بعد منتصف الليل،يخرج علبه سجائره لم تتبقي إلا الأخيرة ينظر لها بشغف وكأنها حبيبته التي حين يقبلها يغيب عن الدنيا ،يعزم عزومة مراكبية علي من يجلس بجوارة ف انتظار حافلة منتصف الليل،يشكره ويخبره انه مبيشربش،يضع الاول رجلا ع رجل وينظر الي المدي البعيد وكأنه يستحضر النظرة الافلاطونية عارف يامحترم اهوه دخان السجارة ده عامل زي الساعة بيلف ف دواير وبيفكرك دايما ان كل حاجة وليها اخر حتي نفسك اللي بيبل ريقك ،الا الاتوبيس اتاخر ليه ولا خليه يتاخر عقبال ما نخلص النفسين !!
يتأخر الاتوبيس لبعض الوقت،علبه السجائر وقد نفذ أخر ما تبقي منها،طب أنا هقوم اشتري سجاير،يعبر ع مهل الشارع يصطدم بعامل النظافة الذي اشار له اكثر من مرة مترميش ف الشارع السجاير ياحج انا لسه منضف،وكان يرد ما تنضف تاني ياخي والنضافة من الايمان،وبعدين هو انت مش موظف عند الشعب وانا الشعب خليني اشوف انت شايف شغلك ولا عاوز يتشد ودانك،ينظر له العامل بتعجب ربنا يهديك ياحج ويتركه ويكمل كنس،الأن وقد اصطدم به يمسك العجوز ف رقبته،انت بتخبطني انا هو انت مفكرني صغير طب وربنا هفرج كل الناس عليك،يتركه أيضا ويمشي دون شجار،ويعذرة لسنه الكبير،يفكر ف اسرته كم شخص ينظر له تلك النظره الكريه لمجرد انه عامل النظافة مع انه افضل من الجميع يكفي ان زوجته ام العيال تخبره بذلك،بعد ساعتين سيعود لها،يدندن دون تحريك شفايفه "ياتري ياواحشني بتفكر ف مين عامل ايه الشوق معاك،عامل ايه فيك الحنين" ،يلا يازبال يامعفن يسمع صوت العجوز يأتي من عند المحطة يدير وجه الناحية الاخري ولا يرد عليه،يعود العجوز إلي كراسي المحطة ويستكمل العجوز حكاياته عن الحياة الجبهة الحرب يوزع السجائر ع منتظري الفرج،يلمع صاحب صندوق الورنيش حذائه،تتشكل سحب كثيفة من دخان لا ينتهي،يستمعون له ف شغف وكأنه يحكي عن الجنة ولا تأتي الحافلة،اكتر مشهد مش هنساه لما رفعنا العلم ع أرضنا،دخان السجائر بدأ يخف،هل كانت هذة دموع حقيقية،توقف عامل النظافة يراقب المشهد من بعيد،سكوت مفاجئ بصوت ريقه ناشف،عارفين السجاير اللي شربتوها ديه صيني العلبة ام اتنين جنية وحطتها ف علبة كليوباترا عشان انسي اني مبقتش قادر ع تمن الكليوباترا،وأنتم من كتر اللف ف الساقية مبقتوش عارفين بتطفحوا ايه جتكم القرف،يقوم لا أحد يستوقفه ،ينظرلعامل النظافة الذي يراقب المشهد من بعيد،ثم يلتفت الي الطريق يسير ع مهل يأتي الفجر يشق السكوت صوت الأذان الذي يأتي من الجامع القريب وحينها ينفجر الشارع لتتوقف الحياة عن الحركة،لن يشتري العجوز سجائر صيني فرط ليضعها ف علبة كليوباترا،لن يعود عامل النظافة لزوجتة،ولن يعود المطحونين الي الغمامة والساقية ولن تاتي الحافلة ابداً !!
يتأخر الاتوبيس لبعض الوقت،علبه السجائر وقد نفذ أخر ما تبقي منها،طب أنا هقوم اشتري سجاير،يعبر ع مهل الشارع يصطدم بعامل النظافة الذي اشار له اكثر من مرة مترميش ف الشارع السجاير ياحج انا لسه منضف،وكان يرد ما تنضف تاني ياخي والنضافة من الايمان،وبعدين هو انت مش موظف عند الشعب وانا الشعب خليني اشوف انت شايف شغلك ولا عاوز يتشد ودانك،ينظر له العامل بتعجب ربنا يهديك ياحج ويتركه ويكمل كنس،الأن وقد اصطدم به يمسك العجوز ف رقبته،انت بتخبطني انا هو انت مفكرني صغير طب وربنا هفرج كل الناس عليك،يتركه أيضا ويمشي دون شجار،ويعذرة لسنه الكبير،يفكر ف اسرته كم شخص ينظر له تلك النظره الكريه لمجرد انه عامل النظافة مع انه افضل من الجميع يكفي ان زوجته ام العيال تخبره بذلك،بعد ساعتين سيعود لها،يدندن دون تحريك شفايفه "ياتري ياواحشني بتفكر ف مين عامل ايه الشوق معاك،عامل ايه فيك الحنين" ،يلا يازبال يامعفن يسمع صوت العجوز يأتي من عند المحطة يدير وجه الناحية الاخري ولا يرد عليه،يعود العجوز إلي كراسي المحطة ويستكمل العجوز حكاياته عن الحياة الجبهة الحرب يوزع السجائر ع منتظري الفرج،يلمع صاحب صندوق الورنيش حذائه،تتشكل سحب كثيفة من دخان لا ينتهي،يستمعون له ف شغف وكأنه يحكي عن الجنة ولا تأتي الحافلة،اكتر مشهد مش هنساه لما رفعنا العلم ع أرضنا،دخان السجائر بدأ يخف،هل كانت هذة دموع حقيقية،توقف عامل النظافة يراقب المشهد من بعيد،سكوت مفاجئ بصوت ريقه ناشف،عارفين السجاير اللي شربتوها ديه صيني العلبة ام اتنين جنية وحطتها ف علبة كليوباترا عشان انسي اني مبقتش قادر ع تمن الكليوباترا،وأنتم من كتر اللف ف الساقية مبقتوش عارفين بتطفحوا ايه جتكم القرف،يقوم لا أحد يستوقفه ،ينظرلعامل النظافة الذي يراقب المشهد من بعيد،ثم يلتفت الي الطريق يسير ع مهل يأتي الفجر يشق السكوت صوت الأذان الذي يأتي من الجامع القريب وحينها ينفجر الشارع لتتوقف الحياة عن الحركة،لن يشتري العجوز سجائر صيني فرط ليضعها ف علبة كليوباترا،لن يعود عامل النظافة لزوجتة،ولن يعود المطحونين الي الغمامة والساقية ولن تاتي الحافلة ابداً !!
تعليق