مرايا الحقيقة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • إيمان شربا
    أديب وكاتب
    • 09-04-2014
    • 46

    مرايا الحقيقة

    مرايا الحقيقة
    إيمان شربا


    صدفة أمسك ذاك الوليد مرآة. دهش من منظر الجناحين الأبيضين, وفكر بتحريكهما والتحليق عالياً, ضحك كثيراً, وحاول أن يلعب بجناحيه, رغم فشله بالتحليق إلا أنه كان سعيداً, سقطت المرآة من يده. عند دخول أخته الصغيرة لغرفته, أمسكت تلك المرآة, واستغربت أنها رأت نفسها طفلاً صغيراً جداً بعمر أخيها تماماً, لكن استغرابها لم يفسد عليها سعادتها المشتهاة, هاهي الآن طفلة صغيرة جداً, ستعامل بذات الطريقة التي يعامل بها أخيها الصغير, لم تبصر الفتاة جناحين لها مثل جناحي أخيها, حزنت قليلاً. لكن حاولت دائماً أن تفكر بأن المرآة تعاني مشكلة.
    كأنها مرآة قديمة, هكذا كانت تواسي نفسها, تتعب المرايا كثيراً في عكس حقائقنا, فإذا كان الأمر بهذه البساطة مع الأطفال, فإن مهمتها تغدو أكثر تعقيداً مع بعض الناس , هكذا كانت المرآة تحدث نفسها عندما أمسك بهاشاب في مرحلة المراهقة, تذبذبت الصورة مابين طفل ورجل. فأظهرت له المرآة شكل الغيمة, يالك من مرآة حدثها المراهق, قائلاً لالست كذلك إنني رجل كبير,
    هاأنا عاشق, والكبار يعشقون. جسدي مكتمل البنية, وأنجز كل ماتحتاجه الفتيات, وتعتمد أمي علي في غياب والدي بقضاء كل متطلبات البيت, هاأنا مثل والدي تماماً, لاتقولي أني ألعب أحياناً بالألعاب, فهذا يفعله معظم أصدقائي, أصرت المرآة على شكل الغيمة, ضحك المراهق قائلاً الغيمة حاملة للخير, تعبيراً عن رضا محدود, وليس كلياً بما ترآه تلك الزجاجة السحرية. كم من المرايا تتعبنا ومرايا تخفف جراحنا, ومرايا تبث الأمل بأرواحنا, أبصر بمرآة العاشقة زهوراً وفلاً متناثراً وياسمين. أكثر ماأدهشني أن مرآتي كانت قادرة على دمج كل تفاصيلي لتظهر خفايا كنت أخاف الاعتراف بها. حاولت بتجربة بسيطة, أتعكس المرآة حقائق الصور, وضعت مرآتي أمام صورة جندي في صحيفة, فراح يحدثها عن الانكسارات, ظهر هذا الجندي مفرط التعب والإرهاق. وكل تفاصيله أكبر من عمره بعشرات السنين, وعلى صورة إعلامية كبيرة, وأديبة في بداية مسيرتها, ورب أسرة فقيرة جداً. كلما كررت التجربة كانت تدهشني تلك المرآة بقدرتها, فأسأل نفسي عن سحر مادتها, أحلل بسري المرآة من زجاج, والزجاج من رمل وبعض المكونات, فما سر هذه الخلطة أم أنها لاتنجز عملها انطلاقاً من خلطتها السحرية. بل انطلاقاً من نفوسنا التي خبرتها بالتجربة مع السنين. عدت لمرآتي أحدثها وتعكس حقيقتي. فمااستغربت مناداتي الدائمة للمرايا, بمرايا الحقيقة. وخطرت لي فكرة لاتبعدواالمرآة ظناً منكم أن إبعادها يصلح الحقيقة, دائماً أحبوا حقائقكم وهذبوها بحضور المرآة لابالخوف منها والهرب لمرايا الآخرين. سأدعكم مع مراياكم وأغني لمرآتي.

    سلمية في 9/6/2013
  • عاشقة الادب
    أديب وكاتب
    • 16-11-2013
    • 240

    #2
    كحين لانحدق جيدا بالمرآة قد تخدعنا الصورة في اول وهلة وتضهر جمال المضهر فقط فتزيدنا كبرا .
    ابدعتي فعندما تضهر ارواحنا و دواخلناوحقيقتنا
    فاننا نود دوما في ان تضهر جميلة لهذا نحسها ما امكن وبهذا نكون تغلبنا على اننا نيتنا .
    ابدعت في السرد واللغة
    استمتعت بالقراءة فحاولت ان ارى مراتي الساحرة ما يمكن ان تضهر لي
    الصورة لاتزال غير واضحة
    ه
    تحياتي

    تعليق

    • محمود عودة
      أديب وكاتب
      • 04-12-2013
      • 398

      #3
      ابدعت السرد في خبايا النفس بالنظر الى المرآة التي لاتخفي الحقيقة وما يتخيله المرء بمرآة خياله يعود الى الحقيقة امام المرأة الحقيقية في حياته
      استمتعت بنص فلسفي رائع
      مودتي وتحياتي

      تعليق

      • اياد الخطيب
        أديب وكاتب
        • 27-02-2014
        • 52

        #4
        وان كانت القصّة جميلة فهذا لا يعفيك من العتب ,
        وكان علينا أن نلتقط الفكرة الجميلة وننتشلها من بين السطور لا أن نقرأها على طريقة الموعظة
        وإن كنتُ أظنّ أن الموعظة تجوز في القضايا الكبيرة ,
        وهذه المرآة المشاغبة التي تفضح الحقيقة لا تشبه الفانوس السحري الذي ندفن فيه الحقيقة ,
        أحسنت وأجدت , سلام .

        تعليق

        • وسام دبليز
          همس الياسمين
          • 03-07-2010
          • 687

          #5
          ان غدت المرايا هكذا تعكس ماوراء النفس فكثيرا ما سترفض لانها تقول الحقيقة ..قصصك جميلة بومضات سريعة ..لكن اعطي للقصة حقا ثلاث قصص في وقت واحد تقريبا ..ايضا هذه الجملة هنت بنص ولم تعطه القوة لانها حملت الارشاد والتعليم "وخطرت لي فكرة لاتبعدواالمرآة ظناً منكم أن إبعادها يصلح الحقيقة, دائماً أحبوا حقائقكم وهذبوها بحضور المرآة لابالخوف منها والهرب لمرايا الآخرين. سأدعكم مع مراياكم وأغني لمرآتي."عذرا إن كان كلامي ثقيلا
          تقبلي مروري ودمتي مبدعة

          تعليق

          • إيمان شربا
            أديب وكاتب
            • 09-04-2014
            • 46

            #6
            صديقي الأستاذ وسام أنا لم أكتب القصص الثلاث بوقت واحد كتبتها بأوقات مختلفة ....لكن شاركت بها في الملتقى بزمن متقارب....سرني رأيك وأحترمه جداً ...في قصصي القادمة سأنتبه لملاحظاتك.....أسعدني حضورك صديقي

            تعليق

            • إيمان شربا
              أديب وكاتب
              • 09-04-2014
              • 46

              #7
              صديقي الأديب إياد الخطيب: سرني نقدك ورأيك ...برأيي جاءت الموعظة فقط بنهاية القصة وكانت مرتبطة بقيمة كبرى وهي إحدى مبرراتك التي ذكرتها....أنت تقبل الموعظة في القضايا الكبرى وحقيقتنا هي أكبر القضايا....لك مودتي وتقديري....

              تعليق

              • إيمان شربا
                أديب وكاتب
                • 09-04-2014
                • 46

                #8
                صديقي وأستاذي الأديب محمود عودة: كم يسعدني حضورك الراقي ....سعيدة بمعرفتك جداً....مودتي وتقديري لك

                تعليق

                • إيمان شربا
                  أديب وكاتب
                  • 09-04-2014
                  • 46

                  #9
                  صديقتي عاشقة الأدب: كنسمة عطر مرورك ينعشني....سعيدة جداً بمعرفتك....محبتي لك وتقديري

                  تعليق

                  • وسام دبليز
                    همس الياسمين
                    • 03-07-2010
                    • 687

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة إيمان شربا مشاهدة المشاركة
                    صديقي الأستاذ وسام أنا لم أكتب القصص الثلاث بوقت واحد كتبتها بأوقات مختلفة ....لكن شاركت بها في الملتقى بزمن متقارب....سرني رأيك وأحترمه جداً ...في قصصي القادمة سأنتبه لملاحظاتك.....أسعدني حضورك صديقي
                    هذا ما قصدته عزيزتي ...شكرا لتفاعلك

                    تعليق

                    يعمل...
                    X