ردي التحيّـــــة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد محمد ابو كشك
    أديب وكاتب
    • 20-02-2013
    • 52

    شعر عمودي ردي التحيّـــــة


    ردّي التحية يا مهاةُ فإنّني
    من بعد هجركِ تائهٌ في الأربعِ
    وجفتْ عيوني النّوم بعدك واكْتَوَتْ
    من بعد هجركِ يا حبيبةُ أضلُعِي
    والّليلُ طَالَ عَلَيَّ أرْقُبُ نَجْمَةً
    بين الكواكب والنُّجُوم اللُّمَّعِ
    فذكرت بدري إذ رأيت ضياءها
    هاجَ الهوى وأسال مِنّي أَدْمُعِي
    وكأنّما أَخَوَاتها من حولها
    أنْشَدْنَ لَحْنَ الْحَائِمًاتِ السُّجَّعِ
    وكأنّمَا عقدُ النُّجوم قلادةٌ
    قدْ جُمِّعَتْ منْ حَبّ درٍّ أرْوَعِ
    وكأنّما حبّاتُها -درّ السّنَا-
    ضحكتْ لِنَجْمَات الضّياء السُّطَّعِ
    واللّيلُ طالَ عَلَيّ أَرْقُبُ فَجْرَهُ
    بين الأنينِ ولَوْعَتِي وتَوَجُّعِي
    رقَّتْ لِحالي الطّيْرُ في وُكْنَاتِها
    وَمَضَتْ تُرَاقِبُ فجْرَهَا سُهْدًا مَعِي
    وتساءلتْ فوقَ الغصون حمامةٌ :
    ما بال صاحبِها أَسِير الأدْمُعِ؟!
    فأجَبْتُها والشّوق يحملُه الهوي :
    حالي كحالِكِ يا حمامةُ فاسمعي:
    قدْ أيقظتْ نارُ الصبابة مُقْلَتي
    والهجْرُ أسْهَدَني وأرّقَ مَضْجَعي .
    وعَتِ الحمامةُ ما ألَمّ بِمُهجتي
    وبَكَتْ لِحَالي بينما هي لا تعِي!!
    يا بسْمةَ الأمسِ البَهِيِّ تذكّري
    وتَرفَّقِي بفَتي الغَرَامِِ الْمُولَعِ
    طَالَ اشْتِيَاقي في الغرامِ ولَوعَتي
    وأنا بدونِك كَالغريبِ بِبَلْقَعِ
    أَوَلَمْ تَقُولي :سوف أرجعُ فانتظرْ
    طالَ انْتِظَاري بينما لَمْ تَرْجِعِي
    أتَجَرَّعُ الآلامَ مِنْ بَعْدِ الْهَنَا
    وَجَوَي فِرَاقٍ مَا لَهُ مِنْ مفْزعِ
    وَرَسَمْتُ فوقَ الْماء صورتَنَا مَعًا
    وَحَفَرْتُهَا نَقْشًا عليْهِ بإصْبَعِ
    كانَتْ رُسُومِي كالسّرَابِ لِظاميءٍ
    والمرء إنْ يَشْرَبْ سَرَابًا يُخْدَعِ
    عذبُ الغدير اليومَ أمْسَي مالِحًا
    بعْد الفراق وبعد سكْبِ الأدْمُعِ
    فكأَنّهُ ملأتْهُ عَيْني بالبُكَا
    أسَفًا عليْكِ فباتَ مُرَّ الْمشْرَعِ
    أنَا في مكانٍ عِنْدَهُ ذُقْنَا مَعًا
    عذْبَ الغرام علي خَريرِ الْمنْبَعِ
    وكأنّهُ لَحْنٌ عليه ترنّمتْ
    من حولنا كلّ الطّيورِ السّجّعِ
    طربَتْ لها ومضتْ تُرَجّعُ خلْفَها
    ما رجّعَتْ في نَظْمِهَا الْمُتَنَوّعِ
    هَمَسَتْ بأنْفاسِ العَبيرِ كأَنّهَا
    نَسمٌ رقيقٌ في رياض الْمرْبَعِ
    فكأنّها لَمّا تبسّم ثُغْرُها
    زَهْرٌ يَجُودُ بِعِطْرهِ الْمُتضَوِّعِ
    فَاقَتْ جَمَالًا كلَّ زهرٍ سافرٍ
    يخفي محيّاها ستارُ البُرْقُعِ
    فكأنّهَا شَمْسٌ وراء سحَابةٍ
    أوْ دُرّةٌ مكنونةٌ في قَوْقَعِ
    نَظَمَتْ طُيُورُ الصُّبْحِ منْ ألْحَانِها
    شِعْرًا تَنَاقَلُهُ يَرَاعَةُ مُبْدِعِ
    حَامَتْ بهِِ حَوْل الزُّهورِ كأنّمَا
    قدْ عَطّرَتْهُ مِنَ الشّذا الْمُتَضَوِّعِ
    وعَلَتْ تُرَفْرِفُ تحت ظلّ سحابةٍ
    وهوت تَرَقْرَقُ مثل ماء الْمنْبَعِ


    التعديل الأخير تم بواسطة محمد محمد ابو كشك; الساعة 27-03-2014, 13:12.
  • محمد تمار
    شاعر الجنوب
    • 30-01-2010
    • 1089

    #2
    يا سلام عليك
    أبدعت وأمتعت وأتيت بالجميل من الجمال
    ساحرة آسرة لا فضّ فوك..
    دمت محلقا في سماء الشعر أيها الشاعر الشاعر..
    خالص مودتي
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد تمار; الساعة 28-03-2014, 10:13.
    التوقيع...إذا لم أجد من يخالفني الرأي..خالفت رأي نفسي ليستقيم رأيي

    تعليق

    • فرناندز حكيم
      أديب وكاتب
      • 07-03-2014
      • 209

      #3
      ما استطعتُ غض البصر و المضي بعيدا عن هذه الجميلة الفاتنة ..
      فهي تحمل ما لا تكنه الروعة لنفسها ..
      صحّ نبضك و سلم قلبك
      وحفظك المولى و أسعدك ...
      لـا تلمني يا ( أنا ) فالحرفـ على دين الحالـ
      .. كلما هبّــ الضيق ريحا بأغصاني مالـ ،،،

      تعليق

      • هبة الفقي
        أديب وكاتب
        • 30-05-2014
        • 166

        #4
        فكأنّها لَمّا تبسّم ثُغْرُها
        زَهْرٌ يَجُودُ بِعِطْرهِ الْمُتضَوِّعِ
        فَاقَتْ جَمَالًا كلَّ زهرٍ سافرٍ
        يخفي محيّاها ستارُ البُرْقُعِ
        فكأنّهَا شَمْسٌ وراء سحَابةٍ
        أوْ دُرّةٌ مكنونةٌ في قَوْقَعِ
        جميلة هذه الصور ورائعة ...وقصيدة مميزة في الأفكار والصور والقافية
        لا فض فوك د. محمد أبو كشك شاعرنا الكريم
        دام الألق
        تقديري

        تعليق

        يعمل...
        X