الأستاذة التي هطلت روعة بدون مقدمات..
وزيّنت ذيول المساء على تبرّج تباشير الفجر..
القديرة بدرية مصطفى سيّالة اليراع والخاطر..

أحسست بالإلفة في هذه التحليقة:

عام مضى
وكل مساء يتحول لقارب صغير
يسير بصمت فوق الموج
وتحت ضوء القمر
نحو المجهول يجازف بنا ..
أصوات المجاديف تضرب تموجنا
تصدر ضجيجاً مالحاً
ايقاعات تلاشٍ متناغمة
مع تلاعب المياه بسفن الكلام

إلفة تلك الطرقات لكلماتٍ قديمة..
كانت صديقة أمسياتي وذاكرتي..
لقصيدة روضة الحاج (عام مضى)..
وقد لمست بعض شبه في تغرّب عصيّ آخر..
أو خُيل إلي :

عام مضى
والمد والجذر الهلامي الملامح شفني
كم ترهق المحار أرجحة الوصول
ويصطلي نار احتمال اللا وصول

ثم وأتأمل في مطلعِ الخاطرة..
تلك الكلمات الرقراقة:

يأخذنا العبث
نحو عوالم عذراء
في ليلٍ أزلي يحلق بنا للاعودة
فهل سيأتي يوما
على محيطات الدفء نحط الرحال ولو لحظة!!

فنرى التأرجح بين اللاعودة والأمل بدفء المستقبل..
لنلمس في قصيدة (عام مضي) هذا التأرجح :
ومن مطلعها :

عام مضى
وأنا الترقب وانتظار المستحيل

لتقول :

عام مضى
ومساحة الشجن استدارت في دمي
كتلاً من الحزن النبيل
ماعاد في المقدور أن أبقى هنا
أترى سأرجع مرة أخرى
فأمتهن الرحيل !!!؟؟؟

وما بين روضة وهي تمتهن الرحيل..
وبدرية في صناعة غربتها العصيّة..
كانت مداوة الروح التي حصدت الشجن..
طيلة عام مضى.. وتناجي النفس حوله..
وتمني نفسها بعام آتٍ على سحائب أمل..

ليس للأرواح مرفأ ...
ليس للمحبين موانئ...
تلسعنا اللحظات الكئيبة
تتداولنا الأيام
غربةٌ عصية
لتغفو القصائد ببثور المستحيل
تستقيم أغاني الغسق
يوما ما ستوزعنا الصور على متاحف الحنين ..

وعن العام الذي مضى يجر فصوله..
تقول روضة في بوحها :

عام مضى
بخريفه وبصيفه وشتائه
كل الفصول
لكنني .. من أجل وجهك يا صفي القلب
أعلنت الطوارىء يومها صيفاً
فحاورت الغيوم البيض والأنداء
والعشب الجميل
وغزلت من أسمال هذا الشعر ليلاً
رغم ضوء يختفي مني
ومغزلة تعاندني
ومنوال ثقيل
دُثراً تقيك البرد
في الليل الشتائي الطويل
وأتى الخريف
وحينما أرسلتُ للأمطار ملحفةً
أجابتني .. وخطت في أجندتها
دخولك أو خروجك
ثم جدولت الهطول

لنجد أستاذتنا المتألقة بدرية ..
تحكي عن فصول عامها بتعبير :
وجدته ذائقتي أعذب من كلمات روضة :
في غربتها القصية، الشجية :

أيا بحيرة المعاني
ها قد أوشك الربيع ان يموت ليولد من خريفٍ جديد
قرب تلك الواحات التي تعشق همساتنا
ها أنا اليوم وحيدة
أواسي أحلاماً طالما رويتها بالنجوم ..
الكلمات عوامل تعرية
تسقي الحب بلا حساب
والرياح تلقي الأماني على منابع الهوس ..
أجمع سفانات الذكرى

حقيقة أبدعتِ أستاذة بدرية..
للتثبيت ثانية إن شاء الله..
(خاطرتان في نصف ساعة)
دمتم والابداع أهل الخاطر..

همسة: حذفت الواو في الكلمة الاولى.

الأستاذة بدرية
تحياتي
كل نص يحمل الغربة ، فهو يصيبني في مقتل
نصك حملني في قارب صغير في ليلة قمرية على سطح بحيرة الغربة ثم دندنت بـ :



أيا وقت رويدك ..

وأنتِ ايتها العقارب تمهلي

لنهنأ بملذات نورانية

نحصن التقوى بعبراتنا

***

دمتم

المشاركة الأصلية بواسطة جلال داود مشاهدة المشاركة

الأستاذة بدرية
تحياتي
كل نص يحمل الغربة ، فهو يصيبني في مقتل
نصك حملني في قارب صغير في ليلة قمرية على سطح بحيرة الغربة ثم دندنت بـ :



أيا وقت رويدك ..

وأنتِ ايتها العقارب تمهلي

لنهنأ بملذات نورانية

نحصن التقوى بعبراتنا

***

دمتم

استاذي / جلال داود
لا يحس بمراره الغربه الا من عاشها بتفاصيلها
اراح الله قلبك
و جعل السعاده رفيق دربك

تقديري لتواجدك الراقي

لا تخلعي الليل
منسأت العبث طابور أماني
و برغم أنك بحجم لهفتي
إلا أنك ِ لن تنتهي مني
سطوة اسمي
ليل شاهق
يكيد لكل فجوة ٍ من قلق
يمضغ فحش الوله
بكومة تشظي و قصيدة لوز
و الجب ذاته بغازل القميص و الذئب
لذا سأستمر بسمرتي
أخون فيلق جسدي
و جنوب وقاري..
بالرؤى نزخرف الاحتمالات
و كنه الانكسار
ما البديل لهذا الانفلات اللغوي
كيف نواري لكنة الغرق
بقصعة صمت ٍ
أم بغربة ٍ عصية ..


ما هذا البيان الفاخر
أختي الفاضلة / بدرية مصطفى
جميل هذا التمازج اللغوي الشفيف
محصن ٌ ضد استعارات التخاذل
و كنايات السراب..
تشرفت كثيرا بالقراءة
و استمتعت بخاطرة س عصية
تقديري و تحية تليق ,,

يأخذنا القدر
إلى غربه عصيه
غربة قلب وفؤاد
تلاشي العمر نقطه نقطه
من عالمنا لانرى شمسٌ تضئ
تصبح الحياة دون ملامح
والعيون ترى عتمه
بساتين قاحلة
حدائق مهجورة
غربة روح وجسد


صديقتي القديرة/ بدرية
بوح لامس سحب الإبداع
نص راقي كروحك حبيبتي

تقديري وحبي
حور

الأديب الجليل / مصطفى العمري
تحيه اجلال و احترام لسموك
الأبداع ردك الفاخر و هيبه تواجدك


تقديري و كل الأحترام

استاذي القدير / قصي
بل الشرف تواجدك
وتعقيبك الذي لا يضاهيه قوه بيان

تقديري

جمال وسحر و بهاء يسكن هذه السطور الرائعة
دام لك القلم المشوق المبدع
مودتي و تقديري الأستاذة بدرية

أختي و صديقتي الرائعه / حور
ماأجمل حروفك واعذب مشاعرك
دائما تغدقين علي بفيض كرمك
لا عدمتكِ يارب

تقديري و حبي الصادق

الجمال هو تواصلكم
وردودكم التي تمنحني البهاء
وبذل المزيد

تقديري وكثير الأحترام

يا لروعتِكِ وروعة ما تكتبين
مُبدِعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى
خاطرتك تسكُن الفؤد وتُدمي الروح
تُخالِطُ المشاعِرَ فتهزها
لِيُذرف دَمعُ الكيانِ لجمالها
" لتغفو القصائد ببثور المستحيل
تستقيم أغاني الغسق "
رائعة