في بحر من الضياع كنت
كما النمل ابحث عن جحر يلملمني
بين شوارع منسية ..لطالما
بحثت عن نفسي التي اختفت
في ظلمات كوني المسود
كما لو كان كوكبا يتيما مشرد
يحبو فوق السحاب
يبحث عن انثي تستوطنه
في كل مكان وقفت
بين الحقول و شظايا التراب
استنطق الفراغ
فتنطحتي جباه السراب
ثم اواصل الحفر و التنقيب
في كل مكان بعيد
وفي كل فج قريب
ابحث عن ام عن اخت عن قلب صغير
عن امل مشرد يركبني
كما لو كنت بعيرا حقير
ينحر في كوني الخراب
صدفة ...و انا كمجانين الشوارع
رمقت من خلف الظلام نورا من نافدة
يغازلني كما لو كنت يافع
يحجب خلفه جمالا ساطع
لكنها كما الطفل تراوغني
كانها امة تحت عين الجلاد .،
توصد نفسها لكن نورا منها
مازال يرتعش كانفاسي التي نحرت
دات ايام ..حبلي بذكريات كما الخناجر ..
امل ما ملغم بالخوف و الطلسمة
يدفعني كي امسك هذا الشعاع المزكوم
حاولت لكن كما لو انه يصرخ
صوتا خافتا بين الغيوم
في وجهي المتورم. بالضياع...
مجازف انا كحمقي الكلم
مثلما قالت امي وانا مضغة
في رحمها المتصدع بشغبي
كنت متمردا اثمل من خليط دمها
واعلنها. حرب دمار تزلزلها
كما الخراب الذي استوطنني
ثم استعبد بعضا من جسدي
و احرق دما و بعضا من كبدي
لكن منبت الحرف حصن لا يقهر
قلت هناك نصفي. و مرقدي
تسلقت كما اللص خيوط النافدة
و النور مازال يرتعد كانما يناديني
ربما هو مثلي نصفه ظلمة...
حاولت .. ثم ارتقيت ظهر العتمة
لم يرني جلاد النوافد ..
و النور يرقص فوق راسي الساجد
كمن يتسلل في خنوع
لكن لحظة تحمل لغما فجرني
مزقني من خلفي و من تحتي
و كل انواع الجمال ونشوة الوصل ..
كلب جلاد النوافد دمر بيتي
واطفا نوري وكسر نخبي
الذي كنت احمله لنوري
النور غرق في الظلام المخيف
ثم تلاشي و انقرض
كما لو كنت مندمجا في احلام
نحرت بسيف حارس الانوار
انا الان اسير خلف الضياع
هي مثلي مقيدة دقاًتها
لسانها كبله الصداع
عيونها كفنها الضباب
حروفها صفدت كما الشايطين
اقلامها ذبلت كنهر حنطه الجفاف
وكلانا تفتحت له ابواب العذاب
جلاد النوافد اسدل الستار
عن قصة طويت في عجل
كما يطوي الكتاب
وحيد
تعليق