تختنق العبرات بين الخد والعين
ونيران الأسى تحرق قلبها الحزين
لا شيء يشبه ألمها الان سوى شهقة اسير بين معصميه سوار يشبه القيد
وعلى فمه الف كمامة تسكت الصوت
تتلوى الكلمات وتسكت اللاهات وتموت دموع العين
على ضفاف نهر يشبه في جبروته الموت
بدات تركض في انحاء المكان بناظريها تقلب الاشياء تبعثر الافكار
لعلها توقض الغافل من النوم
بدون حركة
او اشعال فتيل من الامل يحيي بدل سكون الخوف الف صوت
غفت بين كفيه كطفلة بريئة تخيفها الوحدة ويقتلها الخوف
تمايلت جدائلها بتمايل نسيم المساء
الذي ما اخلف يوما موعده
يداعب وجنتيها بكفين تشبهان لحد بعيد السحر .يحكي لها حكاية قبل النوم
ايقضها مجددا صوت المئذنة تلك القريبة من البيت
لملمت جراحها رتبت حروفها نظفت رداءها من اثر قصاصات ورق
تجولت في ساحة الحرم
فاجأها العدو في قميص قناص على جدران مسجدها المقدس يدوس عتباته
ويحرق بولاعة حقده مصاحفه
ويقتل فيها بقية فرح باستهزائه ونظراته
حينها لم تنفعها لعل ويا ليت
تفنن في نسج حماققاته هنا وهناك وفي كل مكان تراه عيناك
الا وسكب القليل من بلادته
و نذالته وسفالته
صلت خارج اسواره اليوم
ولم تدري فربما ايضا في الغد
لم تحتمل قدماها وقع خطى ذاك الحقير تدوسها
صمت خيم على اركان مكان لم يألف الاسر
لم تعد تسمع ذاك الصراخ
ولا سكنات العائدين من الموت
وكأن الكون لم يقبل عليه غيرها انسان
استسلمت لتخاريف العقل يوهمها بانها وحدها سيدة القصر والمكان
سرحت بعينيها تتفقد الشوارع المهجورة من ساكنيها
والمغتصبة صباح مساء
ليس فيها
ليس فيها
غير نعال تدب فيها
هاهي عاهرة ابنة العشرين تتناول كأسا من نبيذ أحمرعلى سجادة حمراء
تريق ذاك الشراب هنا وهناك كما يريق صديقها الارعن دم من سماهم الاعداء
تتعمد ان تزيد من انين الناي المنبعث من خيمة صغيرة اعلى التل
يطلقه فتيان احدهما يتيم لم يعرف طعم اب او ام
والاخريقبع ابوه في سجن محكوه عليه بالموت ليس مرة بل مرتان
هناك في زاوية من المكان يمكث عربيد اختار من المساكن احسنها ليقيم حدود الولاء لكل خبيث على الارض
وهناك وهناك وهناك
لم تعد تعرف طريق العودة الى البيت
الى حيث الجروح تنتظر ان تأخذ نصيبها منها
وتلفاز مثبت على قنوات اخبار وفضائح الاصدقاء والجيران
جثث مرمية على رصيف وطرقات
واعراض مهتوكة في كل دار
صورة معلقة في نفس المكان منذ اعوام
على نفس الجدار
تحضنها تقبل منها الجبين
تفرش لها وردا جوريا وتضعه على جناح حمام
كل يوم رسالة بدون عنوان
نصها بعد بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف المرسلين
حبيبي اليوم كان مثل الامس والغد سيكون كالذي يليه
لا جديد
حقا لا جديد
سوى الف أسير
والف قتيل
والف يتيم
ومن الدم ملايين
صغيري ذاك الذي تركت قد بلغ من العمر سنين
وشجر الزيتون قد قطعه كهل وصبي لم يتجاوز العاشرة وشاب قد جاوز العشرين
حقا لا جديد
حبيبي اليوم صليت خارج اسوار الحرم ليس لان عدد المصلين كبير
بل لان حقد الجلاد كبير
اليوم زرت منزلنا هناك حيث التقينا واشتعل في قلبي حنين
وجدت فيه صبية تشرب نخب شهيد
تستمتع بحكايا خليلها عن قتله للكثيرين
بارودة رشاش قناصة رصاصة
كلها تعمل على خلق الانين
وانطفأت انوار بيت فلان
ذاك الذي مات مرفوع الجبين
حبيبي
مخطأ من قال ان معركتي كل من يشارك فيها مهزوم مهزوم
فالشهداء وان غلبو منتصرون
والعدو وان انتصر مغلوب مغلوب
حبيبي مازلت على عهدي انتظر فارسا يأتيني على جواد
أو دبابة لا يهم
فالفارس فارس سواء على جواد جاء او طائرا على جناح قصيدة
سيفه كلمة ورمحه عتاب وغزله رصاصة ووحزنه رثاء
يقابلني من خلف اسوارالحرم
ليمسح دمعة من ظلم
ويشفي جرح من أتهم
ويرسم البسمة على شفاه من من حنان الاهل حرم
ويعدني بالنصر
فقط بالنصر المبين
احبك دوما
انتظرك في نفس المكان اسأل عني لن تتوه
فأنا
انا القدس
مرسل الى صلاح الدييييييييين
تعليق