في المشهد الذي لا تراه
الوحدةُ ، أَن يتجـنَّـبكَ الـنَّـهرُ في طريقهِ إِلى الملحِ العظيم
فلا يُصاحبُ الموجُ منكَ سوى عينيكَ ..
اللَّتيْنِ تُـتابعانِ قُصاصةً رَمـتْ بها إِلى الماءِ عاشقةٌ غاضبة
أَن يَستهدفَ الصيَّادُ حمامةً تُدرِّبُ صغيرَها على الطيرانِ
فَـتُنفِقُ يومَكَ باحـثًـا في مجاهلِ الأَرضِ عن الفرخِ اليتيم
أَن يكونَ الجدارُ سميكًا ، فلا تَسمعُ من الهمهماتِ إِلَّا القليل
وأَن يكونَ بلا نوافذَ ، فلا تَستـفـزُّكَ - بِأَناقَتها - الجارةُ الحالمة
كم أَنتَ مهجورٌ على هذا الجدارِ كلوحةٍ كاسدة !
كم أَنتَ غريبٌ حينَ تَشردُ بلا نافذة !
في المشهدِ الذي لا تراه ..
ورقةٌ تغرزُ وصيَّـتَـها عُقدةً في الغُصنِ ، ثم تَسقُط
وأَرضٌ مُجهَدَةٌ بالخريف !
نَملةٌ يُملي عليها سِربُـها شكلَ الطريقِ ومُنتهاهُ
وشقوقٌ على موعدٍ مع القمح
شارعٌ يتخفَّى على هيئةِ فكرةٍ مجنونةٍ
ورصيفٌ تذبحُهُ الوحدةُ والكُساح
كم أَنتَ صغيرٌ في الساحةِ التي لا تراكَ !
كم أَنتَ بعيدٌ في المسافاتِ البطيئة !
أَيُّـها المِحرابُ الذي لم يَجِدْ في الجدارِ تجويفًا
فسافرَ إِلى اللهِ من كُلِّ الجهات
عاريًا ، كما ولَدَتْـكَ الغُربةُ والحروب
جاهلًا ، وقد أَبْـعَدتْكَ عن مفاصِلِها الحقائقُ والمدن
مُتعبًا ، كفراشةٍ عَلِقَتْ على طرفِ السياجِ
قَلقًا ، كجُنديٍّ حزين !
زائدًا عن حاجةِ الدُّنيا ، تَسقُطُ سهوًا على جلدةِ الأَرضِ
لا تكترثُ بِكَ الجُذورُ التي تأْتي بالمفاجآتِ من جُثثِ البذور
تمامًا ، كحبَّةِ خالٍ شاحبةٍ على وجهٍ مريضٍ
لا تكترثُ بها العروقُ التي تُوزِّعُ رجفةَ القلبِ على نهاياتِ الأَصابع
عالقًا خارجَ المشهدِ الذي لا تَراهُ
لا تُطلُّ على شُحوبِكَ إِلَّا في المرايا
أَنتَ قطعةُ الطينِ المُهَجَّرةُ إِلى "أَجلٍ مُسَمَّى"
تَـتحوَّلُ - مع الوقتِ - إِلى فِكرةٍ غامضةٍ
أَبواكَ الماءُ والـتُّـرابُ
وعلى ظهرِكَ العُشبةُ الـتَّـائهة !
الوحدةُ ، أَن يتجـنَّـبكَ الـنَّـهرُ في طريقهِ إِلى الملحِ العظيم
فلا يُصاحبُ الموجُ منكَ سوى عينيكَ ..
اللَّتيْنِ تُـتابعانِ قُصاصةً رَمـتْ بها إِلى الماءِ عاشقةٌ غاضبة
أَن يَستهدفَ الصيَّادُ حمامةً تُدرِّبُ صغيرَها على الطيرانِ
فَـتُنفِقُ يومَكَ باحـثًـا في مجاهلِ الأَرضِ عن الفرخِ اليتيم
أَن يكونَ الجدارُ سميكًا ، فلا تَسمعُ من الهمهماتِ إِلَّا القليل
وأَن يكونَ بلا نوافذَ ، فلا تَستـفـزُّكَ - بِأَناقَتها - الجارةُ الحالمة
كم أَنتَ مهجورٌ على هذا الجدارِ كلوحةٍ كاسدة !
كم أَنتَ غريبٌ حينَ تَشردُ بلا نافذة !
في المشهدِ الذي لا تراه ..
ورقةٌ تغرزُ وصيَّـتَـها عُقدةً في الغُصنِ ، ثم تَسقُط
وأَرضٌ مُجهَدَةٌ بالخريف !
نَملةٌ يُملي عليها سِربُـها شكلَ الطريقِ ومُنتهاهُ
وشقوقٌ على موعدٍ مع القمح
شارعٌ يتخفَّى على هيئةِ فكرةٍ مجنونةٍ
ورصيفٌ تذبحُهُ الوحدةُ والكُساح
كم أَنتَ صغيرٌ في الساحةِ التي لا تراكَ !
كم أَنتَ بعيدٌ في المسافاتِ البطيئة !
أَيُّـها المِحرابُ الذي لم يَجِدْ في الجدارِ تجويفًا
فسافرَ إِلى اللهِ من كُلِّ الجهات
عاريًا ، كما ولَدَتْـكَ الغُربةُ والحروب
جاهلًا ، وقد أَبْـعَدتْكَ عن مفاصِلِها الحقائقُ والمدن
مُتعبًا ، كفراشةٍ عَلِقَتْ على طرفِ السياجِ
قَلقًا ، كجُنديٍّ حزين !
زائدًا عن حاجةِ الدُّنيا ، تَسقُطُ سهوًا على جلدةِ الأَرضِ
لا تكترثُ بِكَ الجُذورُ التي تأْتي بالمفاجآتِ من جُثثِ البذور
تمامًا ، كحبَّةِ خالٍ شاحبةٍ على وجهٍ مريضٍ
لا تكترثُ بها العروقُ التي تُوزِّعُ رجفةَ القلبِ على نهاياتِ الأَصابع
عالقًا خارجَ المشهدِ الذي لا تَراهُ
لا تُطلُّ على شُحوبِكَ إِلَّا في المرايا
أَنتَ قطعةُ الطينِ المُهَجَّرةُ إِلى "أَجلٍ مُسَمَّى"
تَـتحوَّلُ - مع الوقتِ - إِلى فِكرةٍ غامضةٍ
أَبواكَ الماءُ والـتُّـرابُ
وعلى ظهرِكَ العُشبةُ الـتَّـائهة !
تعليق