الغــرفة العليـّة (من واقع الحياة)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حواء الأزداني
    أديبة وكاتبة
    • 28-10-2013
    • 138

    الغــرفة العليـّة (من واقع الحياة)

    لا تيقظ هذا الجزء من ذاكرتك

    حرك فاهك وارقص في زار الشؤون اليومية دع دفوف المعيشة العفوية تحجب انين الجن في طفولتك .. توقف,, قاوم وحين تحاول الذاكرة إن تكسر المدخل كي تنشره الظلام في راسك
    توقف عن التفكير أو ستموت .

    لطالما سمعتهم يتحدثون بأصوات اهلي يقهقهون في رأسي يستعمرون ذاكرتي الفطرية.


    تكاثروا على باب عقلي امتدت اياديهم السوداء فزادت الظلمة في ذكرياتي
    .. فحيح اصواتهم اجتاح رأسي واخيراً نجحوا في كسر الباب فتسربت ذكرى تنذرني إنهم كانوا في طفولتي .

    ضحك محمد وهو يضرب بالطابة على الجدار الخشبي مخلفاً ضجيج مكرر ..قهقهت خديجة كعادتها بضحكتها الرشيقة وشعرها الحرير يتمايل فوق وجهها الناعم الأسمر ..التصقت خصلة قصيرة في مخاطها اللبني ..اطلقت لسانها الوردي من بين حصار شفتيها وراحت تكنس مخاطها مستمتعة بملوحته المرة ..مريم كعادتها تضحك فتنمحي عينيها الضيقتين من خارطة ملامح محياها البريء وحين العب معها بصرامة ترمي كل شيء من بين يديها وتسترسل في البكاء بصوت خانق.
    فاطمة صديقتي الوفيه أدلل حروفي معها وأحمل سلوكي على كفوف الدلال حتى لا تغضب تثور ثائرتها تسجد على الأرض ونشاز بكائها يهتك حرمة متعة اللعب حينها يكون اللعب معها من عاشر المستحيلات ..تتحرك كاليعسوب من زاوية إلى أخرى وشعرها المجعد المنكوش متلوث بكل مخلفات الكون ..ترتدي سروال أحمر قطن كريات التمدد واضحه فيه تحاول دائماً بناء علاقة وثيقة مع الشقيقتين المدللتين خديجة ومريم ..لكن حين تنكمش الأقدار وترمي علينا سميرة من السماء كالقدر المفاجئ يظلم كل شيء.
    جارتي وعدوتي تكون صاحبتي فقط حين لا يجمعنا الله بالآخرين إما حين يكتب الله لنا إن نتلون فهي تتمتع بتلوين لحظاتي مع الآخرين بالموت.. تنكب على آذانهم ثانيةً حينها ينقلب الجمع علي وأكون الطفلة الغبية المنبوذة .

    خديجة تتبع شقيقتها ومريم لا تريد الاقتراب من القطة التي تخدش شعورها ..وفاطمة ورائهم وسميرة تلتف خلف ظهورهن ساخرة مني تخرج لسانها الملطخ ببقايا الأكل تحركه كالأفعى في وجهي ترفع يديها الطويلتين تضع ابهامها فوق رأسها وتحرك اصابعها الأربع تعزف فوق قهري
    ثم تختم حفل التشمت بي بإخراجها اسنانها العلوية ,, ترفع عينيها بسذاجة
    حينها يجد محمد الفرصة لتحطيمي قطعة تلو أخرى .. يرفع اصبعه في وجهي ويضحك كالدجاجة التي تلد بيضة مستمتعاً بشحوبي
    .
    تقلبت في سماء شعوري بالسوء ..وتقوقعت في زاوية الحضيض
    هن يلعبن وأنا انظر اليهن بحنق صاف وسميرة تعود لي بضهرها في كل لحظة تلو أخرى تمارس علي اضطهادها ..تخرج اسنانها العلوية حطاطة بقدري ومحمد يتمرغ في الضحك .
    لا اريد أن أعي اي شيء ..لماذا وأنا في العقد الثاني من عمري متزوجة وأم’’ كيف تمكنوا الآن من التكاثر على ذاكرتي فنفرجة البوابة وانتشر الظلام في حياة اطفالي وزوجي ..لماذا أنا الآن اتذكر ؟ .
    لا اتذكر الطقس كيف كان ربما قائظ ..البيت قديم إلى درجة الهتك ..الرمل والتموجات في مهده والغرف أبوابها منهوكة
    رمى محمد الطابة فاستقرت في العلية ..وقفنا جميعاً أمام الدرج الخشبي الطويل شاخصة عيوننا نحو العلية المظلمة .
    أقدر أن آتي بالطابة.
    شخصت عيونهم نحويا
    ثم سألتني خديجة : هل تفعلين
    قهقه محمد قائلاً : لن تفعل
    قالت فاطمة زخمه : يستطيع اخي علي احضارها لو كان هنا
    قالت مريم وفمها مفتوح: هل يفعل ؟
    ادارت سميرة بضهرها قائلة : لا احد يستطيع الذهاب للعلية
    صرخت بأعلى صوتي : أنا استطيع سوف اركب

    وضعت قدمي فوق أول السلم ثم ها انا اقف امام بوابة الغرفة الخشبي الواسع
    طاردني صوت فاطمة : هل انتِ بخير ؟

    تقدمت نحو الغرفة ببطء
    و وضعت أول خطواتي فيها.. لمحت مراتب متسخة ووسائد مرمية فوق الأرض. تقدمت بحذر اكثر ..ثم لاحت لي أجساد هائلة ممددة على الأرض أخدت مساحة ما تبقى من الغرفة الكبيرة بطولها.. تجمد جسدي سيطرت تلك الأجساد على جزئي الأعلى من جسدي.
    لم استطع إن اتحرك

    لمحت عيونهم البيضاء وافواههم المفتوحة

    اطلقت ساقي للريح ونزلت وكأنما ساقي قد شدهما الدرج نحوه ..حتى وصلت إلى الأسفل .
    انغلق باب ذاكرتي بعدها للأبد حتى هذا المساء استطاعت الجن أن تفتح الباب من جديد

    لطالماً كنت استع اصوات في رأسي تخبرني ان ابي وامي ليس هما والداي الحقيقيين
    ادركت هذا المساء حقيقة روحي الخبيثة
    لم اكن أنا طوال الأعوام
    كان مجرد جسد يترعرع بين اهلي
    كنت مجرد هيكل
    استحوذت عليه أجساد الغرفة العّلية


    حواء الأزداني
    حــــــواء الأزداني

    ربي إن رفعتني عند الناس (درجة) ’’’’فـــ احططني عند نفسي بمثلها .
  • أحمدخيرى
    الكوستر
    • 24-05-2012
    • 794

    #2
    اول قصة قرأتها لك كانت " مرحبا لندن " على ما اذكر ، وكانت تداخل ذكرياث بين مواطنة عربية - فرنسية " تعيش داخل رواية " لفيكتور هوجو " ان لم تخنى الذاكرة .
    وكانت رائعة جدا وتستحق الاشادة ..
    ولكن مع هذا النص اجدنى مع قلم مختلف نوعا " فـ نصك هنا ربما يكون من تجاربك القصصية الاولى التى سبقت نص " مرحبا لندن ..
    لا استطيع التقييم " فالقصة والسرد والحوار " مقبولين نوعا " ولكن النص الاول " مرحبا لندن " كفكرة وتناول يصنف احترافي " ولكن هنا النص تقليدى ويمكن لاى كاتب ان يصنع مثله ..
    ارجو المعذرة منك على ردى هذا ولكنك بدأت بداية قوية " واراك الان تتراجعين "
    عفوا منك ثانية ولكن انت صاحبة قلم جميل ، والمجاملة فى هذه الحالة لن تفيدك .
    تحياتى

    https://www.facebook.com/TheCoster

    تعليق

    • حسن لختام
      أديب وكاتب
      • 26-08-2011
      • 2603

      #3
      لا تيقظ هذا الجزء من ذاكرتك

      حرك فاهك وارقص في زار الشؤون اليومية دع دفوف المعيشة العفوية تحجب انين الجن في طفولتك .. توقف,, قاوم وحين تحاول الذاكرة إن تكسر المدخل كي تنشره الظلام في راسك
      توقف عن التفكير أو ستموت .

      هنا النص..من هنا تم إيصال رسالته.
      هناك أشياء تقلق كثيرا حينما نقوم بالبحث في بواطنها
      دمت مبدعة جميلة
      مودتي، أختي الكريمة حواء الأزداني

      تعليق

      • حواء الأزداني
        أديبة وكاتبة
        • 28-10-2013
        • 138

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة أحمدخيرى مشاهدة المشاركة
        اول قصة قرأتها لك كانت " مرحبا لندن " على ما اذكر ، وكانت تداخل ذكرياث بين مواطنة عربية - فرنسية " تعيش داخل رواية " لفيكتور هوجو " ان لم تخنى الذاكرة .
        وكانت رائعة جدا وتستحق الاشادة ..
        ولكن مع هذا النص اجدنى مع قلم مختلف نوعا " فـ نصك هنا ربما يكون من تجاربك القصصية الاولى التى سبقت نص " مرحبا لندن ..
        لا استطيع التقييم " فالقصة والسرد والحوار " مقبولين نوعا " ولكن النص الاول " مرحبا لندن " كفكرة وتناول يصنف احترافي " ولكن هنا النص تقليدى ويمكن لاى كاتب ان يصنع مثله ..
        ارجو المعذرة منك على ردى هذا ولكنك بدأت بداية قوية " واراك الان تتراجعين "
        عفوا منك ثانية ولكن انت صاحبة قلم جميل ، والمجاملة فى هذه الحالة لن تفيدك .
        تحياتى

        انتظر تقييمك بفارغ الصبر ،،والنقد الهدام حجر الأساس لبناء صرحاً عالي من النجاح
        حــــــواء الأزداني

        ربي إن رفعتني عند الناس (درجة) ’’’’فـــ احططني عند نفسي بمثلها .

        تعليق

        • حواء الأزداني
          أديبة وكاتبة
          • 28-10-2013
          • 138

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة حسن لختام مشاهدة المشاركة
          لا تيقظ هذا الجزء من ذاكرتك

          حرك فاهك وارقص في زار الشؤون اليومية دع دفوف المعيشة العفوية تحجب انين الجن في طفولتك .. توقف,, قاوم وحين تحاول الذاكرة إن تكسر المدخل كي تنشره الظلام في راسك
          توقف عن التفكير أو ستموت .

          هنا النص..من هنا تم إيصال رسالته.
          هناك أشياء تقلق كثيرا حينما نقوم بالبحث في بواطنها
          دمت مبدعة جميلة
          مودتي، أختي الكريمة حواء الأزداني

          كان خبر يقتحم حكاية حتى يتجنبها الآخرين
          حــــــواء الأزداني

          ربي إن رفعتني عند الناس (درجة) ’’’’فـــ احططني عند نفسي بمثلها .

          تعليق

          يعمل...
          X