لقاء على قارعة الغفلة
أبصر به على مقربة من الحلم ، سلم عليه وتبادلا أطراف الحديث .. هكذا بدأ كل شيء اعتيادياً ، لقاء عابر ينتقل رويدا رويداً ليستحيل إلى فراق كالأخير .
ليس جديدا أن تنتهي اللقاءات العابرة مهما كانت رائعة بفراق سريع ، هي سنتها المعتادة ، أدركه على حواف جملة كان قد نطق بها آخر كلامه "لن يلتقي جبلان إلا وسرعان ما سيفترقان .. أسأل موسى والخضر عن ذلك ، لذلك لا بد أن أخبرك يا صاحبي أننا سنفترق ذات يوم"
توقف .. من قال أننا سنلتقي ثانية لتقول لي بأننا سنفترق ذات يوم ، لا تحاول ان تلعب دور الخضر فلا أظنني اصلح كموسى .
هز رأسه ومضى سريعاً "الأيام كفيلة أن تثبت لك صحة نظريتي يا هذا "
لم يمض وقت طويل حتى جمعهما عمل واحد فيما كانوا يؤمنون به ، ألم أقل لك يومها ، هز الآخر رأسه بابتسامة ورضا ، كنت اشعر بذلك .. تتابعت الأيام .. وفي كل يوم كانا يكونان فيه شخصاً واحداً .. روحاً واحدة في جسدين .. هو الخالق الذي يجمع بينهما برباط الاخوة الذي بني على المبادئ والقيم فاستعصما به يداً ليد وروحاً لروح .
لم تكن الأيام لتفرق بينهما طويلاً .. ثلاث سنوات من الحرب صارا ظلاً لملكوت آخر .. لذلك الخليفة القابع في صدريهما .. يريد أن يقف فيتمزق بين العاطفة والواجب ، لينتظر يوماً قد آمنا بأنه سيأتي ...
ضاعت عبارة البدايات وكأنها لم تكن .. ليس سهلاً الآن أن تتذكر عبارات كهذه .. فما هو قادم يحتاج إلى مزيد من الأيمان بالبقاء والقوة .
ليس بعيداً من معبر الموت يساعدان معاً بعض الناس على العبور، في ظل قسوة منقطعة النظير ، يبديها الناس لأنفسهم وأرواحهم .. لقد اتعبتهم الحرب حتى كرهوا كل شيء .. كل ما يفكرون فيه هو أن يعيشوا بسلام لساعة واحدة قبل أن يرحلوا بهدوء البراميل المتساقطة من سماء الحرية كما يقولون .
رصاصة في الصدر من قناص يرصد الأحلام البعيدة .. كانت كفيلة بإعادة المشهد إلى بدايته من جديد ، ألم أقل لك يا صاحبي : "إنك لن تستطيع معي صبرا"
ومضى كأنه لم يكن .
أحمد محمد وديع العبسي
أبصر به على مقربة من الحلم ، سلم عليه وتبادلا أطراف الحديث .. هكذا بدأ كل شيء اعتيادياً ، لقاء عابر ينتقل رويدا رويداً ليستحيل إلى فراق كالأخير .
ليس جديدا أن تنتهي اللقاءات العابرة مهما كانت رائعة بفراق سريع ، هي سنتها المعتادة ، أدركه على حواف جملة كان قد نطق بها آخر كلامه "لن يلتقي جبلان إلا وسرعان ما سيفترقان .. أسأل موسى والخضر عن ذلك ، لذلك لا بد أن أخبرك يا صاحبي أننا سنفترق ذات يوم"
توقف .. من قال أننا سنلتقي ثانية لتقول لي بأننا سنفترق ذات يوم ، لا تحاول ان تلعب دور الخضر فلا أظنني اصلح كموسى .
هز رأسه ومضى سريعاً "الأيام كفيلة أن تثبت لك صحة نظريتي يا هذا "
لم يمض وقت طويل حتى جمعهما عمل واحد فيما كانوا يؤمنون به ، ألم أقل لك يومها ، هز الآخر رأسه بابتسامة ورضا ، كنت اشعر بذلك .. تتابعت الأيام .. وفي كل يوم كانا يكونان فيه شخصاً واحداً .. روحاً واحدة في جسدين .. هو الخالق الذي يجمع بينهما برباط الاخوة الذي بني على المبادئ والقيم فاستعصما به يداً ليد وروحاً لروح .
لم تكن الأيام لتفرق بينهما طويلاً .. ثلاث سنوات من الحرب صارا ظلاً لملكوت آخر .. لذلك الخليفة القابع في صدريهما .. يريد أن يقف فيتمزق بين العاطفة والواجب ، لينتظر يوماً قد آمنا بأنه سيأتي ...
ضاعت عبارة البدايات وكأنها لم تكن .. ليس سهلاً الآن أن تتذكر عبارات كهذه .. فما هو قادم يحتاج إلى مزيد من الأيمان بالبقاء والقوة .
ليس بعيداً من معبر الموت يساعدان معاً بعض الناس على العبور، في ظل قسوة منقطعة النظير ، يبديها الناس لأنفسهم وأرواحهم .. لقد اتعبتهم الحرب حتى كرهوا كل شيء .. كل ما يفكرون فيه هو أن يعيشوا بسلام لساعة واحدة قبل أن يرحلوا بهدوء البراميل المتساقطة من سماء الحرية كما يقولون .
رصاصة في الصدر من قناص يرصد الأحلام البعيدة .. كانت كفيلة بإعادة المشهد إلى بدايته من جديد ، ألم أقل لك يا صاحبي : "إنك لن تستطيع معي صبرا"
ومضى كأنه لم يكن .
أحمد محمد وديع العبسي
تعليق