ثمن السعادة... (اقتناصة من الذاكرة)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ريما ريماوي
    عضو الملتقى
    • 07-05-2011
    • 8501

    ثمن السعادة... (اقتناصة من الذاكرة)


    غداة إطلاق سراحه، جاء المحقّق الذي باشر القضيّة يطرق بابه،
    قتح له.. فدخل مقطبا، وقال متوعّدًا:


    - قضاء محكوميّتك بالكامل، لا يعفيك من المطالبة بالمال الذي اختلسته.. وسأستمر في مطاردتك ولن أجعلك تهنأ به، سلبته دون وجه حق ويجب أن تعيده لأصحابه..

    رسم
    الرجل ابتسامة ودية.. وقام بالتقاط حقيبة رجل أعمال في متناول يدّه، فتحها ووجدها مملوءة بأوراق نقدية جديدة، بعد إغلاقها ناولها له قائلا:
    - هاك المبلغ كاملا غير منقوص.. انتفت حاجتي له..
    ابتسم ابتسامة صفراء حين فغر المفتش فاه بعد أن كادت الدهشة تعقد لسانه، سأل محتارًا:
    - ماذا؟ كيف ولماذا؟ّ
    - لا بأس سأوضح، ولك الحكم...

    قبل خمسة عسرة عاما قمت
    بإيداع النقود في أحد البنوك، وحصلت على سعر عال للفائدة طبلة المدّة الماضية وتساوي الفترة الّتي استغرقتها فترة حبسي.. واستحقت الوديعة الآجلة منذ أيام بسيطة.. فور إطلاق سراحي سحبت المبلغ وفوائده،وكنت أنوي إعادته اليكم.

    توقف هنيهة يتذكّر، ثمّ أردف قائلا:


    - شخصيّا تكفيني قيمة الفوائد، تكاد توازي المبلغ الأصلي الذي استوليت عليه بمثابة ديْن... وأضاف: لقد درستُ الأمرَ جيدا.. بكل مضاعفاته.. وخطّطت، ومن ثم نفذتُ في يوم الرواتب، في ذلك اليوم كنت أساعد رئيس المحاسبين في عد الفلوس مثل العادة، وحملتها معه والمدير الهرم كي نودعها في الخزنة...


    لكني قمت بوضع التقود في كيس قماش، وطالبتهما بأن يتنحيا جانبا حتى لا أوذيهما، انصاعا لأمري بسهولة، كانا كبيرين في العمر على وشك التقاعد،
    لم يرغبا بالتورط.. ثم انسحبت بالمال دون أي عائق غير عابئٍ بكاميرات المراقبة..

    غير عابئٍ بالقبض علييّ، متقبّلًًٍا عقابي... لو عملت طيلة حياتي ما استطعت جمع هذا المبلغ، كنتُ خائفّا من انتهاء عمري وحيدا خائبا..
    براتب وضيع بعد سنوات الخدمة الطويلة، مثل مديري. وشجعني على هذا أن المرأة الوحيدة التي أحببتها، هجرتني إلى أحد الأثرياء...

    صمت هنيهة مفكرا، واسترسل قائلا:

    - ما زال في العمر بقية - لما أبلغ الأربعين بعد - درست في السجن وأتممت تعليمي بالمراسلة.. ونلت شهادة عليا في الإدارة والتخطيط.. بإمكاني تغيير اسمي، وسأهاجر إلى بلد آخر بهوية جديدة وبداية نظيفة.. وأشرق مبتسما:

    - كل الصعوبات ستذلل.. بانتظاري إحدى الصبايا التي راسلتها بالسجن،
    سأتزوجها... وأنعم معها برغد العيش والرفاه... فلا شيء يعجز المال عن تأمينه... !

    مد المحقق يده بصمت يتناول الحقيبة، وينصرف.. يحك رأسه
    مستغرقا في التفكير؛ بخصوص تقاعده القريب، وزوجته المريضة.. ابنه ومصاريف جامعته الباهظة... يا ترى ماذا لو؟!

    ***********


    (النص اقتناصة من الذاكرة... بتصرف)...


    أنين ناي
    يبث الحنين لأصله
    غصن مورّق صغير.
  • أحمدخيرى
    الكوستر
    • 24-05-2012
    • 794

    #2
    مرور اولى على العمل لـ القاء التحية

    ولى عودة

    https://www.facebook.com/TheCoster

    تعليق

    • فاطيمة أحمد
      أديبة وكاتبة
      • 28-02-2013
      • 2281

      #3
      صباح الخير ريما،
      خمسة عشر عاما من الصبر من أجل الحصول على المال ، لا بأس
      لكن المال حرام.. يا للأسف
      بالطبع هي ليست تضحية أستاذة ريما، إنها جهل كبير وفخ وقع فيه
      وما يدريه لوسلك الطريق القويم ودعا ربه أن أجابه

      تحياتي


      تعليق

      • محمد فطومي
        رئيس ملتقى فرعي
        • 05-06-2010
        • 2433

        #4
        سلامي الحارّ ريما،
        و إن كانت اقتناصة من الماضي، فإنّها برأيي خامة محترمة تطلّبت عناية منك.
        أخشى أنّك بخلت عليها بالاشتغال و التطوير.
        لا بأس إن قسوت عليك نيابة عنها ريما، أعرف أنك ستقدّرين تقديري لتجربتك المهمّة.
        لم أستحسن جملة البداية في القصّة. لاحظت أنّك تعثّرت في صياغتها رغم ما يقع على كاهلهامن تمهيد و تأسيس لبناء النصّ و خطّه السّردي.
        المعلومات التي جاءت فيها بإمكاننا أيضا أن نستقيها داخل المتن لذا أرى أن تُحذف فيكون الإيحاء و الاقتصاد في اللغة و الصياغة الحسنة ؛ كأن تقولي مثلا:
        انتهت محكوميّته التي دامت خمسة عشر عاما.
        غداة إطلاق سراحه، زاره المحقّق الذي باشر القضيّة. قالله متوعّدا :

        مودّتي ريما.
        مدوّنة

        فلكُ القصّة القصيرة

        تعليق

        • عبدالرحيم التدلاوي
          أديب وكاتب
          • 18-09-2010
          • 8473

          #5
          كان ثمنا غاليا
          اخذ من حريته لينعم بالسعادة بقية عمره
          مودتي

          تعليق

          • بسباس عبدالرزاق
            أديب وكاتب
            • 01-09-2012
            • 2008

            #6
            أستاذة ريما ربما ما لفت انتباهي هو تلك الجوهرة المخفية بداخله
            هو معاناة الموظف بشكل عام
            تلك اليوميات التي تجعل منه مستلقيا على هامش الحياة يمر بمحاذاة الدنيا دون أن تلتفت إليه
            نعم و كما قال الأستاذ محمد فطومي النص يستحق اشتغالا أكثر

            لأن فكرته جميلة مستوحاة من معاشنا الذي نحياه و هو التقاطة طيبة
            و هو ترجمة لما يفكر فيه شباب اليوم


            تقديري استاذة ريما الريماوي
            السؤال مصباح عنيد
            لذلك أقرأ ليلا .. حتى أرى الأزقة بكلابها وقمامتها

            تعليق

            • ريما ريماوي
              عضو الملتقى
              • 07-05-2011
              • 8501

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة أحمدخيرى مشاهدة المشاركة
              مرور اولى على العمل لـ القاء التحية

              ولى عودة


              أقدر مرورك الصامت الأستاذ أحمد خيري...
              النص كان قيد التنقيح... أتمنى
              أنه قد تحسن....
              بالتوفيق في سفرك... بانتظار عودتك.

              مودتي واحترامي وتقديري.


              تحيتي.


              أنين ناي
              يبث الحنين لأصله
              غصن مورّق صغير.

              تعليق

              • ريما ريماوي
                عضو الملتقى
                • 07-05-2011
                • 8501

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة فاطيمة أحمد مشاهدة المشاركة
                صباح الخير ريما،
                خمسة عشر عاما من الصبر من أجل الحصول على المال ، لا بأس
                لكن المال حرام.. يا للأسف
                بالطبع هي ليست تضحية أستاذة ريما، إنها جهل كبير وفخ وقع فيه
                وما يدريه لوسلك الطريق القويم ودعا ربه أن أجابه

                تحياتي
                اهلا بالغالية فطيمة .. سعدت بحضورك وتعليقك...
                وفعلا هذه التضحية لا تستحق اذ ضحى باجمل ما في العمر
                سني الشباب .. بعض النظر عن التدين والدين..

                شكرا لحضورك الجميل...


                كوني بخير وصحة وعافية..


                مودتي واحترامي وتقديري.


                أنين ناي
                يبث الحنين لأصله
                غصن مورّق صغير.

                تعليق

                • ريما ريماوي
                  عضو الملتقى
                  • 07-05-2011
                  • 8501

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة محمد فطومي مشاهدة المشاركة
                  سلامي الحارّ ريما،
                  و إن كانت اقتناصة من الماضي، فإنّها برأيي خامة محترمة تطلّبت عناية منك.
                  أخشى أنّك بخلت عليها بالاشتغال و التطوير.
                  لا بأس إن قسوت عليك نيابة عنها ريما، أعرف أنك ستقدّرين تقديري لتجربتك المهمّة.
                  لم أستحسن جملة البداية في القصّة. لاحظت أنّك تعثّرت في صياغتها رغم ما يقع على كاهلهامن تمهيد و تأسيس لبناء النصّ و خطّه السّردي.
                  المعلومات التي جاءت فيها بإمكاننا أيضا أن نستقيها داخل المتن لذا أرى أن تُحذف فيكون الإيحاء و الاقتصاد في اللغة و الصياغة الحسنة ؛ كأن تقولي مثلا:
                  انتهت محكوميّته التي دامت خمسة عشر عاما.
                  غداة إطلاق سراحه، زاره المحقّق الذي باشر القضيّة. قالله متوعّدا :

                  مودّتي ريما.
                  اهلا وسهلا ومرحبا بالأستاذ الرائع محمد فطومي... معك كل الحق.. كتبتها بالفيس من اشهر وخوفا من أن تضيع نقلتها هنا.. وكعادتي التنقيح مستمر... وحضرتك خير من يضع إصبعه على الخلل... عدلت طبعا... عسى أصل لمستوى ذائقتك...


                  كن بخير وصحة وعافية... مودتي واحترامي وتقديري.

                  تحيتي.


                  أنين ناي
                  يبث الحنين لأصله
                  غصن مورّق صغير.

                  تعليق

                  • ريما ريماوي
                    عضو الملتقى
                    • 07-05-2011
                    • 8501

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحيم التدلاوي مشاهدة المشاركة
                    كان ثمنا غاليا
                    اخذ من حريته لينعم بالسعادة بقية عمره
                    مودتي
                    فعلا الثمن غال التضحية بالشباب من أجل المال...
                    لن يهنأ له العيش كما يظن... والله أعلم..

                    شكرا لحضورك القيم الأستاذ عبد الرحيم..

                    مودتي واحترامي وتقديري.


                    تحيتي.


                    أنين ناي
                    يبث الحنين لأصله
                    غصن مورّق صغير.

                    تعليق

                    • ريما ريماوي
                      عضو الملتقى
                      • 07-05-2011
                      • 8501

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة بسباس عبدالرزاق مشاهدة المشاركة
                      أستاذة ريما ربما ما لفت انتباهي هو تلك الجوهرة المخفية بداخله
                      هو معاناة الموظف بشكل عام
                      تلك اليوميات التي تجعل منه مستلقيا على هامش الحياة يمر بمحاذاة الدنيا دون أن تلتفت إليه
                      نعم و كما قال الأستاذ محمد فطومي النص يستحق اشتغالا أكثر

                      لأن فكرته جميلة مستوحاة من معاشنا الذي نحياه و هو التقاطة طيبة
                      و هو ترجمة لما يفكر فيه شباب اليوم


                      تقديري استاذة ريما الريماوي

                      فعلا الفكرة عجيبة لهذا كمنت في ذاكرتي...
                      اما عند التطبيق تلك المشكلة.. كل العوائق تقف في طريقها..

                      سعدت بحضورك وردك... والتعديل مستمر..

                      مودتي واحترامي وتقديري.


                      تحيتي.


                      أنين ناي
                      يبث الحنين لأصله
                      غصن مورّق صغير.

                      تعليق

                      • حواء الأزداني
                        أديبة وكاتبة
                        • 28-10-2013
                        • 138

                        #12
                        عزيزتي ..فراشة الملتقى (ريم ) ...الحوار في بداية النص .. متعثر ..لكن العقدة متنوعة وجميلة والسؤال الذي وقع في نهاية القصة يجعلنا ننشغل بالنص ..ماذا لو ؟ فعلها القاضي .
                        حــــــواء الأزداني

                        ربي إن رفعتني عند الناس (درجة) ’’’’فـــ احططني عند نفسي بمثلها .

                        تعليق

                        • ريما ريماوي
                          عضو الملتقى
                          • 07-05-2011
                          • 8501

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة حواء الأزداني مشاهدة المشاركة
                          عزيزتي ..فراشة الملتقى (ريم ) ...الحوار في بداية النص .. متعثر ..لكن العقدة متنوعة وجميلة والسؤال الذي وقع في نهاية القصة يجعلنا ننشغل بالنص ..ماذا لو ؟ فعلها القاضي .

                          شكرا الاستاذة حواء .. اسعدني حضورك ونقدك..
                          علما التعديل لا يتوقف .. وكل فترة اعود واعدل
                          على نصوصي...كلما برقت معي فكرة..

                          تحيتي واحترامي.


                          أنين ناي
                          يبث الحنين لأصله
                          غصن مورّق صغير.

                          تعليق

                          يعمل...
                          X