((محاضرة في أحضان مارينا !!)) بقلم فادي شعار

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فادي شعار
    نقطة ساخرة
    • 04-04-2009
    • 254

    ((محاضرة في أحضان مارينا !!)) بقلم فادي شعار


    محاضرة في أحضان مارينا !!
    بقلم فادي شعار
    بعد أنْ تأزمتْ الأحوال في مدينة حلب ، و أصبحت المدينة على شفا حفرة من النار ، بل أصبحت تستعر ولا تهمدُ نيرانها ... قرر الدكتور الحلبي "خيّو أبو حلب" زيارةَ زميلتِه الدكتورة البروفيسورة "مارينا كارسون" المختصة في البرمجة اللغوية العصبية ، و العلوم النفسية في ولاية داكوتا الشمالية ..
    هدف الزيارة الأول رغم زمالة الاختصاص الواحد التي تجمعهما هي زيارة عمل ، و إلقاء محاضرة علمية في ندوة عالمية عن آخر مستجدات البرمجة اللغوية العصبية...
    و في اليوم المحدد لوصول رحلة الدكتور الحلبي مطار الولاية كانت قد أرسلت الدكتورة " مارينا كارسون" سكرتيرها الخاص لإدارة مراسم استقبال الدكتور " خيّو أبو حلب " ذلك المناضل الذي استقرَّت طلقة القنـَّاص في كتفه الأيمن , و تهشـَّمت مفاصل ركبته من شظية عابرة ، نعم لاستقبال ذلك المكافح بعكازه التي تستند إليه ، و لا يستند إليها ، فقدمه بُـتـِرَت يوم اخراجِه سالماً من بين الانقاض بعد استهداف وكر فأر في منزله بصاروخ ...
    المهم كانت عملية الترحيب من قبل السكرتير ، و بعدها صعد الدكتور السيارة للقاء البروفيسورة في مكتبها ..
    و في الطريق بدأ السكرتير حديثه قائلاً : هل تعلم أن الخلايا العصبية للدماغ البشري تصل إلى مائة مليار خلية .. و رغم هذا العدد الهائل فقد تخوننا القدرات في بعض الأوقات... فيحدث الالتباس في التصوير البصري للمتشابهات أو ننسى أسماء المقربين و حروف اللغات و المفردات .. و قد تختلط الأحاسيس و يضيع الوضع الحالي بالذاكرة الماضية فنعجز عن حل المعضلات ، و نتوه بين آهات و آهات...
    فبادره الطبيب " خيّو أبو حلب " قائلاً : معك كل الحق..
    تابع السكرتير : (( كم يحرجني دماغي ، و هذه آخر قصص إحراجه لي... فمنذ يومين رأيت زوجتي في الطريق فتقدمْتُ إليها و سألتـُها ماذا تصنعين هنا ؟
    ...ثم غمزتُها قائلاً ما رأيك بربيعٍ عربي يدغدغنا ؟؟
    فنظرت إليّ باستغراب مع أنها كلمة الربيع كلمة السر التي بيننا !
    فأعدتُ عليها بوضوح أكثر ،، ما رأيك بـ رانديفو أحلى من السكر؟
    فأشارت بسبابتها وسط الشارع و هي تصيح :
    "إنه يطبقني هذا السافل "
    فانهمرت عليّ عشرات اللطمات من الشرفاء و الأبضايات و لكمات من مجلس الأمن وعقوبات .. ، لأنسى سلسفيل اليوم الذي تحدثتُ فيه معها ، ثم اكتشفتُ من "الفيتو" الذي أصدرته بصوتها الحنون بأن التي أمامي ليست بزوجتي فزوجتي صوتها كصوت موتور الطرطيرة ذات الثلاث عجلات!! بل و اكتشفتُ بأنها كانت شبيهة زوجتي ، و شبيهة الديمقراطية ، و شبيهة الحرية ، و شبيهة العدالة و المساواة ، و يخلق من الشبه الأربعين!! ))
    انتعش الطبيب الحلبي من قصة السكرتير الظريف الذي ما زال يتابع حديثه خلف مقود السيارة :
    (( آآآه كم يحرجني دماغي...أليست نبضاته الكهربائية المتولدة في اليوم الواحد تفوق النبضات المتولدة في كل هواتف العالم؟! ))
    فأجاب "أبو حلب" : بلى...
    فتابع السكرتير حديثه ليلج في قصة ثانية : (( تصوَّر أنه بينما كان ينبض دماغي ، و أنا جالس أتحدث بالهاتف إذ يدخل أحدهم و يقطع اتصالي ،، و يسألني عن صحتي و حالي ؟؟ ،، فحاولت و أنا أجيبه عن أسئلته بأن أتذكره بنبضاتي الدماغية ، أو حتى أن أشبِّه تلك الشخصية إلى واحد من سلالات الحرامية الذين نهبوا خيرات البلاد النامية و العربية ... لكن دون جدوى..
    و ما زالتُ و الشخص المجهول ، و كأنه اليد الخفية التي تلعب على أوتار الماسونية يتابع استفساراته ، و أنا أجيبه بحسن النية ،، محتاراً ترى هل هو صديق طفولتي ؟ .. هل هو قريب أقاربي ،، ؟ أم جار من جيراني ؟ أم التقينا في الغوانتانامو أم السجون المحلية.....؟!
    حتى خجلتُ أن أسأله من يكون ,, فقد بدا يعرفني معرفة عميقة .. إلى أن جاء بسؤاله , و طلبه الرنـَّان : أ لك أم للديب؟؟؟
    فأخذته بالحضن : خَسِأَ الديب و الديك أنا الذي سألبيك...
    فقال : زوجتي حبي ...بحاجة إلى دم ، و زمرة دمها O سلبي..
    فقلت : اصمت أوجعت قلبي , ألم أقل لك سألبيك فزوجتك كزوجتي...و سأغلق باب المكتب ، لأكون أول المتبرعين فزمرة دمها من زمرتي...
    فتغير لون صاحبنا الذي لا أعرف من يكون من لون الكمون إلى لون الليمون رافضاً عرض شهامتي بقوله لي : لا أريد أن أعذَّبك ، فقط أعطني خمسمائة دولار ، و أنا سأتصرف ، و إياك أن تظن بأني نصَّاب مُحتال..
    قلت : معقول ...دمي فداء دمها ... يا شيخ النصابين..
    قال : تباً , لقد عطلتني عن مهمتي ، فيكفيني عشر دولارات بعد أن كشفتني..))
    كاد أن يضحك الطبيب "أبو حلب" من قصص السكرتير لكنه أبى ، و مع ذلك لم يخف "أبو حلب" سروره رغم أنه قادم من أزقة مدينته المنهارة من الصمود ، و جدران أبنيته الواقعة من الشموخ ، و ابتسامات الأبرياء الذين ودعوا بعزة هذه الحياة...
    و فجأة يلمح السكرتير البروفيسورة على الطريق بشعرها الكستنائي المتطاير و طقمها الأنيق ، فناداها : (( تفضلي يا بروفيسورة يبدو أن سيارتك كالمعتاد في التصليح..)).
    ساروا سويّاً ، و كان الدكتور "خيّو أبو حلب" مستغرباً من جفاء لقاء " مارينا كارسون" ، و أحس أن هنالك أمراً غريب حتى علـُّلَ السبب بأنها أمريكا التي تغير الطبائع و النفوس...
    ثم أخذا يتجاذبا أطراف الحديث ، فسألها "أبو حلب" عن الأولاد فأجابت بأنهم هاجروا إلى كندا..
    فسألها عن زوجها...فأجابته أنه أيضاً هَجَرَها معهم فتعجب " أبو حلب" أكثر ، فقد كان يعلم أن " مارينا " و زوجها كانا سمنة على عسل...
    فقال في نفسه سأترك الأسئلة العائلية ، و سأسألها فيما يخصّ المحاضرة العلميّة : يا دكتورة بالنسبة للندوة التي سنلقيها معاً عن ديناميكية العقل العربي ، فقد سمعت أنكم جهزتم حفل شاي مع فطائر السجق استراحة للحاضرين كنتُ أقترح..... ، و قبل أن يتابع اقتراحه قاطعته زاجرةً , و كأنــَّها سنفورة غاضبة : لا لا للسجق ، لا ، أكره السجق....
    انبهت أبو حلب ، و قال في نفسه : "لا حول و لا قوة إلا بالله ضاع عقل البروفيسورة , فهي تموت في السجق , و الآن تقول أنها تكره السجق , يبدو أن الأعوام غيرتها ..."
    و لكن الأمر الأغرب نزول البروفسورة من السيارة بعد أن أمرت السكرتير التوقف وهي تبدي انزعاجها من سيرة السجق و تتفل على الأرض ، و تقول : " سجق لا للسجق لا ... أكره السجق "
    فهدَّأ السكرتير الدكتور "أبو حلب" الذي بَدَتْ عليه ملامح الانزعاج , و أخذ السكرتير يبين بأنَّ الذي حدث إنما هي حالة نفسية تسيطر على البروفيسورة من أحاديث السجق , و قال له :
    " لا تهتم دعنا نسبقها و في مكتبها ننتظرها..."
    تابعا السير حتى وصلا ، و حين دخلا المكتب ، و كان الدكتور أبو حلب يحوقل من تصرف البروفسورة حتى ظنّ أن فيوزاتها احترقت ، و لكن فجأة تخرج البروفيسورة من غرفتها فيتفاجأ " أبو حلب" و يسألها : "مارينا" من أين جئتِنا ، و بدَّلتِ بذلتك ،، و صبغتِ شعرك و ضيّعتِ عقلنا و ضيّعتِنا ، أظن أني كنتُ مع شبيهتك و يخلق من الشبه الأربعين فاعذرينا !!
    عندها تحتضن البروفيسورة الدكتور "أبو حلب" احتضان الزمالة البريء من أفكارنا الخسيسة هامسة بأذنه : لقد شربتَ مقلبَ السكرتير الداهية ، كالشعوب العربية التي تشرب المقالب و لا تتعلم من التجارب .. فالعراقي لم يتعلم من تجربة الفلسطيني ، و السوري لم يتعلم من تجربة العراقي ، و المصري لم يتعلم من تجربة السوري ، و كذلك الجزائري و التونسي و السوداني وووو في النهاية تضحك الشعوب على خيبتها ،،، في الحقيقة يا خــــبيبي التي كانت معك هي أختي التوأم بشعرها الكستنائي فلا تؤاخذني ، و أهلاً بك ننهل من محاضراتك ، و أهلاً بك كعقل عربي ينضم إلى أحضان أمريكا !
    بقلم فادي شعار
    sigpic
  • منار يوسف
    مستشار الساخر
    همس الأمواج
    • 03-12-2010
    • 4240

    #2
    لقد شربتَ مقلبَ السكرتير الداهية ، كالشعوب العربية التي تشرب المقالب و لا تتعلم من التجارب .. فالعراقي لم يتعلم من تجربة الفلسطيني ، و السوري لم يتعلم من تجربة العراقي ، و المصري لم يتعلم من تجربة السوري ، و كذلك الجزائري و التونسي و السوداني وووو في النهاية تضحك الشعوب على خيبتها
    صحيح كلامك
    الدنيا كلها تتعلم من التجارب إلا نحن
    التجارب حولنا تنطق و تقول تعلموووووووووووا و لا تكرروا الخطأ و لا تشربوا المقلب
    لكننا نصم آذاننا و نقول يجب أن نخوض التجربة و كل بلد لها ظروفها
    مع أن الظروف واحدة و الشعوب واحدة
    و العقول أيضا ... واحدة

    افتقدناك كثيرا أديبنا الساخر القدير
    فادي شعار
    نتمنى أن تكون بخير
    أهلا و سهلا بك من جديد
    تحياتي و تقديري

    تعليق

    • فوزي سليم بيترو
      مستشار أدبي
      • 03-06-2009
      • 10949

      #3
      فالعراقي لم يتعلم من تجربة الفلسطيني ،
      و السوري لم يتعلم من تجربة العراقي ،
      و المصري لم يتعلم من تجربة السوري ،
      و كذلك الجزائري و التونسي و السوداني وووو
      في النهاية تضحك الشعوب على خيبتها


      لا تنسى يا أخي فادي أن هؤلاء العربان يطبقون المثل القائل :
      لا يحك جلدك مثل ظفرك
      لماذا يأخذون الدروس والعِبّر من الغير ، حتى ولو كانوا أشِقّاء !
      عندهم ما يكفي ويزيد من المخالب ، آسف قصدي الأظافر
      يتركونها تصدأ يا فادي ؟ كما السلاح الذي يشترونه بمليارات الدولارات ؟!
      لا وألف لا ، ننهش بها بعضنا ، ونحفر بها قبورنا .
      تقول أتعلّم من تجارب مَن سبقوني
      لا يا صاحبي ، أنا وحيد عصري والمعلّم الكبير ..

      وفي النهاية هناك مَن يشتري هذا الكلام ، يطبقونه بحذافيره
      وربما يبتكرون ما لا يخطر على البال .

      لماذا جعلتني أفضفض يا أخي فادي ؟
      أنا مهموم حدّ القرف مما يجري في أوطاننا .

      محبتي
      فوزي بيترو

      تعليق

      • فادي شعار
        نقطة ساخرة
        • 04-04-2009
        • 254

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة منار يوسف مشاهدة المشاركة
        صحيح كلامك
        المشاركة الأصلية بواسطة منار يوسف مشاهدة المشاركة
        الدنيا كلها تتعلم من التجارب إلا نحن
        التجارب حولنا تنطق و تقول تعلموووووووووووا و لا تكرروا الخطأ و لا تشربوا المقلب
        لكننا نصم آذاننا و نقول يجب أن نخوض التجربة و كل بلد لها ظروفها
        مع أن الظروف واحدة و الشعوب واحدة
        و العقول أيضا ... واحدة
        افتقدناك كثيرا أديبنا الساخر القدير
        فادي شعار
        نتمنى أن تكون بخير
        أهلا و سهلا بك من جديد
        تحياتي و تقديري

        الحقيقة أنني كنت في جولة سياحية في عالمي الخيالي بعيداً عن
        أزقة مدينتي المنهارة من الصمود ، و جدران أبنيتها الواقعة من الشموخ ، و ابتسامات الأبرياء الذين ودعوا بعزة هذه الحياة... كنت مع الطبيب "خيو أبو حلب" و قد تركنا ولاية داكوتا الشمالية لنزور جبل راشمور في ولاية داكوتا الجنوبية هو نصب تذكاري لأوجه أربع رؤساء أمريكيين هم جورج واشنطن، و جيفرسون، و روزفلت وأبراهام لينكون ..

        تصوّري،، أنه كانت الفكرة أن يصّور كل رئيس من الرأس حتى الخصر، لكن نقص التمويل أجبر على إيقاف البناء في نهاية أكتوبر 1941مسكينة أمريكة ينقصها التمويل لبضع تماثيل مع أنها تمول حروب العالم قاطبة!!

        أهلاً بك دوماً أستاذة منار ...منورة ديماً
        sigpic

        تعليق

        • فادي شعار
          نقطة ساخرة
          • 04-04-2009
          • 254

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة فوزي سليم بيترو مشاهدة المشاركة
          فالعراقي لم يتعلم من تجربة الفلسطيني ،
          و السوري لم يتعلم من تجربة العراقي ،
          و المصري لم يتعلم من تجربة السوري ،
          و كذلك الجزائري و التونسي و السوداني وووو
          في النهاية تضحك الشعوب على خيبتها

          لا تنسى يا أخي فادي أن هؤلاء العربان يطبقون المثل القائل :
          لا يحك جلدك مثل ظفرك
          لماذا يأخذون الدروس والعِبّر من الغير ، حتى ولو كانوا أشِقّاء !
          عندهم ما يكفي ويزيد من المخالب ، آسف قصدي الأظافر
          يتركونها تصدأ يا فادي ؟ كما السلاح الذي يشترونه بمليارات الدولارات ؟!
          لا وألف لا ، ننهش بها بعضنا ، ونحفر بها قبورنا .
          تقول أتعلّم من تجارب مَن سبقوني
          لا يا صاحبي ، أنا وحيد عصري والمعلّم الكبير ..
          وفي النهاية هناك مَن يشتري هذا الكلام ، يطبقونه بحذافيره
          وربما يبتكرون ما لا يخطر على البال .
          لماذا جعلتني أفضفض يا أخي فادي ؟
          أنا مهموم حدّ القرف مما يجري في أوطاننا .
          محبتي
          فوزي بيترو

          صدقت في ما قلت ...فضفض يا أخي الغالي...
          و إن لم تفضفض سنتنقل سوياً في رحلة لنزور جبل راشمور و لكن في الطرف
          المخفي الخلفي منه فهو أدهى
          فقد مولناه نحن كحكومات عربية نفطية و أصحاب مناجم ذهبية ،، لتستكمل أمريكا نحت أصابع أقدام عظمائها من دماء الشعوب العربية!!!

          أشكر تواجدك الدائم أستاذي الغالي و رفيق الدرب فوزي
          مودتي
          التعديل الأخير تم بواسطة فادي شعار; الساعة 16-05-2014, 21:30.
          sigpic

          تعليق

          يعمل...
          X