة وهو أن رئاسة القسم ليست لكوني أفضل الجميع ، وإلا أذا كانت على أساس المفاضلة لآلت إلى أساتذة كبار منهم الكاتبة إيمان الدرع والأستاذ محمد سلطان والأستاذ محمد فطومي و الأستاذة آسيا رحاحلية ، والأستاذة عائدة محمد نادر والأستاذ حسن لختام ،والأديب أحمد عيسى وهناك أسماء كثيرة هم قطعا أفضل مني عطاء وإبداعا ..
                  لا مجاملة في الملتقى لأني لا أحصل إلا على قليل من الردود نسبة إلى ما يكتبه الآخرون واختلاف الرؤى وارد وهذا قد يكون مرده إلى قصور في كتاباتي ، لذا فأنا أتمنى عليك ككاتب او لك رؤيا نقدية أن تبين مواطن الضعف لدي .. كي استفيد منها
                  أما بالنسبة لإقناعك بأن رجل يمارس الحب في أكثر الظروف قساوة إن لم يحدث واقعا فاعتبر هذا من باب الغرائبية وهو اسلوب استخدمه الكثير من الكتاب العالميين والذين نحن تلامذتهم والغرائبية كما يعرفها فرويد هو ظهور ما هو غير مألوف في سياق مألوف وليس هناك ما يجبرني أن أسرد نصا مطابقا للواقع مئة بالمائة وإلا كيف اقتنعنا بقصة دون كيخوت بأن رجلا راح يحارب طواحين الهواء . ، وارتبط اسم ماركيز بمصطلح الواقعية الغرائبية او الواقعية السحرية لكونه كان يمازج بين ماهو مألوف وما هو غير مألوف
                  واستخدم شكسبير شخصيات هي مزيج بين كونها شخصيات حقيقية أو شخصيات متوهمه
                  ومن الواضح أن مصطلح الغرائبية متعدد الأغراض والمعاني ،
                  إضافة إلى ذلك فإن الثيمة الرئيسية كانت تحديا للناقد الفرنسي أناتول فرانس حين قال أن الحياة ثلاثة أشياء ولادة وألم وموت ,, ربما أنا ما أردت قوله أن ألغي فكرة الموت وأقول أن الحياة ولادة وألم وسعادة ,,,لأنه مهما اشتدت آ لام المخاض لابد أن تكون هناك ولادة جديدة ..
                  أستاذي الغالي أإنا لا أحبذ الثيمة البسيطة والتي تقدم للقارئ قصة جاهزة لا تترك أثرا لدى القارئ لا تشركه في الأحداث ..
                  وأخيرا كيف لي أن أصوغ نصا فيه حرارة وفيه هذا الكم من الشد .. لتبدو ساخنة وليس فيها هذا الصقيع ..
                  لا شك أن لي تجربتي المتواضعة .. وأرجو أن تتاح لي فرصة أخرى كي أكتب ما يرضي ذائقة الجميع .. شكرا لك أستاذي وسأقرأ لك أن شاء الله عل وأن ما في حرارة سردك يذيب ذلك الصقيع.

                  شكرا لك أستاذي الفاضل ..
                  على الإنسانية أن تضع حدا للحرب وإلا فسوف تضع الحرب حدا للإنسانية.
                  جون كنيدي

                  الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية

                  تعليق

                  • بسباس عبدالرزاق
                    أديب وكاتب
                    • 01-09-2012
                    • 2008

                    #10
                    أرحب بعودتك أستاذي سالم

                    و أبارك هذا النص
                    الذي اشتعل من نقطة الحرارة و أنتهى بها
                    و ما بينهما كانت المساحة مركزا للأفكار و رؤية عميقة للواقع


                    نعم الحرب هي خسارة كيفما كانت، خاصة بين الإخوة


                    تقديري أستاذي سالم وريوش الحميد
                    السؤال مصباح عنيد
                    لذلك أقرأ ليلا .. حتى أرى الأزقة بكلابها وقمامتها

                    تعليق

                    • حسن لختام
                      أديب وكاتب
                      • 26-08-2011
                      • 2603

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة محمد الثاني مشاهدة المشاركة
                      تحية للناقد سالم / النص يقدم لنا مشهد يحمل الكثير من التناقض إذا كيف تقنعني أنا القاريء برجل مصاب وينزف ولديه القدرة على مضاجعة أنثى؟؟ لا يمكن؟؟ أيضا السرد لم يدخلني في اجواء الحرب الساخنه ولا حتى اجواء الحب !!! لا تغضب مني أنا لن اجاملك ولو لم تكن رئيس القسم ما كتبت لك حرفا .. البداية فقط كانت رائعة ثم دخلنا في متاهة المتناقضات والصقيعالسردي /شكرا لسعة الصدر،،،،،،
                      الكتابة الأدبية لاتمت للواقع بصلة، بل تنفصل عنه انفصالا كاملا، وتحلّق نحو فضاءات ممكنة، شاسعة لا تحدّها حدود الواقع الملموس .المتخيّل بصفة عامة، هو جمالية اللاواقعي، وسلطة المحتمل، والممكن الوقوع..الكتابة السردية، تتمرّد على واقعية الأحداث، على الواقع، وعلى كل ما هو عادي. والانفصال التام عن واقعية الأحداث، هو الذي يعطي للمنجز القصصي متعة ولذّة..اللاواقعي هو الذي يغري القارىء، وليس الواقعي. لذا أرى أن سؤالك الذي جاء في تعليقك..كيف لرجل مصاب، ينزف دما أن يضاجع أنثى.. سؤالا ساذجا، ولا قيمة له..
                      أراك تسرعت في حكمك على النص، أخي محمد..القارىء قبل أن يقوم بفعل النقد والانتقاد، من اللازم والمفروض عليه أن يكون قارئا جيدا، عارفا، ملمّا ،قبل كل شىء، بأدوات السرد وقوانينه، كي لايتطفّل على إبداعات الناس عن جهل وجهالة.
                      مودتي، أخي محمد

                      تعليق

                      • حسين ليشوري
                        طويلب علم، مستشار أدبي.
                        • 06-12-2008
                        • 8016

                        #12
                        الأستاذ "سالم وريوش الحميد" تحية طيبة.
                        لست أدري لماذا ذكرتني قصتك الخيالية هذه بقصة الكاتب الكولومبي غابريال كارسيا مركيز "الحب في زمن الكوليرا" مع الفرق طبعا في الموضوع و الحجم، حقيقةً، لست أدري.
                        أخي الكريم، قرأت قصتك و أعجبت بقدرتك على تصوير المشاهد و الولوج إلى نفسية الشخصيتين بيد أنني لاحظت هفوات لغوية ( إملائية و نحوية) و أخرى تصويرية
                        طفيفة فاتتك و لو أعدت النظر لانتبهت إليها بيسر.
                        أرجو ألا تجد في نفسك من كلامي هذا شيئا فالنصح أردت و ليس غيره و قد صار الناس يتحسسون من النقد و إن كان مُحِقًّا.
                        تحيتي و تقديري و عودة ميمونة إن شاء الله تعالى.

                        sigpic
                        (رسم نور الدين محساس)
                        (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                        "القلم المعاند"
                        (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                        "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                        و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                        تعليق

                        • سالم وريوش الحميد
                          مستشار أدبي
                          • 01-07-2011
                          • 1173

                          #13
                          الأستاذ حسن لختام ..
                          كل حرف تكتبه هو اضافة لي .. وأنا كبير بكم ومن خلالكم صديقي الغالي
                          من خلال رؤاكم التي اعتز بها إيما اعتزاز ، شكرا لك هذا الحضور الوارف
                          وتقديري لك واحترامي الكبير ...
                          على الإنسانية أن تضع حدا للحرب وإلا فسوف تضع الحرب حدا للإنسانية.
                          جون كنيدي

                          الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية

                          تعليق

                          • سالم وريوش الحميد
                            مستشار أدبي
                            • 01-07-2011
                            • 1173

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة عبير هلال مشاهدة المشاركة
                            نص مدهش أستاذي القدير

                            سالم وريوش الحميد

                            هيً الحرب تقتل كل جميل فينا

                            وحولنا ..


                            لكن هنـــاا نمت بذور االأمل

                            والتشبث الواضح بتلابيب الحياة

                            ° ولادة حب وفرح بجذور ثابتة

                            وسط الحرب


                            لا لليأس فالفرج بات قريبا

                            الحياة تدعونا وتناشدنا

                            ذكرتني قصتك البديعة

                            بوداعا للسلاح

                            ولكن هناك ماتت البطلة

                            وهنا كان لا بد من سمو روحي

                            محلق يدعونا لنحلق في سماء المحبة والسلام

                            /farewell To Arms

                            يجول بخاطري الكثير

                            حول قصتك لكن أجدني

                            غير قادرة عن التعبير عن الأفكار

                            التي تجول بخاطري

                            مرحبا بك بيننا أستاذي القدير

                            منك كنا ولا زلنا نتعلم

                            نور الملتقى بعودتك


                            بوركت
                            نعم أستاذتي الغالية عبير
                            هي ذي مأساة الحروب لاترحم الإنسان ، أنها النقيض للحب ، النقيض للحياة
                            تتقاطع مع الجمال ، وتعيق تزاحم الأمال. هي الخراب والدمار ، يصير فيها الصديق عدوا
                            ويبتعد الأخ فيها عن أخيه ، والأباء عن فلذات أكبادهم .. والحبيب عن الحبيبب ...
                            الحرب لايشعر بمأساتها ‘ إلا من عاشها وذاق ويلاتها وأكتوى بنارها ،
                            هي اجترار دائم للأحزان والآلام وأضغان تربو
                            وفتنن تستفيق ، وتثكل الأمهات بأبنائهن وترمل النساء ، ويظهرجيشا من المعاقين

                            أستاذتي عبير
                            نحن نحلم بعالم خال من الحروب ، عالما يكون فيه الإنسان هو الغاية وهو أسمى غاية
                            مادام كل شيئا مسخر للإنسان ..
                            كنت رائعة في تحليلك .. وشكرا لهذا المرور ...
                            تقديري وامتناني
                            على الإنسانية أن تضع حدا للحرب وإلا فسوف تضع الحرب حدا للإنسانية.
                            جون كنيدي

                            الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية

                            تعليق

                            • سالم وريوش الحميد
                              مستشار أدبي
                              • 01-07-2011
                              • 1173

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة أحمدخيرى مشاهدة المشاركة
                              حممية السرد تتغلب على الالام " مآساة وطن خاض 4 حروب فى ثلاثين عام ..
                              انتهت بـ فتنة وتفكك وعنف وإرهاب .. او لم تنتهى بعد
                              وبينهما كانت الاباء والاهل يسقطون فى الجوار او هنا ، وهناك
                              راقتنى التشبيهات الحممية ، والايحاءية كذلك ..
                              وربط العاطفة بـ الدماء والحروب " صنع تناغما " ذكرنى بـ روايات هيمنجواي ..

                              استاذ " سالم الحميد "
                              سرنى قراءة تحفتك الراقية
                              وحمد لله على سلامتك .
                              أستا ذ أحمد أن الرقي هو بمروركم .. شهادة كاتب قدير اعتبره وسام يضيف لي الكثير نعم ربما30 سنة وماسبقتها من نكبات قد مرت بنا بدء من سقوط العهد الملكي عام 1958 حتى بدأت أرض العراق بركانا ما يلبث أن يخمد حتى يبدأ بالأنفجار توج بانقلاب 1963 الذي قضي فيه على مئات الألوف من المواطنين حتفهم ثم حرب الشمال وماجرته من تنازلات تنازل فيها صدام لشاه إيران عن نصف شط العرب باتفاقية الجزائر ، والتصفيات الجسدية لكثير من الذين عارضوا الحكومات المتلاحقة ومن ثم حرب إيران التي استمرت 8 سنوات وراح ضحيتها أكثر من مليون شخص وبعد سنتين يدخل صدام الكويت ليندحر الجيش العراقي فيها بمعركة غير متكافئة مع ثلاثين دولة .. وبسب هذه الحرب انتفض الشعب ليلقى مئات الألوف حتفهم بعد أن دفنوا بمقابر جماعية ، وتجرعنا غصة الحروب لتبدأحرب الاحتلال ، وتجرعنا الأقسى ، وتتلاحق الحكومات ولم تقدم للشعب أي مماكان يتمناه أماني العراقيين بسيطة بساطتهم هم يتمنون أن يعيشوا بأمان وسلام ، أن يأكلوا رغيف الخبز دون أن تكون هناك بنادق موجهة إلى صدورهم أن يمارسوا حقهم الطبيعي في الحياة ( ممارسة الحب )دون أن تكون هناك سيوف مسلطة على رقابهم ... وهذا ما أردت أن أوضحه في هذا النص

                              شكرا لك أستاذي أحمد ..كنت رائعا في تحديد الملامح الرئيسية للنص ..
                              تقديري واحترامي لك صديقي ...
                              على الإنسانية أن تضع حدا للحرب وإلا فسوف تضع الحرب حدا للإنسانية.
                              جون كنيدي

                              الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية

                              تعليق

                              يعمل...
                              X