قصة قصيرة
طير جارح : تسللت خيوط شمس شتوية مخترقة شقوق نافذتي ، دفنت رأسي متلحفا فراشي هربا من صقيع قارس ، متجنبا ضوء أشعة الشمس الصباحية . أقلقني وازعجني وأربك جسدي المرتعش بردا، نقر خفيف كسر حائط الهدوء ، رفعت طرف رأسي بعين شبة مغمضة ، عصفوراً جميلاً يتشبث بزجاج نافذتي ، عيونه الزائغة تستجدي الدفء ورعشة رعب ترفع حرارة النفر أثار انزعاجي رغبة انتقام ، لملمت جسدي المرتعش وتجولت داخل شقتي الصغيرة بحثا عن شيء يمكنني من تحقيق شهوة الثأر ، اسعدني وجود قفصا قديما صدأ الأسلاك ، نثرت داخله بعض فتات الخبز وحبيبات من بقايا طبخة ارز بائتة ، فتحت بحذر فرجة صغيرة في الشباك وقبل وضع مصيدتي كان العصفور يرفرف بجناحية داخل الغرفة وينثر روثه على فراشي .
أغلقت نافذتي بعد وضع القفص على الطاولة الصغيرة الوحيدة بجوار النافذة وعدت إلى فراشي ألتمس الدفء ، وتركت أطراف لحظي تستمتع بحركات العصفور الرشيقة وألوان ريش أجنحته الزاهية ترفرف بخفة متنقلا بين زوايا غرفتي حتى استقر على حافة سريري الحديدي وصدح بألحان سلبت لبي رغم تناثر روثه .
الكرى ما يزال يغزو جفوني ، صحوت على طرقات قوية تكاد تحطم زجاج نافذتي ، لمحت بعيوني الذابلة طير جارح يكلب اظافره بطرف النافذة ويضرب بمنقاره الشرس زجاجها ، جذبني ارتعاش العصفور داخل القفص وخربشة منقاره محاولا اغلاق بابه الصدء ، هرب الإغفاء من جفوني، نهضت مرتعشا ألتحف أسمال بطانيتي وأغلقت بصعوبة باب القفص وجلست على الكرسي الوحيد في الغرفة أراقب أرتعاش العصفور وهياج الطير الجارح .
محمود عودة
طير جارح : تسللت خيوط شمس شتوية مخترقة شقوق نافذتي ، دفنت رأسي متلحفا فراشي هربا من صقيع قارس ، متجنبا ضوء أشعة الشمس الصباحية . أقلقني وازعجني وأربك جسدي المرتعش بردا، نقر خفيف كسر حائط الهدوء ، رفعت طرف رأسي بعين شبة مغمضة ، عصفوراً جميلاً يتشبث بزجاج نافذتي ، عيونه الزائغة تستجدي الدفء ورعشة رعب ترفع حرارة النفر أثار انزعاجي رغبة انتقام ، لملمت جسدي المرتعش وتجولت داخل شقتي الصغيرة بحثا عن شيء يمكنني من تحقيق شهوة الثأر ، اسعدني وجود قفصا قديما صدأ الأسلاك ، نثرت داخله بعض فتات الخبز وحبيبات من بقايا طبخة ارز بائتة ، فتحت بحذر فرجة صغيرة في الشباك وقبل وضع مصيدتي كان العصفور يرفرف بجناحية داخل الغرفة وينثر روثه على فراشي .
أغلقت نافذتي بعد وضع القفص على الطاولة الصغيرة الوحيدة بجوار النافذة وعدت إلى فراشي ألتمس الدفء ، وتركت أطراف لحظي تستمتع بحركات العصفور الرشيقة وألوان ريش أجنحته الزاهية ترفرف بخفة متنقلا بين زوايا غرفتي حتى استقر على حافة سريري الحديدي وصدح بألحان سلبت لبي رغم تناثر روثه .
الكرى ما يزال يغزو جفوني ، صحوت على طرقات قوية تكاد تحطم زجاج نافذتي ، لمحت بعيوني الذابلة طير جارح يكلب اظافره بطرف النافذة ويضرب بمنقاره الشرس زجاجها ، جذبني ارتعاش العصفور داخل القفص وخربشة منقاره محاولا اغلاق بابه الصدء ، هرب الإغفاء من جفوني، نهضت مرتعشا ألتحف أسمال بطانيتي وأغلقت بصعوبة باب القفص وجلست على الكرسي الوحيد في الغرفة أراقب أرتعاش العصفور وهياج الطير الجارح .
محمود عودة
تعليق