الغُبَارُ يَسْتَوطِنُ ذَاكِرَتي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فوزي سليم بيترو
    مستشار أدبي
    • 03-06-2009
    • 10949

    الغُبَارُ يَسْتَوطِنُ ذَاكِرَتي

    الغُبَارُ يَسْتَوطِنُ ذَاكِرَتي


    هِي خُطْوةٌ بينَ ربيعِِ الربيع
    وخَرَفِ الخريفِ
    هي خطوةٌ بين طهارةِ يُوسُفَ
    وإغواءِ امرأةِ العزيزِ
    هي خطوةٌ بين مُقَام بأرضِ الجدودِ
    " ومقامِ المسيحِِ بين اليهود "

    فَلِمَنْ أُهدِي سَلامِي ؟
    لمنْ أُقدِّمُ أَشْلائي ؟
    هَيَّا ارْقُصُوا في صَحْنِ دَارِي
    بِبَابِ مَدْرَسَتي
    تَفَنَّنُوا بمبَاضِعِِ الإذْلالِ
    انْهَبُوا بسمتي
    وَفَوْقَ شَقَاِئِقِ النُّعْمَانِ
    التي أُخَبِّيءُ فيها حُلْمِي
    أَبْصُقُوا

    مَنْ قالَ أنَّ وِسَادَتي
    رِيشَ نَعَامٍ ؟
    من قالَ أَحْرِقْ الخِيَامَ ؟
    من قال الشتاتَ يَلْفِظُ أَنْفاسَهُ؟
    وسفينةُ نوحٍ اجتازتْ بحُوُرَ الظلامِ ؟
    انظُرُوا في عيونِ الأطفالِ
    الأرضُ استباحَها الطوفانَ

    انْفُضْ يَدَيْكَ من غُبارِ الحِجَارَةِ
    أنتَ لم تُسْتَشِرْ
    لِتكونَ قُرْبانا
    مَصْلُوبًا سَاقُوكَ لحبْلِ المِشْنَقَةِ
    لم تُفْدَ بِكَبْشِ إسماعيل
    وشفاعةُ العذراءِ مَرْيَمَ
    بَاغَتَها الرَّصَاصُ

    أنتَ لم تُسْتَشِرْ
    حِينَ صَادَرُوا أحْلامَك
    مِفْتَاحَ بَيْتِكَ
    وَتَوارَثُوا غَصْبا
    جَفَّتْ زَيْتُونُكَ
    وعناقيدُ العنبِ

    مُعَلَّقٌ على خَشَبَةٍ
    تَرَكُوكَ صَيْدٍا للبُغَاثِ
    لم يُصلِّ على جُثْمَانِكَ
    ولم يَزُرْكَ في قَبْرِكَ المَلاكُ

    هي خطوةٌ بين رَقْدَةِ الموْتِ
    وبياتِ السَلاحِفِ
    وبين حلاوةِ الرُّوحِ
    حين تغادرُ

    لَمْلِم دُمُوعَكَ يا أخي
    واسترْ عَوْرَتي
    الدُّبَا يأكلُ عَينيَّ
    الغُبَارُ الكَئِيبُ يستوطنُ بَدَني
    يجتّرُّ الرُّؤَى

    الأُفْقُ وَهْمٌ
    أَرَى جَسَدِي يموتُ على حَافَتِهِ
    عَارِيًا
    ابْتَعِدْ عَني ..
    الهَّمُّ الذي يَلْبِسُني
    لا يَسَعْهُ مَكَانٌ

  • سيدة المطر
    عضو الملتقى
    • 03-02-2014
    • 146

    #2
    مااروع حروفك ....وما اكبر جرعة الحزن والغضب فيها
    الغبار الرمادي بات يسكن عقولنا وقلوبنا والم المصلوب مازال يبكي خذلاننا الكبير
    تقبل سيدي مروري كن بخير لنكون

    تعليق

    • فوزي سليم بيترو
      مستشار أدبي
      • 03-06-2009
      • 10949

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة سيدة المطر مشاهدة المشاركة
      مااروع حروفك ....وما اكبر جرعة الحزن والغضب فيها
      الغبار الرمادي بات يسكن عقولنا وقلوبنا والم المصلوب مازال يبكي خذلاننا الكبير
      تقبل سيدي مروري كن بخير لنكون
      أخت بانة سيدة المطر
      صباحك سعيد
      الغبار الكئيب
      يطمس الذكريات فلا نكاد نرى منها سوى الحزين .
      كل الشكر لمرورك والتعليق
      تحياتي
      فوزي بيترو

      تعليق

      • مهيار الفراتي
        أديب وكاتب
        • 20-08-2012
        • 1764

        #4
        الأُفْقُ وَهْمٌ
        أَرَى جَسَدِي يموتُ على حَافَتِهِ
        عَارِيًا
        ابْتَعِدْ عَني ..
        الهَّمُّ الذي يَلْبِسُني
        لا يَسَعْهُ مَكَانٌ


        خاتمة رائعة لهذا النزف الجميل
        العنوان الغبار يستوطن ذاكرتي كان خير توطئة للنص
        و لم يقل الشاعرة زيارة بل استيطان أي أنه رحّل كل شيء و بقي هو مستوطنا للذاكرة
        النص حفل بإشارات تاريخية و تراثية تم توظيفها بذكاء
        أطّرتها لغة نثرية عالية المستوى
        الأخ الأديب دكتور فوزي
        بوركت و دمت بخير

        تثبت
        21/3/2014
        أسوريّا الحبيبة ضيعوك
        وألقى فيك نطفته الشقاء
        أسوريّا الحبيبة كم سنبكي
        عليك و هل سينفعك البكاء
        إذا هب الحنين على ابن قلب
        فما لحريق صبوته انطفاء
        وإن أدمت نصال الوجد روحا
        فما لجراح غربتها شفاء​

        تعليق

        • علي الفسي
          أديب وناقد
          • 14-10-2008
          • 54

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة فوزي سليم بيترو مشاهدة المشاركة


          أنتَ لم تُسْتَشِرْ
          حِينَ صَادَرُوا أحْلامَك
          مِفْتَاحَ بَيْتِكَ
          وَتَوارَثُوا غَصْبا
          جَفَّتْ زَيْتُونُكَ
          وعناقيدُ العنبِ

          مُعَلَّقٌ على خَشَبَةٍ
          تَرَكُوكَ صَيْدٍا للبُغَاثِ
          لم يُصلِّ على جُثْمَانِكَ
          ولم يَزُرْكَ في قَبْرِكَ المَلاكُ


          أتيت لأقطف هذه المقطوعة..كأنها صبّارةٍ تَهَبُ الزّيت لقنديلٍ يستهوينا الهروب إليه بكامل الدهشة.
          استمتعت بقراءتك أخي فوزي

          تعليق

          • فوزي سليم بيترو
            مستشار أدبي
            • 03-06-2009
            • 10949

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة مهيار الفراتي مشاهدة المشاركة
            الأُفْقُ وَهْمٌ
            أَرَى جَسَدِي يموتُ على حَافَتِهِ
            عَارِيًا
            ابْتَعِدْ عَني ..
            الهَّمُّ الذي يَلْبِسُني
            لا يَسَعْهُ مَكَانٌ


            خاتمة رائعة لهذا النزف الجميل
            العنوان الغبار يستوطن ذاكرتي كان خير توطئة للنص
            و لم يقل الشاعرة زيارة بل استيطان أي أنه رحّل كل شيء و بقي هو مستوطنا للذاكرة
            النص حفل بإشارات تاريخية و تراثية تم توظيفها بذكاء
            أطّرتها لغة نثرية عالية المستوى
            الأخ الأديب دكتور فوزي
            بوركت و دمت بخير

            تثبت
            21/3/2014

            العنوان والخاتمة هما الإطار الذي يحمل
            رسالة النص .
            اجترار ذكرى انتصارات فائتة لم يعد يجدي
            فالغبار الكثيف يحوّلها إلى أوهام نلبسها
            وتلبسنا ، والنتيجة هي العُري وسحب البساط
            عن كل ما جميل ومٌجدي في حياتنا .
            هي خطوة بين الربيع الأمل والخريف
            المتربص بنا .

            كل الشكر لمرورك العذب والتعليق أخي مهيار
            تحياتي
            فوزي بيترو

            تعليق

            • صهيب خليل العوضات
              أديب وكاتب
              • 21-11-2012
              • 1424

              #7
              ابْتَعِدْ عَني ..
              الهَّمُّ الذي يَلْبِسُني
              لا يَسَعْهُ مَكَانٌ


              لا يسعه إلاّ صدر أبي
              لا يسعه إلاّ الوطن اللاّ نعرفه
              لا يسعه إلاّ وجهي الحزين

              أستاذنا الجميل
              د فوزي بيترو

              أستطيع أن أسمع هدير أنفاسك في كل نص جديد
              بتّ أُميّز هذا الإحساس النبيل بالأشياء
              الإحساس بالحياة التي لم تجيء
              تقديري الكبير
              كأخر جندي في ساحة المعركة أحارب هذا الحزن وحدي،

              تعليق

              • فوزي سليم بيترو
                مستشار أدبي
                • 03-06-2009
                • 10949

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة علي الفسي مشاهدة المشاركة
                أتيت لأقطف هذه المقطوعة..كأنها صبّارةٍ تَهَبُ الزّيت لقنديلٍ يستهوينا الهروب إليه بكامل الدهشة.
                استمتعت بقراءتك أخي فوزي

                تشرّفت بمرورك والتعليق أخي علي
                وقد كانت إشارتك للنص :
                كأنها صبّارةٍ تَهَبُ الزّيت لقنديلٍ يستهوينا الهروب إليه بكامل الدهشة
                في منتهى الجمال .
                تحياتي ومحبتي
                فوزي بيترو

                تعليق

                • فوزي سليم بيترو
                  مستشار أدبي
                  • 03-06-2009
                  • 10949

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة صهيب خليل العوضات مشاهدة المشاركة
                  ابْتَعِدْ عَني ..
                  الهَّمُّ الذي يَلْبِسُني
                  لا يَسَعْهُ مَكَانٌ


                  لا يسعه إلاّ صدر أبي
                  لا يسعه إلاّ الوطن اللاّ نعرفه
                  لا يسعه إلاّ وجهي الحزين

                  أستاذنا الجميل
                  د فوزي بيترو

                  أستطيع أن أسمع هدير أنفاسك في كل نص جديد
                  بتّ أُميّز هذا الإحساس النبيل بالأشياء
                  الإحساس بالحياة التي لم تجيء
                  تقديري الكبير

                  الهَّمُّ الذي يَلْبِسُني
                  لا يَسَعْهُ مَكَانٌ
                  لا يسعه إلاّ صدر أبي
                  لا يسعه إلاّ الوطن اللاّ نعرفه
                  لا يسعه إلاّ وجهي الحزين


                  ما أجملك أخي صهيب
                  لقد عبّرت عن ما يجول بخاطري
                  كل الشكر لك
                  أجمل تحية
                  فوزي بيترو

                  تعليق

                  يعمل...
                  X