لا تكتبوا الرسالة قبل عودتي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • لؤي نصور
    أديب وكاتب
    • 04-01-2014
    • 186

    لا تكتبوا الرسالة قبل عودتي

    ًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًُُلا تكتبوا الرسالةَ قبل عودَتِي



    انتظروني انتظروني
    واحسرتي وادمعتي
    لو عاد العمر لمضيتُ معكم من طفولتي
    من ذلك الحين وإلى الحين
    لازلت أبكي وأصيح
    ياأيها الرفاق
    لاتكتبوا الرسالة قبل عودتي




    أوقفوني في حلب
    في رسم العبود
    من أنت سألوني :
    أجبتُ فرحاً من بلدِ الورود
    من أين؟؟
    من الساحل
    ألم تعرفوني!!
    ماذا تفعل هنا سألوني:
    أنا طيارٌ أدركني الباص
    فلا تدركوني
    سيدي يريدني حاضراً قبل المغيب
    وأنا أخاف أن يوَبِّخني
    ساروا معي في ظلام الليل
    وشكراً لفضلهم أرشدوني




    مرَّ عامين يارسمَ العَبُودِ
    كان الجَّوُ يعبقُ برائحةِ الدماء
    وصوت الأشباح يعانق سكون الليل
    وجوهٌ غريبة لا أعرِفُها
    وجوهٌ يملؤها الحقد
    ودمارٌ جهَنَّمِيٌّ حولي
    ودارت ذاكرةُ الخطر في جنوني...
    كنت أبحث عن أسيادي
    ولأمانٍ فيهم ولو وبَّخُوني
    وأهربُ من أن تعرفني الطريق أو يذكروني




    ياوجه الحب في وطني
    تغيرت طبائعُ الحسناء
    وتغيرت مواقتُ الصلاة
    وتعكَّرَ نقاءُ الماء
    ولم تتغير الأسماء
    جلستُ وحيداً
    انظرُ في عمق الماضي في وطني
    أرى الوطن يغرق في داخلنا
    ويبكي ويصيح أنقذوني



    كانت حواجزُ الجيشِ
    تلبسُ الأملَ المخدر بالموت
    وكان الدمار حولها رعبٌ
    وكانت
    عقاربُ الصحاري
    وضباعُ الأوكار ِ
    تعبث فيهم
    لكنَّ الأسُودَ لم يتزعزعوا ولم يكترثوا
    وكانت بالكاد من دمعها عليهم ترى عيوني
    أغمضت من غصَّتِ الحزن على الأشبال
    وفجأةً صرخَ صوتٌ من أمامنا
    ِقفُوا!!!!!!!
    من أنتم؟؟؟
    حاولت أن أذكر اسمي فنسيت
    قال: من أين أنتم
    حاولت أن أذكر مدينتي فنسيت
    وَ وَثَبَت رصاصةُ الموتِ إلى المغلاقِ
    وصاحت غاضبةً تكلموا
    لم يكن عَلَيَ أن أموت غريباً
    فصحت قائلا:
    أسديٌ أنا
    من التراب لحمي ودمي
    ومن دمشقَ عيوني
    وجدي محمدٌ
    ولست خائفا و لو قطعُتموني
    سقطَ الليثُ تحت الظلام باكياً
    جريحا ممزقا مضنى
    وقال :
    أنا جنديٌّ أضعتُ رفاقي
    وأصابتني رصاصة الغدر في كبدي....
    كان يغرق في رحم المأساة
    ويصيح إني أموت فهاتوا حفنة تُرابٍ
    لأكتبَ لرفاقي الرسالة
    كتبَ على التراب بالدم والدموع
    قافزاً فوق حواجز الصمت
    خارجًا من كهوف الخوف
    مؤمناً بأنَّ الشمسَ ملكه
    وبأن رسالته سيغنيها القمر
    وتركب الاجيالُ الموجَ خيلاً
    عندما يقراءُون رسالتَه
    على التراب
    وفي عطاء المطر




    كَتَبَ ......
    وطنٌ وطنٌ وطن
    وكُلِّي حنينٌ
    فلاتحزنوا إن ماتَ المقاتلُ
    نحنُ لا نموت
    فأنا في رحم التراب جنين
    فاشربوا وطناً لأكبر
    أنا عائدٌ من الشمس لأحرقَ أعدائي
    أنا عائدٌ مع الفجر فانتظروني




    يا أحبتي كلما اشتقتم وجودي
    تذكروا لستُ وحيداً
    فمثلي كثيرون يؤنسوني
    ياأيُّها الرفاق كتبتُ....
    كتبتُ لكم على التراب
    مكمِّلاَ رسالةَ محمدٍَ وصلاحَ الدين
    ويوسف العظمة وحافظ الأسد
    فتعلموا مني واقراؤني
    ياأيها الرفاق
    أكملوا الرسالة شهادةً و نصراً
    لاتخذلوني....
  • آمال محمد
    رئيس ملتقى قصيدة النثر
    • 19-08-2011
    • 4507

    #2
    .
    .

    عالم من مشاعر وسطور من زخرف
    وقلم قادر على تصوير الواقع و تحويله إلى مطر وغيث

    ولم تتغير الاسماء
    ولا انكسر المكان ولا قام ولا مات إلا الضمير

    موجع قلمك وليس بأوجع من الواقع المرير
    بورك نبضك أخي لؤي
    ومرحبا بك في ملتقى الأدباء

    وربما لم تطلع على بنود وقوانين النشر والتي تتمنى ان يكون
    هناك فاصل خمسة ايام أو ثلاثة على الأقل بين النص والذي يليه نشرا

    تقديري

    تعليق

    • مهيار الفراتي
      أديب وكاتب
      • 20-08-2012
      • 1764

      #3
      خاطر جميل لغته عذبة
      و مشاعره عالية النبرة
      الأخ الأديب الجميل
      لؤي منصور
      أهلا و سهلا بك في ملتقى النثرية
      و دمت بخير
      أسوريّا الحبيبة ضيعوك
      وألقى فيك نطفته الشقاء
      أسوريّا الحبيبة كم سنبكي
      عليك و هل سينفعك البكاء
      إذا هب الحنين على ابن قلب
      فما لحريق صبوته انطفاء
      وإن أدمت نصال الوجد روحا
      فما لجراح غربتها شفاء​

      تعليق

      • لؤي نصور
        أديب وكاتب
        • 04-01-2014
        • 186

        #4
        شكراً الك زميلة آمال وبعتذر كتير ما انتبهت عالقوانين لبعد ماوصلوا رسائل الإدارة
        وبكرر اعتذاري وشكراً لحضورك الرائع....

        تعليق

        • لؤي نصور
          أديب وكاتب
          • 04-01-2014
          • 186

          #5
          زميل مهيار وجودك وردة بكل مكان...

          تعليق

          • لؤي نصور
            أديب وكاتب
            • 04-01-2014
            • 186

            #6
            زميل مهيار وجودك وردة بكل مكان

            تعليق

            يعمل...
            X