رحلة جنون
في غمرة الشوق ركبت فرسي المحبطة بهزائم اللحظات ، هذه آثار "فورولو" تنبت كأزهار الجبل... نعم لقد مر من هنا .
الدروب كانت وعرة تماما كما حكى عنها مولود فرعون ، كان مفتونا بالسماء ذاك الفتى الأمازيغي حين أدركته النبوءة ، أراد أن يقبّل عمامة الأطلس المطعّمة بالثلج لكي يصبح طائر فينيق ، حين انتشى برائحة بارود الأعراس توقف يغني "يا عين الكرمة أعطيني لخبار" ، فتحوّل إلى زهرة لوز تفتّحت على صدر نيسان .
الدروب كانت وعرة تماما كما حكى عنها مولود فرعون ، كان مفتونا بالسماء ذاك الفتى الأمازيغي حين أدركته النبوءة ، أراد أن يقبّل عمامة الأطلس المطعّمة بالثلج لكي يصبح طائر فينيق ، حين انتشى برائحة بارود الأعراس توقف يغني "يا عين الكرمة أعطيني لخبار" ، فتحوّل إلى زهرة لوز تفتّحت على صدر نيسان .
حكت جدتي أن الثلج في بلاد الأمازيغ لا يذوب الاّ اذا شرب منه صغير الحجل.
مضيت،، الوقت كان متأخّرا......
هي تنام كل صباح وفي المساء تحرس أطفال القمر تلكم "يما قوراية" .
هي تنام كل صباح وفي المساء تحرس أطفال القمر تلكم "يما قوراية" .
وشوشت في أذنها سيدة جبال "جرجرة" هل مرّ "فورولو" من هنا ؟
هل قال شيئا؟
هل ترك لك أحجية أو غنّى لك أينوفا ؟
حدّقت فيّ مليّا ، تقاسيم وجهي الأسمر تروي حكايات "دار السبيطار" واللهب المقدس الذي أذكته سنين من جمر.
حدّقت فيّ مليّا ، تقاسيم وجهي الأسمر تروي حكايات "دار السبيطار" واللهب المقدس الذي أذكته سنين من جمر.
اااااااااااااه يا "يما قوراية"،،
أنا مرهق وحبيبتي لم تترك رسالة، حجبت عني عين الشمس وأهدتني قبلة و"برنوس"" فورولو" الأبيض كجبين "يوغرطة" .
قالت سافر فتاك مع آخر عروس بحر، أيقنت حينها انه روّض نجمة ياسين المتوحشة ، وامتطاها مغادرا إلى بلاد التنين ، ركبت الأزرق الواسع مع أوّل خيوط الفجر ، سندباد الذي عشقته صغيرا لم يعد مغامرا شاخ كعجوز البحر، فالحوت الذي نزل عليه لم يكن الاّ ضفدع ماء جبان ،والبحارة السبعة والقرصان و"سيلفر" أخطؤوا جزيرة الكنز وتاهوا في حكايات "مونت كريستو" الباذخة ، مضينا والظلام الحالك يراود أغنية العشاق ، هناك صوت حزين يداعب الأمواج ، أعشاب البحر مقبرة الجياع...
مازال يغني، الليل يا حبيبتي فاكهة الحيارى
متى يا "امينغواي" تدق أجراس الموت كي تنتهي المسرحية ؟، فصراع الالهة لعبة أطفال لم يدركها "دانتي" فمضى يروي قصص الكبار وما تحدث عنك أيتها "البلورية" .
فجأة أفقت ، على أطراف بحيرة البجع كانت زنبقة الوادي تنزع فستان نومها وتتعرى للشمس ، رائع أنت يا "بلزاك" لكن حبيتك رحلت يوم ثملت مع القمر .
مضيت، و الضباب كان مفعما بالعنفوان ، طيف "ايجيني" يداعب ظلال النوافذ ، في خلسة كنت ألمحها تسرق بعض قروش والدها البخيل كقطط الأثرياء ، لتشتري خبزا للعصافير التي أتعبتها الهجرة فنامت في أفواه الشقوق .
رقيقة أنت سيدتي تماما كحبيبتي ، لكنها تصارع عمالقة الأنفاق في الذات الكئيبة ولا تغتسل من دماء حروب الأنا للأنا التي لا تنتهي .
التفت يمينا ، عربة مهترئة تجرها خيول كسولة هذا "جون فالجون" ، هارب من قدر مراهق ، لا تحزني "كوزات" ، فالفراشات تختبئ فقط لكي تموت ، أمضي أبحث عنها ، المدينة كأنّها برج أشباح وحده صوت أجراس الكنيسة يصمّ الآذان ، الأحدب فاته وقت الصلاة فمضي يسكر هناك على نخب حب بلون الرماد ، "ازميراندا" الجميلة تداعب في خلسة أوراق الصفصاف اليابسة . صديقي "هيغو" أما علمت أن سيدة باريس فرت على متن مرسديس فاخرة يرافقها "علي بابا" والأربعون ، اواااااااااااااه صرت أهذي أتعيني السفر سأنام يا فرسي الجميلة لا تأكلي خارطة السفر ، أعلم أن الجغرافيا لا تصلح إلاّ للأكل .، أو سدّ معطف "جوجول" ورائحة الخبز المعطر بالعرق تزكّي الفضاء ، أبحث عن قطار يحملني نفايات لجرذان الكوابيس ، لا تخف ياعزيزي "جوركي" سأعاود كيّهُ لكي تفرشه لحبيبتك في الساحة الحمراء ، ثم لتنتحر عند قدميها قربانا لحب ما كان له أن يكون .
رأسي مشوش، أشارف على الجنون ألمح هناك في أطراف المدينة "نيتشه" يخاطب جموع الأشجار كأنّه "زراديشت" وشقائق النعمان تمارس الحب على وقع رياح الأطلس الباردة .
أشعلت سجارتي وركبت آخر خيط دخان وأفلت.
~~~~
محمد العوادي
الدون كيشوت
مازال يغني، الليل يا حبيبتي فاكهة الحيارى
متى يا "امينغواي" تدق أجراس الموت كي تنتهي المسرحية ؟، فصراع الالهة لعبة أطفال لم يدركها "دانتي" فمضى يروي قصص الكبار وما تحدث عنك أيتها "البلورية" .
فجأة أفقت ، على أطراف بحيرة البجع كانت زنبقة الوادي تنزع فستان نومها وتتعرى للشمس ، رائع أنت يا "بلزاك" لكن حبيتك رحلت يوم ثملت مع القمر .
مضيت، و الضباب كان مفعما بالعنفوان ، طيف "ايجيني" يداعب ظلال النوافذ ، في خلسة كنت ألمحها تسرق بعض قروش والدها البخيل كقطط الأثرياء ، لتشتري خبزا للعصافير التي أتعبتها الهجرة فنامت في أفواه الشقوق .
رقيقة أنت سيدتي تماما كحبيبتي ، لكنها تصارع عمالقة الأنفاق في الذات الكئيبة ولا تغتسل من دماء حروب الأنا للأنا التي لا تنتهي .
التفت يمينا ، عربة مهترئة تجرها خيول كسولة هذا "جون فالجون" ، هارب من قدر مراهق ، لا تحزني "كوزات" ، فالفراشات تختبئ فقط لكي تموت ، أمضي أبحث عنها ، المدينة كأنّها برج أشباح وحده صوت أجراس الكنيسة يصمّ الآذان ، الأحدب فاته وقت الصلاة فمضي يسكر هناك على نخب حب بلون الرماد ، "ازميراندا" الجميلة تداعب في خلسة أوراق الصفصاف اليابسة . صديقي "هيغو" أما علمت أن سيدة باريس فرت على متن مرسديس فاخرة يرافقها "علي بابا" والأربعون ، اواااااااااااااه صرت أهذي أتعيني السفر سأنام يا فرسي الجميلة لا تأكلي خارطة السفر ، أعلم أن الجغرافيا لا تصلح إلاّ للأكل .، أو سدّ معطف "جوجول" ورائحة الخبز المعطر بالعرق تزكّي الفضاء ، أبحث عن قطار يحملني نفايات لجرذان الكوابيس ، لا تخف ياعزيزي "جوركي" سأعاود كيّهُ لكي تفرشه لحبيبتك في الساحة الحمراء ، ثم لتنتحر عند قدميها قربانا لحب ما كان له أن يكون .
رأسي مشوش، أشارف على الجنون ألمح هناك في أطراف المدينة "نيتشه" يخاطب جموع الأشجار كأنّه "زراديشت" وشقائق النعمان تمارس الحب على وقع رياح الأطلس الباردة .
أشعلت سجارتي وركبت آخر خيط دخان وأفلت.
~~~~
محمد العوادي
الدون كيشوت
تعليق