راح يتمايح للخلف ببدنه البدين وراحته تلبث بسقراطيه
في جيبه.
قال وهو يرفع نصف شفتيه :
لا ادري لم يطلب الإنسان المغفرة لنفسه في كل تارة على امراً قد اندلع وانتهى .
قذف بكفه وراء ضهره ثم أضاف :
أمست المغفرة عملة غابرة لا يتداولها أحد.. اما في المتحف نراها ونتبسم لشدة أصالتها وجودتها أو يقتنيها شخص ثري جداً بالأخلاق.
أرغم كتفه الثخين على الصعود نحو ذقنه ثم استطرد قائلاً:
هل تستحق سلفا منا كل هذا الاهتمام؟ على كل الأحوال الرثة أنا لا أهتم بالأشياء العتيقة.
يلغو وليد مع الموظفة (منال ) بطراوة ومقلتاه تكاد تنهش بدنها الممتلئ. ..يصيح تلفونه المحمول.. يفقد صوابه .. يكاد يتجنن الهاتف ووليد لايزال غارق في قميص منال الوردي يكابد الغرق .
اما سمير الذي يراقبه فقد طم رأسه فوق الطاولة وعقدهُ بذراعيه قال محتدما:
الاتصال.. العاشر لعنة الله عليك يا و ليد .
أنهى سمير ثلاث قناني ماء هذا النهار ولازالت النار لا تنطفئ من جوفه .
كم يبغض لحظات العمل ويمقت النار التي تؤرق جسده .
نكزه علي في خصره فتلحلح واثب من مقعده ..أغمض عينيه وزم ملامح وجهه و مضى يركل الغضب من قلبه
قهقه علي وهو يليح بركبتيه للأرض ثم رمى بمعطفه للخلف فـبدا خصره المرتب للموظفات.
جلس نصف جلسه على طاولة سمير ثم احنى رأسه ليحادثه ..رفع سمير رأسه وحّركَ أنفه في مسار اذنيه
قال علي : هل تعرف الموظفة الجديدة في قسم الاستيراد ..
تحرك علي كاليعسوب وصفق بيديه .. انحنى مجدداً واتم حديثه مقهقه : لقد خرجت معها .
قطب سمير حاجبيه ثم قال: من أي بستان قطفت طيب هذا العطر ؟
ضرب علي كتف سمير كالنسيم التي تمايل خصر السنبلة وقال: هذا شديد الخطورة يا صاحبي لن تقدر عليه .. ثم نهض .
طرد معطفه بأصبعه الوسطى وهيمن على خصره بيده
أغرق صاحبة بنصف غيمة ممطرة وقال :
لماذا تدفن رجليك دائماً تحت الطاولة ؟
رفع سمير يده اليمنى حركها كالسقيم قال بنغمة واهنه :
انتهت عدتي
ثم رمى برأسه فوق الطاولة دون بصيص همس.
خرج علي وهو يصارع بعينه غمرة التعجب.
عكف سمير يعوم في بحره الضحل فوق طاولته مرة اخرى
أقرع شمه رائحة وقود اشعلت جميع حرائقه.
مد يديه يبحث في قناني المياه الفارغة حتى لا تتمادى ناره وتبيد غابة ذاته ..
_ سمير
رفع هامته ناعساً
الموظفة نوال واقفه منحنيه على كبينته تلغو عن عمل ما .. تفقد بعينيه المخمورتين كل ذرة في بدنها ..من قميصها الأبيض المشدود حتى
تنورتها القصيرة البيضاء
كل شيء في الصباح يصليه هنا .. غادرت نوال بعد إن رغت كثيراً .. طلعت وتركت بين حجر خياله أرج عطرها الثمين .
قلّب اوراق نوال ثم رفعها إزاء انفه.. اغمض عينيه ومضى يشمها ..
انقض من مقعدة واثب ..صوت تلفون وليد المتبرم يزعق من جديد
قذف الأوراق جانباً وراح منادي وليد .
هرول وليد ركاض كالفيلة في مسالك كبائن العمل.. قال وهو يلهث وقطرات من زبد فمه تساقطت على ذقنه
_ ماذا يا سمير ؟
لقط سمير تلفون وليد من كبينته المقابلة و أعطاه اياه.. قال له حانقاً :
تلفونك يعول مندو الصباح وهذا الاتصال الحادي عشر.
اخفض سمير صوته هامساً :
هل يمكن إن تكف عن مطاردة الموظفات وتجيب على زوجتك !
أنتهى سمير من فترة عمله الصباحي .
عاد للبيت ,, ضامر الجسد مشلول التفكير.. جامده خلايا عقلة ..يشعر بخيبة روح واستنفار ذات يكره كل شيء في نفسه .
يكره الشعور بالجليد الذي يسري في جسده بعد الحرائق التي اندلعت في جسده.
طرق باب والدته ودخل عليها بأكوام من الأمل
استقبلته امه بوجه واجم :
العروسة تطلب مهر يقدر راتب عامين.. وصالة للأفراح لليلة واحدة بمبلغ ثلاث اعوام من الجلد المتواصل ..
والمصاريف التي تندرج تحت قانون التجهيز لا يقل كل بند فيها عن الفي دينار .
يخرج مفلساً من بصيص الأمل
يتمنى لو هو صرخ في وجهه والدته : اماه.. الموظفات يزهقن روحي وعفتي بسيف من الحرير ويطعن جسدي برمح من القطن الرقيق ويفجرن همتي برائحة العطر الفرنسي
فوق خسائري في حرب النساء تمزقين بيرقي في الزواج وتكسرين رايتي في الاستقرار.
لكنه يعلن السلم دائماً و ينحني فوق يد امه يتقبل الانهزام بقبلة شكر
تنتهي فترة الغداء ويعود للعمل مجدداً
لتطرق فوق جسده مطارق الألم.
زميله وليد يطارد الموظفات
والموظفات يطاردن علي
وهو يكابد كل يوم سياط العمل ,
ينال قسطاً آخر من الضرب المبَرح ليشتري لنفسه رداء يستر به روحه العارية .
ووليد يخلع ردائه و يكشف عن عورته
يقفز فوق جبال اللذات عارياً من رابية موظفة تلوى أخرى.
اكتملت خارطة الحرب الآن لم يستطع سمير التفاوض اكثر من اجل السلم لابد إن يعلن المعركة ..صرخ سمير في الموظفين .. اجتمعوا امام كبينته بسرعة الوميض
ترجل سمير منتصب الروح قائلاً بصوت منهك:
من الآن و صاعد.. سيتبدل كل شيء في هذا المكان.
اشار بسبابته الثملة :
انتن منال و نوال ,, الموظفة الجديد في قسم الاستيراد التي نسيت اسمك .
هل تساءلتم يوماً لماذا يمكن لدين حضاري.. فجر ثورات الأديان وانتصر عليها.
يفرض فيه قانون الاحتشام؟
تبللت وجوههن بالرشح واسبلت أبدانهن
ثم اردف مغتاظا وهوا ينظف بمنديل ابيض لوحة معلقه على باب كبينته .
( المدير العام )
:
حتى استطيع أنا..
اعمل
والأستاذ علي .. نائبي..
يكف عن تبديد أموال شركتي على العطور
و وليد
يرد على هاتفه النقال .
اكففن عن جلب الشياطين إلى عملي.
أو فالتمسك كل واحدة بقرينها وتذهب به ِ إلى نار الجحيم.
في جيبه.
قال وهو يرفع نصف شفتيه :
لا ادري لم يطلب الإنسان المغفرة لنفسه في كل تارة على امراً قد اندلع وانتهى .
قذف بكفه وراء ضهره ثم أضاف :
أمست المغفرة عملة غابرة لا يتداولها أحد.. اما في المتحف نراها ونتبسم لشدة أصالتها وجودتها أو يقتنيها شخص ثري جداً بالأخلاق.
أرغم كتفه الثخين على الصعود نحو ذقنه ثم استطرد قائلاً:
هل تستحق سلفا منا كل هذا الاهتمام؟ على كل الأحوال الرثة أنا لا أهتم بالأشياء العتيقة.
يلغو وليد مع الموظفة (منال ) بطراوة ومقلتاه تكاد تنهش بدنها الممتلئ. ..يصيح تلفونه المحمول.. يفقد صوابه .. يكاد يتجنن الهاتف ووليد لايزال غارق في قميص منال الوردي يكابد الغرق .
اما سمير الذي يراقبه فقد طم رأسه فوق الطاولة وعقدهُ بذراعيه قال محتدما:
الاتصال.. العاشر لعنة الله عليك يا و ليد .
أنهى سمير ثلاث قناني ماء هذا النهار ولازالت النار لا تنطفئ من جوفه .
كم يبغض لحظات العمل ويمقت النار التي تؤرق جسده .
نكزه علي في خصره فتلحلح واثب من مقعده ..أغمض عينيه وزم ملامح وجهه و مضى يركل الغضب من قلبه
قهقه علي وهو يليح بركبتيه للأرض ثم رمى بمعطفه للخلف فـبدا خصره المرتب للموظفات.
جلس نصف جلسه على طاولة سمير ثم احنى رأسه ليحادثه ..رفع سمير رأسه وحّركَ أنفه في مسار اذنيه
قال علي : هل تعرف الموظفة الجديدة في قسم الاستيراد ..
تحرك علي كاليعسوب وصفق بيديه .. انحنى مجدداً واتم حديثه مقهقه : لقد خرجت معها .
قطب سمير حاجبيه ثم قال: من أي بستان قطفت طيب هذا العطر ؟
ضرب علي كتف سمير كالنسيم التي تمايل خصر السنبلة وقال: هذا شديد الخطورة يا صاحبي لن تقدر عليه .. ثم نهض .
طرد معطفه بأصبعه الوسطى وهيمن على خصره بيده
أغرق صاحبة بنصف غيمة ممطرة وقال :
لماذا تدفن رجليك دائماً تحت الطاولة ؟
رفع سمير يده اليمنى حركها كالسقيم قال بنغمة واهنه :
انتهت عدتي
ثم رمى برأسه فوق الطاولة دون بصيص همس.
خرج علي وهو يصارع بعينه غمرة التعجب.
عكف سمير يعوم في بحره الضحل فوق طاولته مرة اخرى
أقرع شمه رائحة وقود اشعلت جميع حرائقه.
مد يديه يبحث في قناني المياه الفارغة حتى لا تتمادى ناره وتبيد غابة ذاته ..
_ سمير
رفع هامته ناعساً
الموظفة نوال واقفه منحنيه على كبينته تلغو عن عمل ما .. تفقد بعينيه المخمورتين كل ذرة في بدنها ..من قميصها الأبيض المشدود حتى
تنورتها القصيرة البيضاء
كل شيء في الصباح يصليه هنا .. غادرت نوال بعد إن رغت كثيراً .. طلعت وتركت بين حجر خياله أرج عطرها الثمين .
قلّب اوراق نوال ثم رفعها إزاء انفه.. اغمض عينيه ومضى يشمها ..
انقض من مقعدة واثب ..صوت تلفون وليد المتبرم يزعق من جديد
قذف الأوراق جانباً وراح منادي وليد .
هرول وليد ركاض كالفيلة في مسالك كبائن العمل.. قال وهو يلهث وقطرات من زبد فمه تساقطت على ذقنه
_ ماذا يا سمير ؟
لقط سمير تلفون وليد من كبينته المقابلة و أعطاه اياه.. قال له حانقاً :
تلفونك يعول مندو الصباح وهذا الاتصال الحادي عشر.
اخفض سمير صوته هامساً :
هل يمكن إن تكف عن مطاردة الموظفات وتجيب على زوجتك !
أنتهى سمير من فترة عمله الصباحي .
عاد للبيت ,, ضامر الجسد مشلول التفكير.. جامده خلايا عقلة ..يشعر بخيبة روح واستنفار ذات يكره كل شيء في نفسه .
يكره الشعور بالجليد الذي يسري في جسده بعد الحرائق التي اندلعت في جسده.
طرق باب والدته ودخل عليها بأكوام من الأمل
استقبلته امه بوجه واجم :
العروسة تطلب مهر يقدر راتب عامين.. وصالة للأفراح لليلة واحدة بمبلغ ثلاث اعوام من الجلد المتواصل ..
والمصاريف التي تندرج تحت قانون التجهيز لا يقل كل بند فيها عن الفي دينار .
يخرج مفلساً من بصيص الأمل
يتمنى لو هو صرخ في وجهه والدته : اماه.. الموظفات يزهقن روحي وعفتي بسيف من الحرير ويطعن جسدي برمح من القطن الرقيق ويفجرن همتي برائحة العطر الفرنسي
فوق خسائري في حرب النساء تمزقين بيرقي في الزواج وتكسرين رايتي في الاستقرار.
لكنه يعلن السلم دائماً و ينحني فوق يد امه يتقبل الانهزام بقبلة شكر
تنتهي فترة الغداء ويعود للعمل مجدداً
لتطرق فوق جسده مطارق الألم.
زميله وليد يطارد الموظفات
والموظفات يطاردن علي
وهو يكابد كل يوم سياط العمل ,
ينال قسطاً آخر من الضرب المبَرح ليشتري لنفسه رداء يستر به روحه العارية .
ووليد يخلع ردائه و يكشف عن عورته
يقفز فوق جبال اللذات عارياً من رابية موظفة تلوى أخرى.
اكتملت خارطة الحرب الآن لم يستطع سمير التفاوض اكثر من اجل السلم لابد إن يعلن المعركة ..صرخ سمير في الموظفين .. اجتمعوا امام كبينته بسرعة الوميض
ترجل سمير منتصب الروح قائلاً بصوت منهك:
من الآن و صاعد.. سيتبدل كل شيء في هذا المكان.
اشار بسبابته الثملة :
انتن منال و نوال ,, الموظفة الجديد في قسم الاستيراد التي نسيت اسمك .
هل تساءلتم يوماً لماذا يمكن لدين حضاري.. فجر ثورات الأديان وانتصر عليها.
يفرض فيه قانون الاحتشام؟
تبللت وجوههن بالرشح واسبلت أبدانهن
ثم اردف مغتاظا وهوا ينظف بمنديل ابيض لوحة معلقه على باب كبينته .
( المدير العام )
:
حتى استطيع أنا..
اعمل
والأستاذ علي .. نائبي..
يكف عن تبديد أموال شركتي على العطور
و وليد
يرد على هاتفه النقال .
اكففن عن جلب الشياطين إلى عملي.
أو فالتمسك كل واحدة بقرينها وتذهب به ِ إلى نار الجحيم.
حواء الأزداني
تعليق