قمت فزعا و الخوف يعتلي ملامحي، تنزلق على جبيني قطرات عرق باردة، أرتجف خوفا و أتلفت على جنبيّ.
-ماذا حدث؟
ارتديت عباءة الصمت و لذت بالإبتسام المصطنع، حتى لا يمطرني بالأسئلة، فمثل هذه الجلسات التي خبرتها جعلتني أدرك قيمة السكوت و الكتمان، و الشك هو ركيزة الأطباء التي بها يتسللون لذواتنا و دواخلنا.
-هل كنت واعيا عندما كنت تحدثني عن طفولتك؟
-هل كنت أتحدث معك؟
-إذا كنت غائبا عن وعيك تماما؛ فالتنويم المغناطيسي يجعلك تبوح بأسرار طويتها داخل قلبك، بعضها مقفل عليها بالنسيان و أخرى مترسبة في أعماق الزمن.
-في الحقيقة كنت أرى شبحــ....
-شبح من؟
-لا يهم، أنا متعب ، سأعود للبيت لأريح نفسي. أحس أعصابي مرهقة تماما.
لم يلح في سؤاله و اكتفى بكتابة وصفة طبية تحوي لائحة من دوائين.
-تناولهما بانتظام و خذ إجازة مرضية؛ و بما أنه موسم الإصطياف، حبذا لو قمت برحلة استجمام.
خرجت من عنده و شبح صورتها عالق بذهني، من تكون هذه الفتاة؛ التي كانت تطالبني بالحفر؟. غريب أمر الجلسة هذه المرة، أعدت شريط أحداث الحديث الذي دار بيني و بين طبيبي، هو بلا شك طبيب بارع، يعرف كيف يقتنص أعراض المرض، عندما أخبرني أن شحوب وجهي ناتج عن شخصية ترفض الإفصاح عن وجودها، متوارية و متداخلة مع شخصيتي التي أرشق بها الأصدقاء و الأقرباء. قال لي: سأنومك مغناطيسيا لأعرف مرضك بدقة. لم أصدقه، فأنا لا أومن بهذه الخرافة، طلب مني إغماض عيني، و واصل حديثه:
أنت الآن في الفضاء، يحيط بك الفراغ، تطفو مثل ورقة شجر معلقة في الهواء ترفض السقوط، تصور نفسك محلقا تستطيع التحليق، أنت الآن فوق سهل طويل و واسع جدا. و رحت أنسى حديثه و بدأت أراني أنزل بسلاسة على الأرض مثل بجعة تحط فوق بحيرة، تحيط بها غابة أشجار، ذهبت أغوص فيها، لأصادف منزلا يشبه كوخا مصنوعا بالخشب المجتزأ من أشجار الصنوبر، منظره يبعث على الحنين للأرض و التراب، أمامه فتاة تلعب، تركض نحوي و هي تقول في شكل اتهام و أوامر : أحفر..أحفر ثم هي تضربني و ترشقني بالحصى، لأستيقظ على وقع صفعاته المؤلمة.
أمر تلك الفتاة الشبح لم يكن ليتعبني لباقي اليوم، فوجودي في غمرة الصخب الذي يحدثه الطفلان لم يكن ليسمح لي بالتفكير فيها، كانت كسحابة صيف مرت بسرعة. و ربما رياح الإستهزاء بأمرها التي تسكن عقلي جعلني أغفلها لساعات. طيفها لم يكن من النوع الذي يستسلم، فمارس حضوره بقوة أثناء الحلم، تهتف بقوة و تغريني بالحفر، و كأن بالأمر لغزا يجب حله أم هو كنز يبحث عمن يكتشفه.
أرتجف بقوة و جسدي مبلل بالعرق البارد مثلما حدث في غرفة الطبيب، اتجهت نحو الحمام لأغسل وجهي، بللت وجهي لأمسح عنه التعب و الإرهاق بعد منام مرعب، نظرت لملامح وجهي في المرآة، محمرة عيني و جبيني معقود، يمر ظل صورتها بسرعة على زجاج المرآة مثل وميض البرق، أنتفضت فزعا و التفت خلفي أبحث عنها و ربما كنت أتمنى عدم رأيتها. وجدت ورائي قطة سوداء تخرخر ببطء و هي تتدلل و تمرر جسدها حول رجلي، كأنها تستلطفني. عدت ببصري للمرآة لأرى مدى سوء حالتي، لأجد المرآة مكتوب عليها، أحفر ...أحفر، بلون أحمر مخيف و كأنه دماء، أخذت كوب موضوعا قرب الحنفية لأغسل المرآة و يداي ترتجفان، حفنة من الدماء... ماذا هناك دماء في الكوب؟، كذلك الحنفية كانت تضخ الدماء... ركضت بسرعة نحو غرفة النوم.
-منال..( و علامات الخوف و الفزع بادية على وجهي) أ...أ...أسرعي....
-ماذا هناك؟ -الدماء..الدماء..
-قلت لك لا تكثر من مشاهدة أفلام الرعب حبيبي.
-لا ..لا ... الرعب في بيتنا حبيبتي..تعالي أخذت نفسها بتكاسل و تبعتني لتثبت لي أنه لا شيء هناك.
-ألم أقل لك؟
-غريب!!
-دعنا نعود للنوم رجاءا.
-و لكن أقسم لك أن الدماء كانت تملأ الحمام .. و الفتـــ..
انتبهت لعودة زوجتي للغرفة بسرعة، و ربما هي الآن تغط في نوم عميق، وحدي كنت أدافع تلك الهواجس و الأفكار، بدأت أفكر في مرض قد اصابني، فقد لمح الطبيب لإمكانية إصابتي بمرض فصام الشخصية إن أنا تهاونت في أمر الدواء.
لم تبخل أبدا تلك الفتاة في ظهورها المفاجيء كل ليلة طيلة أسبوع، حتى أصبح وجودها لا يخيفني، كذلك في النهار و في الواقع لم تكن لتختفي من حياتي، أحيانا تظهر بين الأطفال و هم يلعبون، اركض نحوهم لأبعدهم عنها، و أحيانا أراها تنام بيننا أنا و حبيبتي، و كثيرا ما كانت تجلس و أنا أحادث بعض الزبائن في العمل، الغريب أنني وحدي من يراها، و لكثرة مشاهدتي الأفلام المرعبة أعلم كيف ينتهي المطاف بأمثالي، لزمت الصمت و لم أحدث أحدا عن الأمر، حتى الطبيب توقفت عن زيارته، خوفا من أن يتهمني بالجنون و قد يصل الأمر بي لمصح عقلي.
عندما تظهر، تأتي لتستجديني لأنزل عند مطلبها،و بعد مرور تلك المدة تشجعت و نويت محادثتها، و في تلك الليلة لم أنم و جلست في غرفة الإستقبال أنتظر نوم أفراد العائلة حتى أخلو بنفسي فربما تظهر، كنت مصمما أن أحدثها و أن لا أهرب منها. تجلس في الزاوية، تبكي بصوت منخفض، أنينها يصلني خافتا ينزع عني لحظات الهدوء في الليل، مطأطئة رأسها بين ركبتيها، جاثية على الأرض، حافية و شعرها مبلل و كأنها كانت تستحم منذ لحظات فقط، ثيابها موسخة ببعض الوحل، ترتدي تنورة قصيرة تكشف ساقيها للنصف، فتبرز بعض الجراح عليها، منظرها في تلك اللحظة مع ظهورها في الظلام فجاءة كفيل بامتلاك الشخص حالة فزع رهيبة، و لو كانت اللحظة نهارا و في حالات عادية لكانت تستدعي الشفقة.
تحليت ببعض الشجاعة و اقتربت منها:
-أنت..
-ألم تحفر بعد؟
-لماذا؟
-أنت ، أنا لم أمت، بل قتلت..
-من قتلك؟
-ستكتشفه أنت..
-أين أحفر؟
-ستعرف عندما تنام..
اختفت بسرعة مخلفة لي كومة من الدهشة، و مجموعة أسئلة تنتظر النوم..
لم أستطع النوم، فقد هاجمني الأرق دون سابق إنذار، و زاد الأمر سوءا ريح تصفع زجاج النوافذ، قطرات مطر تخلل لحظات هدوء العاصفة، و أحيانا بعض المتسكعين الذين يمرون بدراجاتهم الصاخبة التي تزعج السكان. عندما رفض النوم مضاجعتي قمت لأتوجه للثلاجة للبحث عن حبوب النوم، صرخت الفتاة بوجهي :لا تغش، خرجت من العدم مثل شعاع شهاب فيصدف ان تراه و يختفي قبل ان تنهي أمنيتك، كذلك فعلت..بصعوبة استطعت النوم، متى لا أعلم.
ما بال الشجرة التي في بيتنا، لماذا هي بالذات تظهر وحدها في المنام.
انتظرت حتى أسدل الليل غطاءه الحميمي لأغافل زوجتي النائمة، متوجها نحو ساحة البيت حيث الشجرة، أخذت معي فأسا أحفر بها.
نال مني التعب حتى بدأت تبرز أطراف ثياب زهرية، عندها أصبحت أضرب بالفاس أسرع و أقوى، حتى بدأت تتكشف ملامح أيدي صغيرة...أخرجت الجثة من الحفرة و الدهشة تملأ تعابير وجهي. أمسكت يدها فسرت بي صورة قاتلها و سبب قتله لها، كان وحشا بشريا قام باغتصابها، و خوفا من اكتشاف بشاعة و فداحة عمله قتلها.
ذهبت للحمام، و غسلت وجهي ثم خاطبت نفسي و أنا أحدث المرآة:
-لابد أن نخبر الشرطة.
-و هل تعرف القاتل؟ و ماذا لو سألتك الشرطة كيف أتت الجثة في فنائك؟
-و لكنها جريمة، أما القاتل فأنا أعرفه جيدا..
بسرعة ركبت سيارتي و اتخذت مركز الشرطة هدفا لمغادرة البيت في تلك الساعة المتاخرة.
-ماذا تريد؟
-أتيت أبلغ عن جريمة حصلت منذ شهر..
-هيا أكمل..
-أنت تعرف جاري (و أعطيته عنوان بيتي و اسم جاري) الذي اختفت ابنته.
-نعم.. أكمل.
-لقد قتلت حضرة الضابط.
-هل شاهدت الجريمة؟.
-نعم.
-هل تعرف القاتل؟
-أنا..أنا هو الوحش ..
-ماذا حدث؟
ارتديت عباءة الصمت و لذت بالإبتسام المصطنع، حتى لا يمطرني بالأسئلة، فمثل هذه الجلسات التي خبرتها جعلتني أدرك قيمة السكوت و الكتمان، و الشك هو ركيزة الأطباء التي بها يتسللون لذواتنا و دواخلنا.
-هل كنت واعيا عندما كنت تحدثني عن طفولتك؟
-هل كنت أتحدث معك؟
-إذا كنت غائبا عن وعيك تماما؛ فالتنويم المغناطيسي يجعلك تبوح بأسرار طويتها داخل قلبك، بعضها مقفل عليها بالنسيان و أخرى مترسبة في أعماق الزمن.
-في الحقيقة كنت أرى شبحــ....
-شبح من؟
-لا يهم، أنا متعب ، سأعود للبيت لأريح نفسي. أحس أعصابي مرهقة تماما.
لم يلح في سؤاله و اكتفى بكتابة وصفة طبية تحوي لائحة من دوائين.
-تناولهما بانتظام و خذ إجازة مرضية؛ و بما أنه موسم الإصطياف، حبذا لو قمت برحلة استجمام.
خرجت من عنده و شبح صورتها عالق بذهني، من تكون هذه الفتاة؛ التي كانت تطالبني بالحفر؟. غريب أمر الجلسة هذه المرة، أعدت شريط أحداث الحديث الذي دار بيني و بين طبيبي، هو بلا شك طبيب بارع، يعرف كيف يقتنص أعراض المرض، عندما أخبرني أن شحوب وجهي ناتج عن شخصية ترفض الإفصاح عن وجودها، متوارية و متداخلة مع شخصيتي التي أرشق بها الأصدقاء و الأقرباء. قال لي: سأنومك مغناطيسيا لأعرف مرضك بدقة. لم أصدقه، فأنا لا أومن بهذه الخرافة، طلب مني إغماض عيني، و واصل حديثه:
أنت الآن في الفضاء، يحيط بك الفراغ، تطفو مثل ورقة شجر معلقة في الهواء ترفض السقوط، تصور نفسك محلقا تستطيع التحليق، أنت الآن فوق سهل طويل و واسع جدا. و رحت أنسى حديثه و بدأت أراني أنزل بسلاسة على الأرض مثل بجعة تحط فوق بحيرة، تحيط بها غابة أشجار، ذهبت أغوص فيها، لأصادف منزلا يشبه كوخا مصنوعا بالخشب المجتزأ من أشجار الصنوبر، منظره يبعث على الحنين للأرض و التراب، أمامه فتاة تلعب، تركض نحوي و هي تقول في شكل اتهام و أوامر : أحفر..أحفر ثم هي تضربني و ترشقني بالحصى، لأستيقظ على وقع صفعاته المؤلمة.
أمر تلك الفتاة الشبح لم يكن ليتعبني لباقي اليوم، فوجودي في غمرة الصخب الذي يحدثه الطفلان لم يكن ليسمح لي بالتفكير فيها، كانت كسحابة صيف مرت بسرعة. و ربما رياح الإستهزاء بأمرها التي تسكن عقلي جعلني أغفلها لساعات. طيفها لم يكن من النوع الذي يستسلم، فمارس حضوره بقوة أثناء الحلم، تهتف بقوة و تغريني بالحفر، و كأن بالأمر لغزا يجب حله أم هو كنز يبحث عمن يكتشفه.
أرتجف بقوة و جسدي مبلل بالعرق البارد مثلما حدث في غرفة الطبيب، اتجهت نحو الحمام لأغسل وجهي، بللت وجهي لأمسح عنه التعب و الإرهاق بعد منام مرعب، نظرت لملامح وجهي في المرآة، محمرة عيني و جبيني معقود، يمر ظل صورتها بسرعة على زجاج المرآة مثل وميض البرق، أنتفضت فزعا و التفت خلفي أبحث عنها و ربما كنت أتمنى عدم رأيتها. وجدت ورائي قطة سوداء تخرخر ببطء و هي تتدلل و تمرر جسدها حول رجلي، كأنها تستلطفني. عدت ببصري للمرآة لأرى مدى سوء حالتي، لأجد المرآة مكتوب عليها، أحفر ...أحفر، بلون أحمر مخيف و كأنه دماء، أخذت كوب موضوعا قرب الحنفية لأغسل المرآة و يداي ترتجفان، حفنة من الدماء... ماذا هناك دماء في الكوب؟، كذلك الحنفية كانت تضخ الدماء... ركضت بسرعة نحو غرفة النوم.
-منال..( و علامات الخوف و الفزع بادية على وجهي) أ...أ...أسرعي....
-ماذا هناك؟ -الدماء..الدماء..
-قلت لك لا تكثر من مشاهدة أفلام الرعب حبيبي.
-لا ..لا ... الرعب في بيتنا حبيبتي..تعالي أخذت نفسها بتكاسل و تبعتني لتثبت لي أنه لا شيء هناك.
-ألم أقل لك؟
-غريب!!
-دعنا نعود للنوم رجاءا.
-و لكن أقسم لك أن الدماء كانت تملأ الحمام .. و الفتـــ..
انتبهت لعودة زوجتي للغرفة بسرعة، و ربما هي الآن تغط في نوم عميق، وحدي كنت أدافع تلك الهواجس و الأفكار، بدأت أفكر في مرض قد اصابني، فقد لمح الطبيب لإمكانية إصابتي بمرض فصام الشخصية إن أنا تهاونت في أمر الدواء.
لم تبخل أبدا تلك الفتاة في ظهورها المفاجيء كل ليلة طيلة أسبوع، حتى أصبح وجودها لا يخيفني، كذلك في النهار و في الواقع لم تكن لتختفي من حياتي، أحيانا تظهر بين الأطفال و هم يلعبون، اركض نحوهم لأبعدهم عنها، و أحيانا أراها تنام بيننا أنا و حبيبتي، و كثيرا ما كانت تجلس و أنا أحادث بعض الزبائن في العمل، الغريب أنني وحدي من يراها، و لكثرة مشاهدتي الأفلام المرعبة أعلم كيف ينتهي المطاف بأمثالي، لزمت الصمت و لم أحدث أحدا عن الأمر، حتى الطبيب توقفت عن زيارته، خوفا من أن يتهمني بالجنون و قد يصل الأمر بي لمصح عقلي.
عندما تظهر، تأتي لتستجديني لأنزل عند مطلبها،و بعد مرور تلك المدة تشجعت و نويت محادثتها، و في تلك الليلة لم أنم و جلست في غرفة الإستقبال أنتظر نوم أفراد العائلة حتى أخلو بنفسي فربما تظهر، كنت مصمما أن أحدثها و أن لا أهرب منها. تجلس في الزاوية، تبكي بصوت منخفض، أنينها يصلني خافتا ينزع عني لحظات الهدوء في الليل، مطأطئة رأسها بين ركبتيها، جاثية على الأرض، حافية و شعرها مبلل و كأنها كانت تستحم منذ لحظات فقط، ثيابها موسخة ببعض الوحل، ترتدي تنورة قصيرة تكشف ساقيها للنصف، فتبرز بعض الجراح عليها، منظرها في تلك اللحظة مع ظهورها في الظلام فجاءة كفيل بامتلاك الشخص حالة فزع رهيبة، و لو كانت اللحظة نهارا و في حالات عادية لكانت تستدعي الشفقة.
تحليت ببعض الشجاعة و اقتربت منها:
-أنت..
-ألم تحفر بعد؟
-لماذا؟
-أنت ، أنا لم أمت، بل قتلت..
-من قتلك؟
-ستكتشفه أنت..
-أين أحفر؟
-ستعرف عندما تنام..
اختفت بسرعة مخلفة لي كومة من الدهشة، و مجموعة أسئلة تنتظر النوم..
لم أستطع النوم، فقد هاجمني الأرق دون سابق إنذار، و زاد الأمر سوءا ريح تصفع زجاج النوافذ، قطرات مطر تخلل لحظات هدوء العاصفة، و أحيانا بعض المتسكعين الذين يمرون بدراجاتهم الصاخبة التي تزعج السكان. عندما رفض النوم مضاجعتي قمت لأتوجه للثلاجة للبحث عن حبوب النوم، صرخت الفتاة بوجهي :لا تغش، خرجت من العدم مثل شعاع شهاب فيصدف ان تراه و يختفي قبل ان تنهي أمنيتك، كذلك فعلت..بصعوبة استطعت النوم، متى لا أعلم.
ما بال الشجرة التي في بيتنا، لماذا هي بالذات تظهر وحدها في المنام.
انتظرت حتى أسدل الليل غطاءه الحميمي لأغافل زوجتي النائمة، متوجها نحو ساحة البيت حيث الشجرة، أخذت معي فأسا أحفر بها.
نال مني التعب حتى بدأت تبرز أطراف ثياب زهرية، عندها أصبحت أضرب بالفاس أسرع و أقوى، حتى بدأت تتكشف ملامح أيدي صغيرة...أخرجت الجثة من الحفرة و الدهشة تملأ تعابير وجهي. أمسكت يدها فسرت بي صورة قاتلها و سبب قتله لها، كان وحشا بشريا قام باغتصابها، و خوفا من اكتشاف بشاعة و فداحة عمله قتلها.
ذهبت للحمام، و غسلت وجهي ثم خاطبت نفسي و أنا أحدث المرآة:
-لابد أن نخبر الشرطة.
-و هل تعرف القاتل؟ و ماذا لو سألتك الشرطة كيف أتت الجثة في فنائك؟
-و لكنها جريمة، أما القاتل فأنا أعرفه جيدا..
بسرعة ركبت سيارتي و اتخذت مركز الشرطة هدفا لمغادرة البيت في تلك الساعة المتاخرة.
-ماذا تريد؟
-أتيت أبلغ عن جريمة حصلت منذ شهر..
-هيا أكمل..
-أنت تعرف جاري (و أعطيته عنوان بيتي و اسم جاري) الذي اختفت ابنته.
-نعم.. أكمل.
-لقد قتلت حضرة الضابط.
-هل شاهدت الجريمة؟.
-نعم.
-هل تعرف القاتل؟
-أنا..أنا هو الوحش ..
تعليق