خاطرة بعنوان : حبيبتي مَنْ تكون ؟؟
حبيبتي كانت وما زالت تكون
تعتلي بنظراتها كلَّ نظرات النساء
وتشتكي من حر ٍ بداخلها في فصل الشتاء
وترتقي بحبها المغدور ِ فوقَ أسراب ِ الهواء
حبيبتي صارتْ بعدي ترتدي سودَ الثياب
وتمسحُ دمعَها بأنامل ٍ لوَّنَ أظافرها ذاك الخضابْ
لم يبقَ منها سوى نظرة ٍ تشتكي سمك الحجابْ
وسوى زفرة ٍ وشوشني بصداها ذاك الضبابْ
حبيبتي اختصرت بأنوثتها كلَّ تفاصيل َ النساء
حبيبتي أنقى من حُبيبات مطر
وأصفى من قطرات ندى شفاه الورود
حبيبتي أكثرُ حياءً من ورد ٍ خجولْ
حبيبتي كانت وما زالتْ تكون
تعتلي كلَّ الأماكن ِ وكلَّ أوقات ِ الزمنْ
وحبيبتي فاقتْ كلَّ ما كتبوهُ في كتب الغرام
كانت حريراً ناعماً
كانت شمعدانْ
كانتْ بيضاءَ كقطع ٍ من رخامْ
وكانت تعتلي جفنيها رموشٌ من ريش نعام
فكيفَ لي أن أرتاحَ ؟؟
كيفَ لي أن أنامْ ؟؟
وما زال طيفُ حبيبتي يسافرُ في الغمامْ
كيفَ لي ستكونُ الحياةُ بعدها ؟؟
وكيفَ لي أن أجيدَ نظمَ الكلامْ ؟؟
حبيبتي صارتْ ثواني العمرِ عندي كالسنين
والدمعُ يسقي الرموشَ كأنَّهُ دمعُ كلِّ العاشقينْ
والقلبُ يخفقُ من شوق ٍ سكنَ مني العيونْ
وكلَّما جاءتْ على بال ِ الحزين
وكلَّما نظر الحزينُ بشوق ٍ واشتياق إلى ذاك المكان
كانَ المكانُ مُغلَّقا ً تكسوهُ علاماتُ الوجومْ
حبيبتي كانتْ وما زالت تكون
كأنَّها زهرُ البنفسجْ أو زهورُ الأُقحوانْ
وكأنَّها أعوادُ فلٍّ أو براعمُ خيزرانْ
ولكنَّني سأقولها بصراحة ٍ وباحترامْ
بي هنا والله ِ قد ضاقَ المكانْ
حبيبتي كم كنتُ أشتاقُ أن أرى منك ِ العيونْ
كي لا أُبالغُ في وصفها وكي لقلمي لا أخونْ
فربما قد خانني الحظ ُّ
ولكنْ أبدا ً قلمي لي لنْ يخونْ
حبيبتي هل أمسكت ِ يوما ً في يديك الاثنتين ِ برتقالة ْ ؟؟
فشمَمتـِها بعمق ٍ حتى الثمالة ْ
لوجدت ِ ريحي في عمقها سكنَ الحزوزْ
لأنَّني أسقيتــُها من عرق ِ الجبينْ
ولأنَّني وشَّمتــُها بدمع ِ العيونْ
حبيبتي هل تــُشبهينَ كلَّ النساءْ ؟؟
وهل تملكينَ عطرَهُنَّ عندَ المساءْ ؟؟
حبيبتي ماذا يقولُ الناسُ عنِّي لو قرأوا هذا الكلامْ ؟؟
كيفَ انكــَتــَبْ ؟؟
كيفَ انْسَكــَبْ ؟؟
علما ً بأنِّي لم أرَ وجهَ القمرْ من سُمك ِ النقابْ
ربي متى سترتفعُ تلكَ الستارةْ ؟؟
ومتى ينيرُ وجهُ القمر أرضي وتنتشرُ الحضارةْ ؟؟
يومها ستكونُ قد حلــَّتْ بنا تلكَ البشارةْ
وكيفَ لي سأنتزعْ نصلَ السيوف ِ من خاصرة ِ العبارةْ ؟؟
وكيفَ لي أن أُكسِّرَ عن وجه القمر تلكَ المحارةْ ؟؟
فربما هنا أكونُ قد تجاوزتُ حدودَ كلِّ الطهارةْ ؟؟
وأصبحتْ تكسو عباراتي بعضُ ثياب ِ القذارةْ
ولربما أكونُ هنا قد خلطتُ بينَ الحدائق ِ والمراذلْ
ولربما أكونُ قد سكبتُ التخلفَ والتعجرفَ في أواني الحضارةْ
ولربما أكونُ قد مزجتُ التعقُّلَ بالجنونْ
ولربما أكونُ قد خدشتُ حياءَ ورود ِ الياسمينْ
وجرحتُ صحنَ الخدِّ بعبارة ٍ قبلَ العيونْ
ولربما يكونُ هذا النبض ِ ليس من قلم ِ الحزينْ
ولربما كان النزيفُ هنا من مفعول ِ قنديل ِ الكيروسينْ
وفي الختام
ويا ليت الختامَ كااااااان كالبداية ْ
لذا ألتمسُ منك ِ عذرا ً يا وجهَ القمر
لأنك ِ بصراحة ٍ
وبقصد ٍ منك ِ قد حركت ِ نزيفَ هذا القلمْ
لذلكَ قد جُنَّ منِّي القلم
فألتمسُ منك ِ عذرا ً يا وجه َ القمرْ
ألتمسُ منك ِ عذرا ً يا وجه َ القمرْ
من نزيف قلم الحزين
الاثنين 20-12-2010م الساعة العاشرة ليلاً
مع خالص تحياتي
.........الحزين ..........
تعليق