لوحة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمود عودة
    أديب وكاتب
    • 04-12-2013
    • 398

    لوحة

    قصة قصيرة
    لوحة
    كان يوما حافلا رغم قلة المصطافين ، رسم العديد من الصور الشخصية درت عليه دخلا لابأس به ، لملم أوراقه وحمل لوحته وأدواته وهم بمغادرة الشاطىء بعد أن شطر دجى الليل قرص الشمس ، تناثرت دماءها ، احمرت لجة البحر وتناثرت قطرات حمراء على صفحة السماء ، سحره المنظر عاد إلى لوحته ووضع عليها بريشته لمسة أخيرة ، تمردت عيناه وتعلقت بسحر الغروب ، صرخ ياللهول ، غريق القى بجسده سريعا يصارع الأمواج حتى وصل الغريق سحبه تجاه الشاطىء ، فتاة رائعة الجمال ، متوسطة القامة بشعرها الأسود المنسدل على وجه ثلجي ورموشها الطويلة ترتاح على أسيل وجنتيها ، بمساعدة بعض الشباب رفع رجليها وترك رأسها يتدلى وضرب بيده على ظهرها ، انحدر الماء من فيها ، شهقت نفسا ، حمد الله .
    كان شاطىء البحر شبه خالي مع إقتراب نهاية الصيف وبداية الخريف ، جلست إلى جانبه تلتقط انفاسها وجسدها يرتعش من برودة ملابسها المبتلة ، بعيون زائغة نظرت الى اللوحة ، انتفض جسدها وفغر فاهها وقالت بصوت متلعثم : أنت رسمت أحلامي ، قصر على الشاطىء يجمع عاشقين يستمتعان بلحظات الغروب .
    قال : أنا رسمت أمالي
    قالت : بل رسمت أحلامي
    قال : أنت لاتجيدين السباحة ، لماذا تعمقت بسيرك وسط الأمواج ..؟
    قالت : أبحث عن الموت
    قال : خسارة أن يدفن هذا الجمال
    قالت : وما حيلتي وقد تركني وهاجر إلى بلاد بعيدة ، ركبت أمواج البحر لعلي ألحق به
    قال: هل كان يحبك
    قالت : بنينا هنا قصور حبنا برمال البحر
    قال : ولكن الأمواج تهدم قصور الرمال
    قالت : ولكن الأحلام تبقى في قلوبنا
    قال : لماذا تركك ، هل اختفلتما ..؟
    قالت : لا .. ولكن لم يكن بيده حيلة أمام المهر الذي طلبه والدي ، فقال : سأذهب مهاجراً ولن أعود إلا بالمهر
    قال : وما المشكلة في ذلك كان يجب أن تنتظريه بدلا من الأنتحار
    قالت : وماذا أفعل بالجنين في أحشائي
    صمت ولم يقل كلمة مواساة ، مع سدول ستائر الظلام حمل لوحته واوراقه وادواته وترك عينيه تراقب الفتاة المكلومة وقبل أن تستقل سيارة مبتسمة الى بيتها همس قائلا :
    أنا هنا يوميا قبل الغروب أستلهم بريشتي الأحلام وأبني بها الآمال
    انتهت
    محمود عودة
  • نادية البريني
    أديب وكاتب
    • 20-09-2009
    • 2644

    #2
    أخي الفاضل محمود عودة
    أردت أن أشكرك لتفاعلك المثمر والبنّاء مع ملتقى القصّة
    ولي عودة بإذن الله ساة يتيسّر لي الأمر
    دمت بخير

    تعليق

    • عبد الحميد عبد البصير أحمد
      أديب وكاتب
      • 09-04-2011
      • 768

      #3
      بداية قوية وركلة موفقة ..
      لكني لا أدري لم ترهلت في النهاية .
      شكراً لك
      الحمد لله كما ينبغي








      تعليق

      • عبدالرحيم التدلاوي
        أديب وكاتب
        • 18-09-2010
        • 8473

        #4
        حمل+ مهر ثقيل ، يساوي انتحار.
        الأمل في عودته. فعل الرسام خيرا بإنقاذها.
        مودتي

        تعليق

        • أحمدخيرى
          الكوستر
          • 24-05-2012
          • 794

          #5
          قال ، وقالت ، واماله واحلامها .. مروءته ، وخطيئتها ..
          اكثـر من فكرة اخرجها الحوار المكثف الراقى ..
          وقلمك سيدى " رشيق ، ومرن " عكس الاستنتاجات بجملة واحدة .
          فحتى إنقاذه لها " وشهامته معها " كانت التلقائية متمثلة فى رآسي .. حتى حلت ذكري " الحبيب المهاجر ابو الجنين السفاح " فى جملة فلاشية سريعة ورشيقة .. لتنقلب الفكرة ..
          رائعة يا صديقى .. وتناولها كان اروع ، وأجمل
          اشكرك اخى " محمود عودة "
          على متعة القراءة لك

          تحياتى
          التعديل الأخير تم بواسطة أحمدخيرى; الساعة 01-05-2014, 19:26.
          https://www.facebook.com/TheCoster

          تعليق

          • محمود عودة
            أديب وكاتب
            • 04-12-2013
            • 398

            #6
            الأستاذة الأديبة المبدعة نادية البريني شكرا جزيلا لطلتك البهية اما بالنسبة لتفاعلي مع منتدى القصة القصيرة فأنا اقدر كثيرا شكرك ولكنه شيئا أقوى مني لأدماني قراءة القصة ومحاولة الأستفادة من كتابات المبدعين الرائعين ..مودتي وتحياتي
            التعديل الأخير تم بواسطة محمود عودة; الساعة 02-05-2014, 20:10.

            تعليق

            • نوال شلباية
              عضو الملتقى
              • 17-07-2013
              • 19

              #7
              الجميل في القصة ان الرسام لم يتدخل في حل المشكلة لانه لايملكه بل هو يرصد واقع
              موفق أستاذ / محمود عودة

              تعليق

              • بسباس عبدالرزاق
                أديب وكاتب
                • 01-09-2012
                • 2008

                #8
                صديقي محمود عودة الرائع

                أحببت قصتك جدا و جدا

                و أهمس لك و أتمنى أن تتقبلها مني بحب:

                أحسستك مقيد العاطفة نوعا ما، كان بإمكانك تفجير القصة فحين تتنفجر العاطفة و لكنك بسرعة تكبلها
                أطلقها أخي أرجوك
                تمنيت أخي لو ولدت هذه الفكرة عندي، فالفكرة و الرؤية هي أصعب زوايا كتابة القصة.

                أقول لك و من قلبي راجعها و اكتبها مرة ثانية
                الحوار كان بإمكانه أن يحدث زوبعة شعرية كبيرة

                و رغم ذلك أسجل إعجابي بفكرة النص كثيرا

                محبتي صديقي محمود
                السؤال مصباح عنيد
                لذلك أقرأ ليلا .. حتى أرى الأزقة بكلابها وقمامتها

                تعليق

                • محمود عودة
                  أديب وكاتب
                  • 04-12-2013
                  • 398

                  #9
                  الأستاذة الأديبة المبدعة نوال شلباية كل الشكر والتقدير لعطر طلتك وبصمتك الرائعة
                  مودتي وتحياتي

                  تعليق

                  • محمود عودة
                    أديب وكاتب
                    • 04-12-2013
                    • 398

                    #10
                    صديقي العزيز الأستاذ بسابس عبد الرزاق كل الشكر والأمتنان لبصمتك الرائعة وأشكرك على همستك الجميلة وكان حرصي على عدم الأسهاب هو ماقيدني في تفجير الطاقة العاطفية وأنا لك كصديق عزيز اعطيك حق اقتباس الفكرة وكتاباتها بإسلوبك المميز كي أستفيد من براعتك السردية
                    تقبل مودتي وتحياتي

                    تعليق

                    • محمد الشرادي
                      أديب وكاتب
                      • 24-04-2013
                      • 651

                      #11
                      أهلا اخي محمود
                      يعتقد الفنان أي فنان انه يقدم للناس آلامه و تطلعاته، لكنه في الحقيق ينسج من إبداعه أحلام كل الناس، و وجعهم، و ساعات فرحهم. كثيرا ما ينظر المرء إلى لوحة فيقول في نفسه هذه اللوحة تمثل أحرزاني...أفراحي...رغباتي...
                      و انت قدمت هنا لوحتين، و احد بالريشة و الأصباغ ،و الأخرى بالكلمات الرشيقة،و كلاهما عبرا عن وجداننا.
                      تحياتي أخي محمود

                      تعليق

                      • محمود عودة
                        أديب وكاتب
                        • 04-12-2013
                        • 398

                        #12
                        الأستاذ الأديب المبدع محمد الشرادي كل الشكر والتقدير موصلا بخالص مودتي لقراءتك المائزة التي انتظرها بفارغ الصبر على أي نص انشره
                        تقبل مودتي وتحياتي

                        تعليق

                        • فراس عبد الحسين
                          أديب وكاتب
                          • 18-08-2013
                          • 180

                          #13
                          جاءت جميلة متكاملة بنهاية مفتوحة مع انتظار الفنان الرسام , لكنها مختصرة جداً , هناك أحداث كثيرة يمكن ان تحدث , الاديب محمود عودة ....أبدعت.
                          فراس العراقي

                          تعليق

                          • محمود عودة
                            أديب وكاتب
                            • 04-12-2013
                            • 398

                            #14
                            الأستاذ الأديب المبدع فراس عبد الحسين منون جدا لبصمتك الرائعة وصدقت يمكن أحداث كثيرة أن تحدث ولكني تركتها للمتلقي يرسم بمخيلته ما يشاء
                            مودتي وتحياتي

                            تعليق

                            • حارس الصغير
                              أديب وكاتب
                              • 13-01-2013
                              • 681

                              #15
                              الأخ الحبيب محمد عودة
                              نص رشيق بفكرته وأسلوبه
                              تحيتي

                              تعليق

                              يعمل...
                              X