أمّي ذكرتُكِ و الفضاءُ سلاسلُ
قد كبّلتني و الدروبُ مقاصلُ
ترفو خطايَ التيهَ تحصدُ حسرةً
فكأنّ عمريَ للسراب مناجلُ
متحفّزا دوماً لخوضِ هزائمي
لكأنّ صدريَ للجراحِ غلائلُ
قدْ ألبستني كلُّ أنثى حزنَها
فكأنني لوحٌ و هنّ أناملُ
منْ لي بمثلِ نقاء قلبكِ موطناً
و الحبّ لا للحبّ حبٌّ فاشلُ
لي ثغرُكِ المسكيُّ فاضَ حدائقا
و العمرُ بعدكِ بالتبسّمِ باخلُ
لي عطرُكِ الغيبيّ فاحَ عذوبةً
أنفاسُ طهركِ للعفافِ خمائلُ
لي كفُّكِ المثنيُّ مثلَ وريقةٍ
و دمي فمٌ لنداهُ دوماً سائلُ
لي وجهُكِ القمريُّ غيمةُ رحمةٍ
شمسٌ لذاكرة الرؤى و ظلائلُ
لي صوتُكِ العشبي ظلُّ تهجُّدٍ
غيمٌ من الأنوارِ منهُ هواملُ
عيناكِ ترتيلٌ و قلبُكِ مَسْجِدٌ
و يداكِ للخيرِ العميمِ منازلُ
كمْ منْ شقاءٍ قد مسحتِ ببسمةٍ
و صعيدُ قلبكِ بالبنفسجِ آهلُ
كــــم غربــــةٍ ذوّبتها بعناقِ قلبــــ
يَ فـــيمَ قلبُكِ في الشـــقاوةِ واغــلُ
للطهرِ أنتِ مدائنٌ و سواحلُ
و فـــروضُ حـــبٍّ صادقٍ و نـــوافلُ
أمّي ذكرتكِ و الشوارعُ تحتفي
بتـــشرّدي و الأرض بـــي تثّاقــــلُ
من لي بحبلِ النورِ حينَ قطعتهِ
يوم الرحيل و ما الذي أنا فاعلُ ؟
الكونُ زوبعةٌ و روحيَ فلّةٌ
سيزيفُ عمريَ للنوازلِ كاهلُ
أنا طفلك العاصي أتيتك تائباً
سرجُ الحنينِ دمي و دمعيَ صاهلُ
تعليق