قصة قصيرة
لوحة
كان يوما حافلا رغم قلة المصطافين ، رسم العديد من الصور الشخصية درت عليه دخلا لابأس به ، لملم أوراقه وحمل لوحته وأدواته وهم بمغادرة الشاطىء بعد أن شطر دجى الليل قرص الشمس ، تناثرت دماءها ، احمرت لجة البحر وتناثرت قطرات حمراء على صفحة السماء ، سحره المنظر عاد إلى لوحته ووضع عليها بريشته لمسة أخيرة ، تمردت عيناه وتعلقت بسحر الغروب ، صرخ ياللهول ، غريق القى بجسده سريعا يصارع الأمواج حتى وصل الغريق سحبه تجاه الشاطىء ، فتاة رائعة الجمال ، متوسطة القامة بشعرها الأسود المنسدل على وجه ثلجي ورموشها الطويلة ترتاح على أسيل وجنتيها ، بمساعدة بعض الشباب رفع رجليها وترك رأسها يتدلى وضرب بيده على ظهرها ، انحدر الماء من فيها ، شهقت نفسا ، حمد الله .
كان شاطىء البحر شبه خالي مع إقتراب نهاية الصيف وبداية الخريف ، جلست إلى جانبه تلتقط انفاسها وجسدها يرتعش من برودة ملابسها المبتلة ، بعيون زائغة نظرت الى اللوحة ، انتفض جسدها وفغر فاهها وقالت بصوت متلعثم : أنت رسمت أحلامي ، قصر على الشاطىء يجمع عاشقين يستمتعان بلحظات الغروب .
قال : أنا رسمت أمالي
قالت : بل رسمت أحلامي
قال : أنت لاتجيدين السباحة ، لماذا تعمقت بسيرك وسط الأمواج ..؟
قالت : أبحث عن الموت
قال : خسارة أن يدفن هذا الجمال
قالت : وما حيلتي وقد تركني وهاجر إلى بلاد بعيدة ، ركبت أمواج البحر لعلي ألحق به
قال: هل كان يحبك
قالت : بنينا هنا قصور حبنا برمال البحر
قال : ولكن الأمواج تهدم قصور الرمال
قالت : ولكن الأحلام تبقى في قلوبنا
قال : لماذا تركك ، هل اختفلتما ..؟
قالت : لا .. ولكن لم يكن بيده حيلة أمام المهر الذي طلبه والدي ، فقال : سأذهب مهاجراً ولن أعود إلا بالمهر
قال : وما المشكلة في ذلك كان يجب أن تنتظريه بدلا من الأنتحار
قالت : وماذا أفعل بالجنين في أحشائي
صمت ولم يقل كلمة مواساة ، مع سدول ستائر الظلام حمل لوحته واوراقه وادواته وترك عينيه تراقب الفتاة المكلومة وقبل أن تستقل سيارة مبتسمة الى بيتها همس قائلا :
أنا هنا يوميا قبل الغروب أستلهم بريشتي الأحلام وأبني بها الآمال
انتهت
محمود عودة
لوحة
كان يوما حافلا رغم قلة المصطافين ، رسم العديد من الصور الشخصية درت عليه دخلا لابأس به ، لملم أوراقه وحمل لوحته وأدواته وهم بمغادرة الشاطىء بعد أن شطر دجى الليل قرص الشمس ، تناثرت دماءها ، احمرت لجة البحر وتناثرت قطرات حمراء على صفحة السماء ، سحره المنظر عاد إلى لوحته ووضع عليها بريشته لمسة أخيرة ، تمردت عيناه وتعلقت بسحر الغروب ، صرخ ياللهول ، غريق القى بجسده سريعا يصارع الأمواج حتى وصل الغريق سحبه تجاه الشاطىء ، فتاة رائعة الجمال ، متوسطة القامة بشعرها الأسود المنسدل على وجه ثلجي ورموشها الطويلة ترتاح على أسيل وجنتيها ، بمساعدة بعض الشباب رفع رجليها وترك رأسها يتدلى وضرب بيده على ظهرها ، انحدر الماء من فيها ، شهقت نفسا ، حمد الله .
كان شاطىء البحر شبه خالي مع إقتراب نهاية الصيف وبداية الخريف ، جلست إلى جانبه تلتقط انفاسها وجسدها يرتعش من برودة ملابسها المبتلة ، بعيون زائغة نظرت الى اللوحة ، انتفض جسدها وفغر فاهها وقالت بصوت متلعثم : أنت رسمت أحلامي ، قصر على الشاطىء يجمع عاشقين يستمتعان بلحظات الغروب .
قال : أنا رسمت أمالي
قالت : بل رسمت أحلامي
قال : أنت لاتجيدين السباحة ، لماذا تعمقت بسيرك وسط الأمواج ..؟
قالت : أبحث عن الموت
قال : خسارة أن يدفن هذا الجمال
قالت : وما حيلتي وقد تركني وهاجر إلى بلاد بعيدة ، ركبت أمواج البحر لعلي ألحق به
قال: هل كان يحبك
قالت : بنينا هنا قصور حبنا برمال البحر
قال : ولكن الأمواج تهدم قصور الرمال
قالت : ولكن الأحلام تبقى في قلوبنا
قال : لماذا تركك ، هل اختفلتما ..؟
قالت : لا .. ولكن لم يكن بيده حيلة أمام المهر الذي طلبه والدي ، فقال : سأذهب مهاجراً ولن أعود إلا بالمهر
قال : وما المشكلة في ذلك كان يجب أن تنتظريه بدلا من الأنتحار
قالت : وماذا أفعل بالجنين في أحشائي
صمت ولم يقل كلمة مواساة ، مع سدول ستائر الظلام حمل لوحته واوراقه وادواته وترك عينيه تراقب الفتاة المكلومة وقبل أن تستقل سيارة مبتسمة الى بيتها همس قائلا :
أنا هنا يوميا قبل الغروب أستلهم بريشتي الأحلام وأبني بها الآمال
انتهت
محمود عودة
تعليق